|
هواجس في الثقافة مقتطفات 121
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 7942 - 2024 / 4 / 9 - 17:27
المحور:
الادب والفن
السجين السياسي هذا صوتي أضمه إلى أولئك الذين لا صوت لهم، إلى المجهول الغائب الحاضر، إلى الضمير الحي القابع في وجدان الزمن. إلى السجين السياسي، الذي نسيه الجميع في خضم محاولة إنقاذ سوريا من براثن الوحوش القابعين فوق جسدها. أيها السجين الجميل، أيها الصامت بالرغم عنك، أيها الصوت الحي القابع في وحدتك، في ألمك وعذابك. ما أصعب أن تكون أخرسًا موجوعًا، لا أحد يعرف محنتك، ولا ضمير عالمي يشد من أزرك. أعرف أنك ترى الموت أمامك كل ثانية ودقيقة، في جوعك وحزنك وغربتك وعزلتك، ووحش سادي, معقد ومريض يغرس أنيابه في جسدك الجميل. أيها السجين النبيل، يا سوريا الحزينة النبيلة الحزينة، المتألقة أبداً، المتألمة دائمًا. مصيرك بيد حاكم وحش، جائع يأكل الأطفال، كبد الأطفال أصابعهم، أصواتهم ونظارة وجوههم الجميلة. ويأكل والنساء والشيوخ، ويهتك أعراض الجميع ليلًا نهارًا أمام مرآى ومسمع العالم كله. إنه جالس فوق قلوب الجميع مستلذًا بدماءهم الحمراء، كما يفتك بكبرياء الجميع وجمالهم. هذا الوحش، لا يزال يحكمك يا سوريا، منذ أربعة وخمسين سنة، لم يترك فيك ذرة جميلة لم يلوثه هذا الملوث، يحرقك، يشاركه في النيل منك عائلته، أقرباءه، وجزء أخر يشبهه. إنها سوريا المنكوبة الضائعة، قذفها هذا الحاكم الديوث إلى مستقبل مجهول وغامض. شاركه في تخريبها الولايات المتحدة، وخليجها العربي والفارسي، وروسيا وتركيا، ومجلس أمن الكبار الصغار، الأذلاء، الوسخين، ودمروا حضارتها وعراقتها. وتحول هذا الحاكم الديوث إلى منتقم من تاريخها بالاتفاق مع عدوها. أي قدر هذا، أن يأتي إنسان مريض من دياجير الليل، سادي اللون والصورة، ويحول هذا البلد الجميل إلى أرض محروقة، ويحول أبناءها إلى موتى وسجناء ومرضى ومهاجرين ومشردين وجائعين ولاجئين.
احتكار الوطن الكثير من السوريين يريدون احتكار الوطن لهم, أو يعتبروه لهم. ويتعاملون مع غيرهم بفوقية واستعلاء من موقع القيم عليه. وإنهم ينتظرون الوقت ليصفوا حسابهم مع كل من لا يتفق مع تصورهم وتفكيرهم. هذه الأبوية المريضة, الدونية, إن تدل على شيء فإنما تدل على أن الأكثرية, منا, من زالوا يفكرون بمنطق وعقلية القبيلة والعشيرة. وأن الغرباء, مثلنا, عليهم أن يرحلوا من عشيرته ودينه وطائفته وأرضه. يمكنكم أن ترحلونا, أن تهجرونا, بيد أنكم لا تستطيعون أن تقتلوا حبنا لهذه الأرض. ولا يمكنكم أن تسلبوه منا.
جدي الأول مرت غيمة بيضاء قبالة الشمس، فغطت الضوء الناصع القابع في تراتيل النهار. قال موجهًا كلامه إلي بأدب جم: ـ آلان، أنت من بلاد الفرنجة، بيد أنك لا تعرف أسرار الشرق وخفاياه. ما قاله لك العراف حقيقة. سيأتي الطوفان علينا، ويأخذنا إلى النهاية المحتومة. وأضاف: أومن بقصص العرافات ودهاليز العالم الخفي. الرؤية صحيحة، وملك الجن القابع في داخل تلك المرآة هو جدي. وأضاف: إن جدي هذا، خرج علينا قبل مئات السنين، وهندس لنا الطريق. ورافقنا، وبقي معنا يوجه خطانا. ذلك العراف هو الذي وضع السيف بيد جدي الأول، وقال له: ـ أحمل سيفك وسر إلى حيث أقول لك قف. دله على الدروب المجهدة والقاسية. واضعًا أمام عينه لوحة متقدة الأضواء توجه خطاه. كان معه العديد من فرسانه وجنوده، ورجاله المخلصين بكامل عدتهم وعتادهم. وحاملًا صولجانه ونياشينه وسار في الطرق، والشعاب والسهول والجبال. والوعد الآلهي معلقًا في قلبه وصدره. وعلى شفتيه وعينه مفازات محرقة. والنار فوق الهضاب والسهول كدليل تعبد له طريقه. في تلك الأصداء السعيدة ولد تاريخنا ولا يزال. سار جدي مغويًا بالتراتيل والفتوحات التي فتحت قلبها لقلبه، حاملًا الإله بيديه، والنور وراء النور. ويعبد له الشهادة. وفي الأفق كان القمر يحلق في الليل، ينير له الدروب، وفي النهار الشمس، وفي المساء والليل والنجوم هناك خيال يكمل ابداعه.
الولايات المتحدة لم تعد مهيمنة الولايات المتحدة لا زالت دولة عظمى، بيد أنها لم تعد مهيمنة، هذا مهم للغاية، وأصبح واضحًا. لقد كبر الأولاد، الصين، الهند، الباكستان، روسيا، البرازيل وفيتنام، وبدأوا يبحثون لأنفسهم عن مكان في التراتبية العالمي ضمن القطب الواحد، النظام العالمي، أو النظام الرأسمالي. لنتصور أن الباكستان كانت طوال عمرها خاضعة للولايات المتحدة، قبل سنة تحدث عمران خان في خطابه، كان ضد الهيمنة الأمريكية، وطال بكسر الهيبة الأمريكية عندما قال أمام جمهور يصل عدده للملايين من الانصار: الحرب على روسيا ليس مجديًا، أنه يعزز مكانة هذه الدول الناشئة. لنتصور أن ماري لوبان لا زالت تطرح مشروع انتخابي خطير، النظر في الناتو أو الانسحاب منه، والنظر في موقع فرنسا في الاتحاد الاوروبي، عدم عزل روسيا. كأنها عادت إلى ديغول دون ديغول. لا زالت الولايات المتحدة الأمريكية تفكر كما كانت تفكر قبل ثلاثين سنة. بدأت الصين تفكر بعملتها، لن تتخلص الدول من الدولار اليوم، سيأخذ وقتًا طويلا للانسحاب منه يمتد لسنوات طويلة. ليس من مصلحة الدول إنهاء دوره الان، لكن طريق القطع بدأ. ماذا يعني أن تطلق دول كبيرة كالصين والهند وروسيا عملتها الوطنية في السوق، وتتعامل تجاريًا بهذه العملة؟ هذا الأمر أخطر شيء على الدولار وبالتألي على الدولة الأمريكية. ستجبر الولايات المتحدة العودة إلى بريتون ووذ، أي ربط الدولار بالذهب. عنق الولايا المتحدة هو الدولار، تطبعه دون رصيد، وتأكل وتشرب وتنام على حساب جهود الأخرين. بدأ العد التنازلي للدولار يأخذ مجراه. استغرب ان امريكا لا تهتم لهذا الموضوع الخطير، ربما لاعتقادها أن روسيا ستنهار، ثم تقبض على الصين وتقضي عليها وتتابع حياتها كما يحلو لها؟ نحن أمام عوالم جديدة على الساحة، خطيرة جدًا، مخيفة جدًا. كأنوا الطبخة استوت وحان وقت الأكل. لكن أي نوع من الأكل، هذا سيجيب عليه المستقبل؟ هناك تقارير من صندوق النقد الدولي لهذا العام عن تراجع موقع الدولار عالميًا. لهذا يقول: إن موقع الدولار هبط من المرتبة 71 إلى المرتبة 59 عالميا. دول كثيرة بدأت تنوع سلة عملاتها بعيدًا عن الدولار والجنية الاسترليني والين واليورو، ويتجهون نحو اليوان.
حرب القرم 1853 ـ 2856 في حرب القرم الأولى بين الدولة العثمانية وروسيا في العام 1853. وقتها لم يكن هناك دول ديمقراطية، وأمم متحدة وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وكان هناك معايير مختلة كما هي الأن مع هذا، تدخلت بريطانية في الحرب وكمان فرنسا، ومصر وتونس وايطاليا، والنمسا معهم لكن هذه الأخيرة على خجل ضد روسيا. كلهم كانوا دول استعمارية توسعية، وكلهم كانوا دول سياسية لا أخلاقية. " غيرت الحرب شكل المنطقة. فبسبب المعارك، وتبادل السكان والحركات الوطنية التي أشعلتها الحرب، الدول الحالية اوكرانيا، مولدوفا، بلغاريا، رومانيا، اليونان، تركيا، أرمينيا، جورجيا، ومناطق مثل القرم والقوقاز تغيروا بشكل كبير بسبب هذا الصراع". يقول شبرد كلف، أستاذ التاريخ في جامعة كلومبيا، عن الحرب: "لم تكن نتيجة خطة محسوبة، ولا حتى قرارات متسرعة في آخر لحظة تحت ضغوط. كانت نتيجة أكثر من عامين من الأخطاء الفادحة بالتصوير البطيء من رجال دولة يفتقدون الكفاءة، كان لديهم شهور للتفكر في الأفعال التي ارتكبوها. فقد نشبت من بحث نابليون عن الهيبة.
المرأة هي المحدد الموقف من المرأة هو الذي يحدد مقدار تحضر مجتمع ما أو تفسخه، قوته أو ضعفه، تماهيه مع الاستبداد أو ابتعاده. كلما كان المجتمع أكثر قربًا من المرأة كلما كان أكثر دفئًا وحميمية ونضج. المجتمع الذكوري جاف، مريض، وأعزل، ميت وهلامي في قيمه وممارساته وعلاقاته، يبطن غير ما يعلن. جاء الحجاب ترسيخا للتراتبية السياسية والاجتماعية، وتأكيدا للرفعة والمكانة. الحجاب جاء قبل الأديان السماوية بمدة طويلة جدا، وكان له قوانين وأنظمة وشروط، وفي داخل القانون هناك عقوبات وتمايز وعنصرية. الموقف من المرأة هو المحدد لبنية الإنسان النفسية في منطقة ما من العالم.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 120 ــ
-
هواجس في الثقافة مقتطفات 119
-
هواجس في الثقافة مقنطفات 118
-
هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 117 ــ
-
هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 116 ــ
-
هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 115 ــ
-
هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 114 ــ
-
هواجس في الثقافة مقتطفات 113
-
هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 112 ـ
-
هواجس في الثقافة مقتطفات 111
-
هواجس في الثقافة مقتطفات 110
-
هواجس في الثقافة بعض المقتطفات 109
-
هواجس في الثقافة مقتطفات 108
-
هواجس في الثقافة مقتطفات 107
-
هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 106 ـ
-
هواجس ثقافية مقتطفات ـ 105 ـ
-
هواجس في الثقافة مقتطافاتــ 104 ــ
-
هواجس ثقافية مقتطفات 103
-
هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 102 ـ
-
هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 101 ـ
المزيد.....
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|