أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أحلام غانم - حوار مع الشاعر والكاتب الفلسطيني شجاع الصفدي















المزيد.....



حوار مع الشاعر والكاتب الفلسطيني شجاع الصفدي


أحلام غانم

الحوار المتمدن-العدد: 1754 - 2006 / 12 / 4 - 11:08
المحور: مقابلات و حوارات
    


الشاعر الفلسطيني شجاع الصفدي ,, أرحب بك قبل أي شئ
ويسعدني أن تبدأ ببطاقتك الشخصية ولنبدأ لقاءنا

في البدء أقول ما قاله النفري " فلنقتبس حرفا من حرف كما نقتبس ناراً من نور.. الحرف ناري ،الحرف قدري ،الحرف دهري ،الحرف خزانة سري ...الحرف قادر على أن يكون عنصر اللغات، تصريف الأمور، تفوقها، الإبهام، الإعجاز والإدهاش.
وأقول أن الحرف انتصار الخلق على الأشياء, نفوذ الكلام على الإيحاء , سطوة الفضيلة على النبلاء , الحرف الصادق أسطورة إنسانية مبعثها رسالات السماء ..
وهكذا نرفع أيادينا نخب حوارٍ يجمعنا بالحرف وينثر حضوركم أقمارا في سماء الأدب العربي , وأبدأ باللحاق بقطار حوارنا قبل أن تسبقني عقارب الساعة .
و بطاقتي الشخصية المختصرة جدا , أقول أنّي فلسطيني عربي تشرّب عشق الوطن وسافر مع اللغة في رحلة سفر طويلة وما زال سفري مستمرا .. أبحث عن هوية وعن وطن أرقت كينونته المؤامرات ..
هذه بطاقتي الشخصية التي أعرفها أو تهمني ,, ولكن بطاقتي الشخصية النمطية فهي :
الاسم / شجاع الصفدي
المؤهل العلمي / أنهيت الدكتوراة بالانتساب من جامعة العالم الأمريكية حديثا , وتخصصي هو العلاقات الدولية الاقتصادية أما الماجستير فقد حصلت عليه من جامعة خاركوف الدولية .
متزوج ولدي طفل أسميته أمجد ليمجد الوطن في ذاكرته مهما بلغ مدى عمق الجرح ومهما بلغت رحلة السفر
السن / بعمر الجرح الفلسطيني
أتمنى أن تكون هذه البطاقة كافية للتعريف بضيفك
***
_ الحوار فضيلة اكتشفته البشرية بعد معاناة طويلة من الحروب والدمار
ويبقى برأي هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم.. ما هو رأيك ؟ _ أخي: ماذا يجب علينا فعله لنكن أنداداً حقيقيين بالحوار...؟

الحوار بحد ذاته وسيلة وليس هدفا وهذا ما لا يختلف عليه اثنان , فإن تحوّل الحوار لهدف فلن يكون حوارا ذات جدوى ولا نهاية مرضية له مطلقا وهكذا يتحول إلى جدل بيزنطي عقيم ومضيعة للوقت , ولكن الحوار ليس دوما هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم سيدتي , فللحوار قواعد وأصول ولا بد من تحديد خارطة له وخطوط عريضة على المدى البعيد خاصة فيما يتعلق بالقضايا السياسية على سبيل المثال ,
الحوار الفلسطيني مع كيان الدولة العبرية المستمر منذ سنوات ويدور في حلقة شبه مفرغة لا بد وأن يتم التعاطي معه بطرق مختلفة وربما أن مشكلة منظمة التحرير الفلسطينية الآن هي أن الحوار مع الصهاينة لم توضع له خطوطا محددة تجعلنا الطرف الإيجابي في هذه الدائرة المعقدة ولذلك وكون خيوط اللعبة كلها تفككت باستشهاد الزعيم الرمز ياسر عرفات أصبحت قضية الحوار والمفاوضات قضية عائمة يتهرب الصهاينة من مسؤولياتهم تجاهها والجهات الفلسطينية المعنية باتت لا تستطيع إدارة دفة الأمور كما كان يديرها الزعيم الراحل وهذا أدخلنا في ترهات وتخبطات كنا في غنى عنها , ولم نعد نستطيع وضع حكومة الكيان في خانة اليك كما كنا نفعل سابقا , وهذا ناتج عن سوء إدارة الحاجة للحوار , ويرجعنا هذا كله لنقطة البداية أن الحوار لكي يكون منطقيا لا بد لنا أن نكون ندا وطرفا يملك أن يقول : لا هذا لا يناسبني , وبنفس الوقت يلقي الكرة في ملعب الآخر , ولا بد من امتشاق السيف لا مرئيا بيد , وباليد الأخرى نصافح ونحاور ونقول , الطرف الآخر لا يتجاوب مع مساعينا للحل , لذلك أقول لا يمكن بالحوار وحده أن نصل إلى بر الأمان إلا في حالات نادرة أو بحدوث معجزة ما , وأراه قد ولّى زمن المعجزات .


***
هل ترغب أن أناديك بالدكتور شجاع ، أم بالشاعر العربي " شجاع " ..؟
_أم لا هذا ولا ذاك ، ترغب " شجاع" الإنسان ..؟
لا تهم الألقاب سيدتي , ورغم اعتزازي باسمي الشخصي لكن أحب أن تناديني بإسم أبو الأمجد , لعل طفلي يكون رسالة إنسان يوما ما .
***
_ أنا رسمت شخصية " الشاعر " شجاع في خيالي ، مئذنة ،وكنيسة ، ومدرسة ،ورشاش ، وبيت سقفه من سماء وأرضه حقولاً من قمح الفؤاد ..؟
رأيت من عينيه ينابيع الفتح المبين بإذن الله وحماس الجهاد والنضال في مفهوم شيخ المجاهدين الخالدين " أحمد ياسين "

والسؤال :
_ كيف ترسم شخصية د. والشاعر " شجاع وهو يشق طريقه بنفسه في عالم الحبر والورق ، وهو يقاوم مردة مجهولين الهوية ..؟
أنا وبكل بساطة أشعر أني أقيم في كل جزء من هذا الوطن , أنظر للمئذنة والكنيسة والمدرسة كأجزاء من وطني لا أفرقها عن بعضها مهما اختلفت لغة التعامل مع كل منها على حدا , أما الأرض فهي أرضي , حتى تلك التي لا أملك بها أوراق ملكية فهي تخصني , شاء من شاء وأبى من أبى و لو غيروا الوثائق لن يغيروا الحقائق والتاريخ دوما شاهد على ذلك , أما عيناي فتشع بفتحٍ جديد , إشراقة أمل طال انتظارها من شعب فلسطين ومن كل عربي حر , ولكن حتى وإن اختلفت المفاهيم بين الأشخاص والمصطلحات بين الأطراف , فهذا لا يغير من ضرورة الامتزاج المنهجي بين هذا وذاك .
أما كيف أرسم شخصية شجاع , فأنا أعتبر نفسي ناثرا أو مجتهدا في مجال الكتابة ولست محاصرا بالشعر وحده , وقد يثير هذا تساؤلات كثيرة , ولكن السؤال الأهم : هل المسميات هي التي تتحكم بالمفاهيم أم النتائج هي الحكم ؟ .
أنا أكتب لأجل التعبير عن حقي في البقاء وحق طفلي وحق أطفال هذا الشعب في الحياة والبناء , أكتب للحب , أكتب للثورة بطريقتي , أقدم وليمة للقارئ فأكرمه بما لديْ , بمنطق الجود من الموجود , وقد يتلقى الضيف الوليمة بحبور ويشكرني , وقد يتجرعها بمضض وينتقدني , وفي كلتا الحالتين أكون سعيدا بما قدمت .
وقد أثار بعض الزملاء جدلا حول ديوان أتكئ على حجر وقالوا إن القارئ يبحث عن الحب ولا تهمه الأساطير فقد يقرأها في كتاب , فابتسمت , وبعدها أصدرت ديوانا آخرا "للألم بقية " من كتابات قديمة من دفاتر الذاكرة, فقالوا : أنت تغرد خارج السرب , أتكتب عن الحب والشعب يموت ويقتل ؟!! , أكتب عن الثورة !! . وهكذا دواليك ..
وما أقصده من ذلك هو أن الشاعر إن فكر أن يرضي هذا وذاك فلن يجلب له ذلك سوى التخبط والتشتت والابتعاد عن الهدف , وما عليه إلا أن يؤدي رسالته تجاه إنسانيته , لا أن يلتفت لما يقول هذا وذاك , ولا يرهق نفسه سعيا للبحث عن شهرة زائفة يتكبد من أجلها تنازلات كثيرة ويضطر للرياء والنفاق لهذا الطرف أو ذاك .
أنت شاعر , ناثر , كاتب , ناص , قاص , صحفي , لا يهم المسمى , المهم أنك تؤدي رسالتك تجاه إنسانيتك , وهذا هو الانتصار على نرجسية الأوساط الأدبية السائدة في بلادنا العربية للأسف .

***
" خاركوف " إحدى المدن الأوكرانية التي درست حضرتك بها، من فترة ثلاث سنوات كان لي دعوة إلى هذه المدينة ، أجلت زيارتي كثيراً لكن حدث ظرف طارئ اضطرني للسفر إليها شتاءً، المهم في الأمر وجدت المدينة في هذا البرد القارص ، وتعري الأشجار وكأني في مدينة الأشباح ، النوافذ مغلقة ، تعلو وجوه الناس كآبة صفراء ،وإن نظرت بوجه إحداهنَّ ، تبسمت بأعينٍ حزينة ، سألت " نتاشا " وهي صبية جميلة ولها أم رصينة جداً ، ومتدينة بمعنى إنها تصلي لله ولا يهمها سوى الله .
ناقشتها بأمور كثيرة : قالت لي الله تجديه في النور الذي بداخلك وبداخل كل مجاهد يزرع غراسه في حديقة الإنسانية ، إنّه العرق المتصبب من جبينكِ وجبين الشرفاء الأحرار ، أجل العرق الطاهر الذي يسقط من المجاهد هو الله ؟

و" غزة " مدينة مستباحة ، وحكومة ضعيفة وسلطة فاقدة مصداقيتها أمام شعوبها ، وفاقدة قدرتها على التدخل وحماية أهلها ..؟

والسؤال ما هي أوجه الشبه بين "غزة " مدينة تعيش تحت رحمة النار ،"وخاركوف" مدينة الثلج والحب و كانت " خاركوف فترة سابقة العاصمة قبل " كييف " هذه الدمعة الحزينة الواقفة في أعين الأحرار ..؟؟ وهل نصنف هذه السيدة بكافرة لأنها خلقت .. في ي ...؟؟

الله , عزّ وجل, ليست هنالك اختلافات في معانيه وفي وجوده , الله داخل كل منا , يدركنا ولا ندركه , يبقينا أو يزيلنا , إنه المُسيِّر والمخيِّر , علينا أن نعقل وأن نتوكل وعليه تدابير الأمور , هذا ما أؤمن به أنا , ولن أصنف هذه أو تلك بكافرة فلست أنا من سيمنحها صك المغفرة .
وأعود لخاركوف والتي لا أنكر أنها حفرت لترابها مكانا في ذاكرتي يصعب أن تمحوه الأيام , خاركوف يا سيدتي مدينة الفرح والحزن , مدينة التناقضات والاستثناءات , شيوخها يبتسمون رغم المرض الذي تضج به أجسادهم الواهنة , فتياتها يضحكن للريح الآتية من البحر الأسود , غانياتها يجلبن الحظ للمختالين على شواطئ المتعة , وأطفالها تائهين في مصير لا يدركه الجيل الذي سبقهم للنضوج , رجالها أشقياء نبلاء أوغاد أصدقاء , تصنيفهم لا يمكن أن يتفق عليه اثنان , وكما يقول المثل لديهم : الذوق ألوان لا يتفق به اثنان , وهذا حال من يزور خاركوف , كانت تعرفني أزقة المدينة , حتى الشرطة التي كانت تتحرش بالأجانب سعيا للحصول على زجاجة من الفودكا كنوع من الرشوة لتدفئ أوصالهم من البرد لم تكن مزعجة , خاركوف في شتائها دمع وابتسام , رقص وجِل تحت أسقف الحياة , وصيفها انطلاق نحو المراعي ونظر باتجاه السماء وإيمان أكثر بوجوب زيارة الكنائس لعلها تجلب الحظ في رحلة صيف جميلة .
هكذا الحياة هناك سيدتي تسير ما بين الفصول , عشتها بكل ما فيها من ضحك وبكاء وما بين أرضٍ وسماء .
أما غزة يا صديقتي فهي المدينة ذات السماء الحزينة دوما , يندر بها الفرح وكأن الحزن رفيقها الأزلي منذ آلاف السنين , يخلص لها وتخلص له ولا يخون أي منهما الآخر , غزة لا تعرفها إلا من خلال حزنها فهو ما يميزها , بحرها يكاد يقترب من السماء اختناقا , وأرضها تهدر انتظارا لطعنة قادمة من فؤوس الغزاة .
غزة يا سيدتي لا يستبيحها أحد إلا أبناؤها , إنها الأم التي تتقبل الأذى من فلذات كبدها , وتحتمل صراعاتهم في أحشائها , وهي واثقة من أنهم يتوحدون في خنجرٍ واحد للذودِ عن بطنها حين يحاول العدو أن يبقر حملها الذي نضج أكثر مما ينبغي وآن أوان الولادة . أما حكومتها ليست ضعيفة بقدر ما هي مخطئة في تقديراتها , وسلطتها ليست فاقدة المصداقية بقدر ما هي سيئة التصرف .
لا يمكن أبدا المقارنة ما بين غزة وخاركوف لدى أحد , ولكن بشكل شخصي فكلتيهما بالنسبة لي تراب أحبه بل أعشقه حد الثمالة .

***
_ كيف نكتشف الفرق بين المؤمن و المنتمي إلى دين دون إيمان .؟

هذا التساؤل يرجعنا لسؤال تهكمي آخر , كيف نكتشف المسلم من غير المسلم أولا قبل أن نتحدث عن الإيمان ؟ هذا مع اختلاف مفاهيم الإيمان من شخص لآخر بالطبع , يا سيدتي " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " دعينا في ضوء هذا الحديث الشريف نتساءل : كم من الأذى يقع من المسلمين على بعضهم البعض قولا وفعلا ؟
كم نغوص في وحل النميمة والذم والاستغابة والطعن بشرف الآخرين ؟ كم من المسلمين لا تنطبق عليهم حتى أدنى متطلبات الإسلام الحقيقي ؟ يا أختاه قد شوهنا إسلامنا وشوهنا تعاليمه وغيّر فيها البعض على مزاج ولاة أمرنا , المسلمون الآن هم جريمة ارتكبت بحق الإسلام سيسجلها التاريخ , انظري بنفسك لحالات الاغتصاب وحالات الشذوذ وزنا المحارم , والسرقات والتلصص على أعراض الغير , كم نسبة كل ذلك في بلاد المسلمين وقارنيه مع بلاد الغرب وستعلمين عمق المستنقع الذي نحن فيه كمسلمين , وأعود لآية كريمة "لا تقولوا آمنّا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم .... " . والقول الحق هنا : هل نحن أدينا ما علينا لنكون مسلمين أولا لنتحدث عن الإيمان ؟ , عندما نفعل ستكون هنالك إمكانية حقيقية للتفريق ما بين المنتمي إلى دين في الهوية فقط وبين المؤمن الحق أو المسلم في هويته والمسلم في فعائله وانتمائه .
***
هنا سؤال : تتدحرج حروفه بين يدي ويسبق حضوره في أطباقي النضالية ..

_هل العنف يعني تعطيل العقل ، والعنف يعني لا ديمقراطية، وهناك قائل " لم يعد حل المشاكل بالقوة لأنها نهاية اللاعبين ، فلم يعد هناك منتصر بأي حرب ، لكن هل السلم سيأتي بعد معاناة بالحمل من رحم القوة ؟

هنا يدور الحديث عن الحرب والعنف في الحروب , إذن الأمر محدد فالمقصود ليس عنفا منزليا أو اجتماعيا أو حتى فكريا , نحن نتحدث عن قضية معينة والرؤى فيها واضحة , العنف في الحرب لا يعني مطلقا تعطيل العقل بل بالعكس العنف هو أداة يستخدمها العقل العسكري ويطبقها ديناميكيا في ساحة المعركة ومن يجيد استغلال هذا العنف قد يدير دفة الانتصار في الحرب باتجاهه , ولذلك هنالك دوما منتصر في الحرب إذا كانت هنالك غاية من تلك الحرب ولم تكن مجرد مغامرة , لأن المغامر في الحرب لا يختلف شيئا عن المقامر وفي هذه الحالة , نعم , أقول أنه لا منتصر , أو بقول آخر , المقامر دوما خاسر حتى وإن ربح بعض الجولات .
والسلم لا يأتي بالحمل فقط بل بالقتل , أقتل لتحيا , لربما هذه هي لغة العصر الذي نعيش فيه فنحن في صراع بقاء أزلي , ما بين عقائد مختلفة وما بين أجناس مختلفة من البشر باتت تنظر إلينا أننا الطرف الأضعف كعرب وأننا عالم ثالث وشعوب لا تستحق الحياة , نحن تجرى علينا التجارب وتحدث بحقنا كافة الجرائم الإنسانية البشعة في سائر بلاد المسلمين والصمت والذهول هو أقصى ما يمكن فعله من فئة ومن فئة أخرى التدحرج تحت أقدام السادة القادمين من الغرب , وفئة لا حول لها ولا قوة , تُظْلَم وتصمت وتستحق هذا الظلم ما دامت صامتة .
وأمامك مثال حي حدث اليوم في بيت حانون الصامدة , مجزرة جديدة والعالم يتفرج , حكومة تائهة تتحدث عن تشكيل حكومة وطنية وكأن هذا ما يشغل الناس عن دماء الأبرياء , ورئيس يدين ويشجب وينتظر عونا من دول عربية باتت المراهنة عليها خاسرة من زمن بعيد , فما هو الحل برأيك ؟ عن أي سلم وأي حوار قد يدور الحديث؟ , يا جلنار لا يفل الحديد سوى الحديد وأنا أعتقد أن على المقاومة الفلسطينية أن تعيد حساباتها وتغير خططها الاستيراتيجية وتتخلى عن صراعاتها الداخلية وتجيد توجيه الضربات الموجعة في قلب العمق الصهيوني وحينها أنا واثق من عودة حكومة الكيان للمطالبة بالتفاوض , والشكوى لمجلس الأمن ضد الفلسطينيين , فإن كان الدفاع عن دماء أطفال غزة وجنين وبيت حانون وكل شبر في أرض هذا الوطن إرهابا , أنحني تقديرا للإرهاب إذن .





_هل يغير عقلية الناس ضغط الأحداث أكثر من القناعات العقلية ..؟
الشعوب العربية عاطفية بالفطرة وتقيس الأمور بالعاطفة أكثر من الحكمة المتمثلة بالعقل , لذلك تجدين أن الثورات داخلهم باتت تخمد نارها بسرعة , لأن ما يقاس بالعواطف هو كالبريق , يتوهج بسرعة ويخبو بسرعة , وفي رأيي أن الشعب العربي قناعاته العقلية قابلة للتبدل والتغير حسب المواقف والظروف , ومن السهل التلاعب بعاطفته وبالتالي يسهل التلاعب بأحكامه وتصرفاته .
***
_ هل لأن ليس عند أمريكا روح العدالة أو الرسالة فلذا هي منبوذة من معظم أهل الأرض ، مما جعلني أو جعلنا نحن الشعوب الفقيرة أن نتعاطف ونحب بالداخل بقايا الاتحاد السوفييتي ، ونشعر بالأمان بذكرهم وتقاربنا بهم ..؟

أتدري سيدتي ,أمريكا ليست منبوذة , هنالك بعض البلدان العربية التي تأثرت أجيال كاملة فيها بالمارد الأمريكي , ببنطال الجينز وأفلام هوليوود والسيارات الكاديلاك , فعن أي روح عدالة يمكن الكلام إن كان شباب جيل كامل سقطوا في براثن أمريكا وجعلوها حلما , وجعلوا زيارتها والمكوث في ملاهي لاس فيغاس أسمى الأمنيات , يا جلنار لا يتشبث بالاتحاد السوفييتي بنوع من العاطفة سوى بعض اليساريين القدماء الذين يتباكون على ما كانت عليه أحوال الدنيا إبان عظمة السوفييت , ولكن السوفييت سقط وتعرت الكثير من الأمور وبات البكاء على الأطلال ليس مجديا , ولماذا أصلا نكون أتباعا لهذا أو ذاك وكلا المعسكرين لا ينظر لنا إلا بنظرة دونية وأننا الشعوب الأدنى ولماذا علينا تقبل أجندات أمريكا أو حتى السوفييت ؟ لماذا لا نكون أحرار الفكر وبناة أوطان , وأصحاب حضارة ؟ ليس هذا حلما والله , فلدى المسلمين والعرب خيرات لا تحصى ويستطيعون حكم العالم لو تمتع بعض زعماء النفط بالرجولة الكافية للتحدي وتحمل نتائج انقلابة وطنية قومية واحدة تجمع العرب تحت لواء رفض الخضوع .

***
_ كيف يتقرر مصير من يسلك دروب الحرير ، ليصل إلى القمة والشعوب جائعة ..؟ وبمعنى أصح : ما الذي يوقظ الشعوب المستضعفة ويثير شهيتها الجائعة ، لتطيح بكل من بيده مفاتيح النفط ، وتفتح صوامع القمح ..؟
" الوطنية لا تخرج أبدا من خلف أسوار القصور " , هذه حقيقة مؤكدة جلنار , لا يجب أن ننتظر أن يحرك من سلكوا دروب الحرير ساكنا , هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى , الشعوب الجائعة تلك , لا بد وأن يأتي اليوم الذي تنهش فيه لحم هؤلاء طال الزمان أو قصر وأنا واثق من ذلك .
أما عند الحديث عن بلاد النفط فالأمر مختلف , فهنالك نوع من الرفاهية والتخمة قد لا يكون هنالك سببا يثير شهيتها لأنها ليست جائعة إلا لأمور معينة _ إلا من رحم ربي_ والحكومات هناك تتيح كل شئ مقابل الخرس السياسي , لذلك فالمراهنة على ثورة الجياع ستبدأ من افريقيا من شمالها إلى جنوبها برأيي وستكون ثورة طاحنة لا أظن أنها بعيدة بعدا كبيرا عن الحدوث .

***

_ تعد الكتابة تنفيسا لكل الصراعات المكبوتة في العقل الباطن للكاتب ليحرر عقله منها ، وبالتالي سينجو من احتمال إصابته بأي اضطراب نفسي ، هل تعتبر الكتابة نعمة ، أم نقمة تحل بالشخص عندما تتملك به ..؟

الكتابة هي عملية ديناميكية معقدة , تبدأ بحادثة وتستمر بنزف وتنتهي بنص , الكتابة بحد ذاتها بالنسبة لي تتعلق بالحدث , بالوقت , بالواقع , بلسان الحال , بالركض خلف الأشياء , بالتعلق بما وراء الغيب , بالسفر في البحث عن الحقيقة , في الشروع بسن قوانين تكتيكية لا نمطية للحياة, وحين ينجح المرء في أن يخرج نصا ما _ إن كان كاتبا_ فإن المسألة تكون مضيا في رحم المعاناة انطلاقا من جوهر ما يشعر به صاحب الكلمات , وفي الحالات التي يكتب بها الشخص العادي لينفس عن نفسه عناء أمرٍ محزن فالأمر مختلف تماما , فالحالة الأولى هي ولادة متعسرة يصحبها ألم
يزول حين يخرج النص للحياة , ولكن سرعان ما يعود الألم حين نحتاج لنخرج نصا آخرا , وفي الحالة الثانية فالشخص العادي يكون الأمر لديه أشبه بحالة وفاة للحدث , حيث يكتب ليفرغ انفعالا معينا وبمجرد أن يكتب أي شئ يكون كمن قتل الحدث وارتاح من عناء الألم وبهذا لا يحتاج لإعادة الكرّة , فهو ليس مدمنا على الوجع , والشاعر بطبعه يجد في الحزن رفيقا أزليا يصعب التخلي عنه كونه الرفيق الأشد إخلاصا في هذه الحياة .
لذلك لا توجد مقاييس معينة لكون الكتابة نقمة أم نعمة للمرء فالأمر أحكامه نسبية ومتباينة تختلف من شخص لآخر .


_ " الشاعر شجاع الصفدي " : الظاهرة الميثولوجية بكل زخمها وفعاليتها هي ظاهرة داخل نصوصك وليست خارجة عنها ..و لي تجربة معك في ديوان " إمرأة بكى في عينيها " أوليس " ويظهر لعنة الآلهة حقيقة أم ظاهرة غامضة ، أخرت في صدوره
والسؤال :
للشاعر شجاع المتغلغلة نصوصه في خصوبة عشتار ، ووارث لتمرد جلجامش على الصدر النافر ,, هل الفكر الأسطوري يوازي الفكر العلمي ...؟


الفكر الأسطوري هو بحد ذاته علم , أوليست الميثالوجيا علم يقضي الكثيرون أعواما لدراسته والتبحر فيه ؟ الميثالوجيا ظاهرة إنسانية لا يمكن تجاوزها أو اعتبارها ضربا من عبث أو خيال , ولذلك فالخوض في الفكر الميثالوجي لا يقل أبدا عن الفكر العلمي , وبالأصل فإن ظاهرة الخيال هي نقطة البدء لاكتشاف أي حقيقة , وبذرة الشك هي أساس الوصول لليقين .

_ يقال أنَّ الشاعر عندما يلجأ إلى الأسطورة فإنه يقوم بتحصين القصيدة ، أو يتوكأ على عصا الوهم ..؟ ما هو رأيك شاعر الأسطورة والملاحم والجمال ..؟
القصيدة هي الحصن ذاته للشاعر , فإن أجاد تجهيز الحصن سيكون ملاذا مناسبا لن يحتاج حينها لأن يتكئ على عصا الوهم أو ينتظر معجزة تعينه على المضي قدما في الطريق الذي اختاره لنفسه , الشاعر مشروع سفر شابا كان أو شيخا , فهو دائم الترحال بين مواسم الحياة , يجيد التنقل بين الزهرات والينابيع والتاريخ والموت والوجع والوطن والتراب ويجمع متناقضات الدنيا كلها , وحصنه الأمثل هو توطين الكلمة في قلب المتلقي وعقله , فمن نجح يستمر وتبقى كلماته بعد مماته رسالة إنسانية لا تنقضي بانقضاء الزمان أو بتغير المكان , ومن فشل سيكون فعلا ماضيا فيما يشبه أغاني العصر التي يشتد بريقها حينا وسرعان ما تخبو وينساها الناس.


_ ما رأيك بالعولمة الإمبريالية النيوليبرالية التي تقودها القوة العظمى الأمريكية _ الإسرائيلية ، وقوة السلطات المالية التي تحاول فرض مفهومها للأمن والشعر والسوق بالفضاء ، بما يطلق يدها في العالم تدميراً ونهباً _ وشَرْعَنة اللا شرعية وَقَنْوَنة اللا قانون _ ضمن تصدير قَنْوَنة الفوضى ، ضمن السطو القانوني المسلح ..!؟_
العولمة مصطلح دخيل على الواقع العربي والعالمي ومجرد الاعتراف به هو اعتراف بجبروت الهيمنة الأمريكية والصهيونية على العالم وعلينا أيضا , أنا أعتبر أن أمريكا تشبه الكلب الضال الذي يسيطر على حارة مظلمة , حين يمر من أمامه شخص ويشعر بارتعاد فرائصه يتوحش أكثر وينقض عليه ويفعل به ما يشاء ولكن الكلب بطبيعته حين يشعر أنك تجابهه دون خوف ولا حتى تلقي إليه انتباها وتمشي واثق الخطى فإنه لا يمكن أن يقترب منك لأذيتك , ولدينا عدة أمثلة للمقارنة , فلو نظرنا للخوف العربي والخنوع المذل من الأنظمة خشية من أمريكا وقارنا هذا الموقف بموقف هوغو شافيز مثلا أو موقف كوريا الشمالية , انظري يا جلنار لطبيعة الخطاب ولهجة التصريحات التي تصدر عن الجهتين بخصوص ما تتهمهما أمريكا بشأنه , حتى أمريكا نفسها لا تصرح بتهديد مباشر بالحرب على كوريا ولا تجرؤ على المجاهرة بأنها قد تشن حربا على كوريا الشمالية , لماذا ؟ لأن منطق القوة واضح , ومنطق أن كوريا تقولها علنا , لا نخشى أمريكا ولن نصمت وفعلا ليسوا ممن يستسيغ الصمت , فهنالك فرق كبير ما بين هؤلاء وما بين الأنظمة العربية التي لا تجرؤ حتى بتصريح واحد أن ترفض أي ممارسة صهيوأمريكية تذلها وتخضعها وتخضع شعوبها لأشنع أنواع المذلة , بل سمحوا للصهاينة بامتطائهم كالبغال , واختراق شعوبهم , وزرع الفساد وإفساد العباد , وتشريع المحرمات وإباحة الجنس واستباحة الحرمات , يا جلنار ليس العيب في المصطلحات ولا في كينونتها سواء نيو ليبرالية أو امبريالية أو صهيونية , بل العيب في من تسرب إلى دمائهم الخضوع والخنوع والانهزام .

أين أصحاب الفكر المتزن ، إلى متى نفقد زمام السيطرة على الخطاب السياسي الواحد في مواجهة الأحداث ..؟
أين الفكر المتزن سيدتي ؟ قبل أن نسأل عن أصحابه ! .
الخطاب السياسي المفرغ من الفعل يجعل أصحابه كالحمار يحمل أسفارا , ما جدوى الخطاب إن كان من يتلو هذا الخطاب قبلته البيت الأبيض؟ , الأمر ليس مقتصرا على فقدان السيطرة على الخطاب السياسي , بل فقدان الخطاب السياسي نفسه يا سيدتي الفاضلة .

هل تكفي النوايا الحسنة ؟ وهل يمكن لتلك السياسة أن تحرر الأرض وتحقق الإستقلال والحرية للمواطن وتصل بنا إلى حقوقنا المشروعة متّكلين على شريك السلام ، أم قدرنا مفاتيحه بقلب" جلجامش " الذي هو نمرود الذي تذكره التوراة ( سفر التكوين 8: 1_10 يبقى نمروداً ،ومتعالياً على تفاح الذاكرة العربية ..؟
_ متى سيخرج النوارس من أجداثهم ، لقد تجاوز العابثون أدنى حدود الإنسانية في تعاملهم مع العرب وخاصة المسلمين .. ، هل الدماغ العربي معتل واقترب من الاحتضار ،أم إنه يبحث عن سفينة يحمّل ُ بها الصحراء ،..؟
النوايا الحسنة ليست سياسة , السياسة هي فن التحكم بالكلام ممتزجا بفن التحكم بالسلاح , أي بالقوة .
أما الحقوق المشروعة فهذا مفهوم فضفاض جدا , فهل هنالك حقوق غير مشروعة طالبنا بها لنقول الحقوق المشروعة ؟ مثل هذا الاصطلاح يختلقه العدو ليظهر أن هنالك حقوق يسمح لنا بالمطالبة بها وحقوق ليس لنا أن نطالب بها , وطالما أنه ليس من حقنا أن نطالب بها إذن هي من حق الطرف الآخر !! وفي هذه الحالة نحن نمنح صكا بامتلاك الوطن لمن لا يملكه , ولذلك أتحفظ على هذا الاصطلاح , فهو شأنه شأن الاصطلاح الغريب الذي تردده القنوات الفضائية الإخبارية, " الأراضي الفلسطينية " !! , عجبا وهل هنالك في فلسطين أراضٍ ليست فلسطينية ؟ .
استعادة الأرض لن يكون بالتعلق بمفاتيح ولا بأقدار ولا بانتظار العقاب السماوي للنمرود , استعادة الأرض لن يكون إلا عبر أفواه البنادق , ولا بأس من حوار مع العدو , فهذا أمر مشرع , لكن الطريق الذي يجب أن يفرش للعدو خلال هذا الحوار ليس طريق ورود , لا بد قبل الدخول في أي حوار ومفاوضات أن نكون طرفا قويا وأن نكون أندادا , نجيد الضرب فنوجع , وبنفس الوقت نفاوض لنستعيد حقوقنا الكاملة المشروعة واللامشروعة أيضا , فأرضنا كلها حقوق مشروعة .
_ ***
ما الذي يحول الإنسان من رجل عادي إلى مجرم محترف وقاتل سادي ، ..؟
كل منا رجل عادي , كل منا مجرم محترف , كل منا قاتل سادي , الإنسان تستوطنه منظومة كاملة من التناقضات , والتحول من حال إلى حال يتعلق بالدافع أو الحاجة لأن يصبح كذلك , وكأنها ضغطة زر , يصبح المرء قاتلا أو مجرما أو ضحية ربما.
***
_ ماذا سيحدث للكون في حالة اندلاع الحريق النووي ، هل يتخلص العرب من أفيون النفط ، ويعود الإنسان العربي متعافياً من هذا الجراد المنتشر في حقول القلب .؟
الآفاق مفتوحة نستشرفها من الحريق المشتعل خلال الخمسين سنة الماضية ..؟

سيدتي الفاضلة , في حال اندلاع حرب نووية مع أني أستبعد ذلك كثيرا فلن يكون دور العرب سوى كونهم قربانا يقدمه طرف على طبق ذهبي للطرف الآخر, نحن لسنا فرسان الأمس ولنكن صريحين مع أنفسنا , العرب الآن هم خراف تساق إلى مذابحها أينما وحيثما شاء السيد الأمريكي , وليس علينا أبدا أن ننفي ذلك فنكون كمن يطلق الشعارات عبثا ويكتفي بالجعجعة ويستغني عن الطحن , أقولها وأكررها نريد طحنا لا جعجعة , لقد مللنا دور القمح في الرحى ولا بد أن نسعى لأن نكون أكلة القمح وصانعي الخبز والمتحكمين بالرحى , وإن لم يتنامى لدينا هذا الطموح كعرب , قولي علينا وعلى أمتنا وعلى تاريخنا وحضارتنا السلام , أما عن النفط فهل نسيطر عليه حقا أو نملكه لنتخلص منه !!؟ العرب ليسوا سوى حراسا للبئر يا سيدتي ولا يملكون حتى الدلو الذي يخرجون به الماء .

