أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خليل - تفاعل اليقين والميتافيزيقيا في التحقق














المزيد.....


تفاعل اليقين والميتافيزيقيا في التحقق


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 20:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في النسيج الكبير للوجود البشري، يقف السعي لتحقيق الأهداف كمسعى أساسي. سواء كنا نسعى جاهدين للنمو الشخصي أو النجاح المهني أو تحقيق الأحلام، فإن السعي إلى تحقيقه متأصل بعمق في طبيعتنا. ومع ذلك، فإن هذه الرحلة نحو تطلعاتنا ليست مجرد تقدم خطي للإجراءات؛ بل هي تفاعل معقد من اليقين والميتافيزيقيا، حيث تتلاقى العوالم الملموسة وغير الملموسة.

اليقين: المرساة الثابتة

يعمل اليقين كمرساة ثابتة في بحار الحياة المضطربة. إنه يوفر لنا شعورا بالاستقرار والاتجاه، ويوجه خطواتنا نحو وجهاتنا المرغوبة. عندما نكون متأكدين من أهدافنا، وعندما نتمكن من تصورها بوضوح في أذهاننا، يتم تمكيننا من اتخاذ إجراءات حاسمة. هذا اليقين يغذي دوافعنا، مما يدفعنا إلى الأمام حتى في مواجهة الشدائد.

ضع في اعتبارك على سبيل المثال الرياضيين الذي يقفون على حافة المنافسة. إن يقينهم الذي لا يتزعزع في تدريبهم ومهاراتهم وانتصارهم المحتمل هو ما يدفعهم إلى دفع حدودهم. هذا اليقين ليس مجرد اعتقاد؛ إنه قناعة عميقة الجذور تشكل واقعهم. إنه الأساس الذي يبنون عليه طريقهم إلى النجاح.

الميتافيزيقيا: القوة غير المرئية

ومع ذلك، إلى جانب اليقين يوجد عالم الميتافيزيقيا، القوة غير المرئية التي تنسج من خلال نسيج أهدافنا. تتعمق الميتافيزيقيا في طبيعة الواقع نفسه، وتستكشف مفاهيم خارجة عن متناول حواسنا الجسدية. إنها تدعونا إلى النظر في دور الوعي وقوة النية وترابط كل الأشياء.

في السعي لتحقيق أهدافنا، تذكرنا الميتافيزيقيا بأن هناك ما هو أكثر في رحلتنا مما تراه العين. إنه يدفعنا إلى التشكيك في طبيعة الواقع ومكاننا فيه. هل أهدافنا مجرد إنجازات خارجية، أم أنها تحمل معنى أعمق مرتبطا بنمونا الداخلي؟ هل يتم تحديد أفعالنا فقط حسب السبب والنتيجة، أم أن هناك معادلة كونية أكبر في اللعب؟

اليقين والميتافيزيقيا

في التفاعل بين اليقين والميتافيزيقيا يتكشف سحر تحقيق الأهداف. يوفر لنا اليقين خارطة الطريق، وهي مخطط تطلعاتنا. إنه يسمح لنا بتحديد نوايا واضحة واتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيقها. من ناحية أخرى، تغرس الميتافيزيقيا رحلتنا بالعمق والمعنى. إنها تدعونا إلى مواءمة ليس فقط أفعالنا ولكن أيضا أفكارنا وعواطفنا مع أهدافنا.

تخيل فنانا يصنع تحفة فنية. لديه رؤية واضحة للوحة النهائية في ذهنه، وهو يقين يوجه ضربات الفرشاة. ومع ذلك، فإن العناصر غير الملموسة - شغفه وعواطفه واتصاله بالموضوع - هي التي تبث الحياة في اللوحة. هذا الاندماج بين اليقين والميتافيزيقيا هو ما يحول مجرد لوحة إلى عمل فني يتردد صداه مع الروح.

الانسجام في السعي

في مسعى تحقيق الأهداف، يتناغم اليقين والميتافيزيقيا لخلق رحلة عميقة ومرضية. يوفر لنا اليقين الأساس، الأرض الصلبة التي نقف عليها ونحن نصل إلى النجوم. تذكرنا الميتافيزيقيا، بحكمتها اللانهائية، بأن أهدافنا ليست مجرد وجهات ولكنها انعكاسات لأنفسنا الداخلية.

بينما نبحر في تعقيدات الحياة ونسعى جاهدين لتحقيق تطلعاتنا، فإننا نحتضن كل من يقين نوايانا وسر الميتافيزيقيا. ندرك أن الطريق إلى أهدافنا ليس دائما مستقيما وضيقا ولكنه نسيج غني من التجارب والنمو. في هذا الاتحاد بين المادي وغير الملموس، لا نجد النجاح فحسب، بل نجد أيضا المعنى والوفاء والجوهر الحقيقي لرحلتنا.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية قشر الرمان: من بنية الكون إلى فوائده الصحية
- ملاحظة عن العنف في مجتمعات الأقليات المهمشة: الأقلية الفلسطي ...
- تحفة كثيفة
- مفارقة الانماط الديمقراطية: بين الوحشية الرأسمالية وتحديات ا ...
- في لحظات الغضب
- الانتصار الإلهي والحق في الحرية
- سحر الهوى
- كواليس
- الرد المحسوب: فهم ديناميات الانتقام الإيراني
- بيان الحب
- ربما …
- شفاء الكمال: نحو نظرية جديدة للطب الشمولي
- احلام دافئة
- غير آبه للوقت
- طبل يدق
- مأساة الإبادة الجماعية: من أمريكا إلى فلسطين
- مشرق الى الابد
- الحرب العالمية الثالثة: تحليل المشهد الجيوسياسي، المشغلات ال ...
- لا ارى سواك
- متوازيات


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خليل - تفاعل اليقين والميتافيزيقيا في التحقق