أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -حماس- و-فتح-.. لِمَ لا تسيران في خطين متوازيين؟!














المزيد.....

-حماس- و-فتح-.. لِمَ لا تسيران في خطين متوازيين؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 11:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس من تفاوض سياسي (توصُّلا إلى السلام) بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية حتى يصبح ممكنا اتِّخاذ نتائجه سببا للقول، في وصفه، إنه وصل إلى "طريق مسدود"، فالطريق "مفتوحة" أو "مسدودة" في تفاوض سياسي آخر.. في التفاوض السياسي المر والمرير بين الفلسطينيين أنفسهم، أي بين "حماس" و"فتح" في المقام الأول؛ وفي التفاوض السياسي بين الإسرائيليين أنفسهم، وكأنْ لا تفاوض سياسيا يمكن أن يصنع سلاما بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل أن يتمخَّض "التفاوض السياسي الداخلي" هنا وهناك عن حل واتفاق!

على الفلسطينيين أن يتفقوا أولا حتى يصبح ممكنا أن يتفقوا مع الإسرائيليين، وعلى الإسرائيليين أن يتفقوا أولا حتى يصبح ممكنا أن يتفقوا مع الفلسطينيين!

لقد قيل أن التفاوض السياسي الشاق بين "حماس" و"فتح"، والذي استغرق زمنا أطول من ذاك الذي استغرقه التفاوض السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قد وصل إلى "طريق مسدود"، أي أنَّ الخلاف (في أبعاده الموضوعية) بينهما كان أكبر وأعظم من أن يُحلَّ ويُسوَّى بكل ما اقْتُرِح حتى الآن من حلول. إنني لا أقلل من أهمية ووزن "الأسباب الموضوعية" للخلاف، والتي يمكن أن تُوْصِل تفاوضهما السياسي إلى "طريق مسدود"؛ ولكن "الأسباب الذاتية" هي التي حالت بينهما وبين التغلُّب على الخلاف، في جوانبه وأبعاده الموضوعية، فالطريق سُدَّت لأسباب ذاتية؛ ثمَّ صوَّروا لنا هذا "السد الذاتي" على أنه "طريق مسدود"، انتهى إليها تفاوضهم السياسي!

"الحكومة"، في صورتها الدولية، هي المشكلة وهي الحل. لقد أتت "الحكومة"، أي حكومة "حماس"، من صندوق اقتراع ديمقراطي شفَّاف، وإن اختلفنا في الأسباب والتعليل والتفسير. أتت منه لتأتي بحصار مالي واقتصادي وسياسي دولي، أتى على الفلسطينيين جميعا إتيان الفيضان على الأخضر واليابس. "حماس" لا ترى من كأس الماء إلا نصفها الممتلئ، أي النتائج الانتخابية، التي بما يتَّفق معها، من حيث الجوهر والأساس، تريد حكومة ائتلافية (مع "فتح") تحتفظ فيها بالسيطرة على "الوزارات السيادية" في سلطة فاقدة السيادة. أمَّا "فتح" فلا ترى إلا النصف الفارغ من كأس الماء، أي "الحصار الدولي"، فتريد حكومة تَخْرُج منها "حماس"، غير المستوفية بعد، أو بما يكفي، لشروط ومطالب اللجنة الرباعية الدولية، بما يسمح بخروج الفلسطينيين جميعا من "الحصار الدولي".

والسؤال الفلسطيني الذي ما زال يفتقر إلى "إجابة فلسطينية" إنما هو: هل يريد الفلسطينيون حكومة تُوافِق "النتائج الانتخابية"؛ ولكن تُبقي على "الحصار"، أم يريدون حكومة تُعارِض "النتائج الانتخابية"؛ ولكن تنهي "الحصار"؟ لقد أجابوا عنه، حتى الآن، بما يقيم الدليل على أنَّ الطريق المسدود الذي وصلت إليه سياسة إدارة الرئيس بوش، في العراق أولا، هو الذي أوصل التفاوض السياسي بين "حماس" و"فتح" إلى طريق مسدود، فكيف ينأى الفلسطينيون بـ "طريقهم" عن "طريق بوش"؟ لقد قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للفلسطينيين إنَّ "حماس"، غير المستوفية للشروط الدولية لإنهاء الحصار، تصر على الاحتفاظ بوزارات سيادية، يؤدي احتفاظها بها إلا استمرار الحصار الدولي، الذي سينتهي، حتما، إذا ما تنازلت "حماس" عن تلك الوزارات.

"حماس" رفضت أن تتنازل عن تلك الوزارات ليس لأنها لا تريد إنهاء الحصار وإنما لاعتقادها أنَّ إدارة الرئيس بوش توشك أن تعالج مرضها العراقي في طريقة قد تسمح لـ "حماس" باصطياد عصفورين بحجر واحد: كسر الحصار، والاحتفاظ بوزن حكومي يعدل وزنها الانتخابي.

عباس بيَّن الطريق التي يعتقد بضرورة السير فيها وصولا إلى إنهاء "الحصار"، ففضَّلت "حماس" اجتنابها. وأحسب أن ترك حكومة "حماس" تَخْتَبِر قدراتها الذاتية على كسر الحصار هو الخيار الذي يدعو الواقع الرئيس الفلسطيني إلى الأخذ به الآن، فالحصار ليس امتناعا دوليا عن المساعدة المالية للفلسطينيين فحسب، وإنما منعا إسرائيليا لكسره أو خرقه.

لتحتفظ "حماس" بالسلطة الحكومية التي تراها متَّفقة مع "النتائج الانتخابية"، ولْتُعْلِن "فتح"، بعد وصول التفاوض السياسي مع "حماس" إلى طريق مسدود، أنها لن تكون عقبة في طريق "حماس" لكسر وإنهاء الحصار بجهودها، وجهود مؤيِّديها في الخارج، فإذا نجحت كُرِّمت، وإذا أخفقت توجَّه الفلسطينيون إلى صندوق الاقتراع، ففيه "الحَكَم"، ومنه "الحُكم". وهذا الموقف لـ "فتح" والرئيس عباس يمكن ويجب أن يقترن بموقف آخر هو دعوة المجتمع الدولي إلى المساعدة في بدء تفاوض سياسي مركَّز وجاد بين إسرائيل ورئاسة السلطة الفلسطينية (ومنظمة التحرير الفلسطينية) فبقاء الحصار، وبقاء حكومة"حماس"، وبقاء العواقب الأخرى لبقاء حكومة "حماس"، يجب ألا يبقى سببا لتأخير هذا التفاوض السياسي، فإذا انتهى إلى اتفاق (موقَّع بالأحرف الأولى) دُعي الشعب الفلسطيني إلى الإدلاء برأيه فيه عبر استفتاء شعبي عام.

إنَّ "حماس" مع حكومتها تُتْرَك لاختبار قدرتها (وقدرة مؤيِّديها في الخارج) على كسر وإنهاء الحصار، بينما تُتْرَك "فتح"، والرئاسة، ومنظمة التحرير الفلسطينية لاختبار قدرتها (وقدرة مؤيِّديها في الخارج) على الإتيان بحل تفاوضي؛ فهل تسيران ("حماس" و"فتح") في خطين متوازيين، وقد ثَبُت أنَّ الخطين المتوازيين يلتقيان عند نهايتهما؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الانقسام خير من تلك الوحدة!
- عنقاء جديدة تسمى -المواطَنة-!
- قبل أن يغدو المُدخِّن مارقا من الدين!
- الأزمات والحلول تتشابك خيوطا!
- هذا العمى السياسي!
- -التسارع- و-التباطؤ- في -التطوُّر الكوني-
- هل يجرؤ بوش على أن يكون برغماتيا؟!
- الفلسطينيون يصنعون نجاحا جديدا!
- هذا -التسييس- ل -الحجاب-!
- صحافة جيفرسون أم صحافة همبولت؟!
- حق المرأة في قيادة السيارة!
- -النسبية-.. آراء وأمثلة
- أهي -بطولة- أم تمثيل لدور البطولة؟!
- حتى لا يحترق المسرح ويبقى الممثِّلون!
- عرب وغرب!
- حقيقة ما قاله بوش!
- لمواجهة الانقضاض العسكري الإسرائيلي الوشيك!
- دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!
- التداول السلمي للسلطة!
- انفراج فلسطيني وشيك!


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -حماس- و-فتح-.. لِمَ لا تسيران في خطين متوازيين؟!