أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - اَلْحَوْكَمَة رَافِعَةَ اَلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِدَرْءِ مَخَاطِرِ اَلتَّعَثُّرِ اَلْمَالِيِّ














المزيد.....


اَلْحَوْكَمَة رَافِعَةَ اَلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِدَرْءِ مَخَاطِرِ اَلتَّعَثُّرِ اَلْمَالِيِّ


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 7920 - 2024 / 3 / 18 - 22:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اَلْحَوْكَمَة رَافِعَةَ اَلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِدَرْءِ مَخَاطِرِ اَلتَّعَثُّرِ اَلْمَالِيِّ
بقلم: مؤيد عفانة/ باحث اقتصادي
تعاني الهيئات المحلية الفلسطينية عموماً من أزمات مالية وإدارية، ترجع إلى أسبابٍ عدّة، منها ما هو موضوعي، ومنها ما هو ذاتي، ولكن يوجد عنصر حاكم رئيس في التعثّر المالي والإداري للهيئات المحلية، وهو ضعف "اَلْحَوْكَمَة" فيها بشكل عام، خاصة مع دورية الانتخابات المحلية، والتي تفرز مجالس محلية، اعتمدت في السنوات الأخيرة على "توليفات" عشائرية حزبية، وليس بالضرورة المهنية التي تقتضيها أعمال الهيئات المحلية، وعلى رأسها الالتزام بالحوكمة، ومبادئها.
وحتى لا أقع في فخ التعميم، فإنه توجد هيئات محلية تُدار بشكل مهني، وتلتزم بمبادئ اَلْحَوْكَمَة، ولكن يوجد كمّ منها ما زال يتعامل مع الهيئات المحلية بسياقات "المخترة"، أو إدارة الهيئات المحلية بشكل ارتجالي، أو ضمن الإدارة الظرفية، وليس ضمن خطة استراتيجية بعيدة الأمد، ورؤية ذكية، تعمل على استثمار الموارد المتاحة بطريقة كفؤة، وخلق تنمية مستدامة، وتوفير التمويل والدعم لأعمالها ومشاريعها التطويرية، بعيداً عن الاتكاء على جيوب المواطنين، كبديل عن فشل قدراتها على تجنيد الأموال، أو خلق مشاريع مُدرة للدخل.
و"الْحَوْكَمَة" مجموعة القواعد والأسس والسياسات التي تضبط عمل المؤسسة، وتحقق الرقابة الفاعلة عليها، وتنظّم العلاقة بينها وبين أصحاب المصالح المختلفة، وهي نظـام يتـم بموجبـه إخضـاع نشـاط المؤسسـة إلى مجموعـة مـن القوانيـن والنظـم والقـرارات، التـي تهـدف إلى تحقيــق الجــودة والتميـّـز فــي الأداء، عــن طريــق اختيــار الأساليب المناســبة، والفعالــة، والكفؤة، لتحقيــق خطــط وأهــداف المؤسســة، وضبــط العلاقات بيــن الأطراف الأساسية التــي تؤثــر فــي الأداء، وتشمل "الحَوْكَمَة" مجموعة من المبادئ أهمها: الالتزام بالتشريعات، النزاهة، الشفافية، المساءلة، الكفاءة والفاعلية، المشاركة، العدالة، مكافحة الفساد، ومنع تضارب المصالح.
