أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء شهاب - قدر ومحطات ولادة














المزيد.....

قدر ومحطات ولادة


ميساء شهاب
كاتبة

(Maysaa Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 02:28
المحور: الادب والفن
    


تتعثر روحي كثيراً بين هبوط وصعود وكان ليلها يصبح فحوى لتراتيل عابد في هزيج الصبر ونهارها صمت يترقب رحيل آخر
في أحدى الطرقات المكشوفة للعالم الآخر مشيت دون ان انتبه لخطورة توغلي عميقاً في مسارات الوهم والوهن والجنون،تمسكت بزمام روحي وفضول الاستكشاف ترسمني خطوات الأرض وكأنها تحتفظ بنقش وجودي لتختزن ذكرى مروري .
مضيت اخطو بحذر تارة وبأمان تارة اخرى عابرة أبعاد وأزمنة مختلفة النطق والرؤيا وكأنني إلس في بلاد العجائب ،كنت أرى أشواك وزهور تنبت في صحراء جافة لا مطر يرويها رغم أن تلك البلدة تقع في منطقة ماطرة .
تكاد رائحة الأرض المتعبة تملأ المكان ولم تعد ترتضي هذا النسيان لرب كريم فاطلقت احشائها وسكانها من نمل وافاعي تبحث عن رزق خارج جحورها
لقد أفزعني ذلك وهممت بالعودة إلا ان رائحة غريبة شهية ملأت المكان تلفت ابحث عن مصدرها لكنني لم أرى شيئاً يلفت الانتباه فأكملت طريقي دون أنتباه أكثر ز
في أحيانا كثيرة تشغلنا بعض الأفكار أو الأحداث عن بعض الأمور التي نظنها بلا اهمية لكننا نكتشف بعد مرور الوقت انها كانت بالأهمية بحيث لو منحناها بعض من صبرنا لتغير قدرنا،أنها رسائل لا مرئية ربما
أو انها رسائل ملموسة تشرع أمامنا عوالم من نور وتتقبل هذا الانسجام الذاخلي القابع فينا
وتشكل جزء منا يسافر عبر الاكوان ليكتب قصة عبوره وتجسده .
منذ ذلك الوقت حتى اللحظة وانا أعيش كحبات مسبحة في يدي شيخ
وكأنني تعويذة منسية يتفقدها عابر سبيل ويرحل عنها
وكأنني محطة في حياة كثر لكن السكة لم تكتمل بعد
منذ ذلك الوقت وأن بين زمانين أو أكثر وقد تشكلت ملامح قدري ونسجت خيوط اللعبة الكونية
لقد أصطفيت لمهمة محددة ومعها كان لابد من الرهان والمناورة للوصول الى بداية النور النهائي
لكن ما حدث أربكني، أربك خلاياي أربك روحي وعقلي وتقرحت بقايا حيواتي وكان شبح تقمصني لياخذني في غفلة مني الى عالم يشغلني عن هدفي
او انه منحني إستراحة ما بين شوطين وأنتظرت صفارة الحكم لبدء الشوط الثاني ويكتمل مكعب الروح .
في خضم هذه اللعبة هناك تناغم ما يجب أن يتوافق معه جسدنا حتى نرقص رقصة الكون
إذن فلنعيد المشهد ببطء
في تحدي الولادة الاولى يتصدر وجهي المشهد وقد أستقبل الحياة للمرة الألف لكن ما أتذكره حتى اللحظة هو مرتان والثالثة في بلاد الغربة .
لتنطق الحروف عليك أن تعيد برمجة موجة الاستقبال الى داخلك لذا أدركت أن هناك شيء يربطني بعالم آخر لأشخاص كثر،علمت ذلك عندما حدثت الولادة الأولى لمولودة جديدة في ذات الوقت كان هناك حالة اخرى مابين الحياة والموت .
في الولادة الثانية كان جسدي ينتفض وملايين من الأبر تنغرز في جسدي الغض
وكأنني انفصل عن جسدي ولحمي وأوردتي .
في المرة الثالثة أدركت أن الأمر لم يعد مجرد لعبة قدرية تحاول ان تلتف حولي أو أن هناك أقدار أخرى تريد إجباري على قبول أمر لا أرغب به
رفضت ورفضت فبدأ يغير خططه وأساليبه باختيار أشخاص يذكرونني يأرجحهم بين موت وحياة .
تعلمت كيف اعيش طقوسي وصلواتي تعلمت كيف اسمع لجسدي ولأعضائه ،أحتميت به واتخذته سنداً لكن خشيت ان يخذلني وأفقد قدرتي على التحكم بقدر خلاياي .
هل تعلمون ما معنى الخوف من الفقدان بتنفيذ القدر قراراته لا قرراتنا
هكذا وقعت على عقد عدم الانجاب كي لا يكون جسدي محطة عبور لروح تريد ان تختبر الحياة وأيضاً كي لا أكون روحاً تعبر من خلال رحم آخر
أعلم أنني لا أستطيع إيقاف دورة الحياة ولكنني على الأقل أحاول إيقاف دورة حياتي والانتقال للمرحلة الأخيرة إلا يستحق الأمر المغامرة والأكتشاف
بعد كل هذا أتسأل كيف يمكن أن أقترح حلاً على نفسي وعلى القدر وأن أختار البقاء أو الرحيل
أن تقرر ما سيكون لما بعد حياتنا الأرضية هو أمر مهم طالما لدينا الخيار وطالما نحن مسكونون بالرغبة وروح المغامرة والفضول وأيضاً الحرية التي ولدت معنا .



#ميساء_شهاب (هاشتاغ)       Maysaa_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغلقي الباب يا فاطمة
- أنت و شؤون أخرى لا تروقك
- وهكذا كأنني
- وطن بلا رجال فلتعش الثورة
- صمت الأنا
- على ضوء القمر
- معركة مع الأنا
- نصف حالة
- جدران متهاوية


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء شهاب - قدر ومحطات ولادة