العنف يولد العنف

محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 7931 - 2024 / 3 / 29 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العنف يولد عنفا أعمى واشد خطورة من الاول. ولذلك من البديهي تقوية خطاب السلم والاحترام .العنف فعل عنيف له نتائج وخيمة على عموم الإنسانية
كتب سيجموند فرويد كتابه الأخير بعنوان "قلق في الحضارة" سنة 1929 وقت كتابة هذا الكتاب كانت أروبا على أعتاب واحدة من أقسى مراحل تاريخها؛ فالصراعات تحت شعارات السياسة والاقتصاد والأيديولوجيا صارت هذيانا جماعيا، وأحلام التقدم التي بشرت بها الحداثة تحولت إلى كوابيس، والفاشية والنازية والستالينية باتت تسيطر على فكر مجموعة من الأوروبيين بالتدرّج قبل أن تهيمن على أجزاء واسعة من بلادهم، وحدثت أزمة اقتصادية هي الأكبر في تاريخ الرأسمالية حتى ذلك الحين، قبل الدخول في حرب عالمية مدمرة قاتلة ومهددة للوجود الإنساني.
يعتقد فرويد أن الإنسان ليس هو "ذلك الكائن الطيب السَمح الظمآن إلى الحب، الذي يدعي أنه لا يهاجم إلا دفاعا عن نفسه، فهذه الصورة الرائعة عن الإنسان لا توجد إلا في الروايات والأشعار والمُثل والأحلام؛ أما في الحقيقة فالإنسان هو كائن يحمل الكثير من العنف في تكوينه النفسي وفي دواخله الغريزية، فكل إنسان يميل إلى استغلال الآخر والتفوق عليه والاعتداء عليه وإبراز شخصيته على حساب الآخر، لإشباع حاجته العضوية والنفسية، فالإنسان مدفوع عضويا إلى إشباع حاجته من العدوان .
يرفض عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد نظرة الماركسيين إلى الإنسان باعتباره كائنا طيبا وخيرًا تجاه الآخرين، وإنما تعرض للإفساد من طرف النظام الاجتماعي القائم على الملكية الخاصة والظلم الاجتماعي، فوجهة النظر الماركسية أن الإنسان يميل إلى السلام والخير؛ لكن ظهور الملكية الخاصة للأشياء، والاستغلال الاقتصادي، والتفاوت الطبقي أقحم عنصر الصراع والعنف في التاريخ.
فالعنف عند التيار الماركسي عنف تاريخي، إذا زالت أسبابُه زال؛ بينما لا يتردد فرويد لحظة واحدة في التأكيد على أن العنف والعدوان هو من السمات الجوهرية في الطبيعة الإنسانية، ويؤكد على أنها سمات حتمية لها أُسُس عميقة في النفس البشرية، ورغم كل الكوابح الأخلاقية والتعاليم الدينية التى تحث على الفضائل إلا أن التاريخ الإنساني كله مليء بالصراعات والعنف منذ قابيل وهابيل حتى الحرب العالمية، فالعنف كما الجنس هو السمة الأكثر جوهرية في الإنسان قبل أن يكون سمة رئيسة في التاريخ.

#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات