أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - الأعتراف بآلخطأ فضيلة :














المزيد.....


الأعتراف بآلخطأ فضيلة :


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 22:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأعتراف بآلخطأ فضيلة:
كما إنّ الأعتراف بآلذنب و الخطأ و الأعتذار ممّن تعرّض للتجاوز أو الأهانة فضيلة .. بل و دلالة على الثقة بآلله و بآلنفس و الأيمان بآلحق؛ فآلأعتذار لا ينتقص من كرامة المعتذر أو شخصيّته كما يعتقد أكثر الناس .. بل العكس كما تؤكد الأحاديث و الحِكَم و الوقائع عن ذلك .. بل و يتسبب في
رفع شأن المُعتذر و زيادة المحبة بينه و بين المعتذى عليه !

كان لي صديق مجاهد ما زال حيّاً و يصلي في مسجد أهل البيت في حي البنوك كما في النجف حيث يُدرّس البحث الخارج و هو آية الله السيد البدري الذي حكى لي حكاية ظريفه أيام وجودنا معاً في جبهات الحرب ضد الظلم الصدامي الجاهلي, قائلاً:
كنت أماماً في أحد المساجد أصلي في الناس جماعة, و ذات يوم و بينما حضر جمع غفير من الناس و تقدمت للصلاة بهم, لكن أثناء الركعة الثانية بطل وضوئي لحدثٍ طارئ .. و كنت في حيرة لحظتها و الناس خلفي, و تساءَلت مع نفسي ؛ هل أقطع الصلاة و أتوضأ من جديد و أرجع لإمامتهم ثانيةً , أم أستمر مع هذا الوضع حتى النهاية كي لا ينفضح أمري؟
فأكون في الحالة الأولى؛ قد أرضيتُ رب العالمين و في الحالة الثانية أكون قد سترتُ على نفسي أمام الناس و لكن بآلكفر, لأني خالفت ربي ولم ألتزم بشرعه الذي لا يجيز الصلاة مع تلك الحالة!؟
و بينما أنا مُتحيّر بين هذين الخيارين؛ قررتُ قطع الصلاة و ليكن ما يكن و إلتفت لحظتها للمصليّن و أعلنت لهم بوجوب إعادة وضوئي و إعتذرت منهم .. و في أثناء وضوئي كانت نفسي تحدّثني بكون شأني سيقل وسط و أمام المصلين و سينفضح أمري بين الناس .. و هكذا إعتقدت ..!!

لكن الذي حدث بعد تجديد وضوئي و إتمام الصلاة جماعة؛ هو أن إحترامي و تقديري قد تضاعف بين الناس على عكس ما ظننت و الله!!
و تلك هي نتيجة الصدق مع الله و التواضع أمام الناس, فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته, وهكذا بدأ الناس يكرمونني أكثر من ذي قبل و زادت محبتي بينهم .

الكرامة جزء هامّ من تكويننا الأنسانيّ لأنها من الله تعالى(و كرّمنا بني آدم ...) بل و فضل ادم على جميع الخلق تقريباً, و فوق ذلك أمر بسجود الملائكة له، لذلك فكل انسان في العالم يعتز بتلك الكرامة و بنفسه و يحرص الحفاظ عليها ولا فرق في ذلك بين مؤمن و كافر أو مسلم أو غير مسلم و بين صغير أو كبير و بين وزير أو غفير , حتى أكثر الحيوانات تعتبر لذلك بنسب و درجات معينة!.
وقد ينتفض أنسان بسيط أذا مسّت كرامته بشيء لا يذكر، مقابل ذلك ؛ قد لا ينتفض مسؤول كبير لكرامته مهما قيل عنه وحتى لو مسحوا به الكون كله لأسباب معروفة كلقمة الحرام بسبب الرواتب الحرام المنتشرة اليوم بين مرتزقة الأحزاب و قادتهم أو بسبب الخيانة العظمى التي إمتاز بها الأحزاب و الأئتلافات , حيث أصبح تقريباً مباحا في العراق و أكثر بلادنا للأسف !.

مع إن العرب منذ جاهليتهم كما الأقوام الأخرى أصحاب كرامة و عزة وأنفة ، الى درجة المبالغة في ذلك والتقاتل فيما بينهمم عليها! .

لكن الكثير من العراقيين و غيرهم مع ذلك، يسيئون الفهم بين (الأعتذار) و (أنتقاص الكرامة) !؟

فالأعتذارعن خطأ أرتكبته سواء كان بالكلام أو بالتصرف ، لا يعني الأنتقاص من كرامتك أبداً ولا يقلل من شانك و من قيمتك ، بل سيجعلك كبيراً في أعين الناس ، أما مَنْ يفهم غير ذلك؛ فهو ناتج عن قلة الثقافة والوعي والأدراك وضعف في أنسانيته و وعيه!.
العراقيين أكثر الناس بحاجة الى أن نفهم لغة المحبة و الأعتذار بسبب من عصبيتنا المفرطة الى حد الجنون, و نتيجة الثقافات الحزبية المختلفة التي بدل أن تنشر الوعي ؛ تنشر الجهل و الغباء و بشكل متقصد قد يسهل سرقتهم, و في مقدمتهم المرتزقة !؟!

فالأعتذار لغة المحبة والسلام والتسامح والصفاء و الوحدة، وهو بالتالي سلاحنا الأنساني والأجتماعي الذي نرد به على من يريدون بالعراق وشعبه السوء.

و قبل أن أختم حديثي هذا ؛ من الضروري تذكير الناس بأن هناك مرحلة سامية للنفوس المطهرة و السامية التي لا تنزعج من قول الزور فيها عند محاولة بعض ضعاف النفوس من توجيه الأهانة لهم, مثل هؤلاء هم الحكماء العارفين فقط الذين يمتازون بآلحكمة و بآلحلم لأنهم وصلوا درجة الحكمة و العرفان, و لا ينزلون لمستواهم, أي لمستوى أؤلئك الذين تربوا في المؤسسات العسكرية و الحزبية و بين تنظيمات البعث و الفاسدين, بل و عبروا مراحل ليس من السهل أن يصلها صغار القلوب و العقول الذين لم يتحرروا من شهواتهم و نفوسهم الضيقة التي تعودت على الظلم .. و هذا هو حال أكثر البشر للأسف خصوصا في العراق و في بلادنا, مثلما وصفهم الشاعر بقوله :

و الظلم من شيم النفوس فإنْ .. تجد ذا عفّةٍ فلِعلّة لا يظلم

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروط النهضة الحضارية :
- شروط البناء الحضاري :
- إقترب أجلنا المحتوم !؟
- نعم .. إقترب أجلنا .. و إليكم الدليل!؟
- هل إقتربَ أجلنا؟
- لا أمن بدون العدالة :
- مواصفات المسؤول العادل :
- هل ينتهي الفساد في العراق!؟
- الكتابة الكونية النافذة
- ألعنف و تسويق الجهل :
- العراق بمهب الريح :
- الخيانة العظمى للعراق !
- هدية العيد من العارف الحكيم :
- في وصف العيد :
- معايير إنتخاب الأصلح :
- الفوارق الحقوقية و العدالة النسبيّة :
- أوّل شهيد ضد البعث الرجيم في العراق :
- ما ندمت إلّا لعودتي لبلدي !؟
- ما فائدة الفلسفة؟
- حال العراق بعد 2003م :


المزيد.....




- 5 قتلى و200 جريح.. أحدث حصيلة لضحايا هجوم الدهس بألمانيا
- من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا؟ إليكم التفا ...
- مراسل CNN في مكان سقوط الصاروخ الحوثي في تل أبيب.. ويُظهر ما ...
- المغنية إليانا: عن هويتها الفلسطينية، تعاونها مع كولدبلاي، و ...
- هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار ...
- ناقد للإسلام ومتعاطف مع -البديل-.. منفذ هجوم ماغديبورغ بألما ...
- القيادة العامة في سوريا تكلف أسعد حسن الشيباني بحقيبة الخارج ...
- الجيش اللبناني يتسلم مواقع فصائل فلسطينية في البقاع الغربي
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي بلغت 45.227 شخصا منذ بد ...
- إدانات عربية ودولية لحادثة الدهس بألمانيا


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - الأعتراف بآلخطأ فضيلة :