أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الصواع .














المزيد.....


مقامة الصواع .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


مقامة الصواع :
الصواع وعاء للشرب او السقاية , وهي مشربة جعلت صاعاً في السنين الشداد القحاط يكال بها فهي الصواع , وكان يسقى بها الملك, ثم جعلت صاعاً يكال به , وقد وردت لفظة (صواع) في سورة يوسف/72: (( قَالُوا نَفقِدُ صُوَاعَ المَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِملُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ )) .
تلك معنى الكلمة التي تداولناها مؤخرا , ولكن ما أخطر أستخدامها عندما تتشفر ؟ لترمز لصواع الشراب الذي ثمل فيه جلال الدين الرومي وصاح ان الكون كله محبه, وأن كل جزيئات هذا العالم عاشقة , وهي تنقب عن العشاق , حيث ان العشق لا يمكن تعلمه , او تعليمه , فهو يتنزل كرحمة ربانية, حتى أن أحدهم بلغ فيه سكر الشراب ان قال : ان أقبلت علي وحياتي تؤذن بالمغيب , طريح لم يبق في صدري سوى نفس واحد , سأعتدل جالسا وأشرع بالغناء.
كنت قد قرات نصا لكاتبة اسمها عبير العطار, تقول فيه : ((وعلى عجالةٍ فاجئني الحب بطرقه كل الأبواب المحصنة , كان يعصر لي خمر الكلام وكنت أسقي نبيذه لحاشية القافية , لم نتوقف كثيرا فالحكايا لا مربط لها , ولا فرس الوشاية تشكل سطور النهاية, والوجَد ما عاد يغريني لأنتبه, تمالك نفسك , أُشير له ليتحزم حقائب حزنه , أيها الحب ملكت قلوب العالمين ,وفي حوزة المريدين صاروا يعبثون بك على أملٍ واندفاع , اتركني فلست التى تغتالها شفقة النظرة ,ولا رحمة الكلمة ,ولا تنصاع الا لصدق الآتي من خلف محرقة الخلود)) .

ذلك مشهد من مشاهد سكر الشراب بكأس المحبة , حيث لا يكون التحير إلا بعد فرط المحبة , وهذا ما عبر عنه ابن الفارض حين قال في مطلع إحدى قصائده) : زدني بفرط الحب فيك تحُّيراً وارحم حشىً بلظى هواك تسعَّراً ,(ليرد عليه ابن عربي : كل من حار وصل والذي اهتدى انفصل , العجز عن درك الإدراك إدراكٌ , فتحيرٌ , فوصل , فالوصول إلى الحيرة في الحق هو عين الوصول إلى الله , والحيرة أعظم ما تكون لأهل التجلي , لاختلاف الصور عليهم في العين الواحدة , ويقول الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي : الحيرة لها ثلاث مراتب : مرتبة تخص بأهل البداية , وهي تكون على المحبوب , وهي مذمومة يجب التخلص منها فإنها تضاد المعرفة والمعرفة واجبة , وماصرف عن الواجب فتركه واجب , والمرتبة الثانية : خاصة بالمتوسطين , وهي الحيرة في المحبوب بتجليه على القلوب بأنواع الغيوب لفتق الجيوب , فيدخل منها لحضرة التحذير , ويقال له : لا تحذر , ويسقى خمر التعريف والتنكير ويقال : لا تسكر, والمرتبة الثالثة : خاصة بالكاملين , ودليلها : قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْري ما يُفْعَلُ بي وَلا بِكُمْ .

أتعلمون ما رواه ابن المقفع قبل الذهاب إلى التنور؟ ((صارحه تفقده انقده ينقلب عليك)) ,
حذار ففي كل خطوة لغم عداوة ينفجر تحت قدميك بينما يداك مغموستان في ماء محبتهم,
وعندما تشاهد ضوءا يلمع من بعيد يعطي الأمل , أقترب فهذا هو دعاء السالكين, وأنا سمعت ذلك المولويّ يقول : (( أستودع الله لي قمرا في مساكن الأشراف دارها العالية , والوقت رفيق صبري , وقلبي مولويّ تحت أسوارها من خمرة العشق مأخوذ لا يفيق)) ,
ها أنا أصنع لك تعويذة , لا خوف عليك من امتحان , أصنع لك تهويدة , لا خوف عليك من أرق , وأنت تصنع لي تسهيدة فلا خوف علي من جن الملك سليمان.

ترفقوا بذلك الصوفي الذي امسك اذيال الكعبة وصاح : (( مولاي هل يبصر آلام الروح سواكْ ؟ هل تترك أزهارَ الأرضِ تضيعُ سدى؟ فامنحنا حُبًا فوق الحبّ, ورفقًا فوقَ الرفقِ, وصبرًا وهدى , وامسح ارواحَ عبادِك أهل الصفّة بالنورْ , واحشر عُبّادَ السحرةِ في ضيقِ الذلّ وشتتهم بدَدَا , مولاي هب للعاشقِ رشدا )) , فيرد عليه جلال الدين الرومي : (( في اللَحظة التي تَتقبل بِها كُل شيء حَتى الآلام, سيُفتح لك البَاب )) , وليسمعا شمس التبريزي يردد : (( إن لم تكن روحك مستعدة لتسليم نفسها لروح أخرى، فلآ تقل لأحد أنك عآشق)) .

ترى هل فهمنا شفرة الحلاج حين قال :
(( ولأجلكِ تركـتُ الهــوى فلا هوى بعدكِ يُـهتوى
‏نَويتكِ بيني وبين نفسي ولكــلُ امــرِىءٍ ما نوى )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة 2024.
- مقامة العتيبة
- مقامة العقاب .
- مقامة الحب المستحيل .
- مقامة الحروب .
- مقامة الحرام .
- مقامة الصباحات .
- مقامة الحضارة .
- مقامة الأبتسامة و السعادة .
- مقامة الأبتسامة .
- مقامة أزدواجية المعايير .
- مقامة ألأرق .
- مقامة النظارات .
- المقامة الشرقية .
- مقامة الذكرى السنوية للحب .
- مقامة ألأرواح والملامح .
- مقامة العيد .
- مقامة ألأتيكيت .
- مقامة الثلج .
- مقامة الأمهات .


المزيد.....




- فرقة لا تعزف الموسيقى بل تقدمها بلغة الإشارة لفاقدي السمع
- (بالصورة) رسامة كاريكاتير تستقيل.. والسبب -إنحناء بيزوس أمام ...
- إرث العثمانيين الثقافي.. ديانا دارك وتجوال جديد على جسور الش ...
- -انحناءة- بيزوس أمام ترامب تتسبب باستقالة رسامة كاريكاتير في ...
- ترجمة مُضللة لتصريحات وزير دفاع أمريكا عن ضربات ضد الحشد الش ...
- -لا أرض أخرى-.. البدو الفلسطينيون يجبرون على الرحيل تحت غطاء ...
- قائد الثورة..ضرورة زيادة النتاجات العلمية والفنية عن هؤلاء ا ...
- الأردن يعلن إرسال وفود لدراسة الحالة الفنية والأمنية لإعادة ...
- ألبر كامو: قصة كاتب عاش غريباً ورحل في ظروف غامضة
- كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقية


المزيد.....

- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الصواع .