|
الواقعية الجديدة في - العودة الى بلد العجائب - لميسون الباججي
عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 11:56
المحور:
الادب والفن
لهفة اللقاء بعد غربة طويلة يبدأ الفيلم الوثائقي " العودة إلى بلد العجائب " مُستجيراً بتقنية " الفويس أوفر " علّها تختصر للمتلقي وقع الغربة التي إستمرت لمدة ست وثلاثين سنة، وحجم الحنين الذي يشّد د. عدنان الباججي، وإبنته ميسون لوطنهما الذي غادراه رغماً عنهما، وتركاه قسراً بسبب قمع النظام المُستبد البائد الذي لم يترك للعراقيين مُتنفَساً صغيراً يشمّون منه رائحة الحرية، وعبقها الزكي. وعبر هذه التقنية " الريبورتاجية " التي تكررت كثيراً على مدار الفيلم إستطاعت ميسون الباججي أن تلملم أطراف الفيلم الذي أرادت من خلاله أن توثق لأبرز الأحداث التي مرّت بها أسرة الباججي. ولهذا فقد تعمّدت ميسون أن تعود الى الوراء عبر تقنية " الفلاش باك " الى عام 1949 لتخبرنا بأن جدتها كانت أول امرأة تمتلك كاميرا قياس " 16 ملم " حيث صوّرت أطفالها الذين كانوا يكبرون ويترعرعون في قصر منيف يزدان بحديقة غنّاء شبهتها الحفيدة بالجنة المسوّرة بالأسلاك الشائكة التي تفصلها عن العالم الخارجي المحيط بها. ثم تتوقف الحفيدة لتستعير ثلاث لقطات مما صورته الجدة من مشاهد عائلية وغير عائلية في الأعوام 1953 و 1957، و1967 وكأنها تريد أن تسرد جوانب من السيرة الذاتية لأسرة الباججي. وفائدة تقنية " الفويس أوفر " كما هو معروف في فن الريبورتاج أنها تقدّم مجموعة من القناعات والآراء الشخصية التي تعزز توجهاتها الذاتية، ونزوعها الفكري الذي يقوم عليه جوهر الفيلم الوثائقي الذي لم يستقر على بنية محددة، إذ توزَّع الإهتمام على شخصيتين أول الأمر وهما د. عدنان الباججي، والآنسة ميسون الباججي مخرجة الفيلم، والسبب في هذا التوزع هو وجود نقاط مشتركة تجمع بين الأب والإبنة، فكلاهما مغترب منذ " 36 " سنة، وكلاهما يعود أول مرة الى العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق، وكلاهما يبحث بعينة الخاصة عن ذكرياته وطموحاته الشخصية، فالباججي لم يُخفِ رغبته الصريحة في أن يختم حياته السياسية بتسنّم منصب رئيس الجمهورية بعد أن عمل في السلك الدبلوماسي سنواتٍ طوالاً، حيث شغل منصب سفير العراق لدى الأمم المتحدة منذ عام 1959 الى 1965، ثم أصبح بعدها وزيراً للخارجية عام 1966-1967، وفي عام 1967-1968 إنتقل الباججي الى إمارة أبو ظبي، حيث عمل مستشاراً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حتى سقوط النظام المستبد في العراق عام 2003. ثم قرر العودة الى العراق بعد أن فاتحته الإدارة الأمريكية بضرورة مشاركته في العملية السياسية بعد أن حُلَّ مجلس الحكم الإنتقالي في الأول من حزيران " يونيو " 2004. أما ميسون الباججي فقد جاءت تبحث عن أشياء كثيرة من بينها ذكريات الطفولة، وذاكرة بغداد التي لم تستقر على مرَّ العصور، كما أنها جاءت مثقلة بهاجس " المخرجة الوثائقية " التي تريد أن تعرف حقيقة ما يجري في الشارع العراق الذي غابت عنه أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد. فحتى سائق الأسرة الشخصي " أبو حسين " الشاب، والمتزوج حديثاً، قبل ست وثلاثين سنة قد غدا شيخاً كبيراً طاعناً في السن، لكنه ما يزال قوي الذاكرة ويستطيع أن يسترجع الكثير من الذكريات المهمة سواء فيما يتعلق بحياته الشخصية أو بأسرة الباججي التي إنقطع لخدمتها لمدة طويلة من الزمن قبل أن يغادر الباججي إلى