أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - بعد التدمير والإحراق، خطر الإغراق يهدد العاصمة القديمة ومناطق اخري














المزيد.....

بعد التدمير والإحراق، خطر الإغراق يهدد العاصمة القديمة ومناطق اخري


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7955 - 2024 / 4 / 22 - 18:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


طالعت في الميديا ان كشفا بالأمواج الصوتية اظهر وجود عدد كبير من التصدعات تحت قاع البناء الخرساني لسد النهضة، مما يعني أن حجم التسريب المتوقع أثناء ملء بحيرة السد سيكون ضخما جدا، مما يؤثر علي جسم السد الذي يتوقع تآكل اساسه، ومن ثم انهياره.

هذل بالطبع ربما يشكل كارثة اخري اكبر من الكوارث التي صنعتها العبثية.
إنهم يستعدون قريبا لملء جديد مخيف، فضغط المياه يتزايد ويتزايد كلما زاد حجم المياه المختزنة،
والادارة الاثيوبية لا زالت تصر علي رفض التعاون مع الدول المتضررة.

ربما العناية الألهية تريد ان تنقذ سكان الخرطوم من كارثة اخري اكبر تحت عنوان:
"عبث الأنسان بأخيه الإنسان"
المدينة كانت تعاني كل سنة من فيضان النيل في شهور الخريف،
وبالرغم من جهود "التتريس" لكن الأضرار تقع باستمرار، لأن معظم المباني السكنية مبنية بمحاذاة النيل، لا يفصلها عنه سوي كيلومتر او اثنين، واحيانا تضيق الي امتار فقط من شاطئ النهر.
ايضا كانت هناك ظاهرة تضرر بعض المناطق من البحيرات الجوفية التي تتجمع من السيفونات التي عمت بلواها كل احياء الخرطوم، غنيها وفقيرها، فخطورة تلك السيفونات لم تكن تقتصر فقط علي تلويث مياه النيل والمياه الجوفية التي تعتبر المصادر الوحيدة لمياه الشرب، انما كانت تحدث تهدّمات للمباني في مناطق مثل ابي روف وشمال بحري.

فإذا كانت الأضرار تحدث بسبب فيضان عادي فما بالك باستفاضة عالية الأمواج قوية التيار، وكل الناس شاهدت قوة وضخامة التدمير التي تسببه السيول الناتجة من انهيار السدود، كما حدث في انهيار السدين اللذين دمّرا مدينة درنة الليبية.
ولا يخفي علي الناس ان النهضة العملاق يفوق سدي درنة بآلاف المرات!!

الله تعالي يقول في كتابه:
{وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖۡۚ}
ربما اراد الله ان يُصاب سمار النيل بأخف الضررين، فالإخراج من الديار والتشريد والتشتيت في القِبَل الأربعة للدنيا، وفي كل بقاع الأرض، والإفقار والتجويع والإمراض والتجهيل والإسترهاب، والتجريد والحرمان من كل الخدمات من مياه وكهرباء واتصالات ... الخ
كل ذلك ربما افضل -و لو قليلا- من الكارثة التسونامية التي يمكن ان يسببها النهضة اذا لحق به الدمار.

والكارثة ان لم تحدث اليوم فبلاشك أنها سوف تحدث غدا، ولذلك مرة اخري نقول أن كارثة العبثية يمكن ان تكون فرصة لإيجاد معالجة جذرية لتهديد السدّ، حيث يمكن عمل كورنيش "عالي متين" يفصل بين النهر والمساكن، كما أن الفرصة مواتية ايضا لسنّ قانون يسمح بمصادرة بعض المساحات لصالح المشروع، فرغم التدمير الكبير الذي حدث لكن لا زال هناك مزايا ايضا حينما تكون البداية من الصفر أو من تحت الصفر!!

ها نحن نعود للتفاؤل، لكن كما ذكرنا من قبل، هذا لن يحدث الا عن طريق ادارة "وطنية" بمعني الكلمة، وذلك بالطبع بعد الوصول لتسوية سياسية تضمن استقرارا في الحكم لعقدين ثلاثة عقود علي الأقل.

الدول لا تبني في يومين او ثلاثة، انما يحتاج الأمر للنظر بعيدا نحو الأمام والتخلي عن سياسات رزق اليوم باليوم.
أنه من العيب ان افضل الإنشاءات والأنجازات التنموية لدينا لا تزال هي التي أسسها المستعمر، والسبب اننا كلما نمضي الي الأمام تأتي الحروب والنزاعات فتجرنا عقودا أو ربما قرونا الي الوراء:

متي يبلغ البنيان يوما تمامه
اذا كنت تبني~ وغيرك يهدم
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
مقالات ذات صلة:
الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود.. الناس لن تعود



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتلها مصطفي محمود، والنبي حذّر ابنته: (لا واسطة في الآخرة) و ...
- الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود .. الناس لن تعود!!
- الحصة مسيّرات: تكرار القائد حديثه عن (المتفلّتين) يعني ان ال ...
- -عبثوا- بالشعب وبالبلاد: وصارت الأعياد سجم رماد!!!
- ختامه عصيان لأبي القاسم: حُرمة صيام الثلاثاء ٩ ابريل (ك ...
- العدالة الألهية: تحريك ملف قضية (فض الإعتصام)
- -دِرْوَة- كبيرة (1000كيلو): امريكا روسيا .. قد دنا عذابنا!!! ...
- الشعب تضرر.. وليلة القدر جات للعسكر!!!
- المشروع الحضاري والخطيئة الأصلية: ربع قرن علي الإنقلاب علي ا ...
- سبيل الخلاص: هكذا ندعو علي من ظلمونا
- رمضان من غير (أغاني وأغاني).. انتصر التطرف وانهزمت الوسطية!!
- بهذا القرار.. مجلس الأمن يصب الزيت علي النار!!
- الفقه فهما: بطلان اختلاف المطالع وحرمة صوم المتمم لرمضان
- دعوة اسلامية لهؤلاء بعدم صوم رمضان !!
- الفقه فهما: (٢) مدلول كلمة (البكر) واللخبطة في فقه الزو ...
- الختان مذكور في القرآن والا كان الرسول مفترياً
- الملاحقات القانونية حماقة.. فالأولوية وقف الحرب
- الفقه فهماً: (١) يصومون (المتمم) ويعصون ابا القاسم!!!
- الحركات الإسلامية اهملت الأخلاق وقدمت الإسلام: كمية صلاة وصو ...
- كما أورد القرآن: شفاعة عيسي اكبر من شفاعة محمد


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - بعد التدمير والإحراق، خطر الإغراق يهدد العاصمة القديمة ومناطق اخري