|
الجذور اللغوية - الاّرامية وإبنتها السريانية - 3
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1757 - 2006 / 12 / 7 - 11:01
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نتابع بحثنا عن الدولة الاّرامية ولغتها الأبجدية الأم التي اشتقت منها ومن ابنتها الشرعية كل لغات المشرق العربي والجزيرة العربية وضولاّ إلى القرن الأفريقي ( اللغة التغرينية والتغري والكوشية اّرامية سريانية بامتياز ) ومصر إلى قرطاج والمغرب العربي الأمازيغي ... في القرن الخامس عشر وما بعده قبل الميلاد غزا الدولة الاّرامية العديد من الغزاة من الاّشوريين الذين احتلوا عاصمتها اّرام دمشق ودمّروها وأحرقوها مع غوطتها إلى غزوات فرعون مصر رمسيس الثاني ألى غزو البابليين والحثيين .... وحفر كل فاتح وغاز إسمه على صخرة نهر الكلب شمال بيروت التي لاتزال قائمة حتى اليوم رغم كل عاديات عهود الظلام والإغتصاب والإحتلال .... كماغزاها الهيكسوس الذين احتلوا مصر فيما بعد ونهبوها .. وقد صمدت في وجههم مدينة ( اّرام حماة ) عدة أشهر قبل احتلاله وتدميرها في القرن الثامن قبل الميلاد تقريباّ .. وأقام الهيكسوس عاصمتهم شمال مدينة حمص وأطلقوا عليها إسم ( قطنا ) لاتزال خرائبها قائمة مكان قرية المشرفة الاّن ... وسقطت كل جحافل الغزاة واندثرت وبقي الاّراميون أسياد الحضارة والثقافة إلى جانب الحرفة والزراعة والتجارة التي سيطرت قوافلها وسفنها على أسواق العالم القديم حتى أقصى المغرب وأوربا وبنوا محطاتهم التجارية التي تحولت بسرعة إلى مدن دولة في قرطاج والمغرب ومالطة وصقلية وسردينيا وجزر البليار وغيرها حتى أضحى البحر المتوسط بحيرة فينيقية ... رغم وجود الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية في الغرب والإمبراطورية الفارسية في الشرق وحيوشهم الجرّارة وبقيت اللغة الاّرامية - التي تطورت إلى السريانية بعد الميلاد - لغة هذه الحضارة والتجارة والصناعة تغتني بتطور بنائها الحضاري والإقتصادي التحتي ... في الدويلات الاّرامية اللامركزية تقريباّ وتطورها الإنساني والديمقراطي في بناء السلطة وخصوصاّ في جبيل وصور وصيدا وقرطاج وكنعان وغيرها من مدن الاّراميين وأحفادهم الكنعانيين سكان فلسطين الأصليين والفينيقيين سكان لبنان وسواحل البحر المتوسط الأخرى الذين اعتمدوا النظام الشبه جمهوري لأول مرة في التاريخ والفصل بين السلطات التي تضم الرئاسة المؤلفة من قاضيين : أحدهما يهتم بالإدارة والاّخر بالعدل ويختارهما مجلس الشيوخ لمدة عا م واحد قابل للتجديد على أن صلاحيتهما لاتشمل قيادة الجيش ...... ثم مجلس الشيوخ ومجلس الشعب ...الخ وكان لمجلس الشعب ومجلس المئة المنبثق عنه حق محاسبة قادة الجيش - راجع كتاب – الحضارات – تأليف السيد لبيب عبد الستار - إصدار دار المشرق بيروت – ص 118 وما بعدها - لأن الاّراميين لم يشكلوا سلطة مركزية واحدة متسلطة كما يبدو من اّثارهم رغم الوحدة القومية واللغوية والثقافية بينهم وكانت كل مدينة تتمتع بشبه استقلال لامركزي لها سلطنها المستقلة المنتخبة رغم وجود العبودية الطبقية التي لاتقاس بعبودية الديكتاتوريات الحديثة بعد ثلاثة اّلاف سنة من الدويلات الاّرامية تلك المستقلة عن المركز إدارياّ وإقتصادياّ مع بقاء الدفاع ضد العدو الخارجي مشتركاّ لذلك نرى مثلاّ : اّرام دمشق واّرام حمص واّرام حماة واّرام ( صوبا ) أي عنجر اليوم وأرام كنعان في فلسطين واّرام جبيل واّرام صيدون ...