صباح راهي العبود
الحوار المتمدن-العدد: 7920 - 2024 / 3 / 18 - 16:24
المحور:
الادب والفن
يگولون غني بفرح .. واني الهموم غناي
بهيمه زرعوني ومشوا .. وعزوا عليّ الماي
يبدو لنا أن الحزن غدا قدر العراقيين ومنذ بزوغ حضارة بلاد الرافدين وما قبلها من عصور ودهور خلت.فقد أدمن العراقيون الحزن نتيجة ما حاق بهم من فضائع وأهوال على مر التاريخ .حتى عُد أحد خصائص الشخصية العراقية وتكوينها السايكولوجي والوجداني. وعلامة فارقة تميزنا عن كل شعوب الأرض , فالعراقيون ينتشون بالحزن حتى في أغانيهم عند الفرح , ويحسون من خلالها بالراحة والهدوء والشجن.ولا يكتمل ذلك الحزن إلا بعد تتويجه بالبكاء. ولم يكن هذا وليد اللحظة بل هو ما ورثناه من السلف جراء ما حل بهم من كوارث البيئة وجغرافية المكان والعواصف وتقلبات الجو وغيرها مما يتركه من خراب وتدمير للديار والمزارع جراء الفيضانات أو شحة المياه في موسم من المواسم , وإن فلتوا منها فستتكفل الأمر قوافل وأسراب الجراد لتفرض نفسها ضيفاً ثقيلاً. وبالترانيم الدينية والمراثي ستكون لهم سلوى.
أن "طابع الحزن في الغناء العراقي هو ارث تركه لنا السلف من سكان وادي الرافدين القدامى يوم كان الغناء والرقص يرتبط بالطقوس الدينية والمعبد. وكان من طقوس العبادة عند السومريين النواح والبكاء على ديموزي ( تموز) وهو الذي ارتبط اسمه بالخصوبة والنبات . وكان الاعتقاد السائد في بلاد ما بين النهرين بأن الحر والجفاف هو سبب موته مبكراً والذي يغيبه ستة أشهر في العالم السفلي فيعلن السكان الحداد في أحد أشهر منتصف الصيف وهو شهر تموز. وخلال ممارسة تلك الطقوس تستخدم الأناشيد الباكية والألحان الجنائزية . ومن هنا أصبح لدينا غناء حزين وايقاع يشبه إيقاعات اللطميات والمراثي الجماعية في وسط وجنوب العراق.
والعراق منذ بدء التاريخ هو ارض خصبة للصراع والمشاكل والظلم . ووجوده على مفترق الطرق بين الغرب والشرق جعله دائما مسرحا للحروب الطويلة التي ذاق ويلاتها أبدا . فقد كانت الساحة العراقية مكاناً للمعارك الدائمة بين الرومان والفرس. وفي أثناء الخلافة الراشدية بسبب وقوعه بين أرض الحجاز وبين أرض الفرس مما جعله دائما البوابة الشرقية للدولة الإسلامية. وحتى عندما أسلمت بلاد الفرس بدأت المشاكل المعروفة بين شيعة الامام علي وبين معاوية المعروفة لدى المسلمين. وما زلنا نعبر عن أحزاننا بفقدان الأعزة في أجواء الرقص الاحتفالي (اللطم) في المناسبات الدينية الحزينة.كما في ذكرى واقعة الطف في عاشوراء وبالأسلوب السومري ذاته. ونبادر إلى ذبح الخراف وتوزيع الأطعمة مجاناً بهدف (الثواب وإحياء ذكر الموتى). وعند الخلافة الأموية تعرض لأقصى درجات الاضطهاد من قبل الحجاج الثقفي وغيره ..
إن احتلال العراق وتأثره بحضارة المغول ( سكان منغوليا شمال جهة سيبيريا) وحضارة التتر (سكان هضبة منغوليا جهة جنوب الصين) .والتقاءهما بالحضارة السورية القديمة ( المليئة بالغناء الديني البيزنطي والسرياني ) . جعلته يتميز تميزا شديدا عن باقي الدول العربية من ناحية الموسيقى . إلى جانب التأثر الكبير بالموسيقى الفارسية التي هي إحدى أعرق أنواع الموسيقى وأشدها تنوعا واحتكاكاً بغيرها من بقية الأنواع .ولعل البرامكة الذين أضحوا لفترة طويلة وزراء في العهد العباسي هم الذين أغنوا الموسيقى العراقية كثيراً. فهم من أحضروا كبار الموسيقيين والفنانين من أقصى الشرق إلى بغداد ، كما أن الحرية الذي منحوها للأدباء والشعراء والموسيقيين برضا من الخلفاء العباسيين جعلت بغداد منارة للفنون بل عاصمة الفنون بدون منازع ولفترة طويلة.
وفي تاريخنا القريب ,وبدءاً من سقوط بغداد ( غزوات المغول والتتر ) وما أعقبها من تسلط جائر وإذلال قاس واحتلال فارسي وعثماني) متكرر ومتتابع بدعوى دينية والذي انتهى بعد الحرب العالمية الأولى. فلا بأس من أن نستعرض الغزوات التي تعرض لها العراق ولفترات زمنيه طويله حسب سنة حدوثها ليطلع القارئ على حجم الظلم الذي عاناه العراقيون .
يقول أستاذ العصور العباسية المتأخرة وتاريخ المغول الدكتور مصطفى هاشم إن قبائل المغول نشأت في وسط بيئة قاسية، فمارست أعمال العنف والتحايل على أسباب العيش، واكتسبت صفات خلقية واجتماعية قاسية جعلتهم أخطر شعوب العالم الذين عرفهم التاريخ في ميدان القتل والتخريب والتدمير.وهؤلاء هم أول من احتل بغداد عام ( 1258م ) بقيادة هولاكو المغولي بعد قتل اخر خليفه عباسي وهو المستعصم بالله.
ثم جاء التتار ليحتلوها عام (1338م) بقيادة حسن الجلائري واستقروا فيها بحدود ثمانين عام , ليعود المغول ثانية بقيادة تيمورلنك ليحتلهاعام (1392م) ,ولم يستقرفيها سوى عامين ليعود التتار بقيادة أحمد الجلائري من جديد .لكن بقاء التتار لم يدم في بغداد سوى ست سنوات ,أي إلى سنة ( 1400م ). حيث عاد تيمورلنك المغولي لاحتلال بغداد.أما التتار الجدد ( قبائل تركية تحت اسم الخروف الأسود والخروف الأبيض ) فقد استلموا بغداد ( من 1411 م ولحد 1508 م) لتنتهي عهود حكم بغداد من قبل المغول والتتار. ولتبدأ جولة الغزوات المتبادلة لبغداد ما بين العثمانيين والفرس, فقبائل الخرفان البيض والسود انتهت سلطتهم باحتلال بغداد من قبل الصفويين بقيادة الشاه إسماعيل الصفوي ولغاية 1534 حيث طردتهم قوات السلطان العثماني سليمان القانوني . ثم عاد الشاه عباس الصفوي ليطرد العثمانيين من بغداد عام 1622(م ) .وأخيراً عاد العثمانيون بقيادة السلطان العثماني مراد الرابع لغزوا بغداد من جديد (1638 م) والاستقرار بها لحين دخول الإنكليز المحتلين بقيادة الجنرال مود عام( 1917 م) الذي أعقبه انهيار الدولة العثمانية فيما بعد.وهكذا تجد العراق وعاصمته بغداد ظلت تعاني ممن لا رحمة في قلوبهم ليبقى العراقيون في عبوس وحزن امتد طويلاً .
(غزوات المغول و التتر) وعلى مدى قرون من الزمن راح ضحيتها ما بين ( 800 ألف – 1,5مليون ) من سكان بغداد فقط (بدخول هولاكو) حرقاُ وقتلاً متروكين على الأرض ,مما سبب انتشاراً للأمراض وخاصة الطاعون لتأتي هذه الأمراض على من تبقى من السكان ,ولم ينج من الموت سوى الهاربين بجلودهم إلى البراري والقفار. وبهذه التراجيديا انتهت حضارة الإسلام في الجناح الشرقي من الدولة العباسية. أعقبها تسلط جائر وإذلال قاس على يد حكام بغداد التي أصبحت جزءاً من الدولة الالخانية التي أسسها هولاكو ذاته . ثم صار العراق ومنذ أوائل القرن السادس عشر الميلادي( 1508) ضمن مملوكية الدولة العثمانية تارة ,والسيطرة الفارسية تارة أخرى وعلى التعاقب . هذا ما فعله العثمانيون والفرس القساة في احتلال العراق الذي انتهى بتسلط العثمانيين بكل ظلمهم وقسوتهم واضطهادهم العنصري ,وحتى سقوط إمبراطوريتهم بعد خسارتهم في الحرب العالمية الأولى. ولم تتوقف لوعات العراقيين عند هذا الحد .فمازال العراقيون يلتحفون بالحزن واللوعة ساعات الليل الطويل ,يتقلبون حزناً على أبطال أعدموا في إثر انقلابات فاشية قادها حاقدون لغرض اغتصاب السلطة. وأعزة مغيبين بتذويبهم بالتيزاب وبغيره. أو مذبوحين نحراً , وآخرون غابوا في إثر انقلابات فاشية , وأحكام حاقدة بالاعدام وحروب عبثية خرجنا منها بعدد مخيف من أولادنا الذين فُجعنا بهم بحرب إيران وغزو الكويت وشهداء المدن بالقصف المدفعي وصواريخ أرض في أثناء انتفاضة الشعب عام 1991 ,وما تركه احتلال البلاد من عساكر دول التحالف الذين دمروا البلاد والعباد, وما ترتب عليه من منح أواغتصاب مساحات كبيرة من كل الجهات الجغرافية الأربع للبلاد .أو ضحايا ( بيان13 الدموي في شباط 1963) ونزلاء نگرة السلمان والزنزانات المظلمة ,وضحايا قطار الموت ,وشهداء سبايكر وضحايا إرهاب داعش والقتل بثقب رؤوس المعتقلين بالدريل ( المثقب),وضحايا الفتن الطائفية التي شتت شمل العراقيين . أو مئات الشباب من الجنسين الذين اغتيلوا عام 2019 في ساحات الشرف التشرينية وضح النهار ( وبطَرَش و خَرَس عالمي ) ناهيك عن آلاف الجرحى أغلبها خطيرة ,إضافة إلى المخطوفين لأنهم طالبوا بحقوقهم المصادرة . أو ممن أبدى رأياً مناف لرأي الحكام الساديين الذين يتلذذون بأساليب القتل المبتكرة تحت مظلة الدين , في دولة يقودها جهلة سراق مارقون . فشعبنا مظلوم كما هم السلف الأجداد بطرق وأسباب طبيعية أو بفعل البشر. فهل يوجد شعب في المعمورة عانى مثل معاناتا ؟ فكيف لنا أن نغني بفرح ,أو نؤدي غناءً أو نعزف موسيقى أريد بها إسعاد الناس في وقت لا نمتلك فيه مزاجاً للسعادة ولا للفرح سوى غناء يكون أقرب إلى النواح والأنين , وعويل لا يشبهه سوى عويل بنات آوى! ؟؟. فالعراقي لا يغني من أجل الغناء بأهدافه المعروفة لدى البشر من أنس وطرب و مسرة وسعادة, بل يعبر عن حالة المازوشية التي تأصلت في ذاته عبر قرون , وما تركته السنون من أوجاع وجروح وآلام جعلتنا دون وعي نميل إلى التلذذ في سماع الموسيقى والغناء الحزين الذي يداوي فيه العراقيون مواجعهم المتراكمة التي سببتها سلسلة المآسي المتواصلة طيلة قرون ثقيلة مرت عليه .لذا أصبحت البكاء المنغم ورقة الحزن العراقية الخضراء المعبرة عن خلجات وطموحات ومعاناة الطبقة الأكثر فقراً وتهميشاً. . تم التدقيق والمراجعة
المطرب المقام العراقي حسين إسماعيل الأعظمي وفي أثناء احتفائه بالذكرى الخمسين لاعتلائه خشبة المسرح وغناء المقام العراقي قال :- "المادة التراثية بشكل عام لا يمكن أن تندثر وهذا ما تؤكده نظريات علم الفولكلور, لأن التراث وليد الجماعة .ومتى انتهى أي مجتمع كلياً، ينتهي كل ما له علاقة بتراثه ( وهذا أمرنادر ما يحدث في التاريخ ). فالمجتمع هو المؤدي وهو الملحن وهو الكاتب".
