أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر السلامي - برلمانيون ولا عجب














المزيد.....


برلمانيون ولا عجب


حيدر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 1755 - 2006 / 12 / 5 - 04:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلطة التشريعية المتمثلة بالبرلمان هي أعلى وأهم السلطات على الإطلاق من جهة أنها تسن القوانين للبلاد وتحرص على إنزال تلك القوانين إلى حيز الوجود العملي والتطبيق الواقعي كما وتقوم بمراقبة أداء السلطة التنفيذية (الحكومة) لمهامها الوطنية في حفظ حياة المواطنين وتوفير فرص العيش الحر الكريم لكل الأفراد على السواء.
وللبرلمان أيضا تفريع وتفعيل المواد القانونية والدستورية التي يحتاجها القضاء كسلطة أخرى لضمان سير العدالة في جميع القضايا والدعاوى القضائية والجزائية والجنائية المدنية والعسكرية.
وإن جاز القول فإن السلطة التشريعية هي عقل الدولة المدبر لجميع شؤونها وما يزيد من خطورة المسؤولية التي تقع على عاتق هذه السلطة هو أنها بكامل ما تتضمنه من أعضاء إنما تشكلت نتيجة انتخاب الشعب واختياره لهؤلاء النواب الذين تتعلق عليهم الآمال الوطنية الصغيرة والكبيرة وتشرئب لهم الأعناق ويعول عليهم في كل ما يصيب البلاد من شدة ورخاء على الصعيدين الخارجي والداخلي معا.
لكن الذي نراه ونلمسه ـ وللأسف الشديد ـ أن النسبة الأكبر من أعضاء الجمعية الوطنية العراقية ، لا تعي دورها ولا تتحمل مسؤوليتها بشكل حقيقي ويبدو ذلك واضحا من خلال تغيب الكثير من النواب عن جلسات البرلمان لمناقشة الأوضاع القائمة وسبل معالجتها بوقت تعج فيه البلاد بالمخاطر والتحديات العظيمة فلا يكاد يمر يوم واحد من أيام الدنيا إلا وأعمال العنف تتصاعد ونار الحرب مع أعداء الشعب تزداد سعيرا ودماء الأبرياء تهدر في كل ناحية من نواحي العراق بلا رادع من قانون أو وازع من ضمير.
وصرنا نألف الأخبار التي ترد عن تورط أعضاء برلمانيين في تمويل العمليات الإرهابية والتخطيط لها ومساندة ما يسمى بـ(المقاومة الشريفة) وما هي بالمقاومة ولا بالشريفة ـ قطعاً ـ كما أن البعض من أولئك البرلمانيين ـ ويفترض أنهم أمناء الأمة ـ كشف عن وجهه الكالح وأعلن على رؤوس الأشهاد عن ارتباطه وتأييده للإجرام البعثي والتكفير الوهابي وأنه ومن تحت قبة البرلمان يدير ويتحكم بأزرار العديد من (المفاعلات الثورانية) عن بعد وقرب.
ويعترف البعض منهم بأنه دخل البرلمان حاملا حقيبة سوداء مهربة من خارج العراق تحوي أجندة قومية أو طائفية أو احتلالية ومع ذلك كله لا نجد من يردع هؤلاء المتاجرين بقضية الوطن وإذا ما أصدرت الحكومة مذكرة توقيف أو تحقيق بحق أحدهم تقوم الدنيا ولا تقعد إلا بسحب المذكرة وتقديم الاعتذار للمجرم الذي صدرت بحقه وكأنه فوق القانون ، والأنكى من ذلك عندما يطرح السؤال: أين دور الشعب من كل ذلك؟ ولن تجد لسؤال كهذا جواباً..! لماذا يا سادة البرلمان؟ أليس الشعب من صوت لكم كي تصلوا إلى مقاعدكم هذه بأمان واحترام؟ أليس الشعب من خولكم بالدفاع عن حقوقه وحماية مصالحه؟ ألستم من ادعيتم أكبر الادعاءات وتعهدتم له بأعظم التعهدات؟! فأين برامجكم الانتخابية وشعاراتكم الوطنية وأين كرامة الشعب الذي خرج يوم دعته المسؤولية متحدياً كل أشكال الإرهاب وقوى الظلام لينصركم بصوته وموقفه الشجاع أملاً بأن تقدروا له ذلك وتحفظوه عن ظهر قلب؟ أيكون جزاء الشعب أن تتخفوا عن أدواركم وتتستروا على الخطأ ويوم تدعون للجلوس إلى مائدة الحوار والمناقشة قسم منكم يتلهى وقسم ينتهزها فرصة لفتل عضلاته واستعراض مهاراته البلاغية وقدراته الخطابية وقسم ثالث يغيب عن ذلك كله مكتفياً براتبه الشهري العالي حتى اضطر البعض الحريص منكم ـ وهم قلة ـ إلى استصدار قرار بخصم نسبة من راتب المتغيب عن جلسات البرلمان ، وأي برلمان هذا الذي لا يجتمع إلا خوفاً من قطع راتب أو طمعاً في امتياز؟! والعجب أنكم تقررون بإجماع تام وبجلسة واحدة أو اثنتين فقط معدلات رواتبكم التقاعدية والتي تستمر مع الحياة بلا انقطاع وتعجزون لعشر جلسات عن تقرير أبسط حق من الحقوق العامة التي انتخبكم الشعب لأجلها.. عجب ولا عجب..!



#حيدر_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر بي أو سر بدوني
- تارانفلا ..
- بعض تحديات المرحلة
- في الإعلام والثقافة وحريتهما
- الرجل والمكان


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر السلامي - برلمانيون ولا عجب