الخ وهذا التطور المجتمعي والسياسي والإقتصادي هو الذي انتج هذه اللغة الراقية المستندة إلى قواعد علمية ثابتة لأول مرة في التاريخ تستند إلى أبجدية محددة وقواعد صرف ونحو مبسطة .. أنتجت أدباّ وفناّ وموسيقا وتقاليد جديدة كما صنعت اّلهة جديدة متطورة سيطرت على العالم القديم دون غزو لتحل محل اللغات القديمة الرمزية والتصويرية والمسمارية والهيروغليفية وغيرها وتضعها في متحف التاريخ ... وأضحى جميع الغزاة السابقين يستعملون اللغة الاّرامية كلغة رسمية لهم ..... وبهذا نستطيع القول كما كان يقال قديما : إن الحضارة اليونانية الهللينية اّسرة لقاهريها ( 13 ) ... فإن الارامية السريانية قاهرة واّسرة لغزاتها .....؟ ( 14 ) وهنا نلحظ التشابه بين الدويلات الاّرامية التي توجد بينها فواصل إدارية وجغرافية أحياناّ – كالرابطة مع قبرص وقرطاج مع الدويلات السومرية في جنوب العراق والفواصل المائية التي كانت تفصل بينها في أهوار العراق التي ضمت : أور وأروك ولجش والوركاء وغيرها التي كانت كل منها دولة شبه مستقلة رغم وحدة الشعب السومري ولغته وثقافته .... نتج عن كل ذلك نوع من النزعة الديمقراطية البدائية في قلب مجتمع عبودي في هاتين المنطقتين من العالم القديم رغم أن معاول المنقبين وعلماء الاّثار لم تزودنا بالكثير عن البناء الإنساني الداخلي باستثناء ملحمة كلكامش وعشتار واّدونيس وغيرها في الأساطير ولاتزال اللغة الاّرامية لغة معابد الصابئة المندائيين في العراق وإيران والهند وغيرها حتى يومنا هذا و الصابئة هم أقدم ديانة توحيدية وأول من استعمل كلمة ( مسلمون , وبسم الله الرحمن الرحيم - ) قبل الإسلام بقرون طويلة ( 15 ) كما كانت موجودة في الجزيرة ومكة التي كان يطلق عليها في التاريخ ( أنديكا ) ولم يطلق اسم الجزيرة العربية إلا في العصر الحديث – راجع العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي – وبعد تطور الاّرامية إلى السريانية بعد الميلاد وتطور معها إسم الدولة الاّرامية إلى إسم سورية الداخلية والساحلية .. أضحت السريانية اللغة الرسمية ولغة الكنيسة والصلوات ولا تزال مستعملة كلغة شعبية ودينية في شمال العراق وفي منطقة الجزيرة السورية وفي ثلاث قرى في محافظة دمشق هي ( معلولا وبخعة وجبعذين )وفي كنائس السريان والموارنة في سورية ولبنان والعراق وإيران وفلسطين وغيرها ....إلى جانب بقائها لغة شعبية رسمية لفظاّ وكتابة في القرن الأفريقي كما ذكرنا سابقاّ وبرزت في السريانية لهجتان : شرقية في العراق استعمل الألف في نهاية الكلمة مثل : أب – أبا وأم - أما ... أما في اللهجة الغربية في بلاد الشام تلفظ واو : أب : أبو – أم : امو وفي اللغة السبئية - أب وأم كالعربية وكذلك في اللغة التغرينية والكوشية في القرن الأفريقي ( 16 – 17 ) وكانت السريانية واللهجات المشتقة عنها كأمها الاّرامية لغة الثقافة والعلم والفن والموسيقا والشعر والحضارة .. ويعود الفضل الأول الرهبان والعلماء