|
قراءة لحديث - شق صدر رسول الأسلام -
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 00:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع : سأستعرض في التالي بعض الأحاديث الواردة من أن صدر محمد قد شق ثلاث مرات ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة. الموضوع : 1 . لقد جاء في موقع / أسلام ويب ، أن صدر محمد قد شق .. أنقله بتصرف { قد ثبت شق صدر النبي ثلاث مرات : الأولى : - في طفولته عند حليمة لنزع العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك ، والحديث في ذلك ثابت صحيح أخرجه مسلم وغيره ولفظ مسلم " عن أنس بن مالك أن النبي أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئيره - فقالوا إن محمداً قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون " . قال أنس : أرى أثر المخيط في صدره . والظئير المرضعة وهي هنا حليمة كما هو معلوم .
الثانية : - عند مبعثه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير قال الحافظ في الفتح : عند شرحه لحديث باب المعراج من البخاري قال : وثبت شق الصدر عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل .
الثالثة : - عند الإسراء والمعراج ليتأهب للمناجاة . قال الحافظ ويحتمل أن تكون الحكمة في هذا الغسل لتقع المبالغة في الإسباغ بحصول المرة الثالثة كما تقرر في شرعه ، وقد ثبتت هذه المرة في الصحيحين . وقال عبد العزيز اللمطي في نظمه قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار : وشق صدر أكرم الأنام * وهو ابن عامين وسدس العام . وشق للبعث وللإسراء * أيضاً كما قد جاء في الأنباء . وقد ختم الحافظ مبحثه في شق صدره وغسل قلبه بكلمة تحدد واجب المسلم تجاه ما ثبت في هذا الصدد ونحن نختم بها جوابنا هذا قال الحافظ : ( وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك ) } .
2 . وبذات المعنى أنقل الرواية من موقع أخر وهو / وزارة الاوقاف والشؤون الأسلامية – المملكة المغربية { عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ، فَقَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ لَأَمَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ .. / رواه مسلم في صحيحه : كِتَاب الإِيمَانِ ، باب الإسراء برسول الله إلى السموات وفرض الصلوات } .
القراءة : * نظرة أوليه .. على هذه الهلوسات والخرافات في سيرة رسول الأسلام ، أقول : أشارة للشق الأول لصدر محمد ، هناك أشكالية كبرى ، وهي أن " العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك " ، وهنا لا بد لنا من القول : هل لأنبياء الله علقات شيطانية في قلوبهم ! . وهذا السرد في السيرة النبوية ، من أن الوحي صرع محمدا ليشق صدره ، والتساؤل ، ألم يلحظ الغلمان الوحي حين صرع محمدا - حتى يكونوا شهودا على هذه العمل الخارق ! . أما بصدد " قول أنس : أرى أثر المخيط في صدره " فهل العمليات الجراحية الملائكية بها مخيط ! ، أما حديث أنس ، عن رؤيته المخيط ، فهذا حديث لا يعتد به ، لأنه " حديث آحاد "، ومن جانب أخر ، لو كان الأمر كذلك ، لكان النبي عرض المخيط على أزواجه وصحابته ! . * نظرة ثانية .. حين الوحي أزال علقة الشيطان من قلب محمد ، المفروض أن هذا العمل يكفي محمدا ويقوي قلبه في بعثته النبوية . ولكن الشق الثاني لصدر محمد يدلل / حتى يتلقى ما يوحى أليه ، على أن قلب محمد لا زال يحوي علقة الشيطان منذ سن الطفولة ! . بمعنى أخر لا زالت " العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك " بقلب محمد ، بل قد نمت ! . * أما الشق الثالث .. الذي تحدث عنه عبد العزيز اللمطي في نظمه قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار ( وشق صدر أكرم الأنام * وهو ابن عامين وسدس العام . وشق للبعث وللإسراء * ) فاللمطي لم يسترسل في روايته ، عكس أنس بن مالك ، الذي أفضى على الرواية هالة من الأبهة ، بقوله " ثُمَّ غَسَلَهُ / قلب الرسول ، فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ " ! . * نظرة رابعة .. نحن لم نسمع من أن الأنبياء ، في كل مرحلة أو حقبة .. تشق صدورهم ، وتخرج قلوبهم لكي تغسل ! . * نظرة خامسة .. نسي الوحي جبريل من أن القلب ما هو ألا مضخة للدم ، وليس له علاقة بأفعال الأنسان ، ومن موقع / موضوع ، أنقل التالي حول وظيفة القلب ( وظيفة القلب هي تزويد خلايا الجسم بما تحتاجه من أكسجين وغذاء وتخليصها من ثاني أكسيد الكربون والفضلات النّاتجة عن عمليات الأيض ) ، والتساؤل كيف عمل جسم محمد أثناء عملية غسل قلبه / وقلبه خارج جسمه ! . وممكن أن تكون الرواية أقل خيالا ، لو غسل الوحي جبريل قلب محمد داخل حوض صدره ! . نظرة سادسة .. كان من المفروض من الوحي جبريل أن يغسل دماغ محمد وليس قلبه ، وذلك حتى تستقيم أعماله ، وأنقل التالي حول عمل الدماغ ( عمل الدماغ ، وهو جزء من الجهاز العصبيّ المركزيّ ، هو تنظيم معظم أعمال الجسم والعقل . إنّه يتضمّن من الأعمال الحيويّة ، مثل التنفّس أو ضربات القلب ، وأعمال أبسط ، مثل النوم .. والغريزة الجنسيّة ، إلى الأعمال العليا ، مثل التفكير ، التذكّر التكلّم / نقل من موقع cognifit ) . أي أن الدماغ هو المحرك للفرد وليس القلب.
خاتمة : * وددت بالخاتمة ان أستشهد بأراء بعض المستنكرين للواقعة الخرافية - شق صدر محمد ثلاث مرات .. فقد بين الشيخ د . محمد الغزالي 1917 - 1996 م ، في كتابه فقه السيرة / داعية ومفكر إسلامي مصري ، يُعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث ، عُرف بتجديده في الفكر الإسلامي وكونه من « المناهضين للتشدد والغلو في الدين » التالي { فقد أستنكر محمد الغزالي مسألة شق الصدر لاستخراج علقة من قلب النبي محمد ، وقال : " لو كان الشرّ إفراز غدة في الجسم ينحسم بانحسامها ؛ أو لو كان الخير مادة يزوّد بها القلب كما تزوّد الطائرة بالوقود ، فتستطيع السموّ والتحليق . لقلنا : إنّ ظواهر الاثار مقصودة ، ولكن أمر الخير والشر أبعد من ذلك ؛ بل من البديهي أنّه بالناحية الروحية في الإنسان ألصق" } . * هذه الخرافات والأرهاصات ، في عموم الموروث الأسلامي ، أصبحت من الحقبة السحيقة ، فلو أنطلت على عقلية عامة المسلمين في الماضي ، لتسطيحهم العقلي ، فمن المستحيل أن يصدقها العقل البشري المتنور في عصر الأنفتاح الفكري . * وأستشهد أخيرا بما قاله أبن خلدون ( ينبغي علينا إعمال العقل في الخبر ) ، فليس كل ما يتناقل من أخبار صحيحاً أو معقولاً .. وتصديق الأخبار ونشرها دون تمحيص نقص في العقل .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في واقعة - محاربة الملائكة مع محمد في معركة بدر -
-
بطانة السلطة بين العدالة وبين الظُّلْم
-
وجهة نظر مغايرة .. للناسخ والمنسوخ
-
قراءة نقدية للآية { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ / 195 سورة ا
...
-
قراءة في - مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ -
-
كلمة حول .. هجوم موسكو - كروكوس سيتي -
-
بين ضرورة تطور المعتقدات وبين جمودها .. الأسلام كمثال
-
قراءة : مكانة المرأة في الأسلام .. بين الحقيقة وبين الرواية
-
قراءة للآية 56 من سورة القصص
-
قراءة في حديث الرسول ( أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيه
...
-
أضاءة .. للمطحنة البشرية في غزة
-
قراءة للآية 219 من سورة البقرة
-
تساؤلات .. هل نهب أرث الرسول !
-
بين غلو التفاسير والمذاهب وبين عصرنة المعتقد
-
قراءة للأسلام كأيدولوجية .. وجهة نظر
-
قراءة لحديث - طواف الرسول على نسائه .. -
-
أضاءة في موضوعة - الأحاديث النبوية -
-
قراءة .. بين قرآن محمد ومصحف عثمان ومصحف اليوم
-
قراءة .. للقسم الألهي في سورة الليل
-
الدين والحكم والدولة
المزيد.....
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
-
سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|