حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7955 - 2024 / 4 / 22 - 20:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك تغيرات مهمة على الساحة الإقليمية تتعلق بما يحدث فى غزة من عدوان إجرامى ، فتركيا بدأت تعيد النظر فى مواقفها المخجلة المتراخية الخانعة والخاضعة للأوامر الأمريكية، حيث قررت فى بداية ذلك النهج الجديد أن تمنع تصدير العديد من السلع والمنتجات التركية الى اسرائيل ، وهناك سفينة تركية أو أكثر تستعد لكسر الحصار على غزة، كما اشتدت لهجة أردوغان لدرجة إنه وصف الصهاينة بالنازيين ، كما يشاع أن المكتب السياسى لحماس بقيادة اسماعيل هنية سينتقل من قطر الى تركيا، بل و تم استقبال اسماعيل هنية رسميا فى تركيا وبواسطة الرئيس التركى نفسه ، وهو أمر لم يحدث من أى دولة عربية أو إسلامية ،
ويرى البعض أن هذا التغير فى الموقف التركى يعود بالأساس إلى تنامى الدور الإيرانى وإنفراده بقيادة جبهة المقاومة ضد اسرائيل بل ودخوله الى ساحة الصراع بشكل مباشر وقصف عمق الدولة الصهيونية، على العكس من الدول العربية الكبرى، وهو ما ساهم بشدة فى تحول الغالبية العظمى من شعوب المنطقة إلى تأييد المواقف الإيرانية ومعها حزب الله وانصار الله والحشد الشعبى وحماس والجهاد والجبهة الشعبية ، بينما إزداد الشعور العام بالغضب العارم من المواقف المخزية التى تتبعها غالبية الدول العربية والاسلامية من أتباع المذهب السنى، والتى يقوم البعض منها بدعم الكيان الصهيونى، والدفاع عنه ومشاركته فى احكام الحصار على المستضعفين فى غزة،،
وأيا كان الغرض من التوجهات التركية الجديدة، فإن المطلوب من شعوب المنطقة التحلى باليقظة والوعي، فمرحبا بتركيا في محور المقاومة إن كان موقفها ثابتا راسخا و خالصا لله وللقضية،وليس مجرد جزء من صفقة قذرة مع الأمريكان وبعض العرب الصهاينة لسحب البساط من محور المقاومة بقيادة إيران، وتحويل الرأى العام العربى والأسلامى وابعاده عن الإعجاب بالنهج الثورى الإيرانى،
فمن يود المشاركة فى المقاومة أو مساندتها، ينبغى عليه ألا يهاجم أو ينتقد الداعمين الآخرين وفصائلهم المقاومة الأخرى ،
وفى الوقت نفسه ينبغى على جبهات المقاومة القريبة من إيران أن ترحب بالدور التركي الجديد، وألا تعتبره منافسا لها أو عدوا، فساحة المقاومة والشرف تتسع للجميع مادام السلاح موجها لعدو واحد ، كذلك ينبغى على الشعوب الا تسمح بالتلاعب بها كما تم فى الكثير من الأزمات ، وعلى بعض النخب أن تنحى الشبق المذهبى جانبا عندما يتعلق الأمر بمواجهة محور الشر فى العالم ،
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