والمفكرين السريان في صيانة وحفظ الكثير من كتب التراث والعلم في مغاورهم وصوامعهم في شمال العراق كالعلاّمة ( إبن العبري ) و ( الرهّاوي ) و العلاّمة ( الكندي ) وفي جبال لبنان وسورية رغم فقدان معظمها على أيدي الجهلة والإضطهاد الديني المستمر أربعة عشر قرناّ ..... تأكيداّ لوجود السريانية في مكة واليمن مايلي : روي عن محمد بن عمر المدائني في كتابه ( القلم والدواة ) .. قال محمد لكاتبه زيد بن ثابت : أتحسن السريانية ؟ قال لا : قال محمد تعلمها إذاّ . فتعلمها زيد في سبعة عشر يوماّ ( 18 ) و هذا يؤكد انتشار السريانية في مكة ومن الطبيعي أن يكون محمد قد أتقنها سواء أثناء رحلاته التجارية مع عمه أبوطالب إلى دمشق أو من السيدة خديجة صاحبة المال والتجارة التي أصبحت زوجته الأولى بطلب منها كما تؤكد جميع المصادر الإسلامية - او من عمها ورقة بن نوفل الذي كان رئيساّ للدين على المذهب النسطوري الذي كان سائداّ في مكّة والجزيرة بتأثير من الحيرة عاصمة هذا المذهب .كما تبرز أهمية هذا الموضوع إذ علمنا أن زيد بن ثابت هو كاتب ( الوحي ) المعتمد في جميع المصادر الإسلامية المعتمدة ..؟؟؟... وأكّد العلاّمة العراقي جواد علي في موسوعته ( العرب قبل الإسلام الجزء الأول ) بأنه لم تكن في قريش لغة خاصة مكتوبة غير اللغة المكتوبة السائدة في مكة والجزيرة - وهذا ما أكده كتاب الحضارات الاّنف الذكر في فصل الحضارة العربية قبل الإسلام ص 237 بقوله : ( كانت لغة الجنوب لغة معين وسبأ وحمير الأوسع انتشاراّ في العالم القديم ,كانت أبجديتها تتألف من 29 حرفاّ وتكتب بخطوط مستقيمة تسمى الخط المسند .... أما عرب الشمال فلم يكن للغتهم العربية أبجدية وحروف ولذلك استخدموا في الكتابة الحروف الاّرامية بالخط النبطي النسخي المستدير الشكل . هذا الخط هو الذي استخدمه عرب قريش لتدوين القراّن فأصبح الخط العريي المعروف ....( 18 )وجاء في كتاب الاّداب السامية ما يلي : ( في القرن الأول قبل الإسلام اقتبست العربية من الخط الإسطرنجيلي السرياني ومنها أخذت أبجديتها والخط الإسطرنجيلي عرف بالخط الكوفي واستعمل بعدئذ لكتابة القراّن الكريم - دون تنقيط طبعاّ – وسمي بهذا الإسم الإسطرنجيلي نسبة إلى الإنجيل المقدس ) (19) وهذا ما أكده الدكتور فتحي الدجني والمطران اسحق سا كا في مصدرين تاريخيين هامين ( 20 ) وقال الكندي في إحدى رسائله : ( كان السريان لنا سبلاّ واّلات مؤدية إلى علم كثير . فإنهم لو لم يكونوا لم يجتمع هذه الأوائل الحقيّة ) ( 21 ) وقال الفارابي : ( بهذا يمكننا القول إن السريان هم الذين علّموا المسلمين الفلسفة أولاّ , وهم الذين ترجموها لهم ثانياّ , ولهذا تأثر المسلمون بالفلسفة التي كان السريان يعرفونها منذ أمد بعيد ) ( 22 ) وبقيت السريانية أوثق المصادر التاريخية والعلمية في التاريخ رغم تعرض كتبها ومصادرها الهامة لأبشع أنواع النهب والحرق والإبادة بالترافق والتلازم مع ما تعرض أهلها لاضطهاد وإلغاء في حقب طويلة من الظلامية الدينية والإستبداد الشرقي المستشري والغزوات الخارجية الهمجية التي نهبت وأحرقت معظم مصادر وكتب التراث إلى جانب الجهل والتخلف ومابقي هو الجزء .الصغير جداّ من كتب التراث الذي نجا في المخابئ الخاصة في الأديرة والصوامع أو في الخارج كما فقدت معظم كتب إبن رشد وإبن سينا والكندي والفارابي والمعرّي والمعتزلة والحلاّج وغيرهم وأختم هذا الفصل بقول بولس بهنام : ( لاشك أن العرب أخذو خطهم الذي نراه اليوم من الخط النبطي الاّرامي , وإن الخط العربي الكوفي ما هو إلا الخط الإسطرنجيلي الاّرامي السرياني بتطور بسيط ) ( 23 ) يتبع .. – لاهاي المصادر : 13 – جان توشار – تاريخ الفكر السياسي - ص 55 -------- 14 – تاريخ الشرق القديم – نور الدين حاطوم ص 127 15 – جواد علي - المصدر السابق – ص 169 - د . ناجية مرّاني الصابئة في التاريخ ص 64 16-عثمان صالح سبّي – تاريخ أرتيريا ص 53 – 17 – جرجي زيدان – تاريخ أدب اللغة العربية ص 173 18 – صبح الأعشى للقلقشندي ج1 ص 165 -فجر الإسلام - أحمد أمين ص 142 - كنيستي السريانية – للمطران إسحق ساكا ص86 - الحضارات – لبيب عبد الستار ص 237 19 - الاّداب السامية - محمد عطية الأبراشي – القاهرة 1947 – ص 69 20 - د. فتحي الدجني – أبو الأسود الدؤلي ونشأة النحو العربي ص 59 - إسحق ساكا – المصدر السابق 21 - رسائل الكندي الفلسفية ص 102 22 - الفارابي - تاريخ الفرق الإسلامية ونشأة علوم الكلام عند المسلمين ص 139
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مطرقة المحكمة الدولية في لبنان
-
الجذور اللغوية - الاّرامية أم الأبجدية - 2
-
الجذور اللغويّة - الاّراميّة أمّ الأبجدية - 1
-
لبنان .. يا جبل مايهزّك ريح ..؟
-
خيانة حزيران 1967 - 14 .. خاتمة
-
هل يعقد بيكر صفقة جديدة مع النظام الأسدي ؟؟
-
خيانة حزيران 1967 من المهزوم فيها - 13
-
خيانة حزيران 1967 - 12
-
سيبقى الحوار المتمدّن .. منارة الحريّة فوق قمّة قاسيون
-
خيانة حزيران 1967 . قبض الثمن - 11
-
خيانة حزيران 1967 - الإعتكاف وقبض الثمن - 10
-
خيانة حزيران 1967 - 9
-
خيانة حزيران 1967 - 8
-
نداء إلى الوطنيّين الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ؟ 3
-
نداء إلى الوطنيين الديمقراطيّين العلوييّن في سورية ؟ 2
-
نداء إلى الوطنييّن الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ..؟ 1 -
-
الحجّاج , والديكتاتور الصغير .. والكوانين .. ؟ 2
-
الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -
-
المتاجرة بالشهداء والأسرى .. وأخذ لبنان رهينة ؟
-
هوفو شافيز .. أهلا بك في سورية الشعب لا في قصور الطغاة - 2
المزيد.....
-
شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها
...
-
سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو
...
-
كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا
...
-
الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة
...
-
سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح
...
-
شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط
...
-
طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا
...
-
حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية
...
-
محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن
...
-
اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|