أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية














المزيد.....

نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعى الرئيس الفرنسي ماكرون قبل ايام، "القارة العجوز" مسلما بنهايتها، وكان هو يلقي كلمة في جامعة السوربون، كانما لاضافة استدلال مكاني رمزي على القصورية الاعقالية التي عبر عنها، برضوخه التصوري لذات التوهمية الكبرى التي لازمت علاقة اوربا الحديثة بالانقلاب الالي، وهو مايتزايد اليوم حضوره بقوة كمازق اعقالي مستمر، ماعاد متاحا استمراره، فاوربا والغرب الحديث باجمال تصوراته ومفاهيمه، وجملة مشروعه، وصل مؤخرا والان، الى مالايدركه من نهاية كانت مقررة، وهي الكامنه في الانتقالية الالية الذاهبة بالمجتمعية الارضوية الى الزوال، لصالح المجتمعية العقلية، وقد صرنا اقرب الى الانتقال من "التكنولوجيا الانتاجوية" الراهنه، الى " التكنولوجيا العليا، بعد ان انقضت المرحله الاولى " المصنعية"، التي بها بدات الاله، قبل ان تتحور للصيغة الراهنه.
والاشكال المتنامي والمطرد الحضور اليوم، مختلف عما قد عرفته المجتمعية الاوربية والامريكيه عند الانتقال بين طوري الالة، الاول والثاني الحالي، لانهما متوافقان، او يمكن ان يكونا متلائمين من حيث الفعالية، مع البنية التكوينيه المجتمعية الارضوية التي وجدا وانبثقا في رحابها، بغض النظر عن الاصطراعية الموضوعية الحاكمه لوجود الاله مع المجتمعية الاساس نتاج ( البيئة/ الكائن البشري)، باعتبار الاله عنصرا طارئا، من غير نوع وكينونة المجتمعية الاولى، مغيرا لكينونتها، وهو مالايتحقق ابان المرحلتين الاولى والثانيه، وصولا الى الثالثة التي صارت على الابواب اليوم، ليغدو التفارق بين البنية الاساس، التقليدية المجتمعية الموروثة من الطور اليدوي، والوسيلة الانتاجية المنبثقة وقد بلغت الاكتمال النهائي الاعلى، والغاية التي انطوى عليها ظهور الاله وحضورها، خارج المفاهيم التبسيطية الاوربيه بهذا الخصوص، وبالذات تلك التي تتوقف عند الانتقال الروتيني من "اليدوية" الى " الالية" من دون دلالات، ولاحقائق نمطية متبدلة اشتراطا واتفاقا، مع جوهر وحقيقة الظاهرة المجتمعية الاصل ومالاتها.
هكذا تصير حال ماكرون اليوم دليلا على نقص في الوعي لايقف عند حدود الزوغان او الخطا المعرفي، اذا يتحول واقعا وبناء على المتغير الوشيك، من نوع الخطر الافنائي فالتعامل مع الانقلاب العقلي، والانتقال الاعظم في البنية المجتمعية بالوسائل وبمنطق وادراكية الارضوية ومتبقياتها، يضع العالم كما هو محسوس كبدايات، امام حالة من الافتراق التناقضي المدمر، والاخذ بالمجتمعية البشرية عموما نحو الفنائية، بظل تعاظم الافتراقية بين وسيلة الانتاج العقلي والمجتمعية الجسدية، ومنطقها الابتدائي الموروث، وحكم ممكناتها، في لحظة يفترض، لابل يجب ان تتغير، وسائل النظر والفعل وافاقه كليا، وبما يغاير السائد، ويتطابق مع الموشك على الحلول على المجتمعات بعد طول زمن وانتظار، تبلغ اليوم لحظة نضجها، اخذة الكائن البشري صوب عالم اخر مختلف كليا، ظل خارج الادراكية البشرية الانسايوانيه الارضوية، مع انه الناظم الرئيسي للوجود وغايته، والمصمم لبلوغه.
هكذا تصير المهمه الفكرية الادراكية اليوم مهمة استثناء انقاذي، عدا عن كونها لزوم لامعدى عنه لاستمرار العملية المجتمعية التاريخيه، مهمه يتساوى بين تضاعيفها ثقل الفناء مع احتمالية البقاء والاستمرارالصعب العسير،6 خاصة بمنطق الارضوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1)طارق متري / مدينة على جبل؟عن السياسة والدين في امريكا/ دار النهار بيروت.
(2) يبني الامريكيون نظرتهم لذاتهم بالتركيز على كونهم امة مختارة اصطفاها الله حاملة لرسالة كونية كلفت بايصالها للعالم، والكتابات التي تلاحظ هذا الجانب ليست قليله لعلم من اكثرها احاطة وتركيزا كتاب / ميشال بو غنون ـ موردان/ اميركا التوتاليتارية الولايات المتحدة والعالم الى اين ؟/ دار الساقي
(3) هذا بالمقارنه بنقيضتها المجتمعية اللاارضوية اللاكيانيه المتعدية للكيانيه مع علما بان هذه الاخيرة غير معرفة ولا مكشوف عنها النقاب ادراكا معرفيا/ يراجع كتابنا ( كتاب العراق/ دار الانتشار العربي/ بيروت.
(4) طارق متري / مذكور سابقا/ ص 32/ حيث يثبت تقريرا ل" معهددراسة الدين الامريكي" نشر عام 1988 يقول ببان" امريكا فيها 1586 جماعه دينيه منها 700 سماها "غير تقليدية" اي اننا بازاء حالة تدين استثنائي مرهون بالكيانيه ووجودها ومتفاعل معها اكثر من اي موضع معروف على مستوى المعمورة.
(5) امانويل تود / مابعد الامبراطورية دراسة في تفكك النظام الامريكي/ دار الساقي .
(6) يراجع ( كتاب العراق) مذكور اعلاه.
(7) ايضا يراجع ( كتاب العراق).
(8) يشتهر هنا كتاب "الاخلاق البروتستانتية وروح الراسمالية"/ مركز الانماء القومي/ ترجمة / محمد علي مقلد.
(9) ويكتب مازن النجار مقالة في موقع "الجزيرة " بتاريخ 10/3/ 2024 تحت عنوان /هزيمة الغرب وانهيار البروتستانتية.. مؤرخ فرنسي يقدم رؤيته المبكرة لسقوط الولايات المتحدة / من اهم مرتكزاتها ملاحظة تزايد التفارق بين القيم البروتستانتية ومجتمعات مايعرف بالراسمالية اليوم، وبالذات ابان انحدارها، والمقال الجاري عرضة هو ل "امانويل تود" السابق ذكره.
(10) ماقبل الفلسفة: الانسان في مغامرته الفكرية الاولى/ هـ فرانكفورت ـ جون.ا. ولسون ـ هـ . ا، فرانكفورت ـ ثوركيلد جاكبسون/ ترجمة جبرا ابراهيم جبر/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ه
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق 3د
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ج
- الولادة المجتمعية الثانيه/ملحق3ب
- ألاختلالات الكبرى لمابعد الانهار/ ملحق3أ
- الابراهيمية واكذوبة-الربيع العربي-!!/ ملحق3
- إبراهيمية الآباروإبراهيمية مابعد الانهار/ ملحق2ب
- إبراهيمية الآباروابراهيمية مابعد الانهار؟/ملحق2أ
- إبراهيمه الصهيوترامبيه والابراهيمية اللاارضوية/ ملحق1
- العالم يدخل زمن الابراهيمه الثانيه؟/2
- العالم يدخل زمن الابراهيمية الثانية؟/1
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي / 10
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/9
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/8
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/7
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/6
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/ 5
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/4
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/3
- صفاقة العقل الاتباعي العراقي/2


المزيد.....




- تحليل CNN.. خريطة تُظهر شكل التوغل الأوكراني في الأراضي الرو ...
- لكمه وضربه بكوعه على رأسه مرارًا.. فيديو يظهر اعتداء ضابط عل ...
- بعد الفضيحة.. ألمانيا تسحب تكريم ذكرى الضباط السابقين في -ال ...
- بولندا: القبض على شخص خطط لتنفيذ أعمال تخريبية
- وزير إسرائيلي: نتنياهو كان يعلم بما سأقوم به (صورة)
- هوكشتين يعتبر أنه بإمكان إسرائيل و-حزب الله- تجنب الحرب
- محادثات في سويسرا بشأن وقف إطلاق النار في السودان
- أولمبياد باريس 2024..حدث رياضي تاريخي ببصمة عربية
- تركيا تعتزم إدخال نظام بصمات الأصابع للأجانب على الحدود
- مصر.. عملية نادرة لفصل توأم ملتصق بطريقة غريبة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية