أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - الاسلامولوجيات- 2















المزيد.....

الاسلامولوجيات- 2


جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)


الحوار المتمدن-العدد: 7925 - 2024 / 3 / 23 - 10:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلامولوجي- islamologue و الفائدة منه؟
في إحدى مقالاته تساءل الإسلامولوجي- islamologue – الفرنسي غيوم دي- Guillaume Dye

يعتبر غيوم دي- Guillaume Dye من الإسلامولوجيين ، الباحثين بشكل رئيسي في الدراسات القرآنية (وفقًا للمنهج التاريخي النقدي)، وظل- في أبحاثه يتعامل مع المسائل التاريخية التي ليس لها بالضرورة نتائج عملية مباشرة، أو التي يصعب التنبؤ بعواقبها العملية المحتملة.
أي إسلام لأوروبا في القرن الحادي والعشرين؟ فكيف يمكننا أن نجعل من الإسلام ركيزة حقيقية لديمقراطيتنا السلمية – يعني الديموقراطية الفرنسية؟
بادء ذي بدء من حيث المبدأ، لا يُطلب من الإسلامولوجي أن يقترح حلولاً، أو توضيحات، لقضايا سياسية معاصرة.
يهتم الإسلامولوجي- islamologue ’l -the Islamologist - بمعتقدات وممارسات المسلمين عبر الزمان والمكان، وكذلك بالنصوص (على وجه الخصوص، ولكن ليس فقط، النصوص التأسيسية)؛ المعتقدات والممارسات والنصوص التي يسعى إلى فهمها، والتي يسعى إلى تحديد محتواها ومعانيها ومصادرها وأصولها وتطوراتها ونتائجها، باستخدام موارد العلوم الإنسانية (التاريخية واللغوية والاجتماعية وغيرها). ولذلك فإن الإسلامولوجي يدرس الإسلام كما يدرس الباحث أي ظاهرة تاريخية. إنه يقترب من الإسلام بروح العلم وأساليبه و أساليبه و آلياته ومناهجه.
فهو يسعى إلى تحديد كل ما يمكن معرفته عن الإسلام، في إطار المعرفة الإنسانية. بمعنى آخر، فهو ليس "فقيهًا" (حسب المفهوم الوارد في السردية والموروث الاسلاميين): فملاحظاته وخلاصاته الناتجة عن ابحاثه لا تدخل بالمرة في نطاق الاعتقاد.– سواء كان الأمر يتعلق بإصلاح المعتقد، أو تحديد مضمون المعتقد الشرعي. وهذا يعني أنه يمكن أن يكون هناك إسلاموجيون مسلمون، ولكن إذا أرادوا القيام بعملهم بشكل صحيح (وجب عدم الانخراط في مجرد الدفاع والتبجيل)، – عليهم تعليق إيمانهم لسببين: من ناحية، لأنه ليس من المناسب في مجال البحث العلمي اتفسير المعطيات التاريخية وفق منظور أو رؤية لاهوتية (أي رؤية قبلية محسوم فيها وغير خاضعة للتمحيص). مدعومة على أسس تاريخية؛ ومن ناحية أخرى، إ، العلم يختار موضوعاته بحرية - كما أشار مانفريد كروب - Manfred Kropp.
-----------------------------------------------------------------
1 - مؤرخ ألماني و إسلامولوجي باحث في الدراسات السامية والكتابات العربية قبل الإسلام. امتهن تدريس الاسلامولوجيا في جامعة ماينز الالمانية وفيجامعة لوند- Lund في السويد. حصل على الدكتوراه عام 1975 عن أطروحته حول التاريخ العربي ما قبل الإسلام حسب المؤرخين المسلمين (تحرير وتعليق على نص لمؤلف أندلسي من القرن الثالث عشر). وفي 1984 دافع عن أطروحته للدكتوراه في دراسة عن التأريخ الإثيوبي ومخطوطاته. وأدار المعهد الألماني للدراسات الشرقية في بيروت من 1999 إلى 2007 وكان أستاذاً مشاركاً في كوليج دو فرانس في 2007-2008.حيث قدم درسا عموميا بعنوان القرآن الكريم وثيقة لغوية وتاريخية: مصادره ومناهج دراسته
-------------------------------------------------------------------------------
الأقوال المأثورة القائلة ما مفاده «العقل مستقل، ولكن ضمن حدود الوحي؛ البحث مجاني بشرط ألا يمس العقيدة”2
فهذه الاقوال المأثورة في السردية والموروث الاسلاميين هو نفي محض للروح النقدية والعلمية. وهذا ما يعرفه الاسلامولوجيون - the Islamologists ، بالاعتذاريات القبلية أو التبجيلات المجردة 3.
----------------------------------------------
2- "العقل مصدر من مصادر المعرفة الدينية، إلا أنه ليس مصدراً مستقلاً، بل يحتاج إلى تنبيه الشرع، وإرشاده إلى الأدلة، لأن الاعتماد على محض العقل، سبيل للتفرق والتنازع"- ابن الوزير
وقال ابن تيمية: "فيأخذ المسلمون جميع دينهم، من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك من كتاب الله وسنة رسوله، وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها. وليس ذلك مخالفا للعقل الصريح، فإن ما خالف العقل الصريح فهو باطل. وليس في الكتاب والسنة والإجماع باطل. ولكن فيه ألفاظا قد لا يفهمها بعض الناس، أو يفهمون منها معنى باطلا، فالآفة منهم، لا مِنْ الكتاب والسنة".
وقال الإمام محمد بن شهاب الزهري: "مِن الله عز وجل العلم، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم".
وقال الأصبهاني: "وأما أهل الحق فجعلوا الكتاب والسنة أمامهم، وطلبوا الدين مِن قبلهما، وما وقع لهم من معقولهم وخواطرهم عرضوه على الكتاب والسنة، فإن وجدوه موافقاً لهما قبلوه، وشكروا الله حيث أراهم ذلك ووفقهم عليه، وإن وجدوه مخالفاً لهم تركوا ما وقع لهم، وأقبلوا على الكتاب والسنة، ورجعوا بالتهمة على أنفسهم".
وقد ذكر ابن تيمية (661هـ - 728هـ / 1263م - 1328م) في كتابه "درء تعارض العقل والنقل" أو "بيان موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول" ـ كغيره من علماء أهل السنة ـ أنه لا يمكن أن يتعارض صحيح النقل (الأحاديث النبوية) مع صريح العقل (العقل السليم من الانحراف والشُبَه)، وإذا وُجِدَ ما يوهِم التعارض بين النقل الصحيح في أمر غيبي أو غيره مع العقل، وجب تقديم النقل على العقل، لأن النقل ثابت، والعقل متغير، ولأن النقل معصوم، والعقل ليس كذلك.. ثم إن هذا التعارض يكون بحسب الظاهر لا في حقيقة الأمر، فإنه لا يمكن حصول تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح، وإذا وُجِدَ تعارض فإما أنْ يكون النقل غير صحيح أو العقل غير صريح، وقال ابن تيمية: "الأدلة العقلية الصريحة توافق ما جاءت به الرسل، وأن صريح المعقول لا يناقض صحيح المنقول.. ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كله حق يصدق بعضه بعضاً، وهو موافق لفطرة الخلائق، وما جعل فيهم من العقول الصريحة".
3- العقيدة الإسلامية تُعْلِي مِنْ شأن العقل ومكانته، و لكن تجعل – قبليا ومسبقا - العلاقة بينه وبين الدين علاقة وفاق، فلا يمكن أن يتعارض صريح المعقول مع صحيح المنقول- الموروث المتواثر-، فدور العقل التفكر في النصوص وتدبر الوحي المعصوم، لا التحكم في النصوص ولا تحكيم العقل فيها، وقد قال ابن تيميّة: "فما أخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الآخر، وما أمرت به من تفاصيل الشرائع، لا يعلمه الناس بعقولهم، كما أن ما أخبرت به الرسل من تفاصيل أسماء الله وصفاته، لا يعلمه النّاس بعقولهم، وإن كانوا يعلمون بعقولهم جُمل ذلك".