***
_ ما رأيك بهذا القول : "خذوا الحكمة من أفواه المجانين" فذلك لا يصح بعد اليوم. لقد تحولت السياسة إلى طوابير، فلا يحق لك إلا أن تقف أو تنضم إلى معادلة قوامها أن تختار ما بين معتوه ومسعور، وفي كلا الحالتين، لا لست بمشكور!!!"
بالمقابل هناك رأي أيضاً :
"خالد أبو الفضل، أستاذ القانون الإسلامي في جامعة كاليفورنيا، يرى أن العمليات الانتحارية , ("والتي أصنفها أنا عمليات استشهادية ") مخالفة لمفهوم الجهاد ويجب مقاومة الهيمنة الغربية بالعلم والتكنولوجيا..؟""
ما هو رأيك كشاعر فلسطيني معاصر ؟
والله المجانين هم حكماء الحياة ومن أفواههم حقا يمكننا أن نستفيد وأن نأخذ حلولا لمعضلات كثيرة , أما مسألة المعتوه والمسعور , فالأحزاب السياسية بطبعها هكذا , ومن لست معه فأنت ضده وهذا حال مللناه وبات مقززا لأقصى درجة ولم يعد يؤثر كثيرا ولا يجب أن يؤثر في شريحة المفكرين والمثقفين , هذا الكلام الذي تضحك به الأحزاب السياسية في الوطن العربي على عقول الأجيال الناشئة بات كلاما مشوها لا يجدِ نفعا في معادلات الوطنية الصادقة والشؤون التي يحتاج الوطن لرعايتها .
أما بشأن أستاذ القانون الإسلامي السيد خالد أبو الفضل فأحترم رأيه ولا آخذ به , هو لديه حق مشروع أن يعلن عن وجهة نظره وآراؤه وعلينا نحن أن نؤمن بها ونطبقها أو ننظر إليها وندير ظهورنا وهذا أمر طبيعي في تباين الأفكار ..
لا يوجد ما يسمى بالعمليات الانتحارية أو عمليات استشهادية , حيث أني أعتبر أن أي عمل يستهدف العدو هو عمل وطني مشروع بغض النظر عن المسميات , ماذا سنستفيد من كلمة انتحارية أو استشهادية أو فدائية كما تصنفها الجزيرة مثلا ؟
هل سيغير هذا من نتائج المقاومة ؟ يا جلنار لا أدرِ عن أي علم وأي تكنولوجيا يتحدث الأستاذ خالد في وضع أو حال كحالنا الفلسطيني ؟
نحن بلد وشعب محاصر بالكامل , لا أموال , لا حدود , لا شئ سوى سماء تحلق بها الطائرات وأرض تنتزع أشجارها القذائف , وشباب يحصدهم الرصاص والقنابل , عن أي علم يتحدث ؟ لسان الحال يتكلم ويغني حتى , واللحن الوحيد هو موسيقى البنادق , وحين تتغير المعادلات والمفاهيم الدولية حينها يمكن اللجوء لوسائل أخرى.
ولكن , لي وقفة هنا , أنا أتحدث عن الوضع الفلسطيني تحديدا وهو مختلف عن مفاهيم الجهاد في البلدان الأخرى , نحن هنا مناضلون مجاهدون ثوار وطنيون قوميون إسلاميون شيوعيون , بمختلف أطيافنا عدونا واحد ولسنا نعادي أوروبا ولا غيرها مثلا ولا نقول أنه من الواجب استهداف بلدان أوروبية بتفجيرات كبعض المنظمات التي تدعو إلى ذلك , الجهاد لم يكن يوما تخريبا ولا قتلا , الجهاد هو رسالة سماوية مقدسة , نص عليها القرآن الكريم , نحن نقاوم ونجاهد لأجل تحرير وطننا من العدو وهي قضية عادلة , لا يمكن أن يختلف حول هذا اثنان , ولكن أن تفجر وتقتل أناسا بعيدين عن قضيتك فهذا ليس جهادا وإنما هو إرهاب لا مبرر .. والرأي هنا واضح .
ولنضرب مثلا , هل من الجهاد في شئ التفجيرات التي تحدث في بلدان عربية ؟
هل قتل الأبرياء هو الجهاد ؟ تفجيرات سيناء مثلا والتي قتل فيها عشرات المصريين أليس هذا كفرا ؟ ما ذنب هؤلاء العمال الذين سافروا من بلداتهم للعمل وتأمين لقمة العيش لأبنائهم ؟ كم أجنبي قتل هناك في هذه التفجيرات ؟ ولماذا أصلا يتم استهداف هؤلاء الأجانب ؟ هذا ليس من الجهاد في شئ , وحتى لو كان الهدف العمل ضد الأنظمة !! _ افتراضا _ هل نقتل الأبرياء ونسفك الدماء ونختبئ كالجرذان ؟
مفاهيم الجهاد سيدتي تختلف عما يحاول البعض تسويقه , وأقول كلمة أخيرة حول هذا السؤال : يمكن الالتفاف على الرأي ويمكن الالتفاف على حديث الآخر , ولكن لا يمكن الالتفاف على كتاب الله وسنة نبيه , فهما أوضح وأسمى من أي تشويه أو استغلال غير منطقي .



أستاذ شجاع , هنالك مشاركة من الشاعر المصري مراد الساعي يسأل فيها :
_ماذا ترى الخدمة الحقيقية ، أو المنفعة العامة التي يمكن أن تقوم بها شبكة النتْ على المستوى الثقافي. وهل اختيار بعض الشعراء نشر نتاجهم الأدبي بشبكة النت ، هل من شأنه أن يعزز انتشار الثقافة والأدب وإنماء الوعي الفكري ، أم أنه سيأتي بتأثير سيء على ثقافة الكتاب التي ما زلت أفضلها من وجهة نظري أنا ؟.

يا صديقي الثقافة والفكر هما كيان يشبه الأفق الذي يطمح المرء بملامسته دوما , وحين تصبو للوصول للأفق الذي يتراءى أمام عينيك تفعل كل ما بوسعك , وتستغل كافة الوسائل المتاحة , تحبو وتزحف وتركض وتطير وتحلق وتفعل المستحيل , وحين تصل إلى هذا الأفق تجده أصبح أكثر اتساعا وبات أبعد مما لامست وحققت , وتبدأ من جديد بالسعي خلف الأفق المنبثق عن رؤاك البعيدة , وهكذا فإن الثقافة هي مجموعة من الآفاق اللا متناهية , كلما بلغت أحدها كلما ظهر لك الآخر حاثا إياك على المضي باتجاهه , الثقافة هي مشروع إنساني , وبالنسبة للنشر الثقافي والأدبي من خلال شبكة الانترنت بلا شك فهو أمر محمود , لأن الانترنت بحد ذاته ليس إلا وسيلة من الوسائل المتاحة , وتوافقا مع روح الحداثة فمن الضروري التعاطي مع هذه الوسائل الحديثة التي منحتنا إياها التكنولوجيا بفضل الله عز وجل , ولا شك أن الانترنت ساعد في نشر وتوعية شريحة كبيرة من الناس , وبالطبع لا يمكن التنكر لفضل الكتاب ولا يمكن الاستغناء عنه أو إنكار أنه البذرة الأساسية التي جعلت من الحقل الثقافي والأدبي محور ارتكاز للتواصل البشري .
أما عن اختيار الكثير من الشعراء والأدباء وحتى الهواة لشبكة الانترنت لنشر أعمالهم فهذا أمر جيد وايجابي في حال توفرت الضوابط الأخلاقية والفكرية وكذلك مراعاة حقوق الملكية الفكرية والأدبية في النشر , حتى لا تتحول المواقع الالكترونية إلى مسارح هزلية تسئ للأدب والفكر العربي وتقلل من شأن الأدباء العرب الذين هم رسل الفكر العربي للعالم الخارجي .

وسؤال آخر :

-هل ترى أن غاية الشباب من ارتياد النت وبصفة خاصة النت الأدبي هل للتسلية وملء الفراغ ، أم غايتهم توجيه رسائل أدبية ووطنية واجتماعية إلى آخره ؟

هنا أخي لو تحدثنا عن ارتياد الشباب للانترنت بشكل عام سيكون حديثا لا نهاية له وسنخوض في قضايا كثيرة جدا تنبثق من هذا الإطار , ولكن دعنا نحدد الانترنت في المجال الأدبي فأنا أعتقد أن الاهتمام المتنامي بالأدب لدى بعض الشباب أمر جميل جدا , وقد يكون نواة تحفيز لهذه الشريحة للتعلم واكتساب توجهات مختلفة في الحياة , وهنا يكمن دور الكتاب والأدباء والشعراء , فمن يؤدي من رسالته تجاه الأدب وتجاه الواجب الأخلاقي والفكري فهو يجعل من اهتمام الشباب بهذا المجال اهتماما ذو نتائج ايجابية جدا وتكون له على المدى البعيد تأثيرات رائعة في بناء مجتمع راقي الفكر والتطلعات , أما مسألة التسلية فلا أظن أن الأدب والشعر من المسليات في الحين الذي تعج به المنتديات والمواقع الالكترونية بالكثير من مواد التسلية وتغذي روح التفريط والاستهتار , وهذا لا يتوفر في المواقع المحترمة , لذلك أقول أن من يبحث عن شئ يجده , فمن يسافر إلى مكان ما بحثا عن علاج أو عن كتاب أو عن عمل يجد ما يسعى إليه , ومن يبحث عن متعة وعن كأس وعن امرأة أيضا سيجد ما يشاء من حيث بحث .


وأيضا سؤال من الزميلة أمل القضماني :
على ماذا حماس وفتح يتقاتلون.. على سلطة غير موجودة؟

فتح وحماس شأنهما شأن أي أحزاب أو تنظيمات تتنافس فيما بينها في أي بلد , قد تؤدي المنافسة أحيانا إلى صراعات لا داعي لحدوثها لكن الأحزاب السياسية بطبيعتها لا تضم أنبياء , أي أنها لا تخلو من الأخطاء وليست منزهة مهما كان ولاء عناصرها لها , وما لا يمكن تخطيه هو وجوب توحيد الهدف وحينها لا يهم اختلاف الوسائل .
وطبعا قولك أن اقتتال فتح وحماس _ مع تحفظي على كلمة اقتتال_ على سلطة غير موجودة فهذا أمر خطأ , الخلاف بين حماس وفتح خلاف منهجي وهما كقطارين يسير كل منهما على قضبان مختلفة في نفس الاتجاه , والمنطق يفرض استحالة تصادمهما في هذه الحالة ولذلك فإن الواجب الوطني والأخلاقي على الطرفين هو السعي لعدم الاصطدام حتى وإن مضى كلٌ منهما إلى الهدف من سكك مختلفة , السلطة موجودة على الأرض , سلطة الواجب الوطني وهي التي يجب أن تسود الموقف .
وللتوضيح أكثر فإن التبعية لأطراف خارج الصراع الفلسطيني الصهيوني قد تكون السبب الأكثر تأثيرا في الخلاف ما بين فتح وحماس , لأن التبعية تعني تنفيذ أجندات غير فلسطينية ولا تصب في الصالح الفلسطيني , وطالما أن الواقع العربي جعل الراحل عرفات يسعى لما يسمى بفلسطنة القضية,وطالما أن لسان الحال العربي حتى الآن ما زال يتحدث عن خنوع وهزال وضعف أمام الآلة الصهيوأمريكية , إذن لا يمكن تنفيذ أجندات مشتركة مع أي طرف للأسف , وهذا لا يسعدنا كعرب وكمثقفين نطمح لوحدة قومية عربية ونتمناها , ولكن الواقع يقول " إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع"
لذلك لا بد للفلسطينيين سواء فتح أو حماس أو أي فصيل سياسي على الساحة الفلسطينية أن يعي جيدا استحالة تنفيذ أي أجندة غير الأجندة الفلسطينية , وعدم الوثوق بأي وعود خارجية , وحين يعي الجميع ذلك سيتوحدون وتتوحد كلمتهم وحينها ستختلف المعادلة السياسية تماما في فلسطين ومنها ينتقل التأثير لتعديل التوازن الشرق أوسطي مستقبلا .