وقد بدأ "مصطلح " اَلْحَوْكَمَة"، بمفهومه الحديث، بالظهور في القرن التاسع عشر مع سطوع نجم الشركات الصناعية الكبرى، ومع نمو حجم هذه الشركات وتعقيدها، أصبح من الضروري إنشاء أنظمة وعمليات لضمان إدارتها بما يخدم مصالح المساهمين، ثم بدأ هذا المفهوم في التطور وبخاصّة مع سبعينات القرن العشرين، ثم تبلور إلى المفاهيم والمعايير الحالية الأكثر وضوحاً وتحديداً مع تسعينات القرن العشرين، وكان من ضرورات ظهوره واعتماده حالات التعثّر المالي، وسوء الإدارة في العديد من المؤسسات حول العالم، إضافة إلى دوره في الوقاية من الفساد، الأمر الذي دفع منظمات دولية للبدء في اعتماد نُظم "اَلْحَوْكَمَة" والعمل على تعميمها عالمياً، حيث تم تطوير مبادئ "اَلْحَوْكَمَة"، وتبنيها من قبل الدول والمنظمات الدولية، وكذلك على صعيد الدولة من قبل المؤسسات الحكومية والخاصّة والأهلية والهيئات المحلية.
فـ "اَلْحَوْكَمَة" كفيلة بنجاح مؤسسات الأعمال، وتحقيق الأداء الاستراتيجي المطلوب، حيث تشير الدراسات العالمية أنّ منشآت الأعمال على اختلاف أنواعها، والتي تتبنى مبادئ اَلْحَوْكَمَة تمتاز بالقدرة على تحقيق الأداء الاستراتيجي والمالي الأفضل بشكل مُتسق، كما تعزز الحوكمة الثقة بين منشآت الأعمال وأصحاب المصلحة من شركاء وموردين وموظفين ومواطنين، فهي تضمن الشفافية، والنزاهة، والمساءلة، والشراكة في اتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى زيادة الثقة والتقدير للمؤسسة، كما تساعد الحوكمة على تقليل المخاطر والأخطاء، من خلال توفر منظومة رقابة فاعلة، تشمل آليات رقابة تضمن اتباع القوانين والاجراءات، و"الْحَوْكَمَة" ليست فقط الالتزام بالقوانين، بل الالتزام أيضا بالممارسات الأخلاقية في الأعمال، بما يشمل العدالة الاجتماعية لكافة الفئات المجتمعية، والمسؤولية المجتمعية.
كما تضع "الْحَوْكَمَة" للمنظمات أساسًا متيناً للتخطيط الاستراتيجي، فهي تقوم بتحديد الأهداف والأولويات والنتائج المرجوّة، بالإضافة إلى توفير الإشراف الكافي للتأكد من تنفيذ هذه الاستراتيجيات وفق المخطط، إن "الْحَوْكَمَة" الجيدة للمؤسسات، بما فيها الهيئات المحلية هي الرافعة لوقاية الهيئات المحلية من التعثر المالي، والفشل الإداري، وتطبيقها لا يكون بالشعارات، وانما من خلال الممارسات الإدارية، والتي تشمل توظيف أفكار المدارس الإدارية الحديثة، مثل تفعيل الرشاقة التنظيمية، بما يشمل هيكل تنظيمي مرن، يعتمد على الكفاءة والفاعلية، والقيادة التحويلية، والقيادة التشاركية، من أجل التخفيف من المركزية المفرطة، والاستفادة من خبرات الموارد البشرية كافّة، وتعميق الشعور بالانتماء، واعتماد "الهندرة" والتي تتضمن التخلص من الجوانب غير الضرورية وغير الفعّالة لسير العمل، والتحرر من البيروقراطية المُعيقة، وإلغاء أي جوانب أو عمليات لا تشكّل قيمة مضافة، إضافة إلى اعتماد التحول الرقمي، والذي يوفر الوقت والجهد، وإدارة الجودة الشاملة، وغيرها.
وختاماً، لا بُدّ للهيئات المحلية من اعتماد "الْحَوْكَمَة"، كمفهوم وممارسة، من أجل وقايتها من التعثر المالي، أو على الأقل تدارك تعثّرها القائم، فالهيئات المحلية ليست مؤسسات خاصّة، وتعثرها سينعكس سلباً على المواطنين، وعلى الخدمات المقدمة لهم، خاصّة وأنها الأكثر تماساً مع احتياجات المواطنين من الخدمات المختلفة، وهي من الجهات التي تخضع لقانون مكافحة الفساد، كما أن ذاكرة المواطن حيّة، والانتخابات لا محالة قادمة، وسيكون صندوق الانتخابات وسيلة للمحاسبة والمساءلة، وَلَاتَ حِينِ مَنَاصٍ.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَرْبَعُ حَقَائِقَ عَنْ اَلْأَزْمَةِ اَلْمَالِيَّةِ لِلسُّلْ ...
- اَلْهَيْئَات اَلْمَحَلِّيَّةِ وَالْحَوْكَمَةِ . . . مَا بَيْ ...
- لَا تَتْرُكُوا اَلْعَامِل وَحِيدَاً...
- وَمَضَات نَقْدِيَّةٍ مِنْ سِيسِيولْوجِيا حَالَةَ اَلْحَرْبِ
- إِضَاءَة عَلَى اَلْقَرْضِ اَلْمَجْمَّعِ اَلَّذِي حَصَلَتْ عَ ...
- خَوَارِزْمِيَّات اَلْفَيْسَبُوكْ . . . وَثَقَافَةُ اَلْقَطِي ...
- عمال فلسطين والحاجة إلى حماية اجتماعية عاجلة
- مُقَوِّمَات نَجَاحِ اَلتَّخْطِيطِ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيِّ
- لِمَاذَا تَفْشَلُ اَلْخُطَطُ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ لِلْمُؤ ...
- اَلْهَنْدَرَة . . . رَافِعَةٌ لِلْإِصْلَاحِ اَلْإِدَارِيِّ ف ...
- نَحْنُ بِحَاجَةِ لِقَانُونِ خِدْمَةٍ مَدَنِيَّةٍ جَدِيدٍ
- أَيْنَ نَحْنُ مِنْ اَلْعَدَالَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ؟
- صَافِي اَلْإِقْرَاضِ وَاسْتِنْزَافِ اَلْمَالِ اَلْعَامِّ . . ...
- وَأَفَلَ عَامُ 2022!
- وَمَضَات مِنْ سِيسِيولْوجِيا مُونْدِيَالِ قَطَرَ 2022
- أَيْ نِظَامٍ ضَرِيبِيٍّ نُرِيدُ؟
- لِمَاذَا اَلْمُسَاءَلَةُ اَلْمُجْتَمَعِيَّةُ؟
- اَلْمُوَازَنَة اَلتَّشَارُكِيَّةِ . . . رَافِعَةٌ لِتَطْوِير ...
- اَلْمُسَاءَلَة اَلْمُجْتَمَعِيَّة ضَرُورَة لِتَطْوِيرِ عَمَل ...
- اَلْحَوْكَمَة وَالتَّنْمِيَة اَلْمُسْتَدَامَة فِي فِلِسْطِين


المزيد.....




- توريس يقود برشلونة لدهس فالنسيا وبلوغ المربع الذهبي للكأس
- المؤشر الأوروبي بأعلى مستوى له بفضل نتائج أعمال قوية
- صندوق النقد: صرفنا 1.2 مليار دولار لمصر خلال أسابيع
- أميركا تفرض عقوبات على أفراد وسفن تنقل نفطا إيرانيا للصين
- صندوق النقد الدولي يراقب إجراءات الحكومة الأمريكية وتأثيرها ...
- الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على سفن وأفراد ينقلون النفط ال ...
- نيسان تبحث عن شريك جديد مع اقتراب صفقة هوندا من الانهيار
- 1.146 مليار دولار صادرات إيران إلى سلطنة عمان
- ماذا يحدث إذا اصطدم كويكب -بينو- بالأرض؟
- انطلاق معرض خان ‏الحرير بدمشق في أول فعالية اقتصادية بعد سقو ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - اَلْحَوْكَمَة رَافِعَةَ اَلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِدَرْءِ مَخَاطِرِ اَلتَّعَثُّرِ اَلْمَالِيِّ