والعقل مع الوحي ـ الكتاب والسنة ـ كنور العين مع نور الشمس، فإن العين لا تبصر إلا مع ضوء الشمس، قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "فبِمُحمدٍ تبيَّن الكفر من الإيمان، والربح من الخسران، والهدى من الضلال، والنجاة من الوبال، والغي من الرشاد، والزيغ من السداد، وأهل الجنة من أهل النار... فحق على كل أحد بَذْل جهده واستطاعته في معرفة ما جاء به وطاعته، إذ هذا هوطريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم. والطريق إلى ذلك الرواية والنقل، إذ لا يكفي من ذلك مجرد العقل. بل كما أن نور العين لا يَرى إلا مع ظهور نور قدّامه (أمامه)، فكذلك نور العقل لا يهتدي إلا إذا طلعت عليه شمس الرسالة".أي بهذا الخصوص جفت الأقلام وقضي الأمر ولا مجال لأي تساؤل في الامرولم يبق للخلف إلا الانصياع لما قال به السلف و لا حاجة للتمحيص في هذا المضمار فالعقل كالحمار يركب عليه للتنقل من مكان إلى آخر لكن عند الوصول الى منطقة المقدس وجب التخلي عليه وعدم امتطائه لمواصلة السير ضمن دائرة المقدس
-------------------------------------------------------------
فهناك مجالات تتعلق بالعقيدة الإسلامية، والتي، بطريقة معينة، لا تقع ضمن اختصاص الاسلامولوجيين. وبالتالي فالإسلامولوجي ، غير قادر على إظهار أو دحض فكرة أن محمد كان نبيًا تلقى الوحي الإلهي (تمامًا كما أن مؤرخ المسيحية مثلا لن يتمكن من إثبات أو دحض الادعاء بأن يسوع كان ابن الله). . لماذا ؟ لأن الاسلامولوجي الباحث في التاريخ يعمل على الوثائق والبيانات، لكن ما هو نوع الوثائق أو البيانات، التي يمكن للمنهج التاريخي الوصول إليها، يمكن أن تخبرنا ما إذا كان محمد نبيا أم لا؟ ما هي القرائن، التي يمكن استخدامها من قبل المؤرخ، والتي يمكن أن تسمح لنا بالاختيار بين
أ) كان محمد نبيًا،
ب) نعتقد أن محمدا نبي،
وبالتالي، الاسلامولوجي، ليس لديه رأي في هذه المسألة (رغم أنه كفرد قد يكون لديه اعتقاد أو رأي في الوضوع).
تنطبق نفس الملاحظة بالطبع على أي عقيدة وأي تقليد ديني نريد دراسته وتمحيصه.
ومع ذلك، من خلال اتباع أساليب ومناهج المؤرخ أينما تقودنيالباحث قد يجد الاسلامولوجي نفسه أيضًا في موقف لا يستطيع فيه إلا أن يتناقض – بضكل أو بآخر - مع العقيدة - ولكن ذلك لأن هذه العقيدة غالبا ما تقدم نفسها على أنها حقيقة "تاريخية".
وهنا يمكن سرد مثال.
لقد أدرك علماء الإسلام منذ فترة طويلة أن جزءًا لا يستهان به من الأحاديث النبوية، حتى عند البخاري ومسلم – والتي تعتبرمن أهم الكتب بعد القرآن-، كانت ملفقًة وموضوعة ومفبركة لخدمة مصلحة ما في وقت ما أو لتبرير وتكريس تصرف ما أو ترسيخ ممارسة او حكم ما؛
وأيضا مثال آخر وهو المتعلق بفكرة اكتسبت الوثوقية أكثر فأكثر مع مرور الزمن، لدرجة أنه تم الاعتراف بأن عددًا من النصوص أوالحروف التي تشكل المصحف الذي بين أيدينا اليوم قد تم تأليفها أو إضافتها(ولم تقتصر بلورة هذا المصحف فقط على عملية مجرد الجمع) بعد وفاة النبي.
ومع ذلك، على الرغم من أن هذا قد يشير إلى شكل من أشكال "الفصام الفكري"- schizophrénie intellectuelle ، فإن المؤمن المتحمّس سيجد دائمًا طريقة لرفض هذا النوع من الادعاء وتقديم تفسير يتوافق مع معتقده (براعة تخريجات السردية والموروث الاسلاميين لا حدود لها تقريبًا هنا): بالنسبة للمعتقد الديني، يجب أن تكون الأمور بطريقة معينة؛ ليس فقط الانحراف عن العقيدة عبر توقيع شيك على بياض لارساء وجهة نظر المنتصرين وفرضها، مع إبعاد السؤال والتساؤل من حيث المبدأعلما أن السؤال والتساؤل هو من جوهر التدبرالذي دأب الموروث والسردية الاسلاميين على التلويح به.
