|
يا أهلنا في فلسطين
عبالله عقروق
الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 08:43
المحور:
القضية الفلسطينية
لقد اتفق المؤرخون ، والعالم كله، بأنكم كنتم الجمل الذي قتله رب العالمين ليطعم الواوي فهذه حكمة الله ، نقبلها راضين ، وليس لنا اعتراضا على حكمته سبحانه وتعالى. ورضينا بها ، على أن يتمخض منها شيئا يفيد البشرية جمعاء ، وأن يعم السلام والوئام بين الناس ، وأن تصبح المعمورة مكان أمن واستقرار. ورضينا بأن يخونكم الأقرباء ، ويطعنوكم بكل الحراب ، ويجمعوا الثروات الكثيرة بأسمكم ، وأن يبنوا القصور الشاهقة من مالكم ، وأن يسكنون في الريفيريا ، وباريس ، ولندن ، وجنيف . وأن يأكلون الكافيار الروسي ، ويدخنون السيجار الكوبي ، ويأكلون اغلى أنواع اللحوم ، والصدفيات ، وأشهى الفواكهة . بأن يتزوجوا مثتنى وثلاث ورباع . وأن يطلقوا ، ويكثروا من زواج المتعة ، وجواز الغربة ، وجواز السفر ، وغيره من الموضات الجديدة . وأن يشتروا ثيابهم من ارقى المتاجر ، وارقى الموديلات . وأن يقتنوا الطائرات ، واليخوت. وأن يتعاطوا أفخم انواع الخمور . وأن يقامروا بأفضل الكازيونات . وأن يسهروا مع الشقروات الباريسيات في أجمل النوادي الليلية. وأن يقيموا المصانع والمصالح التجارية لأولادهم الذين لا يحسنون القراءة ، والكتابة . وأن يتطبعوا مع أعدائنا اللدودين ، الأشرار . وأن يقيموا العلاقات الدبلوماسية مع من طردنا من بلادنا ، والحبل على الجرار . وأن فتحوا بيوتنا للطغاة ، وأراضينا ليبنون تكناتهم العسكرية عليها . وشواطئنا تعج بالأساطيل الغربية . وأماكنا المقدسة يطأون بها بأطهر بقع العالم طرا بنعالهم الممزوجة بدماء اطفالنا ، وأهلنا . وأن جعلوهم يديرون بترولنا ، وخيراتنا كما يشاؤون. وأن وضعوا شيوخنا على جداول رواتبهم عندما كانوا أصحاب الأبار . وأن انشأوا محطات تلفزيونية تبث البغض، والكره، والتفرقة من مدننا العامرة . بأن شجعوهم لجر الأسلام الى حرب ابادة، هوليكوست اسلامي جديد. وان أعطوا امريكا الضوء الأخضر لتتحكم بمصائرنا ، وتفرض على شعبنا ديمقراطية مستوردة . وأن نرضى قانعين باحتلال بلادنا . وأن ننسى بأرادتنا لواء الأسكندرون ، والجزر الثلاث ، وفلسطين ، والجولان ، وشبعا ، وعل ضفاف نهر الأردن . أن نرضى بقتل أطفالنا ، وتيتيم ما تبقى منهم . وقتل نسائنا ، وترميل البقية . فوالله ، ورب الكعبة قد قبلنا كل ذلك ، ورضينا به مرغمين . أما أن يقاتل السني الشيعي ، والماروني الماروني والكردي العربي، فهذا ما لم نكن نتوقعه ولم نكن نتوقع أيضا بأن يحارب أهل فلسطين بعضهم بعضا . أن أصحاب الدكاكين قد ملؤا جيوبهم من أموال اليتامي ، والأرامل ، والثكالى ، وجعلوا الشعب الذي لم يكف عن المقاومة بأن يشحد فتات الأكل من موائد الكبار. لقد قلنا بأن التجار السابقين بزعامة المخرب الأول أبو خراب قد اكتفوا بغنائمهم ، وأن الشعب المقاوم قد يئس من فسادهم، فقرروا بتسليم الراية الى حماس . فرحنا ، وهللنا ، وحمدنا الباري ، وأطلقنا زغاريد الخلاص والنصر معا ، ورددنا المقولة الشهيرة التي علمنا اياها الأسلام ، "الله يمهل ولا يهمل" . فعقدنا الأمال بأن نسير الى الأمام ، ونحقق حلمنا الكبير بانشاء دولة فلسطين ، وعاصمتها القدس الشرقية . وانتظرنا ، وطال الأنتظار قبلنا بكل شيئ ، ولكن لم نتوقع بأن تسفك دماء أهلنا في فلسطين . ليس من أعدائنا هذه المرة ، بل من داخل بيتوتنا أيها الفتحاويون والحماسيون ، عندما كان يحارب خالد بن الوليد ، كان يحارب لأجل الأسلام كله. فما بالكم انتم تحاربون رفاقكم في المقاومة والمصير .وتهدون باساليبكم النفعية ،والشخصية أحلام الشعب الفلسطيني. عندما وصل سيدنا عمر بن الخطاب أبواب القدس ، وكان البطريك العربي النصراني الأرثوكسي صفرينوس على شرف استقباله، كان سيدنا عمر يجر الناقة التي كان على ظهرها خادم سيدنا عمر ، لآنهما كانا يتناوبان الركوب . وعند وصولهما مشارف القدس كان دور سيدنا عمر بأن يقود الناقة . فهرع البطريك لتحية من هو على الناقة . واستغرب عندما سمع بأن سيدنا عمر هو الذي يقود الناقة الآ نتعلم يا أهلنا من حماس ، وفتح بشئ من هذه الرواية الموثقة بكتب التاريخ. أن قائد الناقة ، والجالس فوقها متساويان في الحقوق ، والواجبات ، والألتزامات. ولكن عندما سأل البطريك عن عمر ليتحدث معه ، أجاب سيدنا عمر ، انا عمر. كفوا يا رفاق المصير عن محاربة بعضكم بعضا. انظروا من منظار المصلحة لشعبكم المقاوم . أنه بأمس الحاجة لوحدتكم. أن الشعب الباسل في الأراضي المحتلة بحاجة لوحدتكم كي يتمكن من العيش بحرية واطمئنان. اجعلوا التاريخ يقول عنكم أنكم خير جمل تم دبحه ليطعم الواوي لا تخذلوا شعبكم المجاهد . صفوا قلوبكم وحدوا كلمتكم ، ولتكن مصلحة شعبكم الباسل فوق أي اعتبار تعاضدوا ، وكونوا أهلا للمسؤولية الملقاة على عاتقكم. أدخلوا البسمة الى قلوب الأطفال البريئة ، والتي تتوق لتحيا كبقية الأطفال. تناسوا مشاكلكم لأجل القضية حتى تصبح القضية واقعا ملموسا يعيشه من قاوم لست عقود من الزمن أعملوا لولادة الدولة الفلسطينية أعيدوا قدسية القدس واعقلوها وتوكلوا . أن في الأتحاد قوة
#عبالله_عقروق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|