|
في ضيافة مجلة سطور الأدبية .. مع الإعلامي أحمد مالية
فوز حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 7950 - 2024 / 4 / 17 - 00:02
المحور:
الادب والفن
*الأديبة فوز حمزة العراقية المغتربة، متى انطلقت رحلة الأدب، من الوطن أم من المهجر؟ ج/ بداياتي الأدبية أو كما قلت حضرتك رحلة الأدب .. انطلقت من بلاد المهجر .. وبالتحديد قبل عشر سنوات من مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا .. حيث شهدت هذه المدينة الجميلة ولادة أولى قصصي فوق أرضها وبالمناسبة .. أن أول قصة كتبتها كان اسمها " أنا وظلي " ومن ثم تلا ذلك ولادة عشرات القصص التي بلغت أكثر من ثلاثمئة قصة قصيرة .. وقد توزعت في ست مجموعات قصصية .. وما زالت هذه المدينة الجميلة بطبيعتها الخلابة، وجوها الرائع صيفا البارد شتاء .. ملهمتي التي تفتح لي الآفاق البعيدة، وقد حدث كثيرًا أن منظر الثلج وهو يغطي المدينة برمتها .. قد تزاوج مع مخيلتي كي يلد منها القصص والحكايات!
*القاصة فوز حمزة عرفت في الوسط الأدبي كقاصة، إلى أية مدرسة تنتمين، الكلاسيكية أم الحديثة؟ ج/ يفترض بالأديب أن يكون ابن زمانه، والمرآة العاكسة لذلك الزمن، وأن يتبنى كل الأفكار التي من شأنها أن تجعل من الحياة قيمة عليا، لهذا من الطبيعي جداً أن أنتمي في الكتابة للمدرسة الحديثة التي بنيت أسسها على المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكل ما له صلة وثيقة بحياة الأنسان، فأنا أؤمن أن الكتابة يجب أن تساير الحياة، وأن تستجيب بصورة سريعة لكل متغير، فطبيعة الحياة هي من تفرض على الكاتب ذلك التغيير، فمثلا في الوقت الراهن نجد أن طابع السرعة هو العنوان الملائم للقرن الواحد والعشرين لذلك يجب أن تخضع كل النتاجات لهذا العنوان وأقصد بذلك أن تكون الكتابة بلغة سهلة خالية من التعقيدات كما كان يحدث في السابق. * ما مدى الإهتمام الحكومي بالأدباء العراقيين في المهجر؟ ج/ إن كنت تقصد اهتمام الحكومة العراقية التي تمثلها السفارات في الخارج، فلا أعتقد بوجود شيء كهذا، بل أن السفارات في تلك البلدان، تعيش في عالم بعيد كل البعد عن مواطنيها فما بالك بالأدب والثقافة. المثقف والأديب المغترب يعيش حالة انفصال تام وعزلة وأعتقد أن سبب ذلك اختلاف التوجهات والأفكار المتبناة من قبل الجهتين وأقصد بذلك أفكار الأديب وأفكار الحكومة التي من دون شك تتقاطع في كثير من النقاط، ولكن نأمل أن يتغير ذلك في المستقبل، فالكاتب بشكل عام والأديب بشكل خاص هو الوجه المشرق لأي أمة والاهتمام بهم من شأنه أن يحدث ثورة في المفاهيم كما حدث في أوروبا وغيرها من البلدان التي احترمت مفكريها وهاهي تتقدم عليها في كل مجال من مجالات الحياة. *من خلال مسيرتك الأدبية ما هي النصائح التي تبديها لهواة كتابة هكذا فن أدبي؟ ج/ القراءة ثم القراءة ومن ثم القراءة، فهي التي تصنع الأديب، هي التي تفتح له الأفاق ليرى العالم بشكل مختلف عما يراه الآخرون ومن ثم التوجه للقراءة الخاصة إن صح التعبير وأقصد بذلك التركيز على قراءة الجنس الأدبي كأن يكون القصة القصيرة أو الشعر أو المقال الذي يمكنه من اكتساب المهارة وبالتالي يستطيع أن يضع بصمته التي تميزه عن غيره. والشيء الآخر الذي أود الإشارة إليه أن الكتابة تراكم خبرات يتم توارثها جيلاً من بعد جيل، لذلك فإن الاطلاع على ما كتبه الرواد من شأنه أن يضع المحدثين على الطريق الصحيح لمواصلة المسيرة وتسليمها للجيل الجديد وقد لبست ثوبا جديدًا على مقاسات العصر الذي يعيش فيه. * هل يعتبر ظهور الأديب على مواقع التواصل الاجتماعي سببًا في نجاحه وانتشاره؟ ج/ لا أستطيع أن أنكر دور مواقع التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها في ظهور بعض الأدباء على الساحة الأدبية وأنا واحدة من هؤلاء، فهو وسيلة سريعة في تحقيق الانتشار وكذلك تتيح للكاتب أن يرى ويسمع ويقرأ مباشرة ردود أفعال القراء وأراءهم منجزه، ولكن، وهنا علينا أن نضع ألف خط تحت كلمة ولكن. فهذه المواقع كالعملة ذات الوجهين ، فمواقع التواصل تجمع بشري من كل المستويات الثقافية وبالتالي لا يعول على أراء الكثير منهم بالنسبة لمنجز أي أديب مالم يخضع لشروط أدبية فنية من أناس مختصين وذوي دراية أكاديمية منهجية ليتم الفصل بين الغث من السمين. وعلى الرغم من أن هذه المواقع سمحت للكثير من المدعين في نشر كتابات لم ينزل الله بها من سلطان، لكن أعتقد أن الكلمة الفصل للإبداع الذي هو كنبع الماء الصافي، مهما اغترفت منه، لن ينضب على عكس برك الماء الراكد والتي بمرور الوقت تتلاشى وتزول. * أين يجد الأديب مكامن النجاح في الصحف والمجلات الإلكترونية أم في النتاجات الورقية؟ ج/ في البداية يكمن النجاح في قلم الكاتب، فالمنجز وحده من يملك مقومات النجاح من عدمه وأيضًا على تحديد المبدع من مدعي الإبداع. بعد ذلك تأتي الصحف والمجلات كمكمل وداعم للأديب في تكملة المسيرة لتحقيق الانتشار له وبرأيي وفي زمن الإنقلاب الإلكتروني إن جاز التعبير، فلا فرق بين الاثنين، فهما عالمان متوازيان لاغني للأديب عن أحدهما إن كان يبغي الشهرة والانتشار، ولا نستطيع التكهن بما سيحدث في المستقبل في هذا الشأن، لكن الوسائل تبقى عاملاً مساعدًا على نجاح الأديب لكنها ليست الرئيسية، فكما قلت أن المنجز هو من سيحدد نجاح الأديب من فشله. * سعداء بوجودكم معنا . تمنياتنا الخالصة لك بدوام الأزدهار .. كلمة أخيرة لرواد السطور. ج/ مجلة سطور من المجلات الرصينة المعدودة التي أبدت اهتمامًا بالكلمة الجميلة والرصينة في ذات الوقت من خلال تبنيها لعدد كبير من الأدباء والأديبات على حد سواء من أجل المساهمة في رفع مقام الكلمة المؤثرة التي من شأنها خلق جيل جديد متذوق للجمال وداعم للقيم والمثل . ومن خلال هذه السطور أوجه شكري وامتناني للأستاذ والصديق الرائع أحمد مالية ليس فقط لأنه رئيس تحرير هذه المجلة بل لأني التمست منه الجانب الإنساني المتمثل بالالتزام والجدية وحرصه الشديد على توثيق أسس متينة مع الكُتاب مبنية على الاحترام والتفاهم.
#فوز_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد فوات الأوان
-
زاوية لست قائمة
-
لا خيار
-
حالة حب
-
س .. ش
-
لحظة ويشتعل الضوء
-
لحظة فارقة
-
قبل الألف .. بعد الياء
-
بعيدًا عن الضفة
-
كلمات غير متقاطعة
-
يسعد صباحك يا حلو
-
مذكرات زوجة ميتة
-
اللقاء
-
القراءة النقدية للناقدة إيثار محسن لمجموعة صباح كهرماني للقا
...
-
حسن الحبيب
-
الحزن لا يليق بكِ
-
الزاوية الأخرى
-
الطرف الآخر
-
المرفأ الأخير
-
الوشاح الأحمر
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|