وهذا من شأنه أن يعني أن حراس هيكل السردية والموروث الاسلاميين ليس لديهم الرغبة في المشاركة في الحوار المفترض بين الأديان (وهو- حسب الكثيرين- ما يعد مضيعة للوقت عمومًا، في أحسن الأحوال)، وليس لديههم الرغبة في إصلاح الإسلام عبر تمحيص ومساءلة السردية والموروث الاسلاميين و التخلص من فكرة أن هذا السبيل من شأنه هدم الاسلام الذي شيده المنتصرين. إن إصلاح الإسلام، إذا كان لا بد منه ، لا يمكن أن يأتي إلا من المسلمين أنفسهم ولو بالشروع في تمحيص السردية والموروث الاسلاميين من الشوائب سيما تلك التي تأكدت اليوم بالحجة و القرائن. وبطبيعة الحال،وفي هذا المضمار يمكن للاسلامولوجيين غير المسلمين عبر أبحاثهم العلمية أن يساهموا في تحريك الخطوط الحمراءالتي يلوح بها حراس الهيكل ، ولكن هذا ليس هدف الاسلامولوجي. فإذا أثبت تاريخ الإسلام في بعض الأحيان أن الإصلاحيين على حق في مواجهة "المحافظين" من كافة المشارب، فهذا أفضل كثيرا، ولكن إذا حدث العكس، فهذا ليس سببا لإسكات نتائج البحث التاريخي سد الابواب أمام عمليةو تمحيص السردية و الموروث الاسلاميين من الشوائب التي انفضح أمرها اليوم.
على سبيل المثال، يكاد يكون من المؤكد أن الآية القرآنية (سورة التوبة، الآية 29) الاية التي بررت فرض (الجزية على"أهل الكتاب" (اليهود والنصارى)، والتي هي- حسب الكثيرين - أحد أسس التفاوت الاجتماعي بين المسلمين وغير المسلمين، تم تأليفها – حسب البعض- بعد وفاة النبي - ولكن. وأي مصلح سيكون على استعداد لقبول عواقب مثل هذه الفكرة، وقبل كل شيء، سيجد صدى إيجابيا بين المسلمين أنفسهم؟
( ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) )
مما جاء في تفسيرها :
حسب القرطبي ...أمر الله بمقاتلة جميع الكفار ، وخص أهل الكتاب بالذكر إكراما لكتابهم ، ولكونهم عالمين بالتوحيد والرسل والشرائع والملل ، وخصوصا ذكر محمد وملته وأمته في كتبهم. فلما أنكروه تأكدت عليهم الحجة وعظمت منهم الجريمة ، فنبه على محلهم ثم جعل للقتال غاية وهي إعطاء الجزية بدلا عن القتل . قال ابن العربي : سمعت أبا الوفاء علي بن عقيل في مجلس النظر يتلوها ويحتج بها . فقال : قاتلوا وذلك أمر بالعقوبة . ثم قال : الذين لا يؤمنون وذلك بيان للذنب الذي أوجب العقوبة . وقوله : ولا باليوم الآخر تأكيد للذنب في جانب الاعتقاد . ثم قال : ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله زيادة للذنب في مخالفة الأعمال . ثم قال : ولا يدينون دين الحق إشارة إلى تأكيد المعصية بالانحراف والمعاندة والأنفة عن الاستسلام . ثم قال : من الذين أوتوا الكتاب تأكيد للحجة ؛ لأنهم كانوا يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل . ثم قال : حتى يعطوا الجزية عن يد فبين الغاية التي تمتد إليها العقوبة وعين البدل الذي ترتفع به .
قد اختلف العلماء فيمن تؤخذ منه الجزية ، قال الشافعي رحمه الله : لا تقبل الجزية إلا من أهل الكتاب خاصة عربا كانوا أو عجما لهذه الآية ، فإنهم هم الذين خصوا بالذكر فتوجه الحكم إليهم دون من سواهم لقوله عز وجل : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم . ولم يقل : حتى يعطوا الجزية كما قال في أهل الكتاب . وقال : وتقبل من المجوس بالسنة ؛ وبه قال أحمد وأبو ثور . وهو مذهب الثوري وأبي حنيفة وأصحابه . وقال الأوزاعي : تؤخذ الجزية من كل عابد وثن أو نار أو جاحد أو مكذب . وكذلك مذهب مالك ، فإنه رأى الجزية تؤخذ من جميع أجناس الشرك والجحد ، عربيا أو عجميا ، تغلبيا أو قرشيا ، كائنا من كان ، إلا المرتد . وقال ابن القاسم وأشهب وسحنون : تؤخذ الجزية من مجوس العرب والأمم كلها . وأما عبدة الأوثان من العرب فلم يستن الله فيهم جزية ، ولا يبقى على الأرض منهم أحد ، وإنما لهم القتال أو الإسلام . ويوجد لابن القاسم : أن الجزية تؤخذ منهم ، كما يقول مالك . وذلك في التفريع لابن الجلاب وهو احتمال لا نص . وقال ابن وهب : لا تقبل الجزية من مجوس العرب وتقبل من غيرهم . قال : لأنه ليس في العرب مجوسي إلا وجميعهم أسلم ، فمن وجد منهم بخلاف الإسلام فهو مرتد يقتل بكل حال إن لم يسلم ولا تقبل منهم جزية . وقال ابن الجهم : تقبل الجزية من كل من دان بغير الإسلام إلا ما أجمع عليه من كفار قريش . وذكر في تعليل ذلك أنه إكرام لهم عن الذلة والصغار ، لمكانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال غيره : إنما ذلك لأن جميعهم أسلم يوم فتح مكة
- وحسب السعدي هذه الآية أمر بقتال الكفار من اليهود والنصارى من ‏{‏الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ‏}‏ إيمانا صحيحا يصدقونه بأفعالهم وأعمالهم‏.‏ ولا يحرمون ما حرم الله، فلا يتبعون شرعه في تحريم المحرمات، ‏{‏وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ‏}‏ أي‏:‏ لا يدينون بالدين الصحيح، وإن زعموا أنهم على دين، فإنه دين غير الحق، لأنه إما بين دين مبدل، وهو الذي لم يشرعه اللّه أصلا، وإما دين منسوخ قد شرعه اللّه، ثم غيره بشريعة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيبقى التمسك به بعد النسخ غير جائز‏.‏
- وحسب البغوي ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ) قال مجاهد : نزلت هذه الآية حين أمر الرسول بقتال الروم ، فغزا بعد نزولها غزوة تبوك . وقال الكلبي : نزلت في قريظة والنضير من اليهود ، فصالحهم وكانت أول جزية أصابها أهل الإسلام ، وأول ذل أصاب أهل الكتاب بأيدي المسلمين .
هده نماذج من التفسيرات التي يعتمدها حراس الهيكل إلى اليوم و هي تطرح أكثر من إشكال اليوم .
____________ يتبع _______________



#جدو_جبريل (هاشتاغ)       Jadou_Jibril#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلامولوجيات - 1
- وامصيبتاه ... صمت الزعماء العرب التآمري عار علينا سيظل محفور ...
- الدراسات الاسلامية فيي الغرب- حول مشروع Corpus Coranicum الا ...
- حول الابحاث العلمية بخصوص تاريخ القران
- حول أصول الإسلام والقرآن – 2
- حول أصول الإسلام والقرآن – 1 - حسب كتابات أولاف وليلى قدر مع ...
- سلسلة حول أصول الإسلام والقرآن – 1 - حسب كتابات أولاف وليلى ...
- الدراسات القرآنية عند الالمان –تتمة-
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 11
- بدايات طباعة المصحف
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 10
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 9
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 8
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 7
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 6
- رأي غربي غير إسلامي : هل القرآن من عمل المسلمين؟
- حول كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 5
- سورة الأعراف حبل أم جمل وثقب إبرة أم باب؟ 2
- جمل أ/ حبل و ثقب إبرة أم باب


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - الاسلامولوجيات- 2