أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - قرار مجلس الأمن حول غزة..مقاربة مشاكسة ؟!














المزيد.....

قرار مجلس الأمن حول غزة..مقاربة مشاكسة ؟!


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7928 - 2024 / 3 / 26 - 10:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


تمكن مجلس الأمن الدولي أخيرا من إصدار قرار حول الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة بعد امتناع الولايات المتحدة عن استخدام امتياز الفيتو كالمرات السابقة، بتأييد 14 عضوا، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

القرار الذي حدد طلبه بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان"؛ أي لمدة أسبوعين، أثار غضب الكيان الصهيوني الذي اعتبر أن مجرد صدور قرار، مع أنه بدون آليات تنفيذ، يطالب بوقف إطلاق النار، هو حسب الكيان الصهيوني بمثابة ""تراجع عن الموقف الأميركي الثابت" منذ بداية الحرب، بما "يضر وفق البيان بالمجهود الحربي وبالجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن" الإسرائيليين في قطاع غزة.

لكن الولايات المتحدة سرعان، ما كشفت عن طبيعة القرار "المعنوية" فقط؛ الذي تبناه المجلس، برسالة طمأنه للكيان الصهيوني، فيما حبر القرار لم يجف بعد، عندما قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، غير ملزم" أي أنه قرارا معنويا لا أكثر.

واعتبار وزارة الخارجية الأمريكية أن القرار غير ملزم هو رسالة للمحتفين مبكرا بالقرار، باعتباره نوعا من التحول في الموقف الأمريكي، التي هي شريك في الحرب؛ ولكن وفق أسلوبها هي، في ظل رأي عام عالمي يجرم ما يجري في غزة وتوصيفه على أنه يندرج في إطار الإبادة الجماعية، فيما تريد واشنطن أن تستمر شريكا للكيان ولكن على طريقتها وليس بذلك الشكل الفج والوقح واللاإنساني الذي يمارسه العدو الصهيوني.

وربما السؤال هو: ما قيمة القرار "العملية" إذا لم تكن هناك إرادة دولية من كل دول مجلس الأمن بما فيها الولايات المتحدة على إرغام الكيان الصهيوني على تنفيذ القرار، كونها حتى الآن لم تلتزم بتوجيهات محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بحربها على غزة، ناهيك أنه سبق للجهات الأممية أن أصدرت عشرات القرارات من مجلس الأمن والجمعية العامة، لم ينفذ منها الكيان الصهيوني قرارا واحدا طوال عشرات السنوات، لأن الولايات المتحدة كانت توفر لها الحماية.

لكن مع ذلك يقفز الجميع عن ملاحظة أن القرار من شقين، الأول يتعلق بوقف إطلاق النار، والثاني هو: النص على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. أي أن من سيقبل بالشق الأول من القرار علية أن يقبل ويلتزم بالشق الثاني منه، وهو الإفراج عن جميع المختطفين لدي حماس دون قيد أو شرط، فهل ستقبل حماس وقوى المقاومة بهذا الجزء من القرار، لأن تفسير جملة "غير المشروط"، من شأنه أن ينسف مفهوم "المقايضة" بين أسرى فلسطينيين لدى الكيان والمحتجزين لدى حماس، فيما حماس كانت قد اعتبرت أن أحد أهم أسباب عملية طوفان الأقصى هو: تبييض سجون الاحتلال من الأسرى عبر المقايضة، التي ينفيها تعبير "غير المشروط". وربما هذا يضيء بعض الشيء على المنطق الذي حكم موقف الدول التي أعدت القرار، وهو أنها ليست معنية بأجندة حماس وماذا تريد، ولكنها معنية إنسانيا بالمحرقة التي تستهدف أهل غزة بشكل أساسي.

ولا شك أن أمريكا وهي تسمح بتمرير القرار تعي أن مجلس الأمن أصدر قرارا معنويا، كونه لا يملك آليات التنفيذ، كما أنه لا توجد إرادة أمريكية لإنهاء محنة أهل غزة، قبل أن يحقق الكيان أهداف حربه وهي: الإفراج عن الرهائن، وتدمير بنية حماس العسكرية والسياسية، وذلك لأنها موضوعيا شريك للكيان، وامتناعها عن التصويت لتمرير القرار، كان فعلا تضليليا لامتصاص حالة الغضب بين شعوب ودول العالم، وكي تحفظ من جانب آخر ماء وجه دول المنطقة الحليفة لهاـ أمام شعوبها فيما محرقة غزة تحرق الأخضر واليابس.

