أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - كاظم الساهر ما بعد الحب














المزيد.....

كاظم الساهر ما بعد الحب


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7963 - 2024 / 4 / 30 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


لا ينبغي على النقد الموسيقي أن يمر عابراً على الألبوم الأخير للفنان كاظم الساهر “مع الحب”، كما لا ينبغي عليه أيضاً أن يكتفي بالاحتفاء الشعبي، فهناك أكثر من ذلك ويكمن في الانتقائية الشعرية لنصوص الأغاني، كما أن الألحان تكشف عن مؤشر التطور الموسيقي في صياغة الجملة اللحنية عند الساهر عندما يتعلق الأمر بلحن القصائد تحديداً، فالأغاني الثلاثة عشر في هذا الألبوم تكاد ترسم فاصلة زمنية في تجربة هذا الفنان القلق على الإخلاص للقيمة المثالية للغناء.
حظي هذا الألبوم بإنتاج وتسويق على درجة عالية من الاحترافية عندما تم اختيار شركة (believe) إحدى أشهر شركات الموسيقى الرقمية العالمية لتسويقه للمستمع العربي، ويبدو أن الحوار الذي أجراه وسام نجل الفنان الساهر مع أبيه وبث على المنصات الرقمية كان إحدى طرق التسويق الذكية لتلك الشركة، عندما اختارت “يوتيوب” في بث مُهد له بوقت كافٍ بدلاً من أي محطة فضائية عربية.
بيد أن السؤال الحقيقي مازال معلقاً أمام الفنان كاظم الساهر، مع أن نجله وسام في هذا الحوار يبعث على الفخر “على الأقل بالنسبة إليّ” فوسام الذي كان عمره خمسة أعوام في آخر مرة رأيته فيها، يبدو اليوم جزءا من صناعة نتاج أبيه.
فهل كانت أسئلة حوار الساهر ونجله جديرة بالتعبير عن قيمة أغاني الألبوم، وهل وجد المتابعون فيها الإجابات المرتقبة؟
وفق التقويم المفرط بالتفاؤل، كان وسام يردد بثقة أسئلة كُتبت له، ويعرف مسبقاً الإجابات عليها، والأسئلة تطلق للحصول على إجابة لا أحد يعرفها وإلا انتفت أهميتها. لكن الأهم من ذلك لماذا لا يمنح الفنان كاظم الساهر حق الاستماع إلى الأسئلة المؤجلة في تجربته، فتلك جزء من المسؤولية الفنية المترتبة عليه وعلى دأبه وإخلاصه ونجاحه، فعشرات الحوارات التلفزيونية مع الساهر كانت تكرر المكرر وتتناول جوانب شخصية تغيب فيها على الأغلب مناقشة القيمة اللحنية في أغاني هذا الفنان الذي صار يمثل جائزة ترضية للعراقيين برمتهم، مثلما شكل ظاهرة تاريخية من الولع بالنسبة إلى الجمهور العربي.
وبوسعي القول مع ألحان قصائد “مع الحب”، ينبغي على الساهر العودة إلى الأسئلة الأهم التي تركها من دون إجابة منذ سنوات، فشرف الأغنية، كما يدرك أبو وسام، هو وثوق صلتها بالبيئة، وبما أنه يطمح إلى الارتقاء بالذائقة السمعية العربية في انتقاء القصيدة كمعبر رصين عن روح الأغنية، فإن أسئلة عن النسيج اللحني الذي يتخذه والأنغام المستخدمة والإيقاعات، مازالت قائمة، وأن أسئلة “ابتلاع نهايات الحروف العائدة للكلمة الشعرية وضبط أواخر الكلمات ومسألة اختلاس الأنفاس في القصيدة خاصة في حروف الامتداد وتلحين المعنى الشعري وليس المبنى” ينبغي الحصول على إجابات عليها من الساهر وهو يرتقي بالأسماع.
ويبقى سؤال: متى يمنح الساهر الملحنين الكبار حق التعامل مع صوته لاسيما وقد منح هذا الحق لملحنين خليجيين أقل موهبة منه بكثير! في وقت “ترفّع” على الملحنين العراقيين وجعل من لحن معلمه الأول الموسيقار فاروق هلال “قبل ما اشوفك” التي كتبها أسعد الغريري ولحن الفنان جعفر الخفاف لقصيدة كريم العراقي “شجاها الناس” في هامش تاريخه الفني، مع أن هاتين الأغنيتين كانتا تمثلان البداية السليمة للساهر.
قبل أيام أرسل لي الفنان فاروق هلال تسجيلا لآخر ألحانه عندما اختار قصيدة “رسمت غيمة” للشاعر عارف الساعدي وقدم لنا جملة موسيقية باهرة وهو في عقده الثمانيني، متسائلا عما إذا كان قد أضاف ما يرقى بالذائقة السمعية وهو في هذا العمر؟ فقلت له لم يتأخر الوقت بعد لترك لمستك اللحنية في صوت كاظم الساهر. وبينما ترك هلال السؤال بلا إجابة، لا يبدو أننا نترقب إجابة قريبة من الساهر على ذلك ونحن نحتفي معه بتقدير ومع نجله وسام بقصائد “مع الحب”!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟
- الحرج اللغوي في العراق
- مع كل هذا الضجيج الرقمي، الفجوة تتسع!
- رمضان الطعام الأخلاقي
- من قال أموري غاب عن أرواحنا؟
- لم يبق الكثير من الأخبار السارة
- جاسم الزبيدي جيفارا العراق
- إسرائيل تخسر السردية الإعلامية الدولية
- لم أصلْ إلى نهاية الهجرة إلى الشمال
- يورغن كلوب ملهم ورؤيوي
- رفح ترفع من الشغب السياسي الغربي غير المتماسك


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - كاظم الساهر ما بعد الحب