وحرب اسقاط صدام 1

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 7922 - 2024 / 3 / 20 - 15:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد عقدين من غزو امريكا للعراق يبقى سؤال يثير الشكوك والخلافات بين المؤرخين والساسة بل وحتى افراد حكومة بوش الابن. ولا يتعلق بخسائر الحرب من الامريكان والعراقيين، ولا خسائر امريكا المالية. وليس عما عقب الحرب، حيث دخل العراق حربا اهلية، وخرج للعالم جيل جديد من المجاهدين.
والسؤال عن سبب الغزو الحقيقي وليس الاسباب المعلنة التي قدمها بوش الابن، ومنها لمعالجة ترسانة العراق من اسلحة التدمير الشامل، وكذلك اعتقاد امريكا بان صدام حسين مشارك في هجمات 11 أيلول 2001. كما تحدث بوش الابن عن تحرير العراق من ديكتاتورية القومية (البعث)، ونشر الديمقراطية في الشرق الاوسط. وتطفو مفاهيم اخرى منها النفط، والمعلومات المخابراتية الخاطئة، والثقة بالنفس اكثر من الحقيقة، والفخر بالقومية وغيرها.
وباختصار فان سوء الفهم المشترك يدفع دول لا تثق في نفسها الى الصراع. وبعد مرور السنوات فان تحقيقات الصحفيين وشهادات الساسة اظهرت بعض اوجه الحقيقة.
وربما غزو العراق 2003 امتدادا لاحداث 11 أيلول 2001، وبعض المؤرخين اعتقدوا بان الحرب قبل ذلك بكثير. وقد لا يظهر اي سبب واضح مثلها مثل الحرب في فيتنام وكوريا.
مرور 20 سنة على الحرب ساهم في تفهم السبب، وتتداخل نظريات في الامر. ويصعب الجواب ان كانت الادارة الامريكية مقتنعة بتريراتها للحرب، او انها شنت الحرب لاسباب ظرفية حينها.
ونقلت الصحف وقتها، انه بعد ساعات من 11 أيلول 2001 أشار بول ولفيتز (نائب وزير الدفاع الامريكي وقتها) الى تورط صدام حسين بالحدث، ووعد بتقديم الدليل. وبعد ايام في مؤتمر في كامب ديفيد قدم ولفيتز ومساعدية نقاشات حول احتمالات تورط صدام حسين. وابلغ بوش فريقه الامني حول اعتقاده بان العراق شارك في احداث 11 أيلول 2001، واصبح الموضوع قضية راي عام. والدليل على ذلك صعب المنال، ولم تتغير القصة وافترضت الادارة بان صدام حسين يمتلك او سيمتلك الاسلحة النووية والكيمياوية والبيولوجية، وضخم الاعلام الموضوع. وفي 2003 اكد ولفتز بان اسلحة الدمار الشامل هي سبب الحرب.
كان لكل شخص في الادارة الامريكية وقتها اسبابه الخاصة، وغياب الخبرة على مستوى الرئاسة، ساعد على قيام الحرب. وموضوع الاسلحة لم يكن خطأ في الحسابات، وكان افتراض لم يتم فحصه او التاكد منه. ووصف احدهم قرار الحرب بانه لم يصنع، ولكنه حصل ولا احد يستطيع الاجابة بكيف ومتى.
وهناك من يعتقد ان القوى الغير شخصية للعلاقات الدولية دفعت الدولتين لحرب لا تخدم مصالحهما.
ومن تفسيرات حرب اسقاط صدام 2003، بالاعتماد على نظرية لعبة المنطق البارد Cold logic game theory (جزء من نظرية الالعاب التي تركز على استراتيجيات التفاعلات في الالعاب التي تستخدم المنطق العقلي وموديلات الرياضيات، وهو توازن جون ناش) ومع خصوم لا تثق بهم امريكا، ومنخرطون في تهديدات وخدع متصاعدة، بدأت في صراع التسعينات. ووفق هذا المنظور فقد بالغ صدام حسين في تقدير رغبته في القتال، واخفى الحالة التافهه لبرامج اسلحته ليبقى قويا في الداخل ويردع الامريكيين الذين هاجموه في 1998(عملية ثعلب الصحراء). ولكن واشنطن صدقته، وكذلك ربما اسيء فهم تهديدات بوش في بغداد باعتبارها هراء. وبعد عدة جولات كانوا في الحرب.
يتبع

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات