علاقة تركيا المعقدة مع الشرق الأوسط، تفسرها كلمة واحدة/ حزام بيرم بيلت تحليل سونر كاجابتاي و  نيك دانفورث ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7939 - 2024 / 4 / 6 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

علاقة تركيا المعقدة مع الشرق الأوسط، تفسرها كلمة واحدة/ حزام بيرم بيلت

تحليل سونر كاجابتاي و  نيك دانفورث
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

نهاية هذا الأسبوع هي عيد الأضحى، عطلة المسلمين التي تصادف نهاية موسم الحج. بالنسبة لجميع المسلمين تقريبا، يُعرف هذا العيد ببساطة باسم العيد. لكن بالنسبة للأتراك وأقاربهم في الدول الأخرى، يطلق عليه بيرم.


يقدم الخط الفاصل بين الاسمين رؤية غير متوقعة حول كيفية تطور سعي تركيا للتأثير في العالم الإسلامي: بين منطقة نجحت في بنائها على الروابط الثقافية لتوسيع قوتها الناعمة - ومنطقة أخرى، الشرق الأوسط، حيث نجحت في بناء علاقاتها الثقافية لتوسيع قوتها الناعمة. لقد حاولت وفشلت في توسيع قوتها الصلبة.

تستخدم معظم الدول الإسلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا اسم "العيد" لعطلة نهاية الأسبوع، كما تفعل معظم المجتمعات الإسلامية في الغرب. وفي الوقت نفسه، فإن الأمم والمجموعات العرقية المرتبطة بالأتراك - التتار في روسيا، والأذريون في القوقاز، والأوزبك والكازاخ في آسيا الوسطى - يطلقون على العيد اسم "بيرم"، وهي كلمة تركية.



وكذلك الحال بالنسبة للبوسنيين والألبان الذين دخلوا الإسلام عن طريق الأتراك إبان الحكم العثماني، والذين يتهجؤون كلمة "باجرام". وينطبق الشيء نفسه على البلدان الأخرى في المنطقة التي كانت تحت السيطرة العثمانية لعدة قرون، مثل صربيا واليونان.

ويبدو أن الاستثناء الرئيسي هو الأكراد، الذين يستخدمون الكلمة الكردية "جزن". إنه أمر مناسب لأقلية عديمة الجنسية تمتد على الحدود بين المجالين التركي والعربي دون أن تشعر بأنها في وطنها بشكل كامل في أي منهما.

منذ عام 2003، عندما تولى الرئيس رجب طيب أردوغان - رئيس الوزراء آنذاك - وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه السلطة، أطلقت تركيا محاولة طموحة لممارسة السلطة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة. يحاول أردوغان ربط سياسته الخارجية بعظمة الإمبراطورية العثمانية وأسلافها. يرى أردوغان أن تركيا، باعتبارها قوة إمبريالية ومسلمة سابقة، تتمتع بقوة ناعمة طبيعية على الدول الإسلامية في المنطقة.


ومع ذلك، ركز أردوغان محاولته لبسط نفوذه على الشرق الأوسط، حيث، كما تظهر الخريطة، تتعرض الروابط الدينية لتركيا إلى تقويض بسبب الاختلافات الثقافية الحقيقية. وتنعكس تلك الاختلافات في النتائج. إن تورط تركيا في الحرب في سوريا، من بين مغامرات أخرى، جعلها أكثر عزلة وانعدام الأمن من أي وقت مضى. وفي سوريا، فشلت تركيا في الإطاحة بنظام الأسد، وبدلاً من ذلك ولدت أعداء جدد مثل تنظيم الدولة الإسلامية والأكراد السوريين.


ومن ناحية أخرى فإن دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وأماكن أخرى، فضلاً عن تحالفاتها مع الأكراد السُنّة والعرب في العراق ضد حكومة بغداد، كان سبباً في عزلة أنقرة إلى حد يرثى له . واليوم، باستثناء قطر وبعض الأكراد العراقيين، ليس لدى تركيا حلفاء أو أصدقاء في الشرق الأوسط، وهو الموقف الذي وصفه أحد مستشاري أردوغان بتفاؤل باعتباره " وحدة ثمينة ".

وعلى النقيض من الصراعات التي تواجهها تركيا في الشرق الأوسط، فإن جهودها الأكثر تواضعاً لإبراز القوة الناعمة من خلال العلاقات الثقافية والتاريخية مع منطقة البلقان وآسيا الوسطى ــ والتي نطلق عليها حزام بيرم ــ لاقت المزيد من النجاح.


وقد لقي هذا النوع من الإسلام الأكثر انفتاحاً نسبياً والذي تروج له "ديانت" ، أعلى هيئة دينية في تركيا، استقبالاً إيجابياً، كما أن أداء الشركات التركية هو الأفضل في روسيا وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة. وتعد دول البلقان وآسيا الوسطى من أقوى الداعمين لتركيا في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.

ووفقا للرؤى الجيوسياسية، قد لا يكون حزام بيرم كبيرا، لكنه على الأقل يتغلب على الشعور بالوحدة الثمينة.  

ملاحظات
=======
سونر كاجابتاي هو زميل أقدم في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

يكتب نيك دانفورث عن تاريخ وسياسة الشرق الأوسط. وهو أحد كبار محللي السياسات في مركز السياسات الحزبية.

محمد عبد الكريم يوسف ، كاتب وأكاديمي ومترجم وشاعر سوري (بالإنكليزية) مستقل يكتب في العديد من الصحف الدولية

العنوان الأصلي والمصدر
==================
https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2017/09/02/turkeys-complicated-relationship-with-the-middle-east-explained-by-one-word
Turkey’s complicated relationship with the Middle East, explained by one word ,Bayram Belt.


washtonpost.com

© 1996-2024 واشنطن بوست

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات