يحيى نوح مجذاب
الحوار المتمدن-العدد: 7923 - 2024 / 3 / 21 - 16:48
المحور:
الادب والفن
توقفت الأماني الضالة، والقلب المتعثر المسار مازال يعمل بهارمونية متناقضة.
امرأة ضبابية الرؤى حتى لو فتحتَ عليها نور الشمس بحزم هائلة لا تنقطع، وأغرقتها حتى الثمالة، لكن الوجود الخفي المهيمن على كيانيهما لن تكتمل جوانبه الا بهمسها الدافئ.
زعيق الأحفاد في الدرب الطويل كان يصُمُّ الآذان وهم ينطّون بين تيجان الزهور اليانعة وسوق السنابل النجيلية. إنهم يصنعون عوالم صاخبة نقية لم تلوثها بعد خطايا الكبار.
إنهم يخلقون طعماً مختلفاً لمذاق الأيام فالذاتية المستفحلة في النفس البشرية الفتية تتلاشى وتتضاءل كلما تعمق الزمن واتسعت آفاق الوعي.
حرارة أقدامه أخذت تسري في جسده الواهن كسطح مكواة ساخن فأحسّ بلسعتها كلدغِ العقارب.
الجوف أبتلع نصيبه اليومي من أقراص الدواء على مدار ساعات اليوم الطويل، لم تقطعه سوى الأحداث الآنية لبني البشر. شاشات تنقل الناس من أمكنتهم إلى حيث تتصارع النقائض بحثاً عن الانتصارات المزعومة – المهزومة، ظانين أن من سيصمد في النهاية سيوضع على رأسه التاج وسينال وسام الخلود إلى أبد الآبدين.
إنه القصور العقلي والخلل الفادح في المنظومة الآدمية لبني الإنسان.
إنه العماء المزمن في طاقات الرؤى وقدراتها الكامنة الفاعلة، والغباء المستفحل في جغرافية الأوطان. تلك هي المعضلة الكبرى التي قصمت ظهر العالم.
لا سلام إذاً يمكن أن يُرتجى في هذا الكوكب الأزرق مادامت الدوافع المتناقضة هي القول الفيصل في مسارات الأحداث، والأهداف، فبقاء الأحياء وفنائهم يخضع للقانون المجحف في التوازن البيئي للطبيعة والكون الحي. ومن يسلم من مصير الأقوياء وافتراس الوحوش سينخره السوس وتبتلعه ديدان الأرض ويختفي إلى الابد كما اختفى أسلافه السابقين.
#يحيى_نوح_مجذاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