الكابتاكون في الشرق الاوسط

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 7945 - 2024 / 4 / 12 - 23:57
المحور: الطب , والعلوم
    

غمر عقار الكابتاكون Captagon منطقة الشرق الاوسط في العقد الماضي، وهو خليط من الامفيتامين amphetamine والكافئين caffeine. واصبح شائعا في السعودية والامارات، يستخدمه العمال واطراف اخرى لدرء الجوع والنوم. واستخدامه يشكل عاصفة اجتاحت المنطقة، فقبل عقدين من السنوات لم يستخدمه انسان واحد في المنطقة، واليوم Captagon ارخص ومتوفر بشكل واسع واكثر من الكحول.
سوريا تصنع معظم الكابتاكون Captagon في العالم، ويشكل مورد مالي رئيسي للبلاد (سوريا)، وديكتاتورها (بشار الاسد). وعادة ما يتم تهريب العقار الى دول الخليج العربي بواسطة المليشيات، وكذلك التجارة مع لبنان وتركيا، ويتم استخدامه في العراق وكذلك سوريا.
تجارة الكابتاكون تغذي العنف في الشرق الاوسط، وتمول الجماعات الشريرة في المنطقة. وتجاهد حكومات الخليج العربي لمنع دخول الكابتاكون الى بلدانها بكل الوسائل، ومنها المباحثات مع سوريا لتقليل الناتج الصناعي منه. وكذلك اعدموا من تعامل مع هذه التجارة مثل المهربين ومن يوزعه، الا ان جهودهم لم تثمر عن نتيجة واضحة. وربما على الدول العربية لاجل التخلص من المشكلة، اغناء شبكة استخبارية عن شركات الادوية، ومعالجة مستخدميها بدلا من معاقبتهم. وهذه اجراءات مهمة جدا حيث ان الشرق الاوسط مقبل على مشكلة اكبر وهي ازمة ميث امفيتامين Methamphetamine.
الكابتاكون ظهر في الستينات من القرن الماضي لعلاج الكابة وحالة الخدرر Narcolepsy. وفي الثمانينات معظم الدول منعت استخدامه بسبب صفة الادمان فيه، والمضاعفات التي تنتج منه مثل الذهان Psychosis.
وفي عام 1999 بدئت مجاميع مجرمة من تصنيع العقار تحت نفس الاسم، وبمكونات اخرى (الامفيتامين والكافئين). ولم ينتشر في اوربا وقتها، حيث تحتل اسواق الادوية غير الشرعية عقارات اخرى مثل الهيروئين Heroin والكوكائين Cocaine وميث امفيتامين Methamphetamine والنشوة Ecstasy. فتربع على سوق المخدرات في الشرق الاوسط حيث كان سوق الادوية غير المشروعة اقل ازدحاما.
صنع التجار اللبنانيين والاتراك للكابتاكون سوقا في العقد الاول من هذا القرن، وقبل ان تتحول صناعته في 2014 لتصبح سوريا مصنع كيمياويات ضخم، ووفر فرص عمل لكثير من الكيمياويين العاطلين عن العمل، في صناعة الا دوية غير المشروعة.
الجماعات الارهابية (داعش وجبهة النصرة) بعد ان سيطرت على سوريا، بدئت في صناعة وبيع الكابتاكون للحصول على المال. واستخدمه مقاتليهم لتقليل الموانع الاجتماعية لممارساتهم العنيفة، والبقاء في استيقاظ، واكتساب الاحساس بانهم لا يقهرون. واكتسب الكابتاكون اسم شهرة "كابتن الشجاعة". وعندما تغلب نظام الاسد على الجماعات الاسلاموية، تحولت مسؤولية انتاج الكابتاكون للحكومة! البلد معزول بسبب العقوبات والحرب افقرته، وبقى كابتن الشجاعة المصدر الحيوي للمال. وتقدر مؤسسات عالمية بان نظام الاسد حصل على 5.7 مليار دولار من بيع الكابتاكون لعام 2021.
في بدايات الاضطراب طردت الجامعة العربية سوريا منها، وقطعت الكثير من الدول العربية علاقاتها معها. وبعد عقد انتصر الاسد، وعادت سوريا للجامعة العربية في 2023 وبدئت الدول تطبع علاقاتها معه، ووعد بكبح جماح تهريب الكابتاكون، ولكن لا دلائل تتوفر عن تقليل الانتاج او التهريب. وبمرور السنوات، ستتغير اسواق الادوية غير المشروعة الى مواد اكثر فعالية واهمها ميث امفيتامين Methamphetamine.
جنوب شرق اسيا يعاني من انتشار عقار اسمه يابا Yaba، وهو يشبه الكابتاكون (امفيتامين وكافئين)، واغرقت الصين سوق الادوية غير الشرعية، بمنتوج ميث الامفيتامين المصنع في مينمار! تحول مستخدمي يابا الى المنتوج الجديد. وتشير تقارير الى زيادة مستخدمي ميث امفيتامين الى ثمان مرات في فيتنام والى عشرة مرات في تايلند. ولا صعوبة في تحول الشرق الاوسط الى مرتعا لعقار ميث امفيتامين.
ولن تجد سوريا صعوبة في انتاجه، لديها كيمياوين خبراء، ولديها شبكة تجارية مهمة، ومن السهل عليهم الحصول على المواد الاولية. وايران وافغانستان تنتج ميث امفيتامين، الا ان الانتاج الافغاني بنوعية اقل من ذلك في الشرق الاوسط. الشرق الاوسط سوق واعد لهذه المادة، وربما ستهرب المادة من اوربا وحتى استراليا ونيوزيلندا.

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات