أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة السدى .














المزيد.....


مقامة السدى .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7962 - 2024 / 4 / 29 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر الصديق ألأسطة اسماعيل كلاز على صفحته موضوعا بعنوان ( السدى ) وشرح كلمة السدى انه كان العرب قديما إذا كبرت الناقة وصارت عجوزا فلا يعود لها لبن ولا ولد ولا يؤكل لحمها يأخذونها إلى الصحراء ويوثقونها وثاقاً غير محكم ثم يرحلون عنها وبعد برهة تفك النّاقة وثاقها وتبقى تهيم في الصحراء حتى آخر عمرها, فكان العرب يسمون هذه الناقة ( السدى ) .
وقد ورد قوله تعالى : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) يعني : لا يبعث , أو لا يؤمر ولا ينهى , والظاهر أن الآية تعم الحالين أي : ليس يترك في هذه الدنيا مهملا لا يؤمر ولا ينهى , ولا يترك في قبره سدى لا يبعث , بل هو مأمور منهي في الدنيا , محشور إلى الله في الدار الآخرة .
وهناك (سَّدَى (واحدتُهُ سَدَاةٌ وتجمع على أَسْدَاء وأَسْدِيَة وهي خيوط نسيج الثوبِ الَّتي تُمَدُّ طولاً, وهو خلاف اللُّحْمَة التي تمتد عرضًا, وهي أي خيط من خيوط النسيج يمكن أن تستخدم لإنتاج الأقمشة ذات الخيوط المتشابكة مثل الأقمشة المنسوجة أو المحيكة, وأثناء النسج على المنسج, تشد خيوط السدى قبل بدأ النسج.
يقول ابن الرومي:(( لا تَبعَدنَّ قصائدٌ ذهبتْ سُدَى ....جَارتْ بها الهفواتُ عن سَنَنِ الهُدى)) .
وها نحن نرى أجيال العراق تذهب سدى , بحيث ان دخان حرائق ملفات الفساد الحكومي لا يخنق العراقيين , بعدما تعودت الأنوف على شم الدخان والروائح النتنة, وما عادت تزعجه, ولعلهم يتعاطفون مع حكاية القاضي عياض عندما سأل يزيد بن حاتم الأمير أبو محمد عبد الله بن فروخ الفارسي عن دم البراغيث في الثوب هل تجوز الصلاة به ؟ فقال له : ما أرى بأساً, ثم قال بمحضر رسوله : يسألونني عن دم البراغيث ولا يسألونني عن دماء المسلمين التي تسفك”. (ترتيب المدارك وتقريب المسالك3/108) .

فكيف يكون السدى أذن ؟ لقد تيبست جذور شجرة شرف الكثير من أبناء الوطن , وذبلت غصون الوطنية , وعصفت رياح المصالح الذاتية بألأوراق اليابسة , فتساقطت تحت البسطال الامريكي وخف الجوار , وبعدما روضوهم كما يروض أصحاب السيرك الحيوانات المفترسة , فقدوا بريقهم وقوتهم وبأسهم وصاروا حيوانات أليفة يرعاها الجهال في أحلك ظروف الأمة.
وأصبح الشعار الجديد (الصمت يصنع النصر) وليس (الصمود يصنع النصر), والحرب الاعلامية بدلا من الجهاد ضد الاحتلال الغاشم , وهذا طوفان الأقصى الشاهد الحي على قبول العار بدلا من الثأر, شهداء غزة من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في الوقت التي هزت مشاعر العالم, فشلت في أن تهز شارب زعيم عربي , ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة, وبدلا من أن ينهضوا ويكسروا القيود ويحطموا الفساد, ناموا وأوكلوا المهمة لمن يتعجلون فرجه منذ قرون , وذهبت بلادهم سدى في حين نهضت الأمم المتطورة بإرادة شعوبها وصحوتها وثقافتها ووعيها , ولم نتعلم ان الوفاء للقدس وتحريرها لا يتم بالأهازيج والقصائد وأبواق الأعلام , وإنما بالفعل المقتدر.
قال ابن الرومي: (( والكَلْبُ وافٍ وفِيكَ غَدْرٌ ففِيكَ عَنْ قَدْرِهِ سُفُولُ ... وقد يحامي عن المواشي وما تحامي ولا تصول )).



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الصواع .
- مقامة 2024.
- مقامة العتيبة
- مقامة العقاب .
- مقامة الحب المستحيل .
- مقامة الحروب .
- مقامة الحرام .
- مقامة الصباحات .
- مقامة الحضارة .
- مقامة الأبتسامة و السعادة .
- مقامة الأبتسامة .
- مقامة أزدواجية المعايير .
- مقامة ألأرق .
- مقامة النظارات .
- المقامة الشرقية .
- مقامة الذكرى السنوية للحب .
- مقامة ألأرواح والملامح .
- مقامة العيد .
- مقامة ألأتيكيت .
- مقامة الثلج .


المزيد.....




- فيديو يُظهر نائب الرئيس الأمريكي يتعرض لصيحات استهجان في حفل ...
- حماس تُعلن استعدادها للإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي وجثث أ ...
- تفاعل واسع على مواقع التواصل بـ -قطايف- سامح حسين
- مصارع مصري يدخل موسوعة -غينيس- بعد أن سحب بأسنانه قطارا يزن ...
- فيضانات وسيول في بوليفيا تؤدي إلى تدمير المنازل والمحاصيل وا ...
- -هولي-... مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- لأول مرة.. وفد ديني درزي من سوريا في إسرائيل
- وزير الخارجية السوري يصل إلى بغداد في زيارة رسمية
- وزير عراقي يروي تفاصيل عملية لاغتيال صدام حسين كان طرفا فيها ...
- أوكرانيا تعلن -بدء تشكيل فريق لمراقبة وقف إطلاق النار-


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة السدى .