أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - الحقائق المخفية لأزمة المخدرات في إيران؟!















المزيد.....


الحقائق المخفية لأزمة المخدرات في إيران؟!


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 7959 - 2024 / 4 / 26 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه إيران أزمة متصاعدة مع تفشي إدمان المخدرات في مجتمعها، مما أثار ردود فعل مثيرة للجدل من جانب السلطات. تسلط التقارير الأخيرة الضوء على زيادة كبيرة في عمليات الإعدام، حيث تم إعدام ما لا يقل عن 19 شخصًا بتهم تتعلق بالمخدرات في غضون أسبوع واحد. وتؤكد هذه الإحصائيات المروعة مدى خطورة مشكلة المخدرات في إيران، والتي تستمر في التصاعد على الرغم من الجهود المبذولة للحد منها.

وفي مختلف المدن، من أورمية إلى مشهد، أصبحت عمليات الإعدام حقيقة صارخة بالنسبة للمدانين بجرائم المخدرات. ومع ذلك، من المرجح أن عمليات الإعدام المبلغ عنها لا تمثل سوى جزء صغير من الإجمالي، مما يثير مخاوف بشأن الشفافية والمساءلة داخل النظام القضائي الإيراني. وتشتبه منظمات حقوق الإنسان في أن العديد من عمليات الإعدام تتم دون توثيق، مما يلقي بظلاله على المدى الحقيقي للقضية.

وفي مواجهة الانتقادات الدولية، لجأ النظام الإيراني إلى نهج عقابي، حيث قام بإعدام الأفراد المتورطين في تهريب المخدرات وتوزيعها. ومع ذلك، فإن هذا النهج يفشل في معالجة الأسباب الجذرية للإدمان، والتي تتشابك بشكل عميق مع العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل الفقر وعدم الاستقرار السياسي. في حين أن الحملة التي تشنها الحكومة على الجرائم المرتبطة بالمخدرات قد توفر حلاً قصير المدى، إلا أنها لا تفعل الكثير لمعالجة القضايا المجتمعية الأساسية التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات.

ويسلط التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية الضوء على الارتفاع المثير للقلق في عمليات الإعدام المرتبطة بالمخدرات، ويرسم صورة قاتمة للوضع. ويؤكد العدد غير المتناسب من عمليات الإعدام في جرائم المخدرات خطورة الأزمة، حيث تُزهق مئات الأرواح كل عام باسم العدالة. ومع ذلك، يرى النقاد أن هذا النهج لا يؤدي إلا إلى إدامة دائرة العنف ويفشل في تقديم حلول مجدية لإعادة التأهيل والوقاية.

على الرغم من الانتشار المتزايد لإدمان المخدرات، لا تزال السلطات الإيرانية تلتزم الصمت بشأن الحجم الحقيقي للمشكلة. يشير الأخصائيون الاجتماعيون والصحفيون إلى انتشار تعاطي المخدرات على نطاق واسع، حتى بين الأطفال في سن المدرسة، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات. ومع ذلك، يمتنع المسؤولون الحكوميون عن الكشف عن إحصاءات دقيقة، مما يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لمعالجة الأزمة بشكل فعال.

ويثير الكشف الأخير عن العلاقة بين السجون والاتجار بالمخدرات تساؤلات مثيرة للقلق حول تواطؤ السلطات في إدامة المشكلة. تشير التقارير إلى أن اقتصاد السجون يعتمد بشكل كبير على تجارة المخدرات، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من تخفيفها. وتؤكد هذه العلاقة المزعجة بين أجهزة إنفاذ القانون وعصابات المخدرات مدى تعقيد أزمة المخدرات في إيران والتحديات التي تفرضها على التدخل الفعال.

وبينما تتصارع إيران مع العواقب المدمرة لإدمان المخدرات، هناك حاجة ملحة إلى نهج شامل يوازن بين العدالة وإعادة التأهيل. إن مجرد اللجوء إلى عمليات الإعدام والإجراءات العقابية لا يكفي لوقف موجة الإدمان التي تهدد باجتياح الأمة. وبدلا من ذلك، هناك حاجة إلى بذل جهود متضافرة لمعالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية الكامنة وراء تعاطي المخدرات مع توفير الدعم والعلاج للمتضررين.

وفي مواجهة الوباء المتنامي، يتعين على إيران أن تواجه مشكلة المخدرات بالتعاطف والعزيمة، وتقديم الأمل والدعم للمحتاجين. ولن يتسنى لإيران أن تأمل في التغلب على آفة إدمان المخدرات وبناء مجتمع أكثر صحة وقدرة على الصمود إلا من خلال نهج شامل يجمع بين إنفاذ القانون والوقاية والعلاج.

خلفية أنشطة الحرس الثوري الإيراني في تجارة المخدرات وتهريبها

تعود أنشطة الحرس الثوري الإيراني في تجارة المخدرات وتهريبها إلى زمن حرب إيران والعراق. خلال الحرب التي استمرت ثماني سنوات، لجأت إيران إلى تجارة المخدرات في جميع أنحاء العالم لتلبية احتياجاتها المالية المتزايدة لشراء الأسلحة والذخائر واستمرار الحرب. استفادت إيران من حصانتها الدبلوماسية وإمكاناتها اللوجستية الواسعة على الأرض والبحر والجو لتهريب المخدرات.
ازدادت الحاجة إلى تجارة المخدرات بعد حرب إيران مع العراق، حيث اتبعت إيران سياسة مكلفة لتطوير الأسلحة النووية.

