أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حميد كشكولي - هل حقاً يفتقر عصرنا إلى مفكرين عظماء؟















المزيد.....


هل حقاً يفتقر عصرنا إلى مفكرين عظماء؟


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 7922 - 2024 / 3 / 20 - 18:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بات الحديث عن افتقاد العالم إلى قادة سياسيين كبار من أمثال فيلي برانت، و تشر تشيل، و روزفلت وويلسون موضوعا يوميا للصحفيين و المحللين السياسيين في الغرب. و مهما تقدمت الحياة في الغرب صوب العقلانية و الاسترشاد ، لما تجاوزت الوقائع اليومية إطار هوليود. وقد بلغت الحياة من الرتابة بحيث أمسى الناس في حاجة ماسة إلى نجوم الصخب و الإثارة في حياتهم. لم تعد السياسة لها معاني ومفاهيم الستينات و السبعينيات في القرن الماضي، و أن المظاهر السياسية باتت باهتة ، و لن تعود مثلما كانت عليه، مثلا، الحركات الطلابية الثورية في القد السادس من القرن الماضي.
يُمكننا مناقشة هذا السؤال من عدة زوايا:
1. تغير سياق الفكر:
في عصر التنوير والنهضة، كانت الأفكار الجديدة تُطرح بشكلٍ سريعٍ و جذريّ، مما أدى إلى ظهور أسماء لامعة مثل ديكارت و هيوم و ماركس. بينما في عصرنا الحالي، تُطرح الأفكار بشكلٍ تدريجيّ و مُتَراكم، مما يُصعّب من ظهور مفكرين ثوريين.
2. تنوع المجالات المعرفية:
في الماضي، كان الفيلسوف يُغطّي مجالاتٍ معرفيةً واسعةً. بينما في عصرنا الحالي، أصبح تخصص العلوم أكثر دقةً، مما أدى إلى ظهور خبراء في مجالاتٍ محددة، بدلاً من مفكرين موسوعيين.
3. انتشار المعلومات:
في الماضي، كانت المعلومات محدودةً و يصعب الوصول إليها. بينما في عصرنا الحالي، تنتشر المعلومات بشكلٍ سريعٍ وواسع، مما يُصعّب من تميّز أيّ مفكرٍ عن غيره.
4. تغيرات سياسية واقتصادية:
في عصر التنوير والنهضة، كانت البرجوازية صاعدةً، مما أدى إلى ظهور أفكار جديدة تناسب هذا الصعود. بينما في عصرنا الحالي، تواجه البرجوازية تحدياتٍ جديدةً، مما قد يُؤثّر على ظهور أفكار ثورية جديدة.
5. تغيرات في طبيعة الفلسفة:
في الماضي، كانت الفلسفة تُعنى بشكلٍ أساسيّ بالأسئلة الكبرى حول الوجود و المعرفة. بينما في عصرنا الحالي، تُعنى الفلسفة بشكلٍ أكبر بقضاياٍ مُحددةٍ مثل الأخلاق و البيئة و التكنولوجيا.
هل يعني ذلك أنّ عصرنا يفتقر إلى المفكرين العظماء؟
لا نستطيع أن نجزم بشكلٍ قاطع.
فمن ناحية:
• هناك العديد من المفكرين المُتألقين في عصرنا الحالي، لكنّ تأثيرهم قد لا يكون بنفس قوّة تأثير مفكري عصر التنوير والنهضة.
• تغيّرت طبيعة الفكر و الفلسفة، مما يُصعّب من مقارنة المفكرين الحاليين بالمفكرين في الماضي.
من ناحية أخرى:
• لا نستطيع أن ننكر أنّ عصرنا يواجه تحدياتٍ فكريةً كبيرةً، مثل تغيرات المناخ و التكنولوجيا و الفوارق الاجتماعية.
• يُمكن أن تُؤدّي هذه التحديات إلى ظهور مفكرين جدد يُقدّمون أفكاراً ثوريةً لحلّها.
في النهاية:
• من المُبكر أن نحكم على عصرنا الحالي من حيث قدرته على إنجاب مفكرين عظماء.
• يُمكن أن تُؤدّي التغيرات التي نشهدها إلى ظهور أفكار جديدة و مفكرين مُؤثّرين في المستقبل.

في مجال الأدب:
• صحيح أنّ هناك العديد من الروائيين والشعراء البارعين في عصرنا الحالي.
• لكنّ قلةً منهم فقط وصلوا إلى مستوى الروائيين والشعراء العظماء في الماضي.
• قد يكون ذلك بسبب:
o تغيّر طبيعة الأدب و الشعر.
o ازدياد عدد الكتاب و الشعراء.
o صعوبة التميّز في ظلّ انتشار المعلومات.
في مجال الثقافة:
• صحيح أنّ هناك العديد من المثقفين المُؤثّرين في عصرنا الحالي.
• لكنّ قلةً منهم فقط وصلوا إلى مستوى سارتر و غيره من مفكري عصر التنوير.
• قد يكون ذلك بسبب:
o تغيّر دور المثقف في المجتمع.
o ازدياد تخصص العلوم و المعرفة.
o صعوبة طرح أفكار ثورية جديدة.
في مجال السياسة:
• صحيح أنّ هناك العديد من القادة السياسيين المُؤثّرين في عصرنا الحالي.
• لكنّ قلةً منهم فقط وصلوا إلى مستوى فيلي برانت و تشر تشيل و غيرهم من زعماء الماضي.
• قد يكون ذلك بسبب:
o تغيّر طبيعة السياسة و الحكم.
o ازدياد تعقيد المشكلات العالمية.
o صعوبة إيجاد حلولٍ فعّالةٍ لهذه المشكلات.
لكن هل يعني ذلك أنّ عصرنا يفتقر إلى النجوم العظيمة؟
لا نستطيع أن نجزم بشكلٍ قاطع.
فمن ناحية:
• هناك العديد من المواهب المُبدعة في مختلف المجالات.
• تغيّرت طبيعة الأدب و الثقافة و السياسة، مما يُصعّب من مقارنة عصرنا الحالي بالماضي.
من ناحية أخرى:
• لا نستطيع أن ننكر أنّ عصرنا يواجه تحدياتٍ كبيرةً في مختلف المجالات.
• يُمكن أن تُؤدّي هذه التحديات إلى ظهور نجوم عظيمة جديدة في المستقبل.
في النهاية:
• من المُبكر أن نحكم على عصرنا الحالي من حيث قدرته على إنجاب نجوم عظيمة.
• يُمكن أن تُؤدّي التغيرات التي نشهدها إلى ظهور أفكار جديدة و نجوم مُؤثّرة في المستقبل.


فبعد سارتر أصبح عالم الثقافة والتنوير خاليا من النجوم العظيمة، و لم بتجاوز بعض المثقفين سوى كاريكاتيرات عن سارتر. لقد شغل الأكاديميون الموقرون أماكن المثقفين المنقبين عن الحقيقة والحق. والسياسيون لا يستثنون من هذه القاعدة. بات الحديث عن افتقاد الغرب إلى قادة سياسيين كبار من أمثال فيلي برانت، و تشر تشيل، و روزفلت وويلسون موضوعا يوميا للصحفيين و المحللين السياسيين في الغرب. و مهما تقدمت الحياة في الغرب صوب العقلانية و الاسترشاد ، لما تجاوزت الوقائع اليومية إطار هوليود. وقد بلغت الحياة من الرتابة بحيث أمسى الناس في حاجة ماسة إلى نجوم الصخب و الإثارة في حياتهم. لم تعد السياسة لها معاني ومفاهيم الستينات و السبعينيات في القرن الماضي، و أن المظاهر السياسية باتت باهتة ، و لن تعود مثلما كانت عليه، مثلا، الحركات الطلابية الثورية في القد السادس من القرن الماضي.

في مجال الفلسفة:
• صحيح أنّ هناك نقصاً في ظهور مفكرين ثوريين مثل ديكارت و هيوم و ماركس.
• لكنّ هناك العديد من المفكرين المُؤثّرين في عصرنا الحالي.
• قد يكون ذلك بسبب:
o تغيّر طبيعة الفلسفة.
o ازدياد تخصص العلوم و المعرفة.
o صعوبة طرح أفكار ثورية جديدة.
في مجال الفن:
• صحيح أنّ هناك نقصاً في ظهور فنانين مُبدعين مثل بيكاسو و دافنشي.
• لكنّ هناك العديد من الفنانين المُؤثّرين في عصرنا الحالي.
• قد يكون ذلك بسبب:
o تغيّر طبيعة الفن.
o ازدياد تنوع الفنون.
o صعوبة التميّز في ظلّ انتشار المعلومات.
في مجال الموسيقى:
• صحيح أنّ هناك العديد من الموسيقيين المُبدعين في عصرنا الحالي.
• لكنّ قلةً منهم فقط وصلوا إلى مستوى الموسيقيين العظماء في الماضي.
• قد يكون ذلك بسبب:
o تغيّر طبيعة الموسيقى.
o ازدياد تنوع الموسيقى.
o صعوبة التميّز في ظلّ انتشار المعلومات.

مالمو
2024-03-20



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين ماركس ونيتشه
- أجواء المجموعة الشعرية الجديدة -أطلس امرأة برية- للشاعرة فرا ...
- رأي في القضية الفلسطينية
- ماذا يقول هذا العالم
- تأثير حافظ شيرازي على شعراء الغرب
- لينين بين الثورية والطغيان، والوطنية والأممية
- قراءة في رواية -البومة العمياء- للكاتب الإيراني صادق هدايت
- صحافة العصر الرقمي والطبقة العاملة
- عصر الآلات الذكية أم الذكاء الاصطناعي
- -سولاريس-، القصيدة الشعرية السينمائية الخالدة
- الفقراء العاملون: ثمن الحلم الأمريكي
- لينين والشيوعية والأدب الإبداعي
- صورة جديدة للعالم: رحلة عبر الزمن والمكان والإنسان
- الذكاء الاصطناعي أداة هائلة لكنها ليست بديلاً عن الإنسان
- حديث قصيدة النثر
- البربرية الحديثة
- الدين ضروري للحكومات لغرض السيطرة على الناس
- حديث في الحب
- قراءة في كتاب -من يحكم العالم- للمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي
- دون كيخوته، أُمُّ الرواية الحديثة


المزيد.....




- محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج ...
- الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو ...
- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حميد كشكولي - هل حقاً يفتقر عصرنا إلى مفكرين عظماء؟