أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الشمع الباكي .














المزيد.....

مقامة الشمع الباكي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7924 - 2024 / 3 / 22 - 09:54
المحور: الادب والفن
    


مقامة الشمع الباكي :
كتبت هذه المقامة لصديق فيسبوكي مستاء من نكران وعدم وفاء من كان يحسبهم أصدقاء.
نظم الشاعر أبو اسحاق الغزي بيتـاً بشكل سؤال : مالي أرى الشمع يبكي في مواقده من حرقـة النار أم من فرقة العسلِ ؟ فأعلنت إحدى الصحف عن جائزة لمن يستطيع الإجابة على هذا السؤال أجاب بعض الشعراء : بأن السبب هو الألم من حرقة النار , وأجاب آخرون إن السبب هو فرقة الشمع للعسل الذي كان معه ولكن أحداً لم يحصل على الجائزة, ما إن بلغ الخبر شاعرا محظوظا حتى أجاب بقوله : من لم تجانسْه فاحذر أنْ تجالسَه ماضر بالشـمع إلا صحبة الفتـلِ , وفاز بالجائزة .
نعم إنَّ سبب بكاء الشمع وجود شيء في الشمع ليس من جنسه وهو الفتـيلة التي ستحترق وتحرقه معها وهكذا يجب علينا : انتقـاء من نجالسه ويناسبنا من البشر حتى لا نحترق بسببهم ونبكي يوم لا ينـفع البكاء ,وقد قرات قولا لعمر بن الخطاب : (( ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة,خيراً من أخ صالح, فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به)) .
كن مع الإيجابين تلقائياً تنتقل إليك الإيجابية, وفر فرارك من الأسد من الرماديين , يجب أن يكون الصديق على قدر معقول من العقلانية, والرزانة في االتفكير, وأن يكون لبيباً في تصرفاته, ويرى الأمور من جوانبها الصحيحة, وأن يكون عوناً ومعيناً لصديقه في جميع الأموروأن تكون نية الصداقة خالصةً , لأن الصداقة تعتبر من أسمى العلاقات الإنسانية, خاصةً إذا كانت الصداقة قائمة على الصدق والوضوح والمحبة, حيث إن وجود صديق حقيقي في حياة الإنسان ضروري جدا, ومن المهم أن يعرف الإنسان كيفية اختيار الصديق الذي سوف يقضي معه أوقاته ويسلمه أسراره, ويفضل اختيار صديق ملهم حالم يشارك الشخص في أحلامه, فقد ينظر في بعض الأحيان لمثل هؤلاء الأشخاص على أنّهم غير واقعيين لكنهم في الحقيقة قد يمتلكون نظرةً ثاقبةً لبعض الأمور, بحيث يفكرون في الأشياء بطريقة مختلفة عن الآخرين, ويمكنهم مساعدة أصدقائهم على الشعور بالحيوية اتجاه العالم, كما أنّ لديهم القدرة على الإبداع, لأنّهم يعتقدون بأنّ كلّ شيء ممكن في هذه الحياة.
أما موضوع الصداقة بين الرجل والمرأة فأنه تخيم عليه أجواء من الضبابية والشك والريبة , لا لشئ إلا لأننا تربينا بمجتمع يختزل المرأة في الجسد ويقصيها كعقل وفكر,لا لشئ إلا لأننا نعيش موروثا ضبابيا وعادات وتقاليد وأعراف بالية تؤمن بأن المرأة شر لابد منه ,وأن الرجل منزه مهما كانت نواياه الخفية ,فبعد الغول والعنقاء والخل الوفي تعد الصداقة بين الجنسين من رابع المستحيلات في مجتمعات بالية التقاليد ومتحجرة الافكاروتفهم الدين بالخطأ,وهناك من يعتبرها مادة دسمة للقيل والقال ,تطال سمعة البنت بالتحديد في مجتمع لازال يشكك بمصداقية وبراءة هذه العلاقة, إن الشعور بالارتياح في حضور الآخر ليس فيه خطأ بحد ذاته, فهو شعور إنساني راقٍ , لكن ينبغي ألا يدفعنا هذا الشعور لمحاولة الحصول على الآخر كمصدر ثابت للارتياح, لأننا بذلك نكون قد حولناه إلى مجرد وسيلة مريحة, لماذا لا نتسامى إذن بهذا الشعور إلى ماهو أعمق وأنبل؟
يقول عمر بن أبي ريعة في قصيدته (أمسى صديقك) : ((أَمسى صَديقُكِ مِمّا قُلتِ قَد غَضِبوا لا بَل أَدَلّوا فَأَهلٌ أَن هُمُ عَتَبوا . لا تَسمَعِنَّ كَلامَ الكاشِحينَ كَما لَم أَستَمِع بِكِ ما قالوا وَما هَضَبوا . نَثّوا أَحاديثَ لَم أَسمَع تَحاوُرَها وَزادَ فيها رِجالٌ غَيظَنا قَرِبوا . إِن تَعدُنا رِقبَةٌ إِذ نَأتِ غَيرَكُمُ فَأَنتِ أَوجَهُ مَن يُنأَى وَيُجتَنَبُ .لِلناسِ فَضلُكِ في حُسنِ الصَفاءِ وَفي صِدقِ الحَديثِ وَشَرُّ الخُلَّةِ الكَذِبُ .وَأَنتِ هَمِّيَ في أَهلي وَفي سَفَري وَفي الجُلوسِ وَفي الرُكبانِ إِن رَكِبوا . وَأَنتِ قُرَّةُ عَيني إِن نَوىً نَزَحَت وَمُنيَتي وَإِلَيكِ الشَوقُ وَالطَرَبُ)).
ولو اردت ان اعدل مابدأت به عن الشمع الباكي لقلت : من لم توافقه لاترافقه ماضر بالشمع لولا رفقة الفتل.
يقول ابن الرومي في قصيدته (صرَّحتْ عن طَويّة الأصدقاءِ) : (( صرَّحتْ عن طَويّة الأصدقاءِ واضحاتُ التجريب والابتلاءِ . وأبى المخْضُ أنْ يُكَشِّفَ إلا عن صريحٍ مهذَّبٍ أو غُثَاءِ . ليس للمُضْمَرِ الدخيل من الصَّا حب غير التَّكْشيف والاجتلاءِ . وخَبيءُ الفؤاد يعلمه العاقلُ قبلَ السماع بالإيماءِ. )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الوطن .
- مقامة الخوافي للخوافي .
- مقامة الخزامى.
- مقامة الأغفائة.
- مقامة المعلم.
- مقامة أمة الذرى.
- مقامة مرارة قهوة الكتابة.
- مقامة النهب الأستعماري للشعوب
- مقامة الترييف
- مقامة شجرة الحياة
- مقامة طمس التاريخ.
- مقامة مرافعة دفاع عن أحمد شوقي
- مقامة اليوم العالمي للمرأة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الشمع الباكي .