أمريكا، ومنها الى أبو ظبي ليستقر هناك. وعلى رغمٍ من خطورة الوضع الأمني في العراق، وما يتخلله من عمليات تفجير عشوائية، وتصفيات جسدية مقصودة إستطاعت ميسون أن تتجاوز خطورة الوضع الأمني، وتقتحم المناطق الخطيرة في بغداد، وتلتقي بنماذج متعددة من شرائح الشعب العراقي بدءاً بأفراد حماية والدها، مروراً بلجنة التربية والتعليم للديمقراطيين المستقلين، ولجنة المهندسين للديمقراطين المستقلين أيضاً، وهي الجهة السياسية التي يرأسها الباججي نفسه، وسوق الصفافير، وجمعية المرأة، ومُدرِّسات بعض المدارس المتوسطة والثانوية، وبعض السجناء السياسيين مثل الاستاذ الديبلوماسي والمترجم عطا عبد الوهاب، والطبيب البيطري " أبو أحمد "، وبعض المهرِّبين الذين إضطروا للتهريب بسبب ظروف الحصار القاسية، ولقاء المرضى في مجمع مدينة الطب، وبعض العوائل التي تضررت من جراء الإحتلال الأنكلو- أمريكي للعراق، وإنتهاء باللجنة التي تناقش مسألة كتابة الدستور العراقي، والتهيؤ للإنتخابات العامة التي تفضي الى حكومة شرعية تأتي عن طريق صناديق الإقتراع. وحُلم الباججي نفسه في صياغة دستور عراقي متطور يضمن للعراقيين حقوقهم الكاملة التي تنسجم مع قيمهم، وتتماشى مع روح العصر. هذا إضافة الى محاولته الجدية لتحقيق حلمه الشخصي في أن يصبح رئيساً للعراق على رغمٍ من الأوضاع المرتبكة التي تعصف ببلاد الرافدين. السجن الإختياري عاد الباججي بطائرة إمارتية مخصصة لنقل الأدوية للعراقيين الذين كانوا يعانون من محنتي الحصار والحرب التي لم ينفطئ أوارها بعد. كان الباججي يحدق الى جواز سفره، فقبل سقوط الطاغية لم يكن الباججي يحلم بالعودة الى الوطن لأنها باتت مستحيلة في نظره، غير أن الإدارة الأنكلو- أمريكية قد غيّرت الموازين في رمشة عين مما جعلت بعض المعارضين يعيدون حساباتهم على وفق المتغيرات الجديدة التي عصفت بالمنطقة والتي تطمح بتأسيس شرق أوسط جديد. كان الباججي صريحاً في موقفه، فهو ضد الدكتاتورية وضد الإحتلال في آنٍ معاً، غير أن الإحتلال قد أصبح حقيقة دامغة وعلى السياسيين أن يتعاملوا معه على وفق هذا المنظور الواقعي. لذلك وافق الباججي سريعاً على فكرة الإدارة الأمريكية التي إقترحت عليه ضرورة المشاركة في العملية السياسية، وتحديداً لأن يكون عضواً في مجلس الحكم المًعيّن من قبل الأمريكان مباشرة، كما أُسند إليه مشروع كتابة الدستور العراقي ولائحة حقوق الإنسان، وقد أظهر لنا الريبورتاج الوثائقي شخصيتين مهمتين وهما المحامي فيصل أسترابادي، والقاضي والمترجم عطا عبد الوهاب، بينما لم تظهر الشخصيات القانونية الأُخَر المكلفة بإعداد مسودة الدستور العراقي الجديد. إن أهم ميزات هذا الفيلم هو إعتماده على ذكر الحقائق الدامغة، فالمخرجة ميسون الباججي لم تجد غضاضة في القول بأن والدها قد بات سجين " الفيلا " التي يسكن فيها، ولا يستطيع الخروج من منزله الى بناية مجلس الحكم إلا بصحبة أربع سيارات حماية، وفي كل سيارة ثلاثة مسلَّحين وسائق، يوفرون له الحماية المطلقة في ذهابه وأيابه، وثمة لقطة دالة تبين أن الباججي يتجول في حديقة المنزل، وكأنه محاصر فيها، يتصل بالآخرين عبر جهاز محمول. فالإدارة الأمريكية التي وعدت بالديمقراطية لم تجلب معها الأمن والأمان، وإنما كرست الفوضى، وأشاعت إضطراباً لم يألفه العراق من قبل. وأن مجلس الحكم المعيّن من قبل الأمريكان قد بات نفسه رهين المنطقة الخضراء. الواقعية الجديدة لا تجد المخرجة العراقية ميسون الباججي حرجاً في الإعتراف بإنتمائها الى مدرسة " الواقعية الجديدة " على رغمٍ من مرور نصف قرن ويزيد على إندثار هذا التيار السينمائي " 1944-1951 " الذي يولي تصوير مظاهر الطبيعة والحياة قدراً كبيراً من الواقعية التي قد تصل الى حد الإستنساخ للوقائع والأحداث ووجهات النظر التي يتعاطى معها المخرج " الواقعي الجديد " من دون التشبث بالجوانب المثالية أو الهروب من الواقع إلى حياة غير واقعية أو مزيفة أو مقتصرة على طبقة محددة من المجتمع البرجوازي المُترّف، كما هو الحال في الكثير من الأفلام الهوليوودية التي تدور في القصور الباذخة والأحياء الراقية جداً والتي تبدو وكأنها لا تنتمي الى الحياة الواقعية المليئة بالأسى الموجع، والفقر المدقع. ويبدو أن الواقعية تزدهر في المراحل الحرجة من حياة الشعوب فبعد سقوط الفاشية عام 1945 في إيطاليا أنجز روبرتو روسليني فيلمة الشهير " روما مدينة مفتوحة " كما أخرج فيتوريو دي سيكا " سائق الدراجه" وأعقبه فيسكونتي بإنجاز فيلم " الزلزال ". ومن أبرز خصائص ومميزات الواقعية الجديدة هو التصوير في المواقع الفعلية للوقائع والأحداث والإبتعاد قدر الإمكان عن التصوير في الأستوديوهات، وتفادي إستخدام الممثلين المحترفين، وتجنب إستعمال الحوارات الأدبية، هذا إضافة الى تفادي الحيل السينمائية سواء في الإضاءة أو حركة الكاميرا أو المونتاج لكي يبدو الفيلم شديد الصلة بالواقع الإجتماعي، وليس غريباً عنه. يا ترى، هل دفعت الحروب العراقية المتعددة المخرجة ميسون الباججي لأن تلوذ بالواقعية الجديدة في معظم أفلامها الوثائقية؟ خصوصاً وأنها صرحت أكثر من مرة بأنها " منهمكة الآن في إنجاز فيلم روائي جديد عن مجموعة من العراقيين تصورهم بشكل مباشر في أماكنهم الحقيقية، وتتابع يومياتهم على الواقع من دون استعمال ديكور أو ممثلين محترفين." وعلى رغم من إلتزامها بالواقعية الجديدة وما تفرضه هذه المدرسة الفنية من إشتراطات حادة في ضرورة نقل الحقيقة وتصويرها من دون رتوش إلا أن الباججي تميل دائماً لطرح أفكارها، وتعزيز وجهات نظرها من خلال الفيلم الوثائقي الذي يحتاج الى تجسيد الحقيقة قبل حاجته الى رأي المخرج أو المصور أو السينارست. وفي هذا الفيلم على وجه التحديد قد تختلف ميسون مع أبيها، لكنها تحترم رأيه، فهو يرى أن وجوده في مجلس الحكم الإنتقالي مفيد ومؤثر حتى وإن كان في ظل الإحتلال، بينما لدى ميسون تحفظات شخصية لم تخبرنا بها مثلما أخبرتنا عن خشيتها على حياة الوالد الذي جاء من " أبو ظبي " ليجد نفسه سجيناً في الدار التي إتخذ منها مقراً لمزاولة نشاطاته السياسية. وتفادياً للأخطار المحدقة به فقد عيّن له حراساً شخصيين من قبيلته يوفرون له الحماية اللازمة وكأن لسان حالها يقول لنا " كلما ضعفت الدولة أو تلاشت إشرأبت القبيلة برأسها.". يعتقد الباججي بضرورة تعزيز فكرة النضال بواسطة الإشتراك في العملية السياسية، ويرى في الإستسلام تنازلاً كبيراً للقوات المحتلة. ويؤكد على أهمية هذا النضال على رغمٍ من الفشل الذي قد ينتاب هذه التجربة. وحتى لو فشل الإنسان السياسي مرة فعليه أن يصحح أخطاءه، ويتعلم الدروس من تجربة الفشل، ويفيد منها كي لا يكرر أخطاءه مرة ثانية، وهذا ما يصطلح عليه بالسياسة الديمقراطية أو ثقافة الديمقراطية الجديدة التي لم تترسخ كسياق عملي في العراق. وربما تكون لجان التربية والتعليم والمهندسين وورش عمل المدرسين التي ظهرت وهم يخوضون في نقاشات مستفيضة عن أهمية تغيير المناهج الدراسية التي لم تتبدل منذ مدة طويلة هي تعزيز لهذه الثقافة الديمقراطية التي يجب أن تشيع في العراق الجديد. ومن خلال عمل هذه اللجان كنا نشاهد بعض الأشخاص وهم منغمسون في الحديث الفنتازي عن سرقة السيارات أو نهب أكياس النقود المعبأة بملايين الدولارات والتي تكشف عن جانب مروّع من جوانب الإنفلات الأمني. وقد أرجع أحد المتحدثين السبب الى الحروب المتواصلة التي كان يشنها الدكتاتور على الدول المجاورة والتي كرست مفهوم القتل المجاني، كما اشاعت روح الجريمة والسرقة. وقد تطورت هذه الأعمال الفردية لتأخذ طابعاً منظَّماً يندرج تحت مفهوم " العصابة " الخارجة على بيت الطاعة، ثم تطورت بعض هذه العصابات لتنضوي تحت لافتة " المليشيات " التي تنتمي لهذه الجهة السياسية أو تلك، وتكرِّس مفهوم الإبتزاز، وتتلاعب بمقدرات الآخرين ومصائرهم. يؤكد أحد أفراد حماية الباججي بأن الصحفيين والمصورين الصحفيين مستهدفون أكثر من غيرهم لأنهم ينقلون الحقيقة للناس، وهذه العصابات أو المليشيات الخارجة عن القانون تخشى من كشف الحقائق، وتخشى من الإعلاميين الذين قد ينشرون غسيل هذه المليشيات القادمة من وراء الحدود فتستهدفهم، وتضعهم في دائرة التصفيات الجسدية. . بعض هذه التصفيات ذات طابع وحشي لم يألفه العراقيون من قبل. الخروج عن دائرة العزلة على رغم من المخاطر المحتملة التي قد تواجهها ميسون الباججي بوصفها مصورة سينمائية أولاً، وكونها إبنة لرجل سياسي مكلّف بالإشراف على لجنة كتابة الدستور العراقي الجديد، واحتمال تسنّمه لمنصب رئيس الدولة حتى وإن كان بروتوكولياً، يضعها أمام مخاطر جديدة كالخطف والتعذيب والقتل والتمثيل بالجثة ربما كما حصل للعديد من الإعلاميين العراقيين والعرب والأجانب. ويبدو أن ميسون قد وضعت حكاية والدها جانباً، ونزلت الى الشارع العراقي لتعرف من كثب حقيقة ما يجري على أرض الواقع متذرعة بالحكمة المأثورة التي تقول " ليس الخبر كالمعاينة " كما أنها لا ترضى لنفسها أن تكون " رهينة القصر المنيف " وتكتفي بسماع دوي الإنفجارات، ومشاهدة ألسنة النيران، وأعمدة الدخان وهي تتصاعد من مسافة بعيدة، لذلك وفرّت لنا فرصة ذهبية لمشاهدة مبنى صحيفة الزمان الموغلة في القِدم، وربما لترينا عن قصد الشعارات المناهضة للإحتلال والمخطوطة على الجدران وأبواب المحلات التجارية حيث تقول إحداها " لا للإحتلال، نعم للتحرير " كما أخذتنا في زيارة خاطفة الى القشلة أو مركز المدينة القديم في عهد الإحتلال العثماني ربما لتذكرنا بالأحتلال السابق، أو لتلفت عنايتنا الى أعمال النهب والسلب والسرقة المنظمة التي شملت كل شيء بما في ذلك أبواب القشلة، فلقد أعاد بعض المواطنين العراقيين " 46 " باباً من الأبواب المسروقة! وقبل نهاية الفيلم بقليل تذهب ميسون مع زميلها باسم الى " طاق كسرى " وهو موقع أثري يضم قصراً فارسياً كبيراً يذهب إليه الناس غالباً لأكثر من سبب، من بينها وجود " البانوراما " التي تعد خامس أكبر بانوراما في العالم، غير أن اللصوص سرقوها، وحطموا بقية الشواخص التاريخية الموجودة فيها، بل أن جزءاً من الطاق نفسه قد تهدّم وتصدع بسبب الطيران الأمريكي الواطئ الذي أحدث فيه شروخاً واضحة للعيان، ويكفي أن نستدل على هول ما فعله اللصوص والمخربون بأن غرفة الحارس نفسها قد تعرضت للسرقة فكيف بموقع أثري خالد يعود الى أيام مجد الأمبراطورية الفارسية. تعرضت المدرسة المركزية هي الأخرى للتخريب المنظم وهي التي تعود الى عام 1920، فقد تم تدمير محتوياتها بالقنابل الحارقة التي لم تبقِ في المدرسة شيئاً ذا بال. أحد