ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1755 - 2006 / 12 / 5 - 10:49
المحور:
كتابات ساخرة
انا اشكر الرئيس بوش لأنه وصف دستورنا العتيد بأنه من أحدث الدساتير في العالم ...اشكره على انه قضى على كل مظهر حداثي و هجج كل فكر حداثي و سلّم العراق لعقول الجهل و التخلف و التزمت و البدائية ..عقول جعلت من النساء عورات لاينبغي ان يظهرن في الوجود..و الرجال بلا ارادة مسيرين على اوامر السادة..ثم اهدانا حبر على ورق مكتوب عليه ...حديث ...بوش الذي يدعي محاربته للأرهاب ...ارى يده اليوم بيد تلميذه النجيب المعمم بلا عمامة ...صبيه المالكي ..و بوش يستغل كل مناسبة ليمتدح الصبي و يشيد بقيادته الرائعة للعراق ..نحو الزوال ...المالكي الذي يأتمر بتوجيهات سادته من اصحاب الفكر الهمجي الطائفي المغلق ..من الحكيم و الصدر و السستاني الأسطورة..و التي صنعوا على اساسها الخرب دولة بدأت بالنهب و السلب .و لم تنتهي عند القتل الأنتقائي ..على الأسم و الهوية ...دولة يتبجح الصبي نوري بقوتها و يؤيده سيده بوش في ذلك...دولة الحلم الشيعي ..ولا للعراق و الموت لمن يقول انا عراقي...
و اليوم يهددنا كسلفه صدام و يجزم واثقا لا دولة أخرى غير دولتي و لا حكومة بديلة عن حكومتي ..وانتم شعبي شئتم ام ابيتم ...يزرع في نفوسنا اليأس كل يوم كي لا نأمل بيوم نرى فيه العراق ونحسه و ننتمي اليه ...وراء كل ذلك ارى ايران ..تقف بعمائمها ضاحكة ساخرة تحرك الدمى (حكومة المالكي و مرجعياته العظام) و تلعب بالعراق كورقة للربح او الخسارة أمام رفيق لعبها اللدود بوش..
اين وصل العراق بقيادة المالكي الذي يقال انه نجح في قيادته ...نعم اقول نجح اذا ما كانت مهمته زيادة نفوذ و بطش عصابات المليشيات ..فرق الموت و الأختطاف و التهديد ..إفراغ البلد من أهله العراقيين و استبدالهم بمسوخ يحركهم حبهم و تعطشهم للدماء البريئة و عبادتهم للمال الحرام المسلوب و دافعهم السطو و الغدر و الخطف و نشر الخراب ...
تسألني احدى الصديقات وقد تركت العراق منذ التسعينات ...هل هناك من امل في ان ارى العراق عراقاً ذاك الذي أعرفه و أتذكره ...عراق حميم بوجوه اليفة ..و شوارع نعرفها و تعرفنا ..رغم كل الطغيان وعذابات ما مر علينا من حروب ..لكن مازال في قلبي شيئا من عراق...
وأنا ايضا يدور في خاطري هذا السؤال!!!
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