أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ندى أسامة ملكاني - الرجل الذي لا يعرف شيئا














المزيد.....

الرجل الذي لا يعرف شيئا


ندى أسامة ملكاني

الحوار المتمدن-العدد: 7964 - 2024 / 5 / 1 - 12:58
المحور: كتابات ساخرة
    


الرجل الذي لا يعرف شيئا!!
"لم يكن يحاول حتى أن يتصور كيف سيعيش ولكنه كان يشعر بأن له دورا جديدا ويستمتع بعدم معرفة هذا الدور"
أنتمي للفكر المتفائل الذي يستشرف النور في أروقة الظلام ولا يستسلم ..ولكن مع ذلك يبدو أني لم أعد أعرف شيئا !!!!
رواية الرجل الذي عرف كل شيء هي بخلاف رواية ما يحدث هذه الأيام ....ففي بلدك قد لا تعرف ما لذي يحدث ولا لماذا الجائع يزداد جوعا والغني يزداد غنى ولا لماذا بالرغم من كل السعي للقضاء على الفساد... الفساد يعرش ويمتد ويغدو وصمة عار لا يمكن أن تجملها بأي وسيلة كانت ولا أن تجتثها .....في بلدك قد لا تعرف ما لذي يحدث باختصار .....لا تعرف لماذا شخص من مكانة علمية عالية ويجب أن يكون فخرا لبلده هو غير قادر على تحصيل قوت يومه...
لكن ما تعرفه أن الكل يركض وراء لقمة عيشه وانتظار رسالة الغاز جل الأحلام ...تريد أن تعرف ما لذي يحدث ولكنك لن تعثر على جواب ...عليك أن تصارع إما من أجل البقاء أو من أجل أن تحقق الممكن ....أن تكون مبدعا يعني أن تكون هناك ...في الخارج ...والنتيجة المتوقعة أن تفرغ من كل محاكمة منطقية لأي حدث وتغدو انفعاليا غير قادر على التحليل بل الشكوى والتذمر ....كيف تتفلسف وبطنك جائع؟؟ بل كيف تشبع حاجاتك الفكرية إذا كان بطنك خاويا؟؟؟ أو كيف سترسم مستقبلك وأنت في ريعان الشباب في بلد يبدو أنك لا تعرف فيه شيئا...لا ما حدث ولا ما لذي يحدث ولا الذي سيحدث ....تعرف فقط أنك تريد أن تنجو....
ولأني أستاذة في كلية العلوم السياسية يفترض كل الناس البسطاء الذين أقابلهم أني أعرف "لوين رايحة البلد" إلا سائق الباص يبدو أنه أكثر إدراكا مني لمستقبل هذا البلد ....في أزمة المواصلات غير الطبيعية أستقل الباصات بالرغم من أني أحيانا لا أقوى على ملاحقتها ....ولم يعد راتب الأستاذ الجامعي كافيا لأن يستقل التكسي مع غلاء البينزين والذي ربما لم تعد مهتما بمعرفة سبب غلائه المستمر...لكن ما يهم ...يبدو أن سائق الباص لديه حاسة استشرافية خطيرة لمستقبل البلد أكثر من أي أستاذ جامعي ....حينما لم أجد مكانا في المقاعد الخلفية جلست في المقعد الأمامي ودللت نفسي وحجزت المقعدين الأماميين بكل تبذير ...شاهد معي حقيبة فظن أني محامية ....صححت له معلوماته وقلت له: "أنا دكتورة"
هو: "بالله ....بأنو مستشفى"
مللت من التوضيح فتنهدت وتابعت: أنا أستاذة جامعية
هو وأثناء ارتشافه للشاي بطريقة مغيظة: "أيواه والله أنتوا مدللين" "دخلك بأنو كلية"
أنا: كلية العلوم السياسية
هو: أيواه ....رح قلك البلد رح ترجع لقبل 2011 والأمور رح تكون بخير والعملة رح تتحسن
تأملت مليا شباك الباص وقلت: يبدو أنك تعرف كل شيء
هل ننجو من يومنا أم نعيشه .....لا تعرف ...أعرف أنك لا تعرف شيئا ....تبحث عن النجاة الفردية ...طبيعي جدا الحروب كفيلة بأن تجعل بعض الرواسب أو الكثير من الرواسب الآسنة تطفو على السطح ...انعدام المعنى ...تخبط القيم ....استشراء الشر ومحاربة الخير ..ولا أسمع من البعض سوى الشعارات والقلة القليلة التي طبعا هي موجودة تسعى لتطبيقها ولكنها تحارب بكل ما أوتي الشر من قوة تتكالب على بذور الخير فتسحقها ....
لم أعتد أن أكتب شيئا من هذا القبيل ولكني ما زلت أبحث عن النور ولا أريد أن أعرف كل شيء حتى لا يحدث لي ما حدث لبطل الرواية في أن أكون هدفا للملاحقة ولكني أقول: "عليك أن تجتاز الجزء الخاص بك من الطريق ...أنت تعرف أن الطريق الطويل لا يقهره إلا من يسير فيه"...



#ندى_أسامة_ملكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات التصعيد الإيراني الإسرائيلي
- التعصب: أزمة فكرعربي
- التعددية الثقافية في الهند
- هل الحقيقة -هناك- أم أنها نسبية؟
- تسييس أمريكي أم تعددية قطبية؟!
- السياسة كتدبير لشؤون المجتمع
- الديمقراطية والليبرالية
- الديمقراطية والمجتمع المدني
- العلاقات الروسية الأمريكية....بين التعاون والمواجهة
- أصل التفاوت بين الناس
- قراءة في كتاب المجتمع المدني والدولة المدنية
- اقتباسات
- روح السياسة ل غوستاف لوبون
- الشعبوية ٢
- الشعبوية ١
- لمجتمع المدني: دراسة نقدية 2
- قراءة في كتاب المجتمع المدني : دراسة نقدية 1
- قراءة في كتاب غريزة الحرية 2
- قراءة في كتاب غريزة الحرية 1
- هل انتهى القرن الأمريكي 2: قراءة نقدية


المزيد.....




- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ندى أسامة ملكاني - الرجل الذي لا يعرف شيئا