وكي تطوق مفاعيل الغضب في كيان الاحتلال من مجرد الامتناع وسماحها بمرور القرار، مع أنها استدركت الأمر عبر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر الذي أكد أن القرار غير ملزم، بما يعنيه ذلك من ضوء أخضر للكيان بتجاهله ، أكد جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض، أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة لا يعني "تغييرا للموقف السياسي" لإدارة الرئيس جو بايدن وأوضح أن واشنطن التي سبق أن عطلت العديد من مشاريع القرارات المماثلة، لم تؤيد هذا القرار لأنه كان يفتقر إلى عناصر "أساسية مثل إدانة حركة حماس".

كل ذلك فيما يبدو أن هناك من الجانب الفلسطيني من يعتبر أنه يملك ترف تبديد الوقت في موضوع المقايضة، في حين أن الوقت من دم والموت جوعا، في ظل محرقة تستهدف أهل غزة وكل مظاهر الحياة فيها. وليكون السؤال ما قيمة أي مقايضة إذا كان عدد من سيفرج عنهم، بمثل قطرة في بحر شهداء وجرحى المحرقة الذين يتساقطون على مدار الساعة؟!



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار طرد حماس من الدوحة.. إرادة قطرية، أم أمريكية؟!
- حرب تجويع غزة.. وسؤال الضمير الإنساني العالمي..!
- تهديد الحريديم بعودتهم إلى ديارهم الأصلية.. وهشاشة الكيان..!
- هدف الرصيف البحري.. تكذبه مرات الفيتو الأربع
- العار الأمريكي.. بايدن يعترض على مجرد القلق..!
- رؤية نتنياهو.. تشديد وتحديث الاحتلال..!
- مرافعة أميركا أمام العدل الدولية..وقاحة وعنجهية وتجاهل للقان ...
- لحكم الضفة وغزة.. تزكية السعودية للسلطة.. ليس مكافأة
- في صفقة التبادل... حدود المناورة بين الكيان الصهيوني وحماس
- الحراك الدولي نحو الدولة.. والدور الفلسطيني المطلوب
- محرقة غزة.. تبلور ضميرا جمعيا إنسانيا ينتصر لضحاياها
- التهديد باجتياح رفح.. اتفاق الإطار.. والمقاربات المتباينة 2/ ...
- التهديد باجتياح رفح.. اتفاق الإطار.. والمقاربات المتباينة 1/ ...
- جولة بلينكن.. أي حل.. دون استيعاب درس 7 أكتوبر؟ 3/3
- جولة بلينكن.. أي حل.. دون استيعاب درس 7 أكتوبر؟ 3/2
- جولة بلينكن.. أي حل.. دون استيعاب درس 7 أكتوبر؟ 3/1
- صفقة التبادل.. ودور العامل الخارجي
- - الخراب الثالث-.. مؤشرات ملموسة وليست هواجس
- في مفهوم الصمود.. وانتصار محكمة العدل لغزة
- المثقف الفلسطيني.. وإعلام كي الوعي العربي


المزيد.....




- -المشي على الماء-.. مسابقة سنوية لطلاب جامعة فلوريدا.. من ال ...
- ما هي استراتيجية إسرائيل في استهداف الشبكة المدنية لحزب الله ...
- أنباء عن طلب واشنطن من قطر طرد قادة حماس من أراضيها
- ماسك يجني ثمار دعم ترامب ويصف شولتس بـ-الأحمق-
- السيطرة على حريق شارع الحمرا في بيروت بعد تسببه بأضرار كبيرة ...
- حزب الله يقصف قاعدة عسكرية بحيفا وغارات إسرائيلية عنيفة على ...
- برنامج -شات جي بي تي- يعود للعمل بعد انقطاع قصير
- هجمات إسرائيلية مستمرة على مدينة بعلبك ومواقعها التاريخية
- تداعيات المواجهات بين مشجعين إسرائيليين وداعمين للقضية الفلس ...
- ريتشارد غرينيل سفير سابق يتطلع لمناصب أكبر في السياسة الأمير ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - قرار مجلس الأمن حول غزة..مقاربة مشاكسة ؟!