أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - السودان: غندور وجريمة تدمير العمل النقابي














المزيد.....


السودان: غندور وجريمة تدمير العمل النقابي


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 7933 - 2024 / 3 / 31 - 22:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ظهر مؤخرا بروفيسور إبراهيم غندور في لقاءات أجريت معه في بعض منصات التواصل الاجتماعي، وكما هو متوقع استغل غندور تلك اللقاءات ليدافع عن نظام الإنقاذ وقادته، ودفاعه يصب في تعميق مجرى انتكاسة ثورة 2018 على يد قادة الجيش السوداني؛ وبدون ابداء أدنى حساسية لمشاعر الشعب الذى ثار ضد ظلم وشرور وطغيان النظام الذي كان هو نفسه أحد اعمدته الأساسية رغم.

وهناك قصور واكب تلك القاءات تمثل في عدم اثارة أي من القائمين بتلك اللقاءات لمسألة دور غندور في تدمير الحركة النقابية التي تراسها لمدة عقدين من الزمان خلال حكم الإنقاذ. ولن نبالغ أن نذكر أن تخريب الحركة النقابية الذى فعله نظام الإنقاذ كان من اخطر جرائمه السياسية؛ فمنع الحركة النقابية كان مهما للحكم لتعزيز احتكاره للسلطة السياسية بإقصاء جميع الكيانات السياسية الأخرى وتمرير سياسة التحرير الاقتصادي التي تبناها منذ العام 1992. فنقد سياسة النظام الخاصة بالعمل النقابي يجب ان لا ينحصر في تناول أثرها السلبى في حيز العمل النقابي المحض فقط، بل كذلك في كونها أداة ساعدت في توطيد التوجه السياسي العام لحكم الإنقاذ.

ان الحركة النقابية في السودان خضعت للتوجه السياسي لحكم الانقاذ البائد الذى انشأته "الجبهة الإسلامية القومية" بعد ارتقائها السلطة السياسية بالانقلاب العسكري في 1989؛ فهذا التوجه عبر عنه المرسوم الدستوري الثالث لسنة 1989 الذى أصدره الانقلابيون بنصه، في معاداة واضحة للحركة النقابية، على حل جميع النقابات والاتحادات العمالية والمهنية ومصادرة أموالها وممتلكاتها. وموقف حكم نظام الانقاذ الخاص بتقييد العمل النقابي جاء في سياق وضعين:

أولا، التطورات السياسية العالمية، فحكم الإنقاذ تزامن مع بروز وهيمنة الرأسمالية الليبرالية الجديدة (neoliberalism) التي وضعت إجراءات جديدة، تحت عنوان الاقتصاد الحر لتقوية ربح رأس المال العالمي، شملت تحرير الاسعار وتحرير سعر الفائدة وتخفيض سعر العملة والخصخصة، الخ. وقد دفع انتهاج سياسة الاقتصاد الحر بنظام الإنقاذ بعد السيطرة الكاملة على السلطة السياسية، الى أن يحارب النشاط النقابي حتى يتمكن من تمرير تطبيق سياسات الليبرالية الجديدة من دون اية اعتراض.

ثانيا، افتقاد الإسلاميين لوجود مؤثر في صفوف الحركة النقابية منذ نشأتها في مطلع القرن الماضي جعل نظام الإنقاذ يمارس ابشع صنوف القمع والتشريد والفصل والقتل تحت التعذيب لحجر نشاط النقابيين بالكامل. كما أن تخوف نظام الإنقاذ من الحركة النقابية مبعثه دورها التاريخي في التغيير السياسي ومعارضة الأنظمة المعادية للشعب كما حدث عند الاطاحة بالأنظمة العسكرية في 1964 و1985.

