|
مناقشة السؤال الرابع : أنواع الزمن ، وأنواع حركته
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7930 - 2024 / 3 / 28 - 10:23
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
السؤال الرابع هل الزمن نوع واحد ، أم أن له أكثر من نوع ؟
بالطبع ليس السؤال جديدا ، وليس الجواب بسيطا أو سهلا . توجد فوضى ثقافية بخصوص أسئلة الزمن على مستوى العالم ، وما يزال الموقف الثقافي من مشكلة الزمن ، والحاضر خاصة ، خليطا بين العشوائية والتناقض والارتجال في العلم والفلسفة على السواء . وغاية الفصل مناقشة ذلك ، بعدة طرق متنوعة بقدر استطاعتي . .... لنتأمل قليلا موقف نيوتن : الزمن موضوعي ومطلق . بالطبع نوع واحد . مقابل موقف اينشتاين المناقض : الزمن نسبي ، ويختلف بحسب السرعة والكتلة والمراقب . بالطبع له أنواع متعددة ، وغير منتهية ( الزمن يتقلص ويتمدد ويختلف بين مراقب وآخر ) . أعتقد أن الحقيقة تتضمن كلا الموقفين بالتزامن . وهو الموقف الذي تمثله النظرية الجديدة ، وتتمحور حوله . 1 من المناسب البدء بفكرة الزمن والأبدية ، حيث بؤرة الخلط في الثقافة العالمية كلها ، لا العربية وحدها . يعتبر البعض ( مثال كتاب يمنى طريف الخولي " الزمان في الفلسفة والعلم " ، أن للزمن أنواع ، أيضا الموقف من الزمن يختلف في الفلسفة والعلم وبين شخص وآخر ) ... والمثال النموذجي الأبدية والزمن : الأبدية بلا بداية أو نهاية ، وبدون حاضر أو ماض أو مستقبل . بينما الزمن ، يتحدد من خلال البداية والنهاية ، وبدلالة الحاضر والمضي والمستقبل . أعتقد أن هذا التقسيم غير صحيح ، وغير مناسب ، بالإضافة إلى أنه عشوائي ويشوش الموضوع أو المشكلة بدل توضيحهما . بعد فهم العلاقة الحقيقية ، الجدلية العكسية ، بين حركتي الحياة والزمن تتكشف المشكلة : طبيعة الزمن واتجاه حركته بدلالة الحياة ، والعكس أيضا طبيعة الحياة ، وأنواع حركتها واتجاهها بدلالة الزمن . 2 المفارقة أن الزمن كفكرة ، أو كموضوع ، ليس له سوى نوع واحد يتحدد بشكل دقيق وموضوعي ( أيضا بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن ) بما نعرفه ونشعر به ، أو ما يمكن أن يتفق عليه في الثقافة العالمية . فكرة الزمن تشبه فكرة الله ... ولنتذكر أن الديانات البدائية كانت تعددية ، ومباشرة ، وحسية ، وفي النهاية توصلت إلى التجريد والوحدانية . ولكن فكرة أن الزمن واحد ، وبلا أنواع ضعيفة وتتناقض مع الخبرة والثقافة . بعبارة ثانية ، القول بأن للزمن نوع واحد ، يتعذر اثباته بشكل علمي ، أو منطقي في الحد الأدنى . الزمن يوجد في الحاضر أو في الماضي أو في المستقبل ، ولتعريف الزمن يلزم تحديده بشكل دقيق وموضوعي . ( الحياه والزمن جدلية عكسية ، محصلتهما تساوي الصفر دوما ، وتربطهما معادلة صفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = 0 ) . وأعتقد أن الحاضر هو المشكلة والحل معا ، كيف يتحدد الحاضر ؟ الحاضر اتفاق انساني ، اجتماعي وثقافي ، وهو نسبي بطبيعته ويختلف بين فرد وآخر . يتحدد الحاضر الفردي بالمسافة ، أو الفجوة أو الحركة ، بين لحظة الولادة وبين لحظة الموت . بينما الحاضر المستمر يتحدد بالإنسان وليس بالفرد ، ويبدأ من لحظة ظهور الانسان ، وينتهي بلحظة انقراض الإنسان . وبقيت لي ملاحظة أخيرة ، توضحها علاقة الزمن والوقت ؟ إذا كان الزمن هو نفسه الوقت ، فكرة إنسانية لا أكثر ، يكون حل مشكلة تعددية الوقت أو واحديته سهلا ، ويتم عبر الاتفاق الإنساني . .... ربما تستمر حالة الفوضى الثقافية خلال هذا القرن ، وبعده أيضا ؟! هذا الاحتمال المرجح ، مع بقاء الزمن هو نفسه الوقت فقط . كيف نفسر تعددية الزمن ، عبر الاستخدام الأدبي والفكري ؟ أعتقد أن المشكلة في الحاضر ، فهو نسبي واتفاق ثقافي واجتماعي . الحاضر بديل ثالث بطبيعته ، ويتضمن كل مشكلات البديل الثالث . وهذه مشكلة مزمنة ، مشتركة ، في الفلسفة والمنطق . .... ملحق لطالما حلمت بالموضوع الملكي ، وكنت أظن أحيانا خلال شبابي الأول ومثل الغالبية ، أنني توصلت إلى امتلاك الأسلوب الملكي بالفعل . كنت أسأل نفسي دوما ، وبشكل متكرر ، كيف لشخص عادي مثلي ويعيش في مستوى حياة تحت المتوسط أن يمتلك الموضوع الملكي يوما ؟! كانت تلك الرغبة أقرب إلى حلم يقظة ، خيالي وذهني محض . أعتقد أن النظرية الجديدة تمثل الموضوع الملكي ، وتجسده . الموضوع الذي يحلم جميع الشعراء بامتلاكه : اكتشاف حقيقة الواقع ، كما هو عليه بالفعل ، وليس كما تزيفه رغباتنا ومخاوفنا . بالطبع لا أزعم أنني اكتشفت الواقع بشكل علمي ، منطقي وتجريبي معا . لكنني أعتقد أن النتائج التي توصلت إليها ، تشكل نصف الطريق لمعرفة الواقع الموضوعي والمباشر بالتزامن . وفي أسوأ الأحوال ، كما أعتقد ، اختبرت طريقة جديدة في مقاربة الواقع ودراسته بشكل دقيق وموضوعي معا . وهذه النتيجة جاءت بالصدفة والحظ أولا ، وبفضل الحوار المفتوح تاليا . .... الخلاصة حقائق الزمن الأربعة أو أكثر ، ... تقبل الزيادة ولا تقبل الاختصار . الحقيقة الأولى ، توجد مشكلة في فكرة الزمن نفسها . الحقيقة الثانية ، الفوضى الثقافية حول كلمة الزمن مشكلة مركبة لغوية ، ومنطقية ، وفيزيائية ، وهي مشتركة بمختلف اللغات والثقافات . الحقيقة الثالثة يمكن تصنيف الزمن بنوعين ، الزمن كعداد للحركة المطلقة ( موقف نيوتن ) والزمن كعداد للحركة النسبية ( موقف اينشتاين ) . الحقيقة الرابعة ، نيوتن كان معه حق ، واينشتاين كان معه حق أيضا . .... المشكلة الأولى والأساسية ، في فكرة الزمن ، تتمثل بالعلاقة بين الزمن والحياة . لا يمكن التقدم بعملية فهم فكرة الزمن ، او مشكلة الزمن ، إلا بعد دراسة العلاقة بين الزمن والحياة وفهمها بشكل دقيق وموضوعي . للحياة نوعين من الحركة : 1 _ الحركة الذاتية أو الفردية ، عشوائية بطبيعتها وهي تحدث في الحاضر والمكان دوما . يمكن للقارئ _ة فهمها عبر التبصر الذاتي . 2 _ الحركة الموضوعية للحياة ، وتتمثل بتقدم العمر . وهي حركة موضوعية ومطلقة ، مستقلة تماما عن الإرادة الفردية . مشكلة العلاقة بين الحركتين ، تمثل حلقة مشتركة بين الفلسفة والعلم ، وأتمنى أن ينتبه لها المثقفون _ ات في العربية وغيرها . بالمقابل لحركة الحياة ونوعيها ، لحركة الزمن نوعين أيضا : 1 _ الحركة التعاقبية ، تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا وغيرها من الأسئلة الجديدة . 2 _ الحركة التزامنية ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي . كما يمكن التعبير عن نوعي الزمن واتجاه حركته ، بطريقة ثانية وربما تكون الأنسب ؟ 1 _ الحركة الموضوعية بين المستقبل والماضي ( وتتمثل بتناقص العمر الفردي ، من الولادة إلى الموت ) ، وهي تساوي وتعاكس الحركة الموضوعية للحياة ومحصلتهما تساوي الصفر دوما . 2 _ الحركة التي تدرسها الفيزياء ، وتحدث في الحاضر والمكان فقط . هذه خلاصة البحث ، باختصار شديد . سأعود لمناقشتها عبر الأسئلة المتبقية ، كما أرغب وأخطط . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقدمة الفصل الثاني _ عشر أسئلة حول الزمن
-
كيف ، ولماذا ، تثبت أنك بريء ....
-
تكملة _ مناقشة السؤال المحوري
-
حل مشكلة العلاقة بين الحاضر والمستقبل والماضي ، بشكل متكامل
...
-
أولا ، والأكثر أهمية ....
-
الفصل 3 _ عشر أسئلة حول الزمن ( مع الهامش والملحقات )
-
خلاصة 2 مع بعض الأفكار الجديدة ....
-
ما هو الزمن ؟ السؤال المشترك ، والمعلق منذ عشرات القرون ....
-
تكملة ، حل مشكلة العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل
-
مناقشة السؤال الثالث : العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا بين
...
-
ملحق خاص _ تكملة السؤال الثالث
-
حل جديد لمشكلة العلاقة بين الحاضر والمستقبل والماضي
-
مناقشة السؤال الثالث ...
-
( خلاصة النظرية الجديدة ، عبر مثال تطبيقي )
-
البعد الخامس _ الظاهرة الخامسة
-
مناقشة السؤال الثالث : العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا بين
...
-
المخطوط الجديد _ الفصل الثاني مع الملحقات والهوامش
-
هوامش ، وملحقات الفصل الثاني من المخطوط الجديد
-
الفصل الثاني _ ( جواب السؤال الثاني )
-
تكملة الفصل الثاني ، مع الاضافة ...
المزيد.....
-
مع شروق الشمس فوق واشنطن.. شاهد لحظة ظهور حطام طائرة في نهر
...
-
بعد التأجيل.. إسرائيل تبدأ بإطلاق سراح فلسطينيين من سجونها
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق القرآن في السويد، ماذا نعرف عنه؟
...
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق نسخاً من القرآن في السويد
-
إعادة بناء غزة ـ سعي مصر لجني مكاسب.. ما ثمن ذلك عند ترامب؟
...
-
مسؤول مصري يكشف سبب التأخر في إخراج المصابين في غزة عبر معبر
...
-
السويد تقدم لأوكرانيا أكبر حزمة مساعدات عسكرية منذ 2022
-
دولة أوروبية تواجه 72 ساعة من الظلام بسبب الخروج من نظام الط
...
-
هيئة الاتصالات الروسية تعلن التصدي لنحو 11 ألف هجوم إلكتروني
...
-
الجنود الفرنسيون يغادرون آخر قاعدة لهم في تشاد
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|