أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فيليب عطية - الله وعقدة النقص المركب














المزيد.....


الله وعقدة النقص المركب


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 07:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعرف كل من لديه اقل المعلومات عن تاريخ وحضارة الانسان أن الله فكرة تطورية نبتت في أدني المجتمعات البدائية حتي وصلت الي شكلها الحالي المتمثل في ثلاثة ديانات كبري يقال انها الديانات السماوية وهي اليهودية والمسيحية والاسلام بالاضافة الي ديانة كبري لم تنل هذه الحفاوة لكنها ديانة ملايين من البشر لايستهان بها وهي الديانة الهندية او الهندوسية ولنصرف النظر عن البوذية والكونفوشوسية فهاتان ديانتان لم تتمحورا علي فكرة الله لكنهما مازالتا ديانات لملايين اخري غير ملايين ايضا مازالوا علي دياناتهم البدائية ولن يرضوا عنها بديلا ،فما سبب هذا الكوكتيل الفكري الهائل ؟
نشأت فكرة الله كأداة محورية لتنظيم المجتمع وتعددت بتعدد المجتمعات كماتطورت بتطور المجتمع ذاته من مجتمع بدائي يعتمد اقتصاده علي الصيد والقنص الي مجتمع اكثر تعقيدا يعتمد اقتصاده علي الزراعة والتجارة،ولاننسي بالطبع ان تطور معارف الانسان بالكون والطبيعة ساهم بدوره في تطور فكرة الاله ،وايضاح كل هذه الامور تحتاج الي مجلدات وليس الي مقالة قصيرة،لكن مايهمني هنا الاشارة الي حقيقة غابت عن اذهان الكثيرين حتي من تناولوا فكرة الله بالنقد والتحليل من فلاسفة اليونان القديمة الي فلاسفة عصر التنوير العظام،وهي الدور الذي يلعبه الله في التكوين النفسي للفرد
عندما كان احمس يطارد الهكسوس وعندما كان رمسيس يصارع الحيثيين كان كل منهما يتضرع الي الهه:لتمنحني تعضيدك امام هؤلاء الذين لايؤمنون بك ،وهكذا كان من الطبيعي ان تتقدم رموز الآ لهة مواكب النصر ،ومازال هذا الفعل الانفعالي موجودا حتي الآن في فكرة العون الالهي فبعون الله وتعضيده سوف نهزم الامريكان ونطرد اليهود ونفعل المستحيلات والي الجحيم بحسابات الربح والخسارة والعقل والعلم ،ولما لا:اليس معنا ربا حكيما قادرا ؟
يأخذ هذا المركب النفسي الانفعالي طابعا اكثر تعقيدا في نفسية الفرد،فالاله هو الذي سيحدد رزقه ويضمن لقمة عيشه ويحقق الرفاه له ولعائلته،لهذا ينهمك الفرد في اداء الواجبات الدينية التي تجلب رضا الاله ،ويزداد تقوي الفرد وورعه عندما تجابهه الازمات....كل هذا موجود ومقبول في كل المجتمعات البشرية القديمة والمعاصرة لكن الامر ينقلب الي مأساة عندما ينقلب الاله الي تعبير مباشر عن عقدة النقص البشرية فيصبح الفرد امام الآخرين هو الافضل والاقوي لأن الهه هو الافضل والاقوي بل ويمكن ان يصل الامر الي فعل اجرامي فاضح يتخفي تحت راية الدين:ومارميت اذ رميت ولكن الله رمي
يمكن ان نجد هنا لاجذور الارهاب فحسب بل جذور الفتن الطائفية والحروب الاهلية،وهي لاتقتصر فحسب علي منطقة الشرق الاوسط بل نجد اوروبا في القرن السادس عشر والسابع عشر مسرحا لتلك الفتن والحروب ،ولم يكن وصول الانجيلكان الي امريكا مثلا حبا لتلك الارض الموعودة بل كان فرارا من الابادة
تلعب الازمات الاقتصادية والسياسية دورها في تلك المسرحية الدرامية لكن لايمكن للازمات ان تأخذ هذا المسار الا عند وجود الفرد المهيأ نفسيا لارتكاب الفعل الاجرامي.ينظر الكثيرون للبدائي الذي يعبد صنما وهم يصيحون:ياللغباء ....وهم لايدرون انهم يعبدون صنما داخل عقولهم ،وعندما يرتبط هذا الصنم بعقدهم النفسية يتحول الي وحش كاسر يمكن ان يودي بهم قبل ان يودي بأعدائهم الوهميين
هل يحتاج الامر الي علاج نفسي؟ لااعتقد ،فالعلاج السياسي والاجتماعي والفكري هو السبيل الامثل للخروج من محنة العصور الوسطي



#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان بين الفاشية والخمينية والديمقراطية الامريكية
- الحجاب وصك ملكية الانثي
- لبنان ومسخرة التاريخ
- الارض اليباب وصيحة الخراب


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فيليب عطية - الله وعقدة النقص المركب