المواطنين يتحدث بلغة الحتمية التاريخية التي أسقطت صدام حسين قبل سنة من سقوطه، وبين حتمية تصحيح الأوضاع الأمنية، فمن غير المعقول أن يظل العراق غارقاً في فوضى لا نهائية، فلا بد أن يحل السلام، ويشمل ربوع الرافدين جميعاً. الصبي مصطفى يتحدث بعفوية كبيرة عن عدم حبه لمواصلة الدراسة، ويعترف بأن أخوته أكثر ذكاءً منه، لذلك إنخرط في العمل منذ وقت مبكر. في سوق الصفافير الذي كانت تزوره ميسون في أيام الطفولة بين أوان وآخر إلتقت أحد العاملين وتجاذبت معه أطراف الحديث عن مرارة الغربة والإغتراب، وعن اللصوص الكبار الذي ينهبون ثروات البلد. وبينما هي منغمسة في الإستجابة لتلبية رغباتها تذكرت أنها جاءت لمتابعة عودة الوالد، وتغطية مشروعه السياسي فظهر د. الباججي وهو يتحدث عن الخروقات والمخالفات القانونية المتعلقة بالدستور العراقي الجديد. ولكي تعطي مصداقية أكثر لعملها التوثيقي فقد شاءت المصادفات أن يكون الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة متواجداً في العراق، وقد حلّ ضيفاً على " جمعية المرأة " وإستمع الى أحاديث وهموم نسوة عراقيات مثقفات مثل نهلة، وسعدية خليفة، وميسون الدملوجي " وكيل وزير الثقافة " والبرلمانية صفية السهيل، وقد كنَّ جريئات بالفعل حينما طرحن همومهن ومعاناتهن من الإرهاب الفكري، والفلتان الأمني، ومحاولة فرض الحجاب عليهن بالقوة، لكنهن أصررن على عدم إرتداء العباءة السياسية. الصراحة المفرطة حظيت ميسون الباججي بفرصة اللقاء مع شخصين عميقين وهما المحامي فيصل أسترابادي المكلف بكتابة الدستور العراقي ضمن لجنة خاصة، والقاضي والدبلوماسي والمترجم عطا عبد الوهاب " الذي يحتاج وحده الى أكثر من فيلم تسجيلي يوثق لتجربة إختطافه، وسجنه المريرة في زنازين النظام القمعي السابق لمدة ثلاث عشرة سنة! " وعلى رغمٍ من أن ميسوناً قد تركت له فرصة الحديث عن تجربة السجن إلا أن تركيز الأستاذ عطا عبد الوهاب قد إنصب على طريقة تعذيبه جسدياً ونفسياً حيث وُضِع في زنزانة إنفرادية لمدة خمس سنوات ونصف السنة، وكان عليه أن يحافظ على نفسه من الإنهيار. ومن بين العوامل التي حافظت على عقله وأعصابه من الإنهيار هي إيمانه بالله سبحانه وتعالى، وإيمانه ببراءته، وإصراره الداخلي على عدم الإنهيار على رغمٍ من أن الجلادين كانوا يأخذون كل يوم عدداً المتهمين الى منصة الإعدامات. وخشية من أن يتحجَّر عقله كان عليه أن ينشغل بشيء ما. وفي ذلك الوقت كانت زوجته " بتول " تهرّب له الأوراق والأقلام والكتب، وحينما وقع بين يديه كتاب " The short reign of Poppin the fourth " وهو كتاب تهكمي ساخر بحيث كان عطا ينفجر ضاحكاً حينما يقرأ في الكتاب بينما كان هو ينتظر الإعدام. فقرر مع نفسه أن يترجم هذا الكتاب الى العربية. وحينما طالت مدة السجن وجد عطا عبد الوهاب أنه قد ترجم " 18 " رواية من الأدب العالمي. وربما يذكِّرنا منجز عطا عبد الوهاب بأهم الكتب التي ألفها د. رفعة الجادرجي في السجن بحيث أنه كتب " نظرية جدلية العمارة " في " أبو غريب " إضافة الى كتب أخرى مهمة، كما كتب د. حسين الشهرستاني كتاب " الكيمياء النووية " والذي يربو على ألفي صفحة في سجن " أبو غريب " أيضاً. وقد إلتقى د. رفعة الجادرجي بعطا عبد الوهاب وقد شجعه هذا الأخير على الشروع بكتابة " صورة أب " وغيرها من الكتب التي أنجزها الجادرجي في السجن. ثم أشار عطا عبد الوهاب إشارة عابرة الى إعتقال شقيقه، زكي عبد الوهاب، وإعدامه من دون سبب. لم يكن عطا عبد الوهاب هو المقصود بالتصفية، وإنما كانت هناك عدد من الفئات والأحزاب السياسية التي كانت تستهدفها السلطة الفاشية ، وتريد أن تغيّبها من الساحة العراقية. إن تجربة غامضة ومؤسية مثل تجربة عطا عبد الوهاب الغنية كانت تحتاج الى مزيد من الأضواء التي يجب أن تُسلَّط على مفاصل محددة من حياته مثل عمله كسكرتير للملك فيصل الثاني، وعمله في السلك القضائي والدبلوماسي في أمريكا لمدة خمس سنوات، وعمله في الكويت التي خُدِّر فيها، وأُختُطف منها بسيارة السفير العراقي، وجيء به مخفوراً الى قصر النهاية مباشرة، وزجِه في زنزانة الإعدام لمدة خمس سنوات ونصف السنة، وإعدام شقيقه الوزير السابق زكي عبد الوهاب الذي لم يرتكب ذنْباً، وإنما لترويع الآخرين لا غير، فقد كان معروفاً بنزاهته، وعفته، وزهده. كما كان على المخرجة أن تطلّع على سيرة عطا عبد الوهاب الذاتية " سلالة الطين " التي أنجزها في عمّان عام 1993 والتي تسلط الضوء على أبرز الجوانب الذاتية والإبداعية في حياته الشخصية والعامة. أما اللقاء مع الطبيب البيطري " أبو أحمد " والذي وجدتْ مفرزة أمريكية بحوزته مسدساً، وزجته في سجن المطار أولاً، ثم في " أبو غريب " ثانياُ، وما تعرّض له من ضرب وإهانة إنما يكشف زيف الإدعاءات الأمريكية التي تتشدق بحقوق الإنسان وحريته، والديمقراطية التي وعدت بها العراقيين لأنهم كانوا محرومين منها في زمن الطاغية. فالأوضاع الحالية من وجهة نظر المخرجة لم تتغير عما كانت عليه في زمن النظام القمعي المقبور، بل هذا ما تؤكده أغلب الشخصيات التي وقفت أمام عدسة ميسون الباججي، فثمة أسر عديدة لم تفعل شيئاً لكنها واجهت عقوبة الموت رمياً بالرصاص كما هو حال سائق السيارة التي أطلقتْ سيارته القديمة بعص الأصوات المتحشرجة بسبب عطل في " الكاربوريتر " مما دفع الجندي الأمريكي لإطلاق النار عليه، وأرداه قتيلاً في الحال، بل أن بعض الأسر قد تحدثت بشكل صريح عن سرقات الجنود الأمريكيين للمال والذهب من البيوت التي تتعرض لعمليات الدهم، وتهديد أصحابها بالويل والثبور إن هم إشتكوا أو تظلموا الى جهة أمريكية متنفذة. لم تقتصر لقاءات ميسون مع شريحة محددة من العراقيين لأن همها الأساسي هو العيش في قلب الحدث، ونقل نبض الشارع العراقي. دريد الذي يعمل الآن في حماية الباججي مواطن من الحلة، متزوج، ولديه طفلان، سُرح من الخدمة العسكرية، وبقي من دون عمل لأن عليه بعض المؤشرات الأمنية، فوالده معدوم، وهي غير بعثي، لذلك ظل عاطلاً عن العمل مدة ست سنوات قبل أن يجد فرصة للعمل في حماية الباججي. شخص آخر من أفراد الحماية كان يعمل في تهريب الأغنام والأسلحة النادرة الى الكويت والسعودية والمتاجرة بما خفَّ حمله وغلا ثمنه، آخرون يعملون في تزوير الجوازات التي سرقوها قبل سقوط النظام مع أختامها الرسمية نافذة المفعول. ومن هنا تستقي ميسون عنوان الفيلم إذ قال أحد أفراد الحماية بأن " العراق قد أصبح بلد العجائب! ". وفي مجمع مدينة الطب ثمة نساء ورجال جاؤوا بأطفالهم المرضى الى هذا المستشفى الكبير علّهم يجدون العلاج وبعض الأدوية التي يبحثون عنها لمرضاهم، فثمة طفل صغير مصاب باليرقان وتضخم الكبد، وثمة طفلة صغيرة مصابة بالسُكر يزرقها أبوها حقن الأنسولين، وثمة حالات أخر لا حصر لها. وما أن تنتهي ميسون من إجراء عدد من اللقاءات مع مواطنين عاديين حتى تعود الى فكرتها الاساسية لمتابعة مشروع والدها الباججي حيث تدخل لجنة كتابة الدستور في مشاحنات متواصلة مع ممثل الولايات المتحدة في العراق، فكل جهة تبحث عن مصالحها الخاصة. فالعراقيون يريدون جلاء قوات الإحتلال بعد أن تستقر الأوضاع الأمنية، والأمريكان يبحثون عن قواعد عسكرية، وإتفاقيات دولية، وثمة تجاذب واضح وقوي بين الطرفين. وبعض الخبراء والسياسيين العراقيين لا يجدون ضيراً في الإعتراف بأن بغداد مُحتلة وتُحكم من قبل واشنطن. ودوامة طويلة عريضة من الأخذ، والرد، والتمويه، وتبادل الإتهامات، والإعتراف بهيمنة المُحتل. في زيارة أخرى تصل ميسون الى نصب الشهيد الذي تحوّل الى قاعدة عسكرية أمريكية، وبسبب تزايد الإنفجارات، وتفاقم الوضع الأمني لم تجد الطريق سالكة الى نصب الشهيد الذي تنوي الحكومة أن تحوّله متحف لحقوق الإنسان. شخص من الحرس الجمهوري يتحدث بنبرة ريفية عن تدهور الأوضاع الإقتصادية للجنود العراقيين بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، ولا يجد ضيراً في الإعتراف بأن الجندي العراقي قد تحوّل بعد ذلك التاريخ الى " مُستجدٍ " فقَدَ هيبته القديمة، ومع ذلك فهو يعتقد بأن الجندي الأمريكي جبان ولم يعتد على القتال وجهاً لوجه، وإنما يحسمون معاركهم بالطائرات التي تقصف من مسافة بعيدة جداً. ذكريات الطفولة تحاول ميسون في هذا الفيلم الوثائقي أن تسترجع سيرة الطفولة في أقل تقدير، ولذلك ذهبت الى منزل " أبو حسين " سائقهم الشخصي الذي أصبح أباً لاسرة كبيرة، وكيف ضاقت به السبل بعد أن غادر الباججي الى أمريكا وتركه وحيداً يواجه مصاعب الحياة اليومية، غير أن وجهة نظره لم تتبدل عن الباججي، فهو يرى فيه " إنساناً ثقيلاً لا يركض وراء المصفقين له ". قابلت ميسون بعض الأسر التي فقدت أبناءها سواء في الحرب، أو في السجون، أو في المقابر الجماعية، وما يزالون يعللون النفس بعودة أولئك الغائبين أو المغيبين قسراً. كما ذهبت الى سوق الصفافير، وطاق كسرى، وكثير من شواخص بغداد الحضارية التي إستقرت في ذاكرتها، وطيات عقلها الباطن. جسّد صوت المثقفين العراقيين في هذا الفيلم الصحفي جلال الماشطة الذي كان مقيماً في موسكو لسنوات طوالاً، لكنه عاد بعد سقوط الدكتاتورية. وقد وضع العراق أمام خيارين أو رؤيتين، فإما أن يتفسّخ أو ينهار كدولة، أو يصبح من أقوى الدول الموجودة في الشرق الأوسط بسبب ثروته البشرية والإقتصادية وتنوعه العرقي. والعراق من وجهة نظره ليس فقط ثلاثة أقاليم في الشمال والوسط والجنوب، وإنما يرى في نفسه وريثاً لسومر وأكد وبابل وآشور والخلافتين العباسية والأموية، وحينما يقول بأنه وريث سومر فإنه يرفض حتماً التقسيمات العرقية والطائفية لأنه يتحدث عن إمتدادات أعمق حتى من الديانات والتقسيمات الطائفية التي تكرست في وقت قريب قياساً للمنظور التاريخي. إعلان الدستور بعد مناقشات حادة ومستفيضة سواء بين العراقيين أنفسهم من جهة، أو بين ممثل الإدارة الأمريكية وبين الخبراء العراقيين من جهة ثانية، تمَّ الإتفاق على مسودة الدستور الذي كان يضم " 62 " مادة على رغمٍ من وجود خلافات حادة بشأن مادتين أساسيتين تتعلقان بالفيدرالية وتوسيع الرقعة الجغرافية لإقليم كردستان، وبعد عمل شاق ومتواصل أُقِّر الدستور بالإجماع. وقرأ الباججي لائحة من حقوق الإنسان العراقية التي تحظر إنشاء المحاكم العسكرية الخاصة، وتمنع كل أشكال التعذيب الجسدي والنفسي في السجون العراقية، وشدد الباججي على ضرورة إعتبار هذه الحقوق جزءاً من القيم الإنسانية العالمية، ويجب الأخذ بها في كل زمان ومكان، وطالب العراقيين أن يتمسكوا بها، ويجعلوا منها نبراساً يضيء لهم طريق الحاضر والمستقبل. النهاية الصادمة بعد شهر من إعلان الدستور قامت القوات الأمريكية بمحاصرة مدينة الفلوجة، والهجوم عليها بمساندة وحدات من الجيش والشرطة العراقية حيث إستعملت القوات الأمريكية المهاجمة أسلوب القوة المفرطة التي لا تتناسب مع طبيعة التمرد الذي شهدته المدينة. وفي وقت قريب لاحق تكشَّفت جريمة أبو غريب، وعرف الداني والقاصي بالإنتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في ظل سكوت حكومي مدلّس. وعندما عرضت الأمم المتحدة على الباججي منصب رئيس الحكومة رفض هذا العرض لتحامله على القوات الأمريكية وبعض الساسة العراقيين المتشبثين بمناصبهم والذين وافقوا على شن هجوم واسع النطاق على مدينة الفلوجة، وإستعمال القوة المفرطة ضد أبنائها، ومعاقبتهم بشكل جماعي الى درجة تحوَّل فيها معلب كرة القدم في المدينة الى مقبرة جماعية لا تختلف كثيراً عن المقابر الجماعية التي خلَّفها الطاغية المخلوع. ويبدو أن الإدارة الأمريكية قد قلبت للباججي ظهر المجن أيضاً، وتركت الباب مفتوحاً أمام بعض الشخصيات السياسية العراقية التي تعاني من جوع شديد الى السلطة، وتحاول التشبث بالمناصب مهما كان الثمن غالياً. غادر الباججي الى لندن، وظهر مسترخياً في الهايد بارك، لكنه لم يفقد الأمل في العودة الى بغداد ثانية، والتهيؤ للإنتخابات التي كان مُخططاً لإجرائها في يناير 2005. لقد عاد الباججي الى العراق بغد غربة قسرية طويلة لكنه لم يحقق حلمه، ويختم حياته السياسية بتسنم منصب رئاسة الجمهورية، وما هذا بمستغرب في بلد العجائب. وجدسر ذكره أن المخرجة العراقية ميسون الباججي " المقيمة في لندن حالياً " قد ثلاثة أفلام وثائقية أخر وهي على التوالي " المرأة العراقية: أصوات من المنفى " 1994، و " رحلة إيرانية " 1999، و " العيش مع الماضي " 2001.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنانة فريدة تُكرَّم بدرع المُلتقى الدولي الأول للتعبيرات ا
...
-
المخرج ليث عبد الأمير يصغي لأغاني الغائبين
-
في باكورة أفلامها الوثائقية - أيام بغدادية -: المخرجة هبة با
...
-
عادت - العذراء - و - الصرخة - المسروقة الى جدار متحف مونش
-
كتابة على الأرض للمخرج الإيراني علي محمد قاسمي إدانة الإرهاب
...
-
درس خارج المنهاج: أخبرنا عن حياتك - للمخرج الياباني كيسوكي س
...
-
غونتر غراس يعترف. . ولكن بعد ستين عاماً
-
كاسترو يتنحى عن السلطة مؤقتاً، وراؤول يدير الدكتاتورية بالوك
...
-
رحيل القاص والكاتب المسرحي جليل القيسي . . . أحد أعمدة - جما
...
-
برئ - ريهام إبراهيم يضئ المناطق المعتمة في حياة الراحل أحمد
...
-
الروائية التركية بريهان ماكدن: المحكمة حرب أعصاب، وعذاب نفسي
...
-
تبرئة الروائية التركية بريهان ماكدن من تهمة التأليب على رفض
...
-
المخرج السينمائي طارق هاشم ل - الحوار المتمدن -: أعتبر النها
...
-
(المخرج السينمائي طارق هاشم ل - الحوار المتمدن-: أريد فضاءً
...
-
المخرج السينمائي طارق هاشم للحوار المتمدن :أحتاج الصدمة لكي
...
-
المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي: لا أؤمن كثيراً بالحدود التي ت
...
-
بيان قمة الدول الثماني الكبرى يُنحي باللائمة على القوى المتط
...
-
المخرج الإيراني محمد شيرواني للحوار المتمدن: السينما هي الذا
...
-
كولم تويبن يفوز بجائزة إمباك الأدبية عن رواية المعلّم
-
العدد الثالث من مجلة - سومر - والإحتفاء برائد التنوير التركم
...
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|