والسؤال الثاني من الزميلة أمل القضماني :

_لماذا حكوماتنا العربية بعيدة عن الواقع.. ودائما تستهون الارتماء بأحضان الآخر..بدل أن تبني لنفسها قوة تحميها..
ولماذا لا يشكل المثقف, والشاعر ، والكاتب العربي قوة دافعة لتغيير الواقع المر؟؟
يا سيدتي , الحديث عن الحكومات العربية كالنفخ في قربة مثقوبة , ولعلمك الحكومات العربية ليست بعيدة عن الواقع , بالعكس هي تؤمن جدا بالواقع , وليتها تتحلى ببعض الجنوح للخيال , لربما حققت أوضاعا أكثر شرفا مما عليه حالها الآن,
الحكومات العربية استسلمت للواقع ولم تبتعد عنه والواقع يقول أن هذه الحكومات تذكرنا بالمثل القائل " فلان مثل الزنبرك , طالما تدوسه بقدمك فهو تحت السيطرة وإن خففت مداسك ينطلق في وجهك " وهذا ما تؤمن به أمريكا وحلفائها , ومن خلال هذا المنطق يتعاملون مع الحكومات العربية , وكون حكوماتنا العربية لا حول لها ولا قوة مع أمريكا فهي تمارس هذا القمع وتطبق المثل الذي ذكرناه بحق شعوبها , وبحق كتابها وشعرائها وصحفييها , فتجدين السجون تعج بهؤلاء طالما أنهم ليسوا أقلام السلطان وليسوا من مهرجي الملوك , ولا من ماسحي الجوخ , ولا يعلو شأن من يحاول حتى أن يذكر الناس بحقهم في التمرد أو الكلام أو الاعتراض , وقد يختفي وراء الشمس , هذا إن لم تلفق له فضيحة ما , فماذا يمكن أن يفعل الكتاب أو الشعراء في زمن بات فيه الكلام رخيصا مبتذلا والفعل أكثر رخصا وابتذالا ؟
هل نكذب على أنفسنا ونقول أن بضع مقالات أو قصائد عصماء في الصحف ستعدل حالنا وتغير الواقع المر ؟
حسنا , أليس من الأجدر أولا أن نجد من يقرأ هذه الصحف !! , يا سيدتي في أفضل الأحوال بات من يقرأ الجريدة يبحث عن صفحة الكلمات المتقاطعة ويبحث عن حظك اليوم وتجدينه من برج الحمل غالبا حتى وإن كان من مواليد برج آخر فهو يهتم ببرج الحمل وكأن قدره أن يكون حملا وديعا ! .
ليس هذا تشاؤما بقدر ما هو عدم تنكر للحقيقة ونطق بلسان الحال , فما نراه من الجيل الصاعد واهتماماته لا يمكن أبدا أن يولد لدينا أمل بثورة فكرية ونهوض أخلاقي أو فكري , بل إن السيناريوهات المحتملة أكثر سوداوية ولا نستبعد خلال خمسة أعوام سيخرج الأبناء عن طوع الأهل ويصبح من حق الفتاة ذات الثمانية عشر ربيعا أن تذهب مع صديقها أينما شاءت بل تقطن معه أيضا وبحماية الجيش العربي ولا حق للأهل بالاعتراض كما هو الحال في أوروبا , ولننتظر ما تأتي به الأعوام القادمة .


سؤال من الزميل حسام رحال
أولا :شاعرنا الكريم أين شعر المقاومة مما يحدث الآن سواء في فلسطيننا الحبيبة أو في عراقنا الحبيب أو في شتى بقاع العروبة أليس حري بهذه الأحداث أن تجعل له السبق على بقية فروع الشعر والأدب وأين هم شعراء المقاومة ليفضحوا زيف ما يحصل؟

أخي الفاضل , الشعر رسالة ذاتية أكثر منه رسالة قومية أو أممية , الشاعر يبدأ من مأساته ويعبر عنها بالأسلوب المثالي من وجهة نظره , قد لا تكون القصائد العصماء مجدية حين يعلوها صوت البنادق والانفجارات , ولكن الشاعر يؤدي دوره بغض النظر عن إمكانية تحقيق أهداف من العيار الثقيل من خلال ما يكتبه أو عدم تحقيق شئ , ولنقل بصراحة : ماذا ستفعل القصائد لإصلاح هذا الحال العربي المعوّج ؟ يا أخي لن يصلح العطار ما أفسد الدهر , نحن في العالم العربي نعاني من انحدار فكري وانحدار سياسي وانحدار أخلاقي , وفي حالة كهذه نحن بحاجة لانقلاب شامل وتاريخي على حقبة زمنية كاملة وعلى جيل بأكمله وتغيير لمفاهيم الوطنية ومفاهيم الحضارة ومفاهيم التحضر أيضا والتي تأثرت بغبار التغيير القادم من الغرب , وعلق بها ما علق من ملوثات , لذلك من وجهة نظري الشخصية المقاومة ليست بحاجة للشعر والقصائد بقدر ما هي بحاجة للنزعة الإنسانية وعلينا أن نسعى كشعراء أو كتاب أن نعيد النزعة الإنسانية لأكبر عدد من شباب وأجيال الوطن العربي وحينها يكون إصلاح تاريخي وتغيير شامل حقيقي لمفاهيم ترسخت داخل نفوس الأغلبية , وحينها تصبح المقاومة في جميع البلدان المقهورة أكثر جبروتا وقوة وشراسة وأرقى فكرا وأصوب توجها .

ثانيا:ماذا سوف يفعل الشجاع الصفدي لو اختير رئيسا للوزراء في فلسطين في هذه الظروف ؟
بصراحة مطلقة , لو كان لدي الخيار فلن أقبل أن أكون وزيرا أو رئيس وزراء أبدا وذلك لسبب بسيط جدا وهو أني لا أحبذ أن يلتصق بي لقب سابق, وزير سابق , رئيس وزراء سابق أو حتى رئيس سابق , فأنا أفضل ما أنا عليه وما يبقى راسخا وثابتا حتى لو تغير المكان والوضع دون أن تلتصق بي كلمة سابق كلعنة أبدية .
أما في حال كنت مجبرا على تولي هذه المهمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تدهور سياسي فسأحاول أن أتحلى بروح البراغماتية بقدر المستطاع أو بمعنى أدق أن أكون رجلا بوجهين , الوجه السياسي الظاهر للعالم وللإعلام والذي يعبر عن مدى رغبة حكومتي بالتفاوض شجب الإرهاب وإدانة المظاهر المسلحة وأثبت إعلاميا أن الحكومة التي أرأسها تسعى للسلام , وفي نفس الوقت أكون بشكل أو بآخر وبسرية تامة سندا للمقاومة وللفصائل التي تعمل على التحرير من خلال البندقية , وهكذا فإن نجاح تفاوضي مع العدو سيكون مسندا بقوة البنادق التي أساندها وتقوي موقفي التفاوضي وبنفس الوقت أضمن أن الصورة التي تظهر للعالم أنني الطرف الراغب بالسلام وحريص على تحقيقه , لربما يعتبر البعض أن هذا أمرا يستحيل نجاحه لكني أرى عكس ذلك وأراه أسلوبا ناجعا وقد اتبعه الراحل ياسر عرفات في أواخر أيامه حيث كان يدعم فصائل المقاومة ويمدها بالسلاح والمال ويشجب ويدين العمليات إعلاميا , وعموما أعتقد أن موقف كهذا من طرف رئيس الوزراء قد يكون مخرجا جيدا من الأزمة التي وقعت فيها الحكومة المعينة بعد فوز حركة حماس في الانتخابات, طبعا هنالك الكثير من الأخطاء التي وقعت وكان من الممكن تفاديها حتى لا نصل لهذه الظروف التي نعانيها حاليا , ولكن عموما كل فلسطيني شريف وكل عربي حر يطمح أن تنتهي الأزمة في فلسطين وأن يخرج الشعب الفلسطيني منتصرا رغم الحصار , بغض النظر عمن سيكون رئيس الوزراء أو الرئيس أو من سيشكل الحكومة , فالمهم هو العنب وليس العراك مع الناطور .

***

أيهما أشد لمعاناً النقود أم نجوم السماء، ومن يدفع ثمن القصيدة ..؟

إنها مسالة متباينة, فالمال له بريق لا يمكننا إنكاره, فحتى أصحاب المبادئ والمثل والقيم يهمهم المال وكيفية الحصول عليه والطموح لامتلاكه, لذلك لمعان المال لدى الغني والفقير له إيقاع خاص, ولكن التباين في تعاطي كل منهما مع المال بطريقة مختلفة, والمؤسف ليس في اعتبار المال وسيلة وإنما في اعتباره غاية حيث يتجرد المرء بذلك من إنسانيته وبذلك يتساوى الفقير والغني, فمن لا يملك إنسانيته لا يملك ذاته وهذا يجعله معدما لا يملك شيئا حتى لو ملك مال الدنيا.
أما نجوم السماء فهي أشد لمعانا عند الأشخاص ذوات الطبيعة المختلفة أو التي تعيش في كيان خاص صنعته لنفسها ونأت به بعيدا عن الرغبات البشرية والركض المتواصل من أجل حياة لا تستحق منا سوى أن نحياها عقابا لها حتى تنتهي.
وعن القصيدة أرفض مسألة الثمن تماما, فالقصيدة ليست تباع حتى لو كان الثمن معنويا, فأي شئ يطرح لمعرفة قيمته هنالك من يستطيع دفع الثمن, وطالما أن هنالك ثمن إذن قد يغلو على البعض ويرخص عند الآخر ,إذن الرخص هو الطابع الذي يميز كل ما له ثمن ويجعله سلعة سواء تداولها من يملك الثمن أم تداولها من لا يملك شيئا.


_ العشق يعبث بنا ويبعثنا خلقاً آخر، وأي تعليم دون عشق لن يؤتى ثماره ، فعلى أي إيقاع راقص الكون " جيفارا " بمعنى مع من عاش " شجاع الصفدي " مثنوياً .؟

أجمل ما في الكون أن ترقص على إيقاع التوحد مع ذاتك ولو ملكت ذلك فقد توحدت مع عشقك الأبدي ووجدت ضالتك في الحياة ولن يصبح وحيدا من أجاد التعامل بهذه الفلسفة.

_العرب محبوسون في زجاجة الجهل ، والقهر ، ولن يتحرروا من العميان والحولان الذين يسكنون هذا الكون ، والسؤال ماذا تعني لكَ العين الثالثة ..؟

العقل هو العين الثالثة والتي ترى أبعاد الأشياء وتدرس خطوات المضي في أي طريق و فالعقل يرى قبل العينين, وطالما ذكرتِ الجهل إذن هنالك افتقاد للعقل و فكيف يمكن التحرر من العمى والحول إن كان العقل مفقودا ولا يرى الأغلبية حقيقة ما ينتظرهم مستقبلا انطلاقا من توقعات منطقية يذكرهم بها الواقع الحالي.

_ في ظلّ ثقافة الغفراء التي أصبحت الطاغية في الفضاء العربي ، ماذا تقول للذين يعتبرون غواية الكلمة وابتذال الصورة إبداعاً ..؟

كلٌ يبدع في مجاله, حتى العاهرات_عذرا_ يبدعن في اختلاق القصص المحزنة لاكتساب عطف الزبائن, وكذلك فإن عارضات الفيديو كليب وعري الفضائيات فهنّ يبدعن في الفجور والفسق وكلٌ يتلقى أجره سواء في الدنيا أو في الآخرة حسبما يقدم من خدمات, يا سيدتي الإنسان وجد كنوع من السرفيس , يقدم خدمات دنيوية وخدمات خاتمية , وما يقدمه خلال فترة انتدابه في الدنيا يجده في نهاية المهام المناط بها , هذا من ناحية شاملة .
وعلى وجه التخصيص أو التفكير فيما أوصلنا إلى هذا الانحدار الثقافي فنحن نجد أن الغرب دوما هو الشماعة ونتهم الغرب بإسقاط شبابنا وأجيالنا أخلاقيا وفكريا, نسخط على المسبب ونتجاهل السبب !
وهنا بيت القصيد, لو فكرنا فيما يدفع الشباب للسقوط في مستنقع الرذيلة أو الولع بتقاليد غربية لكان هذا استباقا للخراب ووسعي لمنعه, وهو بكل الأحوال أفضل من الندب والنوح السخيف الذي يتردد في الصحف والبرامج من هذه الأقلام والأصوات أو تلك.
كثير من الأمور يجب النظر لها وحلها لأنها تشكل كوارث اجتماعية خطيرة, ومنها على سبيل المثال ظاهرة ارتفاع المهور والتي تعطل زواج الكثير من الشباب, وظاهرة توظيف الخريجين الجدد الذين يحطمهم انتظار رسالة القوى العاملة, وظاهرة تعامل الأهل مع الأبناء والخلافات التوجهية والفكرية بين الآباء والأبناء كأجيال مختلفة تماما في طبيعتها والكثير من الظواهر الهدامة في المجتمع العربي قد أدت إلى الوصول إلى هذه النقطة الخطرة من الانحدار الثقافي والفكري والأخلاقي وحتى الأمني, ولذلك قبل أن ننوح ونتوجه للسماء رافعين أكفنا أن ينتقم الله من الغرب علينا أن نصحح من أنفسنا ونعدل من خط سيرنا ونسعى للقضاء على الأسباب وحينها لن يكون للمسبب ما يفعله عندنا.


