أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - لمحات من الدراما التركية














المزيد.....


لمحات من الدراما التركية


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7947 - 2024 / 4 / 14 - 14:32
المحور: الادب والفن
    


.
. للوهلة الاولى حينما تشاهد مسلسلا تركيا , سيدور في ذهنك أنك مقبل على مشاهدة أحداث رومانسية شيقة بين بطل الفلم أو المسلسل وحبيبته أو زوجته الشقراء الفاتنة والساحرة بجمالها الاوربي المطعم بجينات شرقية محببة
وأغلب ما تراه مناظر سياحية خلابة من جبال وشلالات وأنهار وعيون فضلا عن صبايا ناعمات ومتحررات من كل القيود , كل هذا سيكون ممزوجا بأحداث دراماتيكية تحكي قصة المسلسل بشكل سلس وجذاب , وشيق الى درجة أنك لا تريد أن تبتعد عن الشاشة كي لا تفوتك لقطة او لمحة درامية مختصرة ,
الى هنا والأمور طبيعية جدا , فكل دراما على على وجه الارض تحترم عقيدتها الفنية والجمالية . تفعل ما تفعله الدراما التركية لكسب رضا المشاهدرين والحصول عل شعبية واسعة . لكن المخفي خلف تلك الأجواء الدرامية الشيقة أن المناظر الخلابة والأجواء الرومانسية تخفي خلفها احداث ودوافع سياسية واجتماعية واعلانات سياحية , واقتصادية
فمسلسل وادي الذئاب مثلا الذي يعتبر أطول مسلسل في العالم هدفه الأساس تبيض صفحة النظام السياسي الحاكم وتخويف المجتمع التركي من المؤامرات الخارجية التي تستهدف تركيا وأرضها وتاريخها , وبالتالي دفع المجتمع التركي للوقوف خلف النظام السياسي الحاكم , ورسم صورة ذهنية لدى المتلقي التركي تقول بان ثمة دولة عميقة تقف خلف الدولة الظاهرة . دولة المنظمة السرية التي تحافظ على المصالح العليا للبلاد مهما اختلفت الحكومات والشخصيات والمناصب القيادية والسياسية والادارية .
ومسلسل الأرض الطيبة الذي حاز على اعلى نسبة مشاهدة بكل أجزائه الأربعة هذا المسلسل يهدف بالدرجة الأساس الى رسم صورة سلبية مروعة عن المعارضة الكردية , وبالأساس حزب العمال الكردستاني , البي كي كي . الى درجة لا يمكن لعاقل أن يصدق ان حزبا بكل هذه الوحشية والاجرام يمكن ان يوجد على ارض الواقع ,
وانا كمشاهد ومتابع للأخبار لايمكن أن أصدق ان حزب العمال قام في يوم من الأيام بقتل مئات الاشخاص في يوم واحد وفي قرية واحدة , لم نسمع في نشرات الاخبار التي تخص القضية الكردية في تركيا ان مجازر من هذا النوع قد وقعت فعلا وأغلب الظن انها وقعت في مخيلة المخرج والمنتج والكاتب ,
من جهة أخرى يبدو افراد الجيش التركي ملائكة يمشون على الأرض , ويتقاتلون مع الجهات المعارضة بالبنادق والأسلحة الخفيفة , ولم نشاهد المصفحات والدبابات والطائرات التركية التي تقصف كل مواقع الأحزاب المعارضة حتى في خارج تركيا , في شمال العراق وسوريا , بل احيانا تتفوق اسلحة المعارضة على اسلحة الجيش التركي , كل هذا من أجل أن يتعاطف المواطن العادي مع الجيش والدولة ويشعر بالخطر الذي يهدد أمنه ووجوده ,
ومسلسل الفريق الاول يمثل عودة تركيا الى جذورها الاسلامية وتجاوز للثوابت الاتاتوركية التي حيدت الدين وابعدته عن الحياة السياسية والاجتماعية في تركيا . ووضعت السلطة في يد العسكر لبناء دولة علمانية على النمط الاوربي الحديث . لكن التدين التركي ملفت للنظر . انه تدين عصري بمعنى الكلمة , او بالاصح تدين متصالح مع الماضي والحاضر , لا يمانع ان تكون المراة سافرة ومتدينة , ولا يمانع من الاختلاط بين الجنسين , واباح الحب والعلاقات الغرامية بين الطرفين دون الشعور بعقدة الذنب الشرقية .
وبالمجمل تبدو الدراما التركية وكأنها رد فعل تجاه عدم قبولها كعضو في الاتحاد الاوربي والسوق الاوربية المشتركة ,
انها عودة للروح التركية العثمانية بعد ان افلست المرحلة الاتاتوركية ولم تقدم للدولة التركية ما كانت تطمح اليه ,
وقد صدق الباحث مرسيا الياد , الذي قال , لقد عاد العبرانيون الى يهوة , فالبدائيون يتذكرون كائناتهم العليا عند وقوع هلاك وشيك



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصة صعود الى أسفل الدرج , للكاتبة والروائية المصرية ...
- اجترار الأماني
- مرني طيفك
- أحيانا
- لوحة
- قراءة في ومضة سيدي البعيد
- نافذة الغروب
- رغبات مرتبكة
- جدران الأحلام
- شهرياء المخلوع
- رحلة غير محسومة
- الفرق بين المغيوب والمجهول
- صورة الله بين التجريد والتجسيد
- هو وهي
- اصل الحكاية
- في داخلي قصيدة
- مستويات المعارضة
- السلاح خيارهم الوحيد
- شركاء في المكاسب فقط
- لنا ديننا ولكم دينكم


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - لمحات من الدراما التركية