في عام 2001 عين الجنرال عمر البشير، رئيس نظام الإنقاذ، بروفيسور غندور رئيساً لاتحاد عام نقابات السودان حيث ظل في هذا المنصب حتى 2016، وخلال رئاسته تمكن من تقييد الحركة النقابية واحتوائها من خلال نقابة المنشأة التي كانت نتاج القانون النقابي لسنة 2001. فتحت هذا القانون وضع نظام الإنقاذ الحركة النقابية تحت وصايته ودعم هذا بنسف البنيان النقابي الذى كانت النقابات تتكون، عبر تاريخها الطويل، على أساسه كنقابات فئوية، فقد ورد في احد بنود القانون بعنوان "أهداف التنظيمات النقابية ومشروعية نشاطها"، الاتي:

* التعاون مع أجهزة الدولة وقوي المجتمع لترسيخ الوحدة الوطنية وحماية استقلال الأمة وأمنها ودفع مسيرتها نحو مُثلها العليا وبسط علاقتها العالمية .
* لا يجوز تكوين أكثر من نقابة واحدة في أي من تلك القطاعات أو المنشآت المحددة في اللائحة .

وهكذا على أساس نقابة المنشأ، فام غندور بتقليص عدد النقابات القائمة ليكون 16 نقابة عامة. وبحصر عدد النقابات، وضعت فئات مختلفة مصالحها في نقابة عامة واحدة؛ كما أن نقابة المنشأ العامة، تتكون من هيئات نقابية في القطاع العام وأخرى في القطاع الخاص. وهكذا، فان نقابة المنشأ جعلت طبيعة تكوينها متابعة قضاياها ومطالبها المتباينة بصوره فعالة أمرأ مستحيلا. لكن الحديث عن أن نقابة المنشأ أضرت بالحركة النقابية فقط حديث متحفظ، فنقابة المنشأة انتقلت من القضاء على الحركة النقابية المطلبية الى تدمير الفعالية ا(لمشهودة) لنقابات العاملين في معارضة الاستبداد السياسي السلطوي وذلك من خلال الإعاقات التنظيمية التي وضعتها امامها. وهكذا، فإن سياسات الحكم الوطني سلبت الحركة النقابية من الاستقلالية التي تمكنها من النضال لحل القضايا المتعلقة بالمشاكل والمظالم الكبيرة التي تواجه العاملين فيما يتعلق بالحقوق والأجور، تلك المظالم التي فاقمتها الإجراءات (الاقتصادية) التي واكبت تبنى نظام الإنقاذ للاقتصاد النيوليبرالي.

ان دور غندور في فرض سيطرة الدولة على نقابات العاملين كان رافعة أساسية دعمت تكريس سطوة نظام الإنقاذ الظلامي، وفى كلمة لاحقة نتناول دورا آخر لغندور في إدارة السياسة الخارجية للإسلاميين التي هدفت في السنوات الأخيرة لحكم الإنقاذ الى تقديم المزيد من التنازلات المتعلقة بسيادة السودان تحت ضغوط الازمات التي كانت تحاصر النظام.



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديناميكية السياسية وصعود الجيش للسلطة السياسية واحتكارها ( ...
- السودان: الديناميكية السياسية وصعود الجيش للسلطة السياسية وا ...
- السودان: ما زال عقل وزير المالية الأسبق في أذنيه
- السودان: خطاب البرهان الديماغوجي في الخامس من يناير
- الجيش والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(4-4)
- الجيش السوداني والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(3-4)
- الجيش والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(2-4)
- الجيش السودانى والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(1-4)
- الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي من منظور الماركسيين السودانيين
- اصطياد مصر بشبكة صندوق النقد الدولي
- المبادرتان المصرية والاثيوبية ودعم التدخل الخارجي في السودان
- الاطماع المصرية رافعة استعمار السودان
- السودان: البشير وضعف المنطق والادعاء الكاذب
- الرئيس السيسي ودراسات الجدوى
- مصر: التاريخ يعيد نفسه مأساة
- هل الأولوية للدستور أم البرنامج السياسي!؟ 2-2
- هل الأولوية للدستور أم البرنامج السياسي!؟ 1-2
- الشعب يريد اسقاط الانقلاب وبيرتس يبحث مع البرهان عن مخرج
- السودان: فولكر بيرتس يلقى احاطة -قحت- أمام مجلس الامن
- فولكر بيرتس يقدم احاطة -قحت- لمجلس الامن


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...
- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...
- احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
- فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - السودان: غندور وجريمة تدمير العمل النقابي