_ الإنسان هو العمود الفقري في صناعة أوليات التنمية، وقد انحشر الإنسان العربي اختزالاً في مختنقات الشرنقة ( الخصوصية) وقذفنا داخل تخوم الخطر .
والسؤال :
_كيف نرفع الشقاوة عن العقل العربي المحاصر وتحريره من آفة الحصر ، وهذيانه وسجونه النفسية والاجتماعية ...؟

أولا يجب تحديد مفهوم واضح ومحدد للتنمية , فالتنمية مصطلح فضفاض جدا ولنحدد مفهوم التنمية علينا أن نبحث في احتياجات الفرد ومن ثم نبحث في احتياجات المجتمع , وكون القوانين والظروف المعيشية والاقتصادية وأيضا الفكرية في العالم العربي تخضع لشرائع خاصة أبعد ما يكون عن المفهوم الحقيقي للتنمية إذن فتحقيق الهدف أو النهوض بالمجتمع وتحريره من آفات الفكر وشقاء الحال .
النهوض بالأفراد وبالمجتمع ليس دور الحكومات وحدها , ولا نقول هنا أن الحكومات جيدة أو ليست مقصرة وإنما المسؤولية جماعية وليست فردية ولا يجب أن نلقي اللوم على جهة محددة بل علينا أن نعمل على تنمية الجيل الصاعد فكريا واجتماعيا وتنمية المجتمع حضاريا وتكنولوجيا وأكاديميا لنحقق الغاية المرجوة لصنع مجتمع متحرر الفكر , والمقصود هنا ليس التحرر الذي يروج له بعض المستشرقين وإنما هو تحرر الفكر من سجن الماضي وأمجاد غابرة يتغنى بها الكثيرون دون أن يفعلوا شيئا يعيد العرب لدائرة الضوء والمجد الحقيقي الذي سطره أسلافنا عبر التاريخ .
نحن وللأسف مجتمع غير موفق , وذلك لأن تفكيرنا محصور في احتياجات مادية وجسدية وتتعلق بالروتين اليومي , كالأكل والملبس والجنس واللهو وخلافه , والنجاح الحقيقي لن يكون بهذه الأمور وإنما علينا أن نحرر أفكارنا ونخلق علما وعملا نافعا يساعد على تشكيل مجتمع ناجح نفتخر به ..
ولو تساءلنا أين تذهب خبراتنا العربية لوجدنا الأغلبية تهرب من ضيق الأفق العربي وتهاجر إلى أوروبا وأمريكا , ولا نتساءل عن السبب ظنا منا أن هؤلاء الخبراء فقط يريدون العيش الرغد والمرفه , وليس الأمر كذلك , فلو وجدوا تقديرا ومكانة واهتماما كافيا لما تركوا بلادهم ومنحوا علمهم للغرباء .
تنقصنا الثقافة التنموية الحقيقية سيدتي الفاضلة ليصبح حينئذٍ من الممكن تحرير العقل العربي من سلطة الجلاد ومن الخوف الراسخ في النفوس والتحرر من سجن الذاكرة العربية , وهكذا سيكون لنا المستقبل كما كان لنا الماضي المجيد .

_ ما رأيك في مقولة الماغوط :
" يحاورنا الغرب لمستقبله ، ونحاوره بماضينا . " ..؟
_ هل صعود السلم في نثر الماغوط أسرع بالوصول لحقول الفكر من سلم الشعر ..؟

أولا لا بد من التأكيد على أن الماغوط من رجال الفكر الذين لا يتكررون في الجيل الواحد مرتين إلا نادرا و أما بشأن مقولته فمنطقيا لسان الحال يؤكد مصداقيتها , الغرب يحاورنا ويتفرج على ردة فعلنا , الغرب يخترق خبايا مجتمعنا ويفتت تركيبته لكي يجعل من مستقبلنا مستحيلا وبنفس الوقت يجعل من ماضينا سرابا , الغرب يأخذ عنا ما ينفعه ويمنحنا ما يضرنا , وهذا ليس يعيبه بقدر ما يعيبنا , نحن لا نأخذ من الغرب إلا السوء ولا نقتبس عنه إلا شر الطباع والسلوكيات , أما الطرف الآخر فهو يتابع تاريخ العرب وحضارتهم وإسلامهم , يأخذ العلم والفكر والفلسفة والحضارة من الماضي المجيد للعرب ويسعى لتدمير طريق العودة لهذا المجد أمام أجيالنا بشتى السبل , وهذا يضمن لهم المستقبل والسيطرة ويهيئ لنا الدمار والتفكك , لذلك بمقولة الماغوط رحمه الله لا نزاع حول صحتها ومنطقيتها وقيمتها .
النثر , الشعر , السرد , المقال , الخاطرة , جميعها ألوان أدبية ,وطالما حملت رسالة فهي تحمل الرقي والفكر والهدف النبيل , ليس شرطا أن يكون هنالك سلم ما نحتاج للصعود إليه لنكتسب صفة شاعر أو كاتب أو أي صفة أخرى , ولا يكفي أن تكون شاعرا لتكون إنسانا , الشعر أو النثر أو أي لون من ألوان الأدب لا بد أن يحمل رسالة فكرية راقية سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو عاطفية أو وطنية , وحسب التمكن من إيصال الهدف والفكرة من هذا النتاج الأدبي مع اختلاف مسماه يكون الوصول لحقول الفكر المعنية ناجحا وممكنا .
وفي نثر الماغوط يمكن التبحر في الفلسفة , في الدين , في الحب , في الحياة , في السياسة , في الوطن , الماغوط كوكبة من الأدباء والفلاسفة اجتمعت في جسد رجل واحد ولا شك أن رحيله كان خسارة فادحة لساحات الفكر والأدب العربي والعالمي أيضا , ويمكن القول أن الماغوط ممن خلقوا المتسع أو المأوى الدافئ للفكر والفلسفة والأدب بكافة صنوفه .

_المشاركة في العلم وفي المعرفة مشاركة في التقدم وفي التفوق وفي السيادة ، ألا ترى تدميرهم للعراق ليس هدفهم فقط النفط ، لكان هدفهم بإيران أفضل يضربون كل العصافير بحجر واحد ، هدفهم تدمير العقل العربي الذي يخزن العلم والمعرفة .. ما هو رأيك ..؟

أمريكا خاضت الحرب في العراق ليس فقط لإسقاط نظام معين ولا للسيطرة على النفط فقط رغم أن النفط من ناحية إستراتيجية هو رأس النفوذ حاليا ومستقبلا أيضا , ولكن الهدف الحقيقي برأيي هو محاصرة الدول العربية وتشكيل محور لعدة قواعد عسكرية , من قطر إلى السعودية إلى العراق فتكون قد أحكمت السيطرة على منطقة الخليج بما فيها من نفط وبما يشكل ذلك أيضا ضغطا على الدول الخليجية لتنفيذ أي أجندات أو توجهات أمريكية معينة بالشرق الأوسط , ومن ناحية أخرى تكون قد حاصرت سوريا وإيران من خلال القواعد في العراق وفي تركيا , ولا ننسى القواعد العسكرية الأمريكية التي تطل علينا من بعض دول القوقاز أيضا وهكذا قبضة أمريكا محكمة على روسيا أيضا , وفي الجغرافيا السياسية يعتبر اختيار أمريكا لقواعدها العسكرية ومواقعها هو اختيار تكتيكي واستراتيجي خطير جدا يمنحها تفوقا كبيرا على الدول المعنية في حال حدثت أي تطورات عسكرية في المنطقة , وأيضا تكون أمريكا قد منحت للكيان الصهيوني ودولة الاحتلال التي أقيمت على أرض فلسطين مظلة حماية فيما لو اندلعت حرب من الجبهة الشمالية وهي حرب متوقعة آجلا أم عاجلا ويصعب توقع السيناريوهات في هذا الشأن .


فئة من هذا العالم لا همّ لهم من التاريخ إلا تقديس محور التجارة والحرب ، فالفلس رأس الحكمة في رأسهم المغامر ،وأغلى من الأهل والثقافة والحضارة ،فإلى متى مصير رؤوس العلماء والساسة والأخلاقيين بين أصابع هؤلاء ..؟؟

لا يجب أن تلوم الشاة ذابحها يا سيدتي , قرأت مرة مثلا أو حكمة تقول بما معناه :" أن الدجاجة التي تقيّم حياتها لا تذبح إلا وتملأ الدنيا صراخا " وما أقصده هنا , إن كان العلماء والساسة الشرفاء _ إن افترضنا وجودهم _ يصمتون على الضيم وعلى الظلم وعلى الفتك بمقدرات البلاد والشعوب فليس من حقنا أبدا أن نلوم الجلادين وأن نلوم الكروش والرؤوس المتخمة بالجهل والانهزامية طالما أننا ارتضينا أن يكون هؤلاء هم الفئة التي تسيطر على أقدارنا ومصيرنا وبلادنا , وما دمنا ارتضينا أن يكون هؤلاء هم من يسجلون للتاريخ مدوناتهم الخانعة والتي تشوه كل ما هو عربي .
وأقول : إن أمة تسكت على ظلمها , فهي تستحق أن تُظلم .

_ مات كثيرون في مناجم البحث عن الحقيقة ، والحقيقة مرفأ أيديولوجي يهتدي إليه عمال الفحم لكن بعد .. انهيار المناجم على رؤوس المكافحين في الظلام ..؟

عمال المناجم هم الأكثر سعادة وأوفر حظا رغم كل الشوائب التي تعلق بوجوههم المبتسمة رغم بؤسها , يا سيدتي الفاضلة , إنهم من ينتج لنا ما ينير ظلمات الحياة , ويستخرجون فحم الحقيقة ليقولوا للعالم أنهم خالقي الطاقة وأنهم رواد الاحتراق لأجل غيرهم , مات منهم الكثير ورغم ذلك يستمر صراعهم مع سواد الأرض الذي تشبعت به من هول مصابها بأن البشر دنسوا كرامتها .
وهذه الدنيا هي منجمنا الكبير وما يعلق بنا من شوائب في رحلة البحث عن الحقيقة يسجل لنا وسام شرف على جبين التاريخ .



_ قال الروائي الفرنسي" غوستاف فولتير " : " كلّ ما أريد أن افعله هو أن أنتج كتاباً جميلاً حول لا شيء ، وغير مترابط إلا مع نفسه ، وليس من عوالم خارجية ."
ما هي برأيك هذهِ العوالم النفسية التي يتمناه دون غيرها ..؟

هو أراد أن يخلق شيئا ليس اعتيادا وهذا أمر طبيعي للمتسع الجنوني للأديب , فالأديب له آفاقه التي يسعى دوما أن تكون بيضاء لا تشوبها بصمات الآخرين , وكل الأشياء تبدأ من اللا شئ , من الصفر , ويربطها مزيج من الرغبة والتحدي والجنون ويخلق هذا كله أرضا فسيحة تتسع لجنون القصيدة أو النص أو أي نتاج أدبي .




_ من السؤال السابق ، كيف تفهم المسافة بين الشرق والغرب ليس فيزيائياً ( المكان والزمان ( ولكن ثقافياً وروحياً واجتماعياً .
ألا ترى معي أنه من الأهمية إعادة النظر في مفهوم المسافة بين الشرق والغرب ..؟

المسافة بين الشرق والغرب هي مسافة هلامية , أو هي أسطورية إن صح التعبير , ونحن العرب من خلقناها , فالعرب ينظرون للغرب على أنهم الفئة الأكثر قدرا في الخلق , والغربيون ينظرون للعرب على أنهم العالم الثالث ومواطن للتخلف والجهل , الهوة بين الشرق والغرب صنعها العرب بأنفسهم وبسلوكياتهم , ولم يصنعها فارق حضاري أو ثقافي أو فكري , نحن خلقنا التاريخ وصناع حضارة وصناع مجد من قبل أن تكون هنالك حضارات في الغرب ولكن الوصول للمجد يوجب المحافظة عليه وتخليده وليس تشويه صورته فنطمس بذلك معالمه , ولتقليص المسافة أو القضاء عليها وعدم الشعور بالدونية أمام الغرب علينا الاعتزاز بأنفسنا والسعي لخلق واقع جديد للمجتمع العربي ونزع العصابة عن الأعين التي لا ترانا إلا عقال "شماغ " وجلابية وبرميل نفط , ونوضح للغرب أننا خالقي الحضارة وصانعي الفكر وبناة التاريخ ولسنا مجرد رواد كازينوهات وباحثين عن مغامرة ونزوة.

_ قال قائل : " كلّ ما كتب عن الثورة صالح لاستثارة غرائز الجماهير لا لتربية عقلها .
والسؤال :
عندما يتم القضاء على حرية العقل ورفض تأويلاته ، أو تكفيره والغياب عن الفعل الإبداعي ألا يضعنا خارج حركة الواقع ..؟؟

لا واقع إلا ويبدأ من نقطة الخيال , لذلك علينا التمعن في التخيل لنرسم الطريق للواقع كما نشاء له أن يكون , وأيضا من سياق السؤال سيدتي الفاضلة , الفعل الإبداعي نفسه ينطلق من الخيال المحض أليس كذلك ؟
أما حرية العقل فلا يقضى عليها بل إن النفس الضعيفة تقوم بتجميدها بداخل الإنسان حتى لا تتحول إلى لعنة عليه , ولكن هنالك دوما من يتقبل اللعنات والطلقات الكاتمة أيضا بصدر رحب ويرفض أن يصمت على الباطل ويجابه صانعيه بحقيقتهم مهما كلفه الأمر .


_ هل مغامرة الحداثة انتصرت في ميدان الإبداع ، وأُخفقت في ميدان الفكر أم من المبكر التسليم بوجاهة معايير المعادلة التي يتركب منها رمزية السؤال ..؟

الحداثة ليست في صراع مع المشروع الفكري والأدبي المنبثق من الماضي, الماضي هو الجذور والحداثة هي الشجرة والفروع والثمار , ليس من الواجب أن يكون هناك صراع على الإطلاق في الأمر , لذلك ليس هنالك منتصر أو مهزوم وليس هنالك إخفاق , إنما هنالك مشروع لا بد أن يكتمل ويتطور ويواكب العصر الذي نحيا فيه مع المحافظة على الصورة الطيبة للأدب وعلى قدسية الكلمة ورسالتها الإنسانية .


_ إن فشل الإلهام ، علينا إيجاد الوسيلة لتجاوز مصاعبنا "
كيف تفسر تسارع العدو الصهيوني على اغتيال الشيخ الرمز " أحمد ياسين " وتركوا الشهيد عرفات قابعاً في المقاطعة،.
_هل الصواريخ التي صوبت من الجو على الجسد النحيل كانت تقصد شيخ المجاهدين ،أم إنها كانت تمزق وحدة الصف الفلسطيني الذي كان يشكل الشيخ الرمز جسد الجوهر الواحد بثباته ، والشهيد عرفات بتسوياته السياسية سقط في الامتحان العربي من أوسلو..؟

لنناقش الصراع الفلسطيني الصهيوني هنالك الكثير من النقاط التي لا يمكن لمن لا يعيش المأساة الداخلية على أرض فلسطين أن يتصور الأمور على طبيعتها أو تفهم الحقائق بالقدر الذي يجعل أحكامه سليمة ومنطقية وهذه ملاحظة كان لا بد من ذكرها قبل التحدث عما ورد في سياق السؤال.
الشيخ أحمد ياسين رحمه الله كان أبا روحيا لحركة حماس وليس قائدا فعليا للحركة على الأرض , والعدو الصهيوني لم يسارع إلى اغتياله إلا حين شعر أن اغتياله قد يؤثر على منهجية الحركة داخليا رغم أنه لن يؤثر في طبيعة الصراع الفلسطيني مع دولة الاحتلال ,ولكن المعادلة التي حسبتها أجهزة الأمن الصهيونية حين نفذت عملية الاغتيال بحق الشيخ الشهيد أحمد ياسين هي أن تقضي على صمام أمان الحركة والذي كان يشكله الشهيد ياسين بحكمته وترويه في التعامل مع الخلافات الداخلية , وكان رحمه الله رجلا منهجيا لا يسمح بإراقة الدماء الفلسطينية مهما احتدت الخلافات , وهذه العقلانية التي اتسم بها لم تكن تخدم المصلحة الصهيونية التي تسعى دوما لشق الصف وتأجيج الخلافات لتجعل من فلسطين لبنان الثمانينات من جديد , وكان اغتيال ياسين خطوة في هذا الاتجاه ,حيث يلاحظ المتابع للأحداث ومجرياتها على الساحة الفلسطينية أن الصدامات المسلحة بين الفصائل وتشكيل الميليشيات المختلفة وتجنيد كل طرف لأكبر قدر من المسلحين لمصالح حزبية ضيقة متناسين المصلحة الوطنية العليا والصراع المقدس لتحرير الأرض بدأ بعد القضاء على القادة الكبار لحركة حماس والذين لهم القول الحسم في تحريم الدم الفلسطيني , وبعد رحيلهم اختلفت الكثير من الموازين واختلت جدا وأصبح دم الفلسطيني مباحا لأخيه بشتى السبل وهذا هو المؤلم , حيث يؤكد أن الكيان الصهيوني حقق نجاحا في اغتيال الشيخ ياسين وألحقه باغتيال الشهيد الرنتيسي وتلاهم الزعيم الرمز ياسر عرفات فكان هذا المثلث بمثابة جميع صمامات الأمان , حيث فقد الشعب الفلسطيني رجالا أدركوا طبيعة الصراع وطبيعة الهدف وغاية البندقية بتحرير الأرض وليس بقتل الأخ لأخيه , والآن علينا أن نصحو وهذا ما يتمناه كل عربي حر وكل فلسطيني مناضل شريف , لا بد أن لا نحقق للاحتلال رغباته وأهدافه في تفكيك شملنا وتمزيق وحدتنا , وليس علينا تغليب المصلحة الحزبية على مصلحة الوطن التي يجب أن تكون سيدة الموقف دوما .

وتعقيب أو هو تحفظ شديد سيدتي الفاضلة على الجزئية الأخيرة من السؤال " والشهيد عرفات بتسوياته السياسية سقط في الامتحان العربي من أوسلو..؟ "
أعتقد ليس هنالك من كان مؤهلا لوضع ياسر عرفات تحت الاختبار أو امتحان وطنيته وثوريته وبطولته , فهي ليست خاضعة حتى للتشكيك أو الجدل , ياسر عرفات عاش رقما صعبا في معادلة الحرب والسلام واستشهد كذلك , وإن اختلفنا معه يوما في مسيرته النضالية العظيمة حول بعض القضايا أو القرارات فهذا لا يعطي أحدا الحق في المساومة على ياسر عرفات , فهو مناضل يصعب تكراره في الجيل الواحد , وللعلم فإن السياسة البراغماتية والكاريزما القيادية التي تمتع بها عرفات سوف تدرس يوما في الكتب من وجهة نظري الشخصية , وأعود لأتساءل : من الذي اجبر عرفات على ما سمي آنذاك بفلسطنة القضية ؟ أليس العرب ؟_ وأقصد هنا القيادات العربية _ عرفات لم يوقع اتفاقات أوسلو رغبة منه في معاهدات وتوقيعات وتشريفات بقدر ما أجبره التخاذل العربي وسياسة الشجب والاستنكار الدائمة التي اتبعوها على مدار عقود من احتلال فلسطين .
عرفات وقع اتفاقية أوسلو , نعم فعل , وأنا لست من مؤيديها على الإطلاق , ولكن هل من بديل ؟
سنقول البندقية , وأنا أيضا أقول البندقية هي البديل ولكن البندقية يجب أن يصاحبها حوار , وهذا ليس معيبا , أن تحصل على مركز للقوة من خلال مقاومتك وأن تفاوض من مصدر قوة , ولا بد من الانتباه أن أوسلو وفي أسوأ أحوالها منحت محور ارتكاز للفلسطينيين , ولا ننسَ أن اتفاقات أوسلو وما بعدها من تطورات خلال أعوام انتفاضة الأقصى مثلا , قد سمحت للفلسطينيين بالتزود بأسلحة وتدعيم قوتهم وتطوير أساليب المقاومة وهذا ما كان مستحيلا في ظل احتلال قطاع غزة سابقا وأنا من معاصري الانتفاضة الأولى وأعلم كيف كانت تسير الأمور آنذاك وكيف تسير بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة .
وخلاصة ما يمكن قوله أن ياسر عرفات اغتيل بالسم ولا تشكيك في ذلك , لأنه أصبح عقبة في طريق الكثير من المنتفعين والمتخاذلين وفي طريق تحقيق الاحتلال لمآربه في التفكك الفلسطيني واندلاع حرب أهلية , وكان هذا الاغتيال متعمدا بهذه الطريقة وهي لعلمك أخطر من الصواريخ بكثير , فالصواريخ تبرد نارها بعد وقت وتصبح ضحاياها ذكرى وشعارات , أما الاغتيال السياسي الأخطر هو الذي يبقى لغزا لا يمكن نسيانه وسيذكره التاريخ , وأيضا من خلال هذا الاغتيال تعمدت المخابرات الصهيونية أن تظهر عرفات بمظهر الرجل الضعيف على شاشات التلفزة وتسارعت بعض القنوات الفضائية العربية للسبق الصحفي الخطير وهو تصوير عرفات مريضا مهزوزا واهنا , لتقدم خدمة مجانية بتحقيق أهداف الصهاينة كما فعلت إبان أسر الرئيس العراقي صدام حسين حيث صوره الأمريكان بصورة غير تلك التي تم فيها أسره وذلك لإضعاف معنويات مريديه في العالم العربي وكسر شوكته أمام الذين رؤوا فيه البطل القومي .
يا سيدتي , لقد شعر الفلسطينيون بكافة اتجاهاتهم بافتقاد الراحل عرفات خاصة في هذه الفترة العصيبة التي نحياها , حتى أولئك الذين زاودوا عليه وساوموا على تاريخه النضالي باتوا يتغنون بشعارات تبكي وجوده , فقد كان الرجل الذي يمسك بكافة خيوط اللعبة بإجادة تامة وحسبما تقتضي الحاجة , ورغم أن هذا يعتبره البعض دكتاتورية وانتقدوه إلا إنني أقول : لو لم يفعل عرفات ذلك لتفكك الفلسطينيون منذ زمن , وها هو المثال الحي أمامنا بعد استشهاده .


_ هل نتبع سياسة " انتظر لترى " .. سياسة حكيمة ، أم ...؟؟

أنا أؤمن بأن سياسة أنظر جيدا من أجل أن ترى جيدا هي الأفضل , أما الانتظار فليس مجدٍ دوما , أحيانا تحتاج الأمور لتصرفات وردة فعل سريعة والانتظار قد يفسد الشئ ولا يحقق المرجو منه .
لذلك فالحكمة أن تدقق بالأمور وتنظر إليها جيدا ثم على ضوء الصواب تقدم على الفعل .

