أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - محمد حاتمي أستاذ جامعي متخصص في تاريخ الجماعات اليهودية المغربية يتحدث عن مسألة إقصاء تاريخ اليهود من المقررات الدراسية















المزيد.....

محمد حاتمي أستاذ جامعي متخصص في تاريخ الجماعات اليهودية المغربية يتحدث عن مسألة إقصاء تاريخ اليهود من المقررات الدراسية


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1755 - 2006 / 12 / 5 - 10:45
المحور: مقابلات و حوارات
    


1- لماذا في نظركم تم تهميش وإقصاء الثقافة اليهودية من المقررات المدرسية؟
بادي ذي بدء لا بد من الإشارة إلى أن واضعي أولى المقررات التعليمية كانوا رجالا وطنيين بالمعنى النبيل للكلمة، وكانوا يصبون حقيقة إلى جعل المدرسة الوسيلة الخلاقة لصنع الإنسان المغربي العصري القادر على التعامل إيجابيا مع إرثه الثقافي. وعليه فإنه من غير المنصف بتاتا اتهامهم بالتقصير الممنهج أو سوء النية. ما وقع بالضبط هو أن التصور العام المهيمن على ثقافة السنوات الأولى للاستقلال جعل الرافد العربي الإسلامي هو الأسمى، ليس فقط بالنسبة للثلاميذ المسلمين، وإنما كذلك بالنسبة لصغار اليهود المتمدرسين في مدارس الرابطة اليهودية العالمية. ومن بين أولى الطروحات البيداغوجية التي تبناها الوزير محمد الفاسي هي تخصيص حصص معينة للحديث عن المشاركة اليهودية في تطور الشخصية المغربية، وكانت للزعيم علال الفاسي آراء مؤيدة عبر عنها في لقاءاته مع الجماعات اليهودية في العديد من المدن. للإشارة، فمنذ تأسيس الجامعة المغربية، تمت برمجة تعليم اللغة العبرية بالنسبة لطلبة الآداب العربية. إلا أن مجموعة من الأحداث دفعت بواضعي المقررات إلى تجنب، وأشدد على كلمة تجنب، الحديث عن المساهمة اليهودية من جهة لأن وثيرة الهجرة العلنية والسرية صوب إسرائيل ارتفعت بشكل مثير مما جعل العلاقات بين الجماعات اليهودية والجولة المغربية تنحو نحو الريبة والتشكيك والتسويف، ومن جهة أخرى لأن حدة الصراع العربي الإسرائيلي وما يترتب عنه في العادة في تشنج في العلاقات بين الافراد دفعت بالمسؤولين إلى التركيز على ما اعتبر حينئذ عناصر من شأنها تجنيب المكونات البشرية أسباب الشقاق والفتنة. ثم هنالك عاملان إضافيان لهما نصيب من الأهمية. الأول هو أن النخب اليهودية نفسها نهجت سيرة سلبية في الموضوع حيث وجهت أبنائها نحو المدارس الفرنسية حين أغلقت مدارس الرابطة اليهودية أبوابها وبالتالي لم تنصب نفسها مدافعة على إرثها الخاص، والعامل الثاني هو أن الابحاث في مواضيع اليهودانية المغربية، سواء التاريخية أو السوسيولوجية أو الانتنولوجية وغيرها، أغقلت لأسباب موضوعية وظرفية. والغريب هو أن هذا الخصاص لم يكن يستشعر به كذلك، فلقد بدت الأمور عادية وكأنه ليس لليهود المغاربة أي نصيب في صناعة الشخصية المغربية.


2ـ ما هي قراءتكم لبعض الأصوات المطالبة، اليوم، بإدماج الثقافة اليهودية داخل المقررات المدرسية؟
هي في حقيقة الأمر مطالب مشروعة بالنظر من جهة للتوجه العام الرامي إلى إعادة ضبط ورد الاعتبار للعناصر المكونة للشخصية المغربية إذ لا يعقل أن نتحدث عن الرافد الأمازيغي دون الحديث عن روافد أخرى، ومن جهة أخرى لأن الدراسات في موضوع تاريخ اليهودانية المغربية عرفت تطورا مهما في العقد الأخير. الآن نتوفر على رصيد معرفي مهم في الموضوع وحري بواضعي البرامج التربوية الاستفادة من الابحاث الأكاديمية المتميزة لتطعيم المقررات وإعطائها توجها جديدا يستجيب لمتطلبات المرحلة. وعلى واجهة أخرى، يتوجب على المثقفين اليهود المغاربة أنفسهم الدفع بهذا الاتجاه إلى الأمام عبر الحضور المستديم إعلاميا والتعبير كلما اقتضى الامر ذلك عن وطنيتهم وانتمائهم ومشاطرة مواطنيهم نفس الهموم والطموحات.

3ـ في نظركم لماذا يستثنى المكون اليهودي عند الحديث عن الهوية الثقافيـة المغربية؟
كما وضحت سابقا، استثني المكون اليهودي لأن المجتمع المغربي الحاصل لتوه على الاستقلال لم يكن في حاجة لهذا المكون، وفيما بعد أضحى الأمر قاعدة معمول بها خاصة وأن المفتشين وتقنوقراطيي وزارة التعليم لم يكونوا مثقفين بالمعنى العضوي للكلمة. كان هم صانعي الحاضر المغربي هو شد الإنسان المغربي إلى ما كان يعتبر عند الحصول على الاستقلال العنصرين الاساسين والجوهريين للشحصية المغربية : الإسلام والعروبة. وما دونهما كان يعتبر عناصر تشويش وإعاقة بل صنائع استعمارية لتحقيق غاية شيطانية هي فرق تسد. وفي الوقت الراهن تغيرت المعطيات وباتت الحاجة ملحة للتأسيس لقواعد جديدة تجعل المغربي قويا بإرثه، وكذلك بقدرته على الانفتاح والقبول بالآخر والاندماج في المنظومة العالمية دون التفريط في مقوماته. تلاحظ أنني استعمل لفظ "الحاجة"، لأن العملية في حقيقة الأمر تتحكم فيها قوانن العرض والطلب. ما كان يشفي غليل جيل القرن العشرين استوفى حاليا أغراضه وأقصد بذلك خطاب القومية والعروبة والعالمتالثانية، ويتوجب الآن الاستجابة لمتطلبات جديدة انبثقت من التقدم الحاصل على مستوى الدهنيات والبحث الأكاديمي وتطور العلاقات بين المغرب وإسرائيل في اتجاه إيجابي على الرغم من الأزمات الموسمية، وحاجة السوق السياحية لجلب زبناء جدد وهو ما يتطلب ترميم منشئات عبرانية وهي على كل حال كثيرة ومتفرقة في جميع أنحاء البلاد، وإحياء مواسم دينية جلها فلكلوري، هذا فضلا على أن الرأسمال اليهودي المغربي حاضر بقوة في الاقتصاد وكذلك على مستويات الرعاية الثقافية والفنية. وقد يبدو للبعض أن الهوية مسألة نبيلة ومن ثمة يجدر بناؤها على أسس سرمدية، ويمكن الرد على هذا الطرح بمنطقه والقول إن السرمدي يقتضي الإقرار بأن اليهود شكلوا عبر التاريخ المغربي عنصرا مكونا للأنسجة الحضرية والبدوية، وعاملا مؤثرا في تطور الثقافة المغربية ماديا ومعنويا. فنحن حين نفتخر بأننا شعب جبل على التسامح، فذلك اعتراف منا بأن عاش بين ظهرانينا أقلية، وهذه الأقلية هم اليهود وبالتالي يصبح من اللازم أخلاقيا وعلميا تبيان مكامن التسامح والانسجام والتكامل، وكذلك عرض مناسبات التشنج والصراع.

4ـ في رأيكم لماذا عجزت الدولة في إدماج اليهود المغاربة داخل المجتمع مع العلم أن عــــددهم في نقصان متزايد؟
لا بد من التنبيه غلى أن القول بعدم إدماج اليهود في المجتمع المغربي مسألة فيها الكثير من التجني، فاليهود الذين اختاروا البقاء لسبب أو لآخر مندمجون ولا أرى شخصيا حالة شاذة تؤيد مقولة الإقصاء. ويمكن البرهنة على ما أقول بكون أغلب اليهود المغاربة يشتغلون بشكل عادي : فبيوتهم موقرة ومصالحم تتنمى وأبناؤهم متمدرسون ونواديهم مفتوحة ولا يطلب من أحد الردة عن دينه للحصول على حق من الحقوق. للتذكير، فإلى حد الآن ما تزال تسجل حالات لشخصيات يهودية ترشح نفسها لبعض الاستحقاقات الانتخابية، وهذا مؤشر له أكثر من دلالة. في المقابل إذا كان الإقصاء يعني تفعيل مشروع الهجرة صوب أصقاع أخرى، فمرده إلى مسلسل طويل بدأ منذ القرن التاسع عشر ولا تمثل فترة الاستقلال سوى حلقته الأخيرة. وللإنصاف لا بد من التشديد على أن الدولة المغربية سعت ما في وسعها إلى الحفاظ على يهودها واشتغل الوطنيون المغاربة بحق وبصدق من أجل خلق أسس جديدة تجعل اليهود يثقون في الدولة المغربية، وقد كانت لمحمد الخامس نفسه وأطر حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال محاولات جادة في هطا الاتجاه. إلا أنه يمكن استعمال عبارة "اللع غالب"، فقد كانت قوى جذب الصهيونية أقوى وأقوى بكثير من حسن نوايا السياسيين المغاربة. وأجد من المجحف، وأنا اعني ما أقول، أن نلوم المغرب المستقل عن عجزه على طمأنة يهوده لأن أغلبهم لم يكن ليعبئ بجميع ضمانات العالم.

5 ـ هل تعتقدون أن الدولة ستعمل على رد الاعتبار للثقافة اليهودية واليهود كما هو حاصل اليوم مع الثقافة الأمازيغية، ومحو الصورة التي ميزت الدولة في الستينات من القرن الماضي في تعاملها مع المسألة اليهودية؟
رد الاعتبار لمكون ثقافي معين ليس بالمأمورية المنوطة بالدولة في أول الأمر لأن المسالة ليست قانونا يسن أو أمرا يصدر ويضحى ملزما، الدولة هي فقط جهاز للتنسيق والتدبير والتأطير وفق ضوابط معروفة تفعلها أطر لها دراية بالأمور التقنية والفلسفية. ما يجب البدئ به به هو تحديد الغايات المتوخاة من التعليم، وهي كما لا يخفى على أحد مسألة استراتيجية وحساسة تتطلب دراسات واستشارات وحوار هادف وهادئ ومسؤول. وحين اتضاح الصورة وحصول إجماع على الخطط طويلة المدى، تصبح قضايا المناهج والأساليب مسائل تقنية قابلة لكيمياء التركيب في هذا الاتجاه أو ذلك. إن ملك البلاد قد عين منذ حوالي ستة أشهر لجنة وطنية من مستوى علمي رفيع أوكلت إليها مهمة كتابة صيغة علمية للتاريخ المغربي وأنا أعرف العديد من أعضائها وأثق فيهم حق الثقة لأنني أعرف أنهم يدركون جسامة ما هم مكلفون به، ومن دون شك انها ستعطي لمواضيع اليهودانية المغربية الأهمية التي تستحقها. ليكن ما سيصدر عنها فاتحة لاندماج حقيقي للمكون التراثي اليهودي في النسق الحضاري المغربي. وما أود التشديد عليه هو أننا احتفلنا منذ سنة بالذكرى الخمسينية للاستقلال المغرب، وهو ما يعني أننا انتقلنا من مرحلة إلى مرحلة وهو أمر جميل، وما يتطلبه الانتقال في موضوع الشخصية المغربية هو وجوب وضع حد لسيرة bricolage، والانكباب على التأسيس لشخصية متميزة ومتحركة تولي التراث ما يستحقه من تقدير ولكن من دون أن يصبح مقدسا كابحا للتطور والانفتاح.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رشيد نفيل، فاعل مدني ومستشار بمدينة زوريخ بسويسرا يتحدث عن م ...
- محمد الحداوي، باحث مغربي في مجال التاريخ، يتحدث عن اليهود وا ...
- فتحي بن خليفة، ناشط حقوقي ومعارض ليبي يتحدث في حوار عن نظام ...
- عبد العزيز بوراس، فاعل أمازيغي يتحدث عن سبب رفع مطلب إحداث ا ...
- عبد الرحيم الوالي إعلامي وناشط مدني مغربي يتحدث عن الحوار ال ...
- الدكتور محمد الأمين الركالة الناطق الرسمي باسم حزب البديل ال ...
- أوزين أحرضان، الناشط الأمازيغي المغربي، يشرح دوافع تأسيس منظ ...
- عبد الحميد أمين رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يتحدث في ...
- الناشط الأمازيغي أحمد الدغرني، يروي تفاصيل محاولة اغتياله
- مراد حنبلي، ناشط سياسي يتحدث عن قضية متابعة برلمانيين متورطي ...
- تبادل الإشارات بين الشبيبة الإسلامية والسلطات المغربية حول ق ...
- هل سينصف الملك محمد السادس الجالية المغربية في الخارج بعد إق ...
- فرحات مهني، الناطق الرسمي باسم حركة المطالبة بإقامة -حكم ذات ...
- الحركة الحقوقية تتحرك من أجل تنفيذ توصية الاعتذار الرسمي لضح ...
- إقصاء المغاربة المقيمين بالخارج من المشاركة في انتخابات2007
- قضية محجوبي أحرضان تعيد فتح النقاش حول الجهات المستفيدة من أ ...
- في أول حوار لإدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق، بعد استدعائ ...
- مبدأ التصريح بالممتلكات بين هشاشة النص القانوني وغياب إرادة ...
- جماعة العدل والإحسان ولغة تبادل الإشارات السياسية مع الدولة
- المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج وبداية الإنصاف والمصا ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - محمد حاتمي أستاذ جامعي متخصص في تاريخ الجماعات اليهودية المغربية يتحدث عن مسألة إقصاء تاريخ اليهود من المقررات الدراسية