أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - قصة قصيرة بعنوان /مرايا الوهم














المزيد.....


قصة قصيرة بعنوان /مرايا الوهم


عبد الجبار الحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 18:43
المحور: الادب والفن
    


مرايا الوهم...

كثيرة هي شظايا النفس خاصة عندما أتذكر صورتك التي كدت أحطمها في لحظة شك بأنك رجل تبحث عن الدفئ النفسي في غير صورة من العالم الذي بَنَيته من أجلك، لا ادري كيف تحولت من أنثى عاشقة الى إمراة نالت منها الغيرة والشك كداء الحصبة!؟ لا يفتئان يثيران الحساسية في نفسي فأعمد الى مراقبة تحركاتك، الهاتف الذي تحمله ، الملابس التي ترتديها، العطر الذي تضعه، حتى حلاقة ذقنك في غير مواعيدها كانت موضع شك، غدوت ما لم قد بدوت لك كالكابوس الذي يجثم على صدرك ليل نهار، لكنك كنت عكس كل ما توقعته منك هادئا، باردا، لا يثيرك كل ما أفعله حولك، لم تحاول ان تسألني عما افعله، حاولت مرارا أن أثير حنقك فقط كي استشف من عتابك او ردك علي بأن لا يوجد في حياتك أنثى غيري لكنك قلبت موازين غيرتي حولتي الى عبارات رثاء كنت اراها في عينيك وانت تتأسف الى تحولي المجنون.. حتى تلك الليلة التي وجدتك عازما على الرحيل وانت تمسك بحقيبة ثيابك وقد بلورت وأطرت مللك وجزعك بالقول بأنك ستسافر في رحلة عمل، كنت وقتها قد أدركت تماما أني جرحتك بعمق وغرت في لكز الجرح الذي تقرح ولم يعد تقيه او تشفيه كل أدوية العالم... جن جنوني فصرخت بعد امسكت بيدك كوة الباب لتخرج... ارجوك حبيبي اسمعني للمرة الأخيرة، عاملني مثل أحد المجانين في المركز النفسي الذي تعمل فيه فإن لم تقتنع بقصتي إرحل بسلام حتى لا اطلب منك ان تتراجع في قرارك بل لا تلتفت إلي، اعلم جيدا اني هتكت ستر ميثاق الثقة التي بيني وبينك، و أدرك أني قد زدت في الكيل بصواع الغيرة والشك حتى فاقت العير التي تحمل صبرك الى ان فاضت فصرخت دون صوت أنني نلت من كل موازين الثقة و معايير التعامل الانساني، الكيل زاد وأثقلت كاهلك بترهات الشك، قبل ان تخرج أترك فسحة لي، تذكر من خلالها أنثاك التي أحببت ولا زلت تحب كما أحسب، ساعات كثيرة كنت دميتك و طفلتك المدللة، يا ليتني ما تبعت شيطان الشك في نفسي، اقسم لك لقد أغواني بوسوسته جعل صور الخيانة لوحات فان كوخ او رواية ألف ليلة وليلة حين يعمد شهريار الى نساء قصره، او كما الرشيد الذي ماجن عالم الحريم... رغم أني اعلم جيدا ان عالمك لا يشغله سوى المجانين او ذوي الحالات النفسية... لعلي تأثرت بهم كوني ظننت أنك تعاملني كاي احد المرضى الذين يرتادون المركز النفسي، جنون ما أقول أليس كذلك؟؟ لكن صدقني وانا اقف الان موقفي هذا اشعر بالخجل من نفسي، حتى اني حطمت مرآة زينتي لانها تعكس صورتي البشعة التي بت عليها لا لن أكون كذلك، سأغيرها سأعيد صورة أنثاك الأولى التي احببت حتى انا ونفسي اشتاق إليها، أمنحني الفرصة الأخيرة، ساير غيرتي لأنها من اجلك و أجلي فلا تنسى في بعض الاحيان الغيرة ملح العلاقة الزوجية غير ان اعلم قبل ان تلتفت او تجيب أني جعلت من حياتك مالحة الى حد انك لم تعد تطيقها، ارجوك اترك لي مساحة من العذر، و القي بضفاف مشاعرك على أنسانة هي انثاك، تقبلها على عيبها، عالجها بحنانك وعطفك، ضمها الى صدرك كي تشعرها بالامان و الطمأنينة، من الاخير خذني على قدر عقلي فما تصرفت بغير عادتي فأنا إمرأة غيور على من تحب وتعشق، ها انا بحت مافي نفسي إليك وانت الان صاحب القرار إما ان تصعقني بردة فعلك و تكتب لي وصفة الحياة او أتركني فريسة ظنوني والشك ليأكلني حتى أتخلص نفسي الى الابد.



#عبد_الجبار_الحمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساعة الذهبية / قصة قصيرة
- رعاة البعر / قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان /صندوق حكايا
- قصة قصيرة بعنوان/ حوارات ارباب العصر
- مجسات هلامية / قصة قصيرة
- السبدة / قصة قصيرة
- دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة
- أنامل وقحة/ قصة قصيرة
- تلك حكايتي/ قصة قصيرة
- المتسكع/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان لونلي بيرل ج2
- قصة قصيرة بعنوان/ بيرل الفصل الاول
- ظل العزلة/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان فزاعة القرن الواحد والعشرين


المزيد.....




- -الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا ...
- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...
- مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني ...
- تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة ...
- “Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة ...
- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - قصة قصيرة بعنوان /مرايا الوهم