السؤال الآن من الشاعر مراد الساعي :

1) الشيطان الأمريكي ( بوش) ومنذ مجيئه إلى سدة الحكم بأميركا التي تتكون من أعراق مختلفة ، هبّت على العالم العربي رواسب الحقد الدفين ، وأحال المرحوم بإذن الله ياسر عرفات أحال إليه كل المعوّقات التي تعوق عملية السلام وانهالت الصواريخ وكل أسلحة
الخبث والدمار على فلسطين الجريحة بحجة أنّ السبب ( ياسر عرفات) وقتلوا ياسر عرفات
وجاء ( عباس ) والوضع يزداد سوءً ، واجراماً ، وتذبيحاً . وعباس كما تعرف له مواقف موالية من زمان فما هو السبب يا ترى في عنجهية الوضع كما الحال عليه ، ولماذا العرب يصدقون كل ما يتلى عليهم ، وعلى ضوء ما طرح ما هو مفهموك الحقيقي عن مستقبل العلاقات الفلسطينية العربية ، والعربية الأمريكية في ظل سقوط المئات من شهداء شعب فلسطين المجيد
بوش في أسوأ الحالات هو رجل وطني بالنسبة لرؤيته الخاصة , وما يفعله أو يخوضه من حروب هو بالنسبة له عمل وطني بحت , يحافظ على مستقبل أمريكا من خلاله , ورغم نظرتنا لكل ذلك على أنه جرائم فلا شك أن هنالك من الشعب الأمريكي من يرى في بوش رئيسا رائعا من فطرة الحقد على العرب أو النظرة الدونية تجاه العرب بما أنهم العالم الثالث .
وآراء بوش وتصوراته بشأن السلام في الشرق الأوسط هي بواقع القوة , حيث أن العالم الآن لا يرى سوى الأقوياء وما يفرضونه هو العدل من وجهة نظرهم , وكما تعلم أن العالم الآن كتلة واحدة ومعسكر واحد وليس معسكرين شرقي وغربي كما كان قبل تفكك السوفييت , لذلك فإن أمريكا تفعل ما تشاء وتفرض رؤاها كما تشاء في ظل خضوع عربي كامل لما تتلوه أمريكا .
أما بشان الزعيم الراحل ياسر عرفات فقد تم قتله لأنه وقف دوما حجر عثرة في طريق التوقيع على أي اتفاق يلغي حق اللاجئين بالعودة أو به تنازل عن القدس , وللعلم فإن العرض الذي عرض على عرفات في كامب ديفيد من كلنتون وباراك عرض لن يجرؤ أي مسؤول صهيوني على عرضه ثانية بعدها , ورغم ذلك رفض عرفات وبشدة كل ذلك وكان لا بد من التخلص منه بطريقة لا تثير بركانا وهذا ما كان ولكن المؤسف أن استشهاد عرفات سبب بركانا داخليا وساعدت بعض الأطراف الخارجية على تأجيج حمم البركان بدلا من المحافظة على وحدة الصف الوطني .
بالنسبة لأبي مازن فهو ليس رجلا مواليا وإنما هو رجل لا يؤمن بجدوى المقاومة , هذا رأيه الشخصي وبالطبع حقه أن يرى ما يشاء ولكن ليس في حال كونه زعيما أو رئيسا لشعب يسعى لتحرير الأرض , المقاومة قوة جبارة مهما كانت ضعيفة , وسواء كانت بالحجارة أم بالعبوات الناسفة لا يجب تهميش دورها أو الاستخفاف به مطلقا وهذا ما وقع به الرئيس عباس برأيي الشخصي , وتصريحاته كانت أحيانا غير مدروسة لا في التوقيت ولا في الصياغة مما وضعه في صورة الرجل الموالي رغم أنه ليس كذلك مطلقا , وإنما هو يتمنى بالفعل تحقيق شئ من التقدم في حل القضية الفلسطينية خلال فترة رئاسته للسلطة ولكن الهدف كما أراه بعيد المنال , فالدولة الصهيونية بحكوماتها المتتالية لا ترغب أبدا بأي اتفاق سلام منطقي , فهم كما يقول المثل " الدار دار أبونا وجاؤوا الأغراب ليطردونا " , هم أخذوا نصيب الأسد في أرض فلسطين ويمنون علينا بالأراضي التي احتلت عام 67 في أحسن الأحوال , وليتهم أيضا قابلين بذلك!
إذن أمام الفلسطينيين الآن خيارات محدودة وأولها هو تكثيف المقاومة بكافة السبل لتكون أرضية خصبة لأي مفاوضات قادمة و وليفاوض السيد عباس كما شاء ولكن بتنسيق مع كافة الفصائل المقاومة ليكون موقفه هو الأقوى, ولا يضير أن يشجب أو يستنكر هذه العملية أو تلك فهكذا كله كلام إعلام لا يقدم ولا يؤخر .
وليس من المنطق في شئ أن يطالب أبو مازن الفصائل بهدنة في الحين الذي تتناثر به أشلاء أبناء الشعب الفلسطيني في بيت حانون وفي غيرها من مدن الوطن المحتل , ولا بد أن يعي الأخ أبو مازن ذلك جيدا حتى لا تترسخ صورة سيئة عنه في أذهان الأغلبية .
هذا في الشأن الداخلي , أما في الشأن العربي , فالعرب يا أخي لا يصدقون ما يتلى عليهم وإنما هم مجبرين على الاقتناع به حتى لا يخسروا الحكم , من تدعم أمريكا بقاؤه فهو باقٍ في الحكم ومن تريد إزاحته فهي تفعل ذلك , وهذا ما أرادت أمريكا ان يفهمه الرؤساء العرب وكان صدام حسين تجربة عملية أرادوا من خلالها نقل رسالة واضحة لأي زعيم يفكر بالتمرد على القرارات الأمريكية في أي شأنٍ كان .
وبالنسبة للعلاقات العربية الفلسطينية فما دام القرار ليس عربيا فعن أي علاقات يمكن التحدث سواء الآن أم مستقبلا ؟
الحصار مفروض بقرار أمريكي ومنفذ بيد عربية يا أخي ! , لو كان القرار بيد العرب لما رفضت جميع البنوك العربية تدبر أمر رواتب الموظفين الذين يعانون معاناة لا توصف في تأمين قوت أبنائهم بعد استمرار انقطاع الرواتب للشهر التاسع على التوالي , لا يمكن التحدث عن علاقات حقيقية مع الدول العربية , وكل العلاقات الحالية هي علاقات صورية أو استكمال برستيج ومجاملات لا أكثر , أما العلاقات الإستراتيجية الحقيقية تكون فقط في حال امتلك العرب قرارهم وتعاملوا مع القضية الفلسطينية من منطلق واجب قومي تجاهها وليس من منطلق ما يمليه السيد الأمريكي .
أما العلاقات العربية الأمريكية فلا نعوّل أبدا على تغيرها على الأقل في القرن الحالي حتى لو أفنت الأسلحة الأمريكية بأيدٍ صهيونية كل الشعب الفلسطيني , فلا بد من تغير أنظمة كاملة وخلق أجيال جديدة ومجتمعات متمردة لتتغير المعادلة في هذه العلاقات .


(2) بصفتك من أصحاب المواقع الأدبية النتيّة لماذا لا تتشاركون وبقية الإخوة أصحاب المواقع
للاتفاق على قانون لحماية ملكية الأديب أو الكاتب النتي عن طريق هيئة خاصة لتسجيل
اي عمل لشاعر أو أديب بهذه الهيئة ، ويتم ذلك عن طريق شروط كثيرة وليست معقّدة ، كما أنّه لضمان سلوكيات الأعضاء بالمنتديات وعدم إساءة التصرف لي عضو أو عضوة من الممكن قبل ان يلتحق اي عضو بأي منتدى ، عليه أن يحضر شهادة حسن سير وسلوك
من منتديين شريطة لانضمامه لمنتدى آخر .إذا كان سبق التحاقه بمنتديات أو شهادة من عضو بمنتديات أخرى

يعني أنا أعتقد أن على كل صاحب موقع أن يبدأ من نفسه ومن موقعه فيلزم أعضاءه بضرورة المحافظة على الملكية الفكرية والأدبية لصاحب النص , وهذا أطبقه فعليا في موقعي وألزم الجميع بطريقة معتدلة أن يذكروا مصدر النقل لأي موضوع خاصة في مجال الأدب , وهذا أمر تفهمه جميع الأعضاء وهو مستحب وجيد جدا , ولكن مسألة الاتفاق مع مواقع أخرى فهو أمر صعب في ظل التفريخ لملايين المنتديات على الانترنت , يا أخي أكتب كلمة منتديات فقط على محرك البحث وانظر النتيجة , فعلى أي مستوى يمكن الاتفاق إن كان التباين بين هذه المنتديات وبين أعضائها تباين خطير في الفكر وفي طبيعة الأعضاء وطبيعة المسؤولين عنها أيضا , لا أرى إمكانية لتحقق ذلك فعلا للأسف , ولكن إمكانية أن يحافظ كل صاحب موقع على سلامة موقعه من السرقة الأدبية فهذا ممكن جدا .
أما بشأن تأسيس هيئة لحماية الملكية فهو ممكن ولكن سوف تكون هنالك آلاف العقبات أيضا منها أن أغلبية المشاركين في منتديات الانترنت يشاركون بأسماء مستعارة وكثير منهم لا يقبل بأن يكتب باسمه الحقيقي , فهل نسجل نصا بملكية طائر الليل أو الملاك الحزين ؟
طبعا لا يجوز ذلك , ولكن من الممكن البحث في طريقة معينة والتفكير في قواعد لمثل هذه الهيئة لتعمل بشكل مناسب يحقق المرجو منها .
أما مسألة شهادة حسن سير وسلوك من منتديين شريطة الانضمام لمنتدى فهذا أمر لا أراه منطقيا , فربما حتى المنتديين اللذان سيأتي بشهادة منهما يحتاجان لشهادة حسن سير وسلوك يا صديقي , فكما قلت لك أعلاه أن الانترنت يعج بملايين المنتديات وروادها ليسوا مثاليين بالشكل الذي تتمناه إلا من رحم ربي طبعا.




وسؤال أخير نختتم به الحوار
لو وضعنا أمامك اختيار ثلاث شجيرات
ونتمنى أن تغرسها في البلدان التي تتمنى أنت أن تثمر بها ..لكن
لك الحق في :
_ تسمية النوع
_تسمية المكان
_ ثلاث عبارات تعلق بعنق الأشجار...


أول شجرة سأغرسها في بغداد وستكون نخلة من نخيل العراق الأبيْ الشامخ
وأعلق على عنقها اقتباسا من شعر الراحل العظيم أمل دنقل :
" إنها الحربُ !
قد تثقل القلبَ ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ ..
ولا تتوخَّ الهرب !
لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟


أما الشجرة الثانية سيدتي فستكون شجرة زيتون وأزرعها في لبنان الحبيب ..
وأعلق على عنقها الآية الكريمة " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
أما الثالثة فأزرعها في وطني فلسطين , شجرة سنديان تعانق السماء وأعلق عليها :
"أيُّ سلامٍ حَضَروا يَبْتَغونَهُ ؟
إنّ السلامَ للنِساءِ وللضُعَفاءِ.
حُروبُنا تَصْنعُ مَجْدَنا,
والقَتْلى يَصْنَعونَ جِسْراً لِخُلُودِ الأسماء. "
وختاما أشكر الشاعرة المبدعة جلنار "أحلام غانم " على هذه الضيافة العظيمة وأشكر كل من الزملاء باسمه وأقدم باقة ورد لكل من رحب هنا وكل من تابع هذا الحوار الذي أثراه وجودكم وحضور جلنار البحر المحاورة الأنيقة جدا ..
لكِ خالص مودتي وشكري وتقديري أيتها الشاعرة الطيبة ..
وإلى لقاء آخر بإذن الله



#أحلام_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أحلام غانم - حوار مع الشاعر والكاتب الفلسطيني شجاع الصفدي