إن حفاظ الشعوب على ترااثها, وتمسك بثقافتها الأصيلة والتعامل مع الثقافة المهيمنة من خلال الاندماج الثقافي. ففي التراث الموسيقي وجب إعطاء حق لمبدأ اختلاف واحترام الخصوصيات الموسيقية لكل ثقافة, واعتراف بمفهوم التبادل المعرفي, والابتعاد على العولمة والغزو الثقافي المهيمن بطريقة سلبية والذي يسعى إلى تهميش الأصالة والهويات الثقافية لكل مجتمع حيث يؤكد الباحثون في هذه النقطة على مبدأ الاختلاف الذي يمكن أن يمثل مصدر استلهام وتحديث , فمن صفات الحداثة أن يكون الحيز فيها مركب يسمح بوجود تعبيرات مختلفة جنبا إلى جنب, يمثل كل منها نوعا موسيقيا متعارف عليه يمتلك وظيفة تميزه عن غيره.لذا أصبح من الأخطاء التي ترتكبها بعض الحكومات هي حذف أي منحى من مناحي التراث تحت أية ذريعة أو سبب.
في عام 1973 أصدرمحمد سعيد الصحاف المدير العام للراديو والتلفزيون قراراً بتشكيل لجنة خاصة تنفيذاً لأمر وزاري أصدره طارق عزيز وزير الثقافة والإعلام حينذاك. لتدارس ظاهرة الحزن في الأغنية العراقية ،كان حضورها من المعنيين بشؤون الغناء والموسيقى من شعراء وملحنين، وقد تطرق مدير المؤسسة آنذاك السيد محمد سعيد الصحاف إلى ضرورة الابتعاد عن الحزن والإتيان بأغان مفرحة. وكانت اللجنة تتكون من الموسيقار منير بشير رئيساً وتضم متخصصين في فن الغناء والموسيقى والشعر الغنائي من بينهم الموسيقي الرائع كوكب حمزة ,وشاعر الأغاني المعروف جبار الغزي . وقد كلفت هذه اللجنة بفحص ودراسة واقع التراث الغنائي والموسيقي العراقي ,وإيضاح سبب مسحة الحزن الذي تغلفه ومنذ زمن بعيد. والسبب الذي يجعل شعراء الأغنية يجترون الحزن والأسى في أغانيهم التي يكتبونها. وطلب الصحاف من المجتمعين خلع وشاح الحزن كالح السواد, وابداله بوشاح جميل زاهي الألوان. فما كان من الفنان الملحن كوكب حمزة وآخرون إلّا ترك اللجنة من اول اجتماع لها بعد ان أدركوا مهام هذه اللجنة في تكريس الفولكلور البيئي واللعب على التراث من اجل اماتة نزعة الحداثة التي نشطت في تلك الفترة في فنون الغناء والموسيقى العراقية ( جيل السبعيات). طلب الصحاف من اللجنة (( فحص الأغاني القديمة والحديثة التي تثير الحزن واللوعة والبكاء واتلافها بعد أن يتم فحص الأرشيف الموسيقي التراثي برمته ,والاحتفاظ بالجيد منه حسب تعليمات الحزب (القائد). والتوجه إلى اظهار ملامح الفرح والجمال وكل ما يزهي في بلادنا)). وبعد جهود مضنية بُذلت ,وجد المجتمعون أن الأغلبية العظمى من أغانينا التراثية ذات العذوبة والتي لصقت بذاكرتنا هي مرشحة للحذف لما تحمله من وجع وأحزان .وهذا يعني (( وعلى وفق رأي الوزير وامتثالاً لتعليمات الحزب وقرارات الثورة)), أتلاف وحجب الآلاف من الأسطوانات والتسجيلات المصفوفة في أرشيف الاذاعة الغنائي العراقي الشجي التي لا تُقدر بثمن. وليس من السهولة العثورعليها الآن ,أو قل حتى على بعضها.كماغيّبت أسماء مطربين وملحنين عراقيين يهود مشهورين كبار قدموا روائع من الفن الغنائي الخالد الذي برز في المشهد الغنائي العراقي بما حمله من شجن وروعة وعذوبة أطربت العراقيين والعرب ,ومازالت خالدة في أذهان الكثير منهم رغم الاجحاف.لعل أبرزهم صانع الأغنية العراقية الحديثة الموسيقار صالح الكويتي وأخيه داوود,والموسيقار يوسف زعرور,وسليم زبلي,يعقوب العماري, وداوود أكرم. إلى جانب العديد من قراء المقام والمغنين والمغنيات . وإن صادف بث بعض من هذه الأعمال فتنسب للتراث والفلكلور العراقي أو لمجهول تحاشياً من ذكر أسماء الكثير من رموز الابداع الأوائل بقصد لا يمت للإنسانية بصلة. لقد قامت اللجنة المذكورة بمهمّات خطيرة في نحر تراث العراق الغنائي. وتجميد الحداثة العراقية الذي تجلى في وضع العراقيل امام الفرقة السمفونية العراقية التي انطلقت في حينه. واشاعة كل ما هو بيئي بحجة الحفاظ على التراث والاصالة.
وكانت المفاجئة المضحكة ظهور أغنية في أعقاب الاجتماع , كتبها الشاعر جبار الغزي وهو في طريقه عبر جسرالأحرار مغادراً مبنى الإذاعة ,عابراً إلى الرصافة لتنتهي في حانة شريف وحداد في الطرف الآخرللجسر. ثم دسها إلى الملحن المرهف محسن فرحان ليضع لها لحناً شجياً حزين !,وغناها قحطان العطار وحسين نعمة وآخرون.
يگولون غني بفرح , واني الهموم غناي
بهيمه زرعوني ومشوا , وعزوا عليّ الماي
نوبه انطفي ونوبه أشب
تايه بنص الدرب
تايه وأخذني الهوى , لا رايح ولا جاي
يگولون غني بفرح.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دولاب فرني الوكت وخميت الولايات
الغربه صاروا هلي وخِلاني الشمات
ومابين شوگ وصبر, خلصن سنين العمر
يگولون غني بفرح
,,,,,,,,,,,,,,,
احرگ خطوط العتب وانثرها ويه الريح
واذكر محاچي العشگ يابو شعر تسريح
والعمر شمعه انطفت وكل السوالف گضت
يگولون غني بفرح
,,,,,,,,,,,,,...
چنت انا اشوفك گمر, وهلال من بعيد
ولمن وصلتك شفت ,حزنك بيوم العيد
وعرفت ظلمه العمر,وياك يالما تمر
يگولون غني بفرح
وانا الهموم غناي
بهيمه زرعوني ومشوا
وعزوا عليّ الماي
يگولون غني بفرح .
الكاتب محمد الخالدي وفي محاولة حصلت بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية بعام تقريبا نشرفي جريدة الصباح العراقية عن محاولة الشاعر الغنائي البصري طاهر سلمان كتابة نص غنائي قدمه للملحن الكبير طالب القرغولي ليغنيه المطرب الرائع ياس خضر, في محاولة لتوديع الحزن والدعوة إلى الأغاني المبهجة . فلا الملحن نجح في رسم خطوة واثقة نحو الفرح ,ولا الفنان ياس خضر استطاع الخروج بالأغنية إلى فضاء الطرب بعيداً عن البكاء والنحيب.
في هذه الأغنية تكمن المفارقة والطرافة.
وداعا ياحزن ولا توصل بعد
كضينه بدنيتك سنين بلا عدد
صبرنا وعوض الله ... علينا شما صبرنا
بعد ما نرضى بالآه ...يمر يوم بعمرنا
وداعاً يا حزن..............
وداعاً واللي راح ...بعد ميعود ثاني
وبعد مانسهر الليل ولا نحسب ثواني
كفاية تلومنا الناس على حزن الاغاني
وداعا ياحزن ...(اي والله) ... ولا توصل بعد
لم يستطع ياس خضر أن يفرحنا بغنائه، بل كان صوته شجيا حزينا كما عُرف عنه في غنائه السابق.
ولم يوفق في تغير نمطية غناء العراقيين، فبقي الحزن إيقاع الغناء العراقي وقيثارته التي تنوح .
وهكذا نرى أن ما جبل عليه الناس لا يمكنهم تركه بسهولة.
كاتب عراقي / سدني في استراليا
18/4/ 2024
#صباح_راهي_العبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