أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طه معروف - التحركات الدبلوماسية لا تغطي فشل امريكا في العراق














المزيد.....


التحركات الدبلوماسية لا تغطي فشل امريكا في العراق


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


جربت امريكا وبريطانيا بدائل عديدة في العراق؛ بدءا بأقامة سلطة بريمر وانتهاءا بحكومة نوري المالكي ومشاريعها الطائفية المخادعة التي ادعى انها للمصالحة الوطنية ولكن جميعها بائت بالفشل لكونها مبنية على الاساس العرقي والطائفي ولا تستهدف الا خداع الجماهير العراقية ولم تؤدي إلا الى المزيد من تدهور الوضع الامني . كان إرغام الجماهيرعلى الحضورامام صناديق التصويت من قبل الميليشيات المسلحة في تلك الظروف عنوانا لعملية الديمقراطية. و ضمن سيناريو آخرتبذل الآن اطراف اقليمية ودولية تحت المظلة الامريكية، جهودا دبلوماسية مكثفة ترمي الى جني الاوراق السياسية الرابحة بعد ان تحولت الساحة السياسية العراقية الى مسرح وميدان للصراع ولتصفية الحسابات السياسية. تتمركز هذه التحركات الدبلوماسية في عدة محاور اهمها: المحور الايراني القوي في العراق الذي تسلم رسالة امريكية بريطانية من جلال طالباني خلال زيارته الاخيرة لطهران لطلب يد العون والمساعدة من حكومة احمدي نجاد الاسلامية "لتهدأة الوضع الامني في العراق". وفي محور آخر،جرى الاسبوع الماضي اتصال امريكي سعودي اثناء زيارة تاجر الحروب الامريكية ،ديك تشيني، لجمع الحلفاء ولسد الطريق امام توسع النفوذ الايراني في العراق وفي المنطقة ، و كذلك أستأنفت المحادثات في الاردن بين ملك الاردن و رئيس هيئة علماء المسلمين الارهابية في العراق والمسؤولة عن الجرائم الفضيعة بحق المدنيين، الضاري ، الذي يتمتع بدعم السعودية ومصرايضا، تمهيدا لزيارة الرئيس الامريكي الى هناك غدا .ولكن هل من الممكن ان تحقق هذه التحركات الدبلوماسية اية نتيجة على ارض الواقع في العراق؟ إن البذور العرقية والطائفية الخبيثة التي زرعتها امريكا في العراق وتسقيها أيادي الطائفية والعرقية والتي ادت الى الكارثة الانسانية الراهنة يستحيل تجاوزها بهذه التحركات مثلما عجزت العملية السياسية المخادعة خلال اكثر من ثلاث سنوات عن وضع حجر على حجر في هذا المسار، لسبب واضح ،هو ان الاحتلال مستمرفي العراق. ذلك ان الاحتلال و استمراره هما اساس المشكلة الراهنة و ان القضايا الاخرى التي تتمحور حولها الجهود الدبلوماسية الراهنة ليست سوى نتائج له.
إن التحركات الدبلوماسية الامريكية في هذه الظروف هي شكل من اشكال التوسل السياسي التي تلجأ اليها قوة فاشلة امام قوى اخرى منتصرة في الساحة العراقية وخصوصا الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تحاول فرض اجندتها السياسية كقوة اقليمية منتصرة ليس على نطاق العراق وانما على صعيد المنطقة من فلسطين ولبنان الى افغانستان وما زيارة جلال الطالباني الى ايران إلا لتسلم قائمة مطالب الحكومة الاسلامية الايرانية من قوى الاحتلال بعد ان تحولت الاولى الى القوة المهيمنة في المعادلة السياسية العراقية وتمتلك القدرة الفعلية لتغير المسار السياسي في العراق عبر العشرات من المجاميع الميليشياتية المسلحة وعلى رأسها حكومة المالكي الشيعية الطائفية التي تلجأ الى قصف الأحياء السكنية وقتل المدنيين العزل بحجة تواجد المسلحين فيها في اتون الصراع الطائفي .
ان التحركات الدبلوماسية الامريكية الاخيرة هي حصيلة الفشل السياسي والعسكري الامريكي في العراق وفي المنطقة ولم تأتي الى الواجهة إلا بعد إستنزاف كل الوسائل الأخرى لدى قوى الأحتلال وخروج الوضع العراقي من نطاق السيطرة وبات العنف والأرهاب جزءا من الحياة اليومية للجماهير .
على صعيد اخراعلنت الحكومة الاسرائيلية وقف اطلاق النار مع الفلسطينيين في إطار اللعبة الأمريكية بهدف دعم وإنجاح جهود يبلوماسية امريكية فقط و ليس لسبب آخر وان توقيت هذا الأعلان جاء متزامنا مع زيارة بوش للمنطقة وليس له اية علاقة بحل القضية الفلسطينية .
ان امريكا وسياستها الدموية ونزعتها الفاشية العسكرتارية فشلت في العراق والتأريخ يسجل هذه الأنتكاسة والفشل بوصفها هزيمة ثانية بعد هزيمتها في فيتنام رغم كل الادعائات بإن تجربة فيتنام لن تتكرر مرة اخرى .واذا كانت امريكا هزمت في فيتنام على ايدي المقاومة المدنية التي تعاملت بصورة انسانية مع المجتمع الفيتنامي ولمت شمل جميع الاطراف و عملت على تداوي الجروح ونسيان الماضي و باشرت بعملية البناء، فان هزيمتها في العراق تاتي على ايدي اشد التيارات الارهابية القومية و الاسلامية الرجعية التي تعادي الجماهير حتى النخاع و ستعمل على بناء سلطتها الدينية والإستمرار في حربها الدموية ضد الجماهير المتمدنة.
طه معروف
2-12-2006



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم الاعدام على صدام لا ينهي مأساة الجماهير العراقية
- !كردستان العراق في ظل فشل الأحتلال الامريكي وتحكم البدائل ال ...
- البرلمان العراقي يتعامل -بالحذاء- مع معارضي الشريعة الاسلامي ...
- تصريحات البابا بنديكتوس، تذكي الحرب الارهابية العالمية
- مغزى إستبدال العلم في كردستان العراق وغضب الشوفينية العربية ...
- مؤتمر العشائر-للمصالحة- صور مشوهة للعراق ودليل على غياب الحك ...
- ألإعلام والأقلام المأجورة جزء اساسي من الفساد المستشري في جس ...
- الحروب الأمريكية الأسرائيلية في الشرق الأوسط ،رافعة لصعود ال ...
- حرب لبنان واستقطاب القوى والمحاور الرجعية في المنطقة
- الأحزاب القومية الكردية في تسعى لإستكمال مستلزمات الحرب الأه ...
- هل يمنع استمرار الاحتلال نشوب الحرب الاهلية في العراق؟
- النموذج الامريكي لتحررالمرأة العراقية؟
- أيان هيرسي علي في ميزان الديمقراطية الغربية
- مخاطر الأحزاب القومية الكردية على نضال و حقوق جماهير كردستان ...
- حتمية الخيار العسكري الامريكي ضد ايران
- من الذي يقرر مصير العراق؟
- حول دراسة معهد كارينغي الامريكي؛ المطالبة بمحاورة الاسلاميين
- هل تنحي ابراهيم الجعفري عن الرئاسة هو الحل ؟
- بصدد التصريحات الديماغوجية للائمة الشيعة في العراق
- معارك الجثث هي معارك لكسب الجماهير بأبشع الطرق البربرية


المزيد.....




- كازاخستان تحسم الجدل عن سبب تحطم الطائرة الأذربيجانية في أكت ...
- الآلاف يشيعون جثامين 6 مقاتلين من قسد بعد مقتلهم في اشتباكات ...
- بوتين: نسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- -رسائل عربية للشرع-.. فيصل الفايز يجيب لـRT عن أسئلة كبرى تش ...
- برلماني مصري يحذر من نوايا إسرائيل تجاه بلاده بعد سوريا
- إطلاق نار وعملية طعن في مطار فينيكس بالولايات المتحدة يوم عي ...
- وسائل إعلام عبرية: فرص التوصل إلى اتفاق في غزة قبل تنصيب ترا ...
- الطوارئ الروسية تجلي حوالي 400 شخص من قطاع غزة ولبنان
- سوريا.. غرفة عمليات ردع العدوان تعلن القضاء على المسؤول عن م ...
- أزمة سياسية جديدة بكوريا الجنوبية بعد صدام البرلمان والرئيس ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طه معروف - التحركات الدبلوماسية لا تغطي فشل امريكا في العراق