أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونيّة














المزيد.....


مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونيّة


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7963 - 2024 / 4 / 30 - 10:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونيّة:
للثقافة تعاريف كثيرة .. لكن أفضل تعريف لها بحسب تقريرات الفلسفة الكونية, هو ما قالهُ (إدوار هريو)(1)؛ [ألثقافة هي ما يبقى في الفكر بعد ما ينسى الأنسان كلّ شيء].
و لو وضعنا تعريف (أرسطو) الذي عرّفها بآلقول؛ [التفكير مستحيل دون صور], بجانب تعريف (هريو) الذي عرضناه, أعتقد بأننا نُقدّم صورة أكمل و أجمل و أعمق للثقافة!

ذلك أنّ الصّورة الفكرية تتميّز بقدرة التسلل و الإقامة الطويلة في الذاكرة بسبب (كامرة) العين التي تصوّرها بدقّة، فقد ينسى أحدنا محاضرة سمعها, أو كتاباً قرأهُ قبل عشرين عام و لكنهُ بالتأكيد لن ينسى مشهداً بصرياًّ أو صوراً مرئية تم إلتقاطها بعدسة العين الحيوية,لا سيما تلك التي تحفل بجرعة عالية من آلجمال و الجاذبية و الدّهشة و آلأثارة!

و من الناحية العلميّة, فأنّ الصّورة تشغل حيّزاً أكبر في الذاكرة بحسب العلم فقد تعادل صورة صغيرة عشرات الصفحات المكتوبة بسبب (البكسل) وحدة قياس شفافية الصورة, كما في الحاسبات الأليكترونية, لذلك فأنّ المساحات الكبيرة التي تشغلها في وجودنا تبقى فاعلة و ممتدة و مؤثرة لمدد أطول كذكريات خالدة تبقى حتى آخر العمر و ما بعده, لو آمنّا بأنّ عمر الأنسان ليس محدوداً بزمان أو مكان مُعيّن و محدود و كما يعتقد أكثر الناس بآلخطأ!
إضافة لهذا؛ تفيدنا هذه المعلومات من ناحية هامّة أخرى للغاية , لو علمنا بأن النظر إلى (العورة) من كلا الجنسين و هكذا الصور الماجنة و الخلاعية تسبب إشغال الكثير من (الكيكات) وحدة قياس الذاكرة في الحاسبات, و بما أن متوسط مخ الأنسان يستوعب بحدود 29 كيكا بايت لذلك يجب الحذر من إشغال معظمها بآلصور الغير مفيدة للأستفادة منها في قضايا أهم , و لذلك يُحرّم الشرع النظر إلى الصور المحرمة.

و لو وضعنا تعريفاً آخر لـ (أرسطو) بجانب التعريفين ألسّابقين؛ [بكون التّفكير مستحيل دون صور], نكون قد أتممنا مفهوم الثقافة و حقيقة الفكر و جوهر التفكير(2) لدرجة الكمال الذي من خلاله يتكامل وعينا(3) لحقائق الوجود, و بآلتالي نكون قد قدّمنا صورة جاذبة و جامعة و كاملة لأهم و أخطر مسألة في وجود الأنسان بعد حقيقة (القلب)(4) الذي يُشكّل جوهر و وجود الأنسان و بصيرته!
عزيز الخزرجي/ (آلمنتدى آلفكْريّ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) دوللو، لويس: الثقافة الفردية و الثقافة الجماهيرية؛ ترجمة خير الدين عبد الصّمد؛ ط1, دمشق، 1993 ص 67.
(2) يتشكل الفكر الأنساني من مجموعة مؤثرات؛ الأبوين؛ ألبيئة؛ المدرسة؛ ألمذهب؛ النظام السياسي؛ الذات؛ العناية الألهية.
(3) ألوعي كلمةٌ تدلُّ على ضمِّ شيء, و في قواميس اللغة العربية؛ وَعَيْتُ العِلْمَ, أعِيهِ وَعْياً، و وعَى الشيء و الحديث يَعِيه وَعْياً و أَوْعاه: حَفِظَه و فَهِمَه و قَبِلَه، فهو واعٍ، و فلان أَوْعَى من فلان أَي أَحْفَظُ وأ َفْهَمُ. و في الحديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: (( نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتي فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوعى من سامِع))، و الوَعِيُّ بمعنى الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيه, و عليه لا وعي دون علم فكلما ازداد المرء علماً و فهماً ازداد وعياً, و آلواعي يدرك الأمور على حقيقتها لا كما يدركها العاقل المجرّد, عن طريق الحواس الخمسة, بل بنظري أن العقل يعتبر حاسة جامعة بجانب الحواس الأنسانية, تعمل كضابط لأهل(القلوب), لمعرفة المزيد؛ راجع بحثنا الموسع بعنوان: [أسفارٌ في أسرار الوجود].
و الوعي عند علماء النفس؛ يمثل الحالة العقلية ألتي يتميز بها الأنسان بملكات المحاكمة المنطقية – الذاتية[ الإحساس بالذات) (subjectivity)، و الإدراك الذاتي (self-awareness)] و الحالة الشعورية (sentience) و الحكمة أو العقلانية (sentience) و القدرة على الإدراك الحسي (perception) للعلاقة بين الكيان الشخصي و المحيط الطبيعي له.
خلاصة تعريف الوعي: هو ما يُكوّن لدى الإنسان من أفكار و وجهات نظر و مفاهيم عن الحياة و الطبيعة و أصل الوجود.
(4) (القلب), هو العقل الباطن أو ما يعبر عنه بـ(آلضّمير), أو (الوجدان), الذي يمثل حقيقة الأنسان و جوهره.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم ا لثقافة في الفلسفة الكونيّة
- هل كان السّيد مقتدى الصدر على حقّ!؟
- الأعتراف بآلخطأ فضيلة :
- شروط النهضة الحضارية :
- شروط البناء الحضاري :
- إقترب أجلنا المحتوم !؟
- نعم .. إقترب أجلنا .. و إليكم الدليل!؟
- هل إقتربَ أجلنا؟
- لا أمن بدون العدالة :
- مواصفات المسؤول العادل :
- هل ينتهي الفساد في العراق!؟
- الكتابة الكونية النافذة
- ألعنف و تسويق الجهل :
- العراق بمهب الريح :
- الخيانة العظمى للعراق !
- هدية العيد من العارف الحكيم :
- في وصف العيد :
- معايير إنتخاب الأصلح :
- الفوارق الحقوقية و العدالة النسبيّة :
- أوّل شهيد ضد البعث الرجيم في العراق :


المزيد.....




- -ساعد نساء سعوديات على الفرار وارتد عن الإسلام-.. صورة ودواف ...
- ماذا تكشف الساعات الأخيرة للسعودي المشتبه به قبل تنفيذ هجوم ...
- الحوثيون يعلنون حجم خسائر الغارات الإسرائيلة على الحديدة
- مخاطر الارتجاع الحمضي
- Electrek: عطل يصيب سيارات تسلا الجديدة بسبب ماس كهربائي
- تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل ق ...
- الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة ويستهدف مستشفى كمال عدو ...
- اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق ...
- مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونيّة