أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلياس شتواني - المكيافيلية: كيف نفهم عقلية الديكتاتور














المزيد.....

المكيافيلية: كيف نفهم عقلية الديكتاتور


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7939 - 2024 / 4 / 6 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يرى مكيافيلي في كتابه "الأمير" أن الحاكم الذكي إن أراد أن يبقى محبوبا لدى شعبه يجب أن يحافظ على القديم وأن يبتعد عن التبديل مهما كان ضئيلا أو تافها، وذلك لأن العامة تعلم أن التغيير القليل يؤدي في غالب الوقت إلى التغيير الكبير، وهذا بدوره يسبب، رغم رضا الخاصة، غضب وامتعاض العامة.

في حالة العدو (عامة الشعب في نظر الحاكم)، يرى مكيافيلي أن الحاكم يمكنه أن يلجأ إلى إحدى الطريقتين: إما أن يتملقه ويكسب وده، وإما أن يقضي عليه وينتهي من أمره. القسوة من هذا المنظور لا يجب أن تطول، وذلك لأنها تؤذي إن طال بقاؤها واستمرارها مع الوقت. استعمال القسوة يجب أن تقترن بالحكمة، ف"القسوة الحكيمة"، كما يسميها مكيافيلي، توظف لنيل غاية معينة ولتوطيد مركز، وتستبدل سريعا بأعمال خير تفيد الرعية وتنفعها. فالعنف، كما يشرح مكيافيلي، ينبغي أن يستعمل مرة واحدة ليكون مفعوله مفردا فيُنسى سريعا، أما الحسنات فيجب أن تُمنح شيئا فشيئا ليكون مفعولها أقوى والتمتع بها أطول وأنفع.

واجب الحاكم الأساسي هو كسب ثقة الشعب ومحبته. فهو مطالب بالبحث دائما عن الوسائل والكيفيات التي تجعل الرعية في حاجة إلى حكمه، فإن بقوا في تلك الحالة (السلبية) استطاع هو أن يثق فيهم ويعول عليهم وقت الشدائد والأزمات. الحاكم الذي يفكر في الرفاهية أكثر من التفكير في الحرب يفقد حكمه وسلطانه، والسبب في ذلك هو احتقار الحاكم للحرب والخوف منها. الرجل المسلح يطاع بسهولة وينقاد ورائه الرعايا بسلاسة، فيجب على الحاكم الذي يود أن يحفظ عرشه إذن أن يتعلم كيف يقلل من طيبته، وكيف يستعمل الخير والشر على حسب الظروف والأحوال المناسبة. فالكثير من الأفعال والصفات التي تبدو كأنها من الفضائل قد تؤدي إلى الهلاك والخراب، والكثير من الأفعال والصفات التي تبدو كأنها من الرذائل قد تؤدي إلى الخير والنجاة.

يجب على الحاكم الذكي أن يكون "محبوبا مهابا"، لكن إن اضطر الحاكم أن يختار بين الاثنين فمن الأفضل له أن يكون مهابا، لأن العامة تغلب عليها سيكولوجية القطيع؛ فهم منكرون للجميل، متقلبون، وسريعوا التحول والغضب. العامة، في نظر مكيافيلي، أسرع إلى إساءة من يحبون منهم إلى إساءة من يرهبون، وذلك لأن الحب عموما مبني على المنفعة الذاتية؛ إن ذهبت المنفعة ذهب الحب، أما الخوف فأساسه العقاب، والخوف من العقاب لا يزول أبدا.

ينبغي للأمير أن يكون ثعلبا ليتقي الحبائل، وأسدا ليرهب الذئاب. كل أفعال الحاكم ترى من ظاهرها، لأن العامة تستلهمها المظاهر ونتائج الأشياء. فمن مهام الحاكم إرضاء الشعب أكثر من إرضاء الخواص والحاشية. وذلك عن طريق التودد إليه وكسب صداقته، وعن طريق توظيف أساليب تمويهية كإشغاله بالمواسم والأعياد، والأكثر أهمية، مخالطة الحاكم لسائر العوام من عمال وحرفيين وصناع مقدما بذلك أسمى مظاهر التواضع وحب الانسانية.

يؤكد مكيافيلي على أن الحاكم في حاجة دائمة إلى النصيحة والشورى، وذلك عندما يريد هو لا عندما يريد غيره، بل يجب عليه أن لا يقبل مشورة أحد دون طلب إذن، وينبغي له أن يكون كثير السؤال، جيد الاستماع، صبورا على القول، ينزعج إذا تردد أحد في قول الحقيقة في حضرته.

ختاما، يعتقد مكيافيلي بأهمية الحظ في حياة الحاكم، فالحظ يسيّر اعتباطيا نصف حياته، ويترك النصف الآخر للذكاء والاجتهاد..



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد ارتددت أخيرا..
- ما ضاع من القرآن
- -الإسراء- من حبكة بني أمية
- نحن جيل اليوم
- بيان جمع القرآن
- فأتوا بسورة من مثله: كيف نردّ على التحدّي
- على يسار الرّب..
- فاوست الثائر
- الإله التمثال
- عن الرأسمالية وثروة الأمم
- قريبا..
- دقات الساعة
- شهر رمضان بين المانوية والصابئة المندائية
- ستفقد كل شيء
- هيلينا الجميلة
- وجدة المنسيّة
- شهداء الفكر في التاريخ الإسلامي (3): الحلاج
- شهداء الفكر في التاريخ الإسلامي (2): عبد الله بن المقفع
- شهداء الفكر في التاريخ الإسلامي (1): الجعد بن درهم
- القرآن..


المزيد.....




- من المنتصر بين ترامب وبايدن؟ تفاعل وسجال بعد مناظرة CNN
- بعد مناظرة CNN.. حملة ترامب تعلن -النصر-.. وديمقراطيون يشعرو ...
- -لقد كان ذلك مؤلمًا-.. محلل CNN يعلق على أداء بايدن في المنا ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 25 مسيرة في عدة مقاطعات روسية خلال ...
- أمطار وغزيرة وطقس سيئ في أجزاء كبيرة من شمال ووسط إيطاليا
- حرب غزة: قصف متواصل على القطاع وإدارة بايدن ستفرج عن قنابل ب ...
- إيران تنتخب رئيسا جديدا خلفا للراحل إبراهيم رئيسي
- بايدن أم ترامب؟.. من انتصر في المناظرة التاريخية وفق استطلاع ...
- ترامب: بايدن سيجر الولايات المتحدة إلى حرب عالمية ثالثة
- بيلاوسوف يوجه الأركان العامة للتعامل مع استفزازات المسيرات ا ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلياس شتواني - المكيافيلية: كيف نفهم عقلية الديكتاتور