رحيم الحلي
الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 16:42
المحور:
الادب والفن
النملة التي اصبحت فراشة قصة قصيرة كتبها رحيم الحلي
كانت النملة الصغيرة تشعر بالضيق من المكان ومن عراك شقيقتها الكبيرة التي تريد ان تلتهم كل الحبوب التي تجلبها أمها وتعرضت كثيراً لعضات شقيقتها المؤلمة ، وحين خرجت من المسكن اكتشفت خرابة كبيرة امتلأت بالأزبال والانقاض تتراكض فيها العقارب وتزحف فيها الافاعي القاتلة ، قررت النملة ان تهرب بسرعة ، لم ترغب ان تعود لجحرها فقد تعبت من كراهية شقيقاتها وعضاتهن التي لا تختلف عن لدغات الافاعي ، قررت ان تثقب الجدار وان تهرب من الخرابة قبل ان تبلعها الافعى السوداء الكبيرة او احدى العقارب الكثيرة المنتشرة في الخرابة ، التفت الى الوراء فوجدت ان الجميع يريد ان يفترسها وادركت ان هناك تفاهم بين الافاعي والعقارب في تلك الخرابة الكبيرة فقد اتفقوا على تقاسم الفرائس ، قررت ان تسرع في الحفر قبل ان تصل العقارب وتجرها من اقدامها ولتقدمها وليمة الى الافعى السوداء الكبيرة ، وأخيرا نجحت في إتمام الحفر واطلت الى العالم خارج تلك الخرابة كان بستاناً جميلاً مليئاً بالفراشات الملونة والازهار البديعة ، في ذلك العالم ، يعيش الجميع في سلام ، فلا الطيور ولا الفراشات تمتلك ابراً للسع ، هناك لا يعرفون سوى لغة الحب والسلام ، جاءت احدى الفراشات مستفسرة عن سبب قدومها الى البستان فحكت لها قصتها وانها تريد ان تبحث عن حياة اجمل ورحبت بها الفراشة وقالت لها يمكنك ان تعيشي بيننا على ان تنسي عالم اللسع وتلك الألوان القاتمة التي تَعَوَّدْتِ على رُؤْيَتِها ، وستعرفين كم هي الحياة جميلة ، ثم طارت الفراشة وبعد ساعة عادت ببضع قطرات من العسل المغمس بعطر الورد وقدمته الى النملة التي بدأت تغسل جسمها بنسغ الاوراد وبعد بضعة أيام نمت على ظهر النملة جوانح صغيرة ملونة ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ ، حين نهضت النملة في الصباح وقد وجدت نفسها قد تحولت الى فراشة ملونة تطير وتتنقل بين الأشجار والازهار ، فقررت ان تطير فوق الخرابة لتعرف ما حل بها بعد تلك الأيام ، لاحظت ان العقارب قد ازدادت شراسة وان الافعى السوداء قد ماتت ولكنها انجبت عشرات الافاعي السوداء وقد امتلأت الخرابة بالجثث وانتشرت فيها الحرائق.
#رحيم_الحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