تعتبر إيران واحدة من أهم ممرات تهريب المخدرات في العالم. يتم تهريب معظم المخدرات المنتجة في أفغانستان عبر إيران من قبل الحرس الثوري الإيراني إلى الدول الأوروبية.
يتم تنفيذ نقل المخدرات داخل وخارج إيران من قبل شركتين جويتين هما "آسمان" و"ماهان". يتم التحكم في هذه الخطوط الجوية من قبل استخبارات الحرس الثوري الإيراني، والتي تحدد نوع النشاط وكيفية نقل المخدرات من قبل هذه القوات.
في 17 نوفمبر 2011، كشفت صحيفة التايمز عن الدور الرئيسي للحرس الثوري الإيراني في تهريب المخدرات داخل وخارج إيران، مشيرة إلى أن "تهريب المخدرات يجلب للحرس الثوري الإيراني مليارات الدولارات سنويًا". كما أوضحت الصحيفة أن الحرس الثوري الإيراني يحتكر حاليًا تجارة المخدرات في إيران ولديه علاقات مع شبكات الجريمة في جميع أنحاء العالم.

وفقًا لتقييم الأمم المتحدة، تدخل إيران 10 أطنان من المخدرات يوميًا، ويتم توزيع الجزء الأكبر منها داخل البلاد من قبل الحرس الثوري الإيراني. يعتبر انتشار الإدمان أحد سياسات النظام لتدمير الشباب الإيراني.
أظهر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن "حوالي 40٪ من المخدرات التي تدخل إيران تبقى في البلاد، بينما يتم تهريب 60٪ المتبقية إلى العراق وتركيا وأذربيجان وأوروبا".

في 28 مارس 2019، ألقت خفر السواحل الهندية القبض على عدد من أفراد الحرس الثوري الإيراني في المياه قبالة ساحل جوجارات وبحوزتهم 100 كيلوغرام من الهيروين. حاول القارب الفرار بعد اقتراب خفر السواحل، لكن دون جدوى. تمكن خفر السواحل الهندي من الوصول إلى القارب واعتقال 9 ركاب إيرانيين وضبط 100 كيلوغرام من الهيروين. حاول الركاب إحراق القارب لإخفاء الأدلة على الجريمة عند اقتراب السلطات.
في 8 نوفمبر 2018، كشفت وكالة رويترز للأنباء أن "الشرطة الإيطالية عثرت على 270 كيلوغرامًا من الهيروين في حاوية على متن سفينة كانت قادمة من إيران". ووصفت الشرطة الإيطالية هذا الاكتشاف بأنه "غير مسبوق في تاريخ البلاد خلال 20 عامًا". تم العثور على الهيروين مخبأ داخل شحنات من الورود.
بدأت السفينة رحلتها من ميناء بندرعباس في إيران وتوقفت في هامبورغ بألمانيا ثم فالنسيا بإسبانيا قبل أن ترسو أخيرًا في ميناء جنوا بإيطاليا في 17 أكتوبر 2018.



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشف مؤامرات إيران في الشرق الأوسط
- إيران .. تدهور الحياة الاقتصادية، تحديات الفقر والبؤس
- الجيل «Z» في سوق بيع الأعضاء في إيران!
- معضلة السكن في إيران.. حلمٌ بعيد المنال تحت وطأة نظامٍ فاسدٍ
- أصداء المقاطعة الوطنية للشعب الإيراني تدعو إلى تغيير النظام
- الإعدام: أداة خامنئي الوحيدة للحفاظ على السلطة
- سقي بذور التغيير: كيف غذت إعدامات إيران المقاومة المتصاعدة؟!
- خامنئي والعجز عن هندسة الانتخابات!
- لماذا تشديد العقوبات العنيفة في إيران؟
- إبراهيم رئيسي ووعوده بتقليل البطالة في إيران!
- بسبب سياسات نظام الملالي.. إيران تواجه عاماً اقتصادياً صعباً
- في سجن إيفين الإيراني المخيف.. اضطهاد السجينات السياسيات مست ...
- بعد مأساة أرميتا كراوند.. حارسات الحجاب أصبحن أكثر شراسة!
- لماذا ينتحر العمال داخل المصانع في إيران؟!
- حرية الصحافة في إيران أصبحت «نكتة»!
- سلبوها طفولتها ثم شنقوها.. قصة الإيرانية سميرة سبزيان!
- نظام الملالي يزج الكاتبة الكردية مجكان كاووسي في السجن
- الإنفاق على الحجاب أهم من سلامة الطلبة الإيرانيين!
- أيها العالم.. توجد إعدامات بالجملة الآن في إيران!
- الغضب البريطاني يتمخض عن عقوبات جديدة على النظام الإيراني!


المزيد.....




- السعودية.. مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في تصادم 20 مركبة والمرو ...
- شاهد.. مروحية عسكرية تشتعل بعد هبوط اضطراري في كاليفورنيا
- هل الطقوس التي نتشاركها سر العلاقات الدائمة؟
- السعودية: حذرنا ألمانيا من المشتبه به في هجوم ماغديبورغ
- مصر.. البرادعي يعلق على زيارة الوفد الأمريكي لسوريا
- اعتراض ثلاث طائرات أوكرانية مسيرة فوق شبه جزيرة القرم
- RT تعلن نتائج -جائزة خالد الخطيب- الدولية لعام 2024
- الدفاع الصينية: الولايات المتحدة تشجع على الثورات الملونة وت ...
- البابا بعد انتقادات وزير إسرائيلي: الغارات الجوية على غزة وح ...
- -اشتكي لوالدك جو-.. مستخدمو منصة -إكس- يهاجمون زيلينسكي بعد ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - الحقائق المخفية لأزمة المخدرات في إيران؟!