أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة للآية 56 من سورة القصص















المزيد.....

قراءة للآية 56 من سورة القصص


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7918 - 2024 / 3 / 16 - 22:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ / 56 سورة القصص }

سأورد أولا ، تفسيرا للآية أعلاه ، مع روايات أخرى ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة .
أولا - جاء في موقع أسلام ويب { قال الطبري :- إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ .. قال : ولكن الله يهدي من يشاء أن يهديه من خلقه ، بتوفيقه للإيمان بالله ورسوله . وقال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان: ذكر جل وعلا في هذه الآية أن نبيه لا يهدي من أحب هدايته ، ولكنه هو الذي يهدي من يشاء هداه ، والآية نزلت في أبي طالب أحب النبي هدايته ولكن الله لم يقدرها له . ففي الصحيحين عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال الرسول : يا عم قل : لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟! فلم يزل الرسول يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله ، فقال رسول الله : أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ، فأنزل الله عز وجل : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ . وأنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ..} َ.
* وهذا يعني أن أبا طالب مات كافرا .

ثانيا - قراءة للآية وفق المذهب الجعفري :
أما وفق فقهاء الشيعة فالموقف مختلف تماما ، فقد جاء في موقع / شبكة رافد - العقائد الأسلامية ، التالي أنقله بأختصار .
{ فقد أجمع علماء الشيعة على إسلام أبي طالب تبعاً لأئمّتهم .. وقد نقل العلّامة الأميني عن جماعة من أهل السنّة : أنّهم ذهبوا إلى ذلك أيضاً ، وكتبوا الكتب والبحوث في إثبات ذلك ، كالبرزنجي في « أسنى المطالب » والاسكافي ، وابن وحشي في شرحه لكتاب « شهاب الأخبار » .. بل لقد حكم عدد منهم كابن وحشي ، والتلمساني بأنّ من أبغض أبا طالب فقد كفر ، أو من يذكره بمكروه فهو كافر .. بعض الأدلّة على إيمان أبي طالب :
1 ـ ما روي عن الأئمّة والنبيّ ممّا يدلّ على إيمانه ، وهم أعرف بأمر كهذا من كلّ أحد .. 2 ـ نصرته للنبيّ وتحمّله تلك المشاق والصعاب العظيمة .. ، وتضحيته بمكانته في قومه .. وهو أكبر دليل على إيمانه . 3 ـ استدلّ سبط ابن الجوزي على إيمانه ، بأنّه لو كان أبو طالب كافراً ، لشنّع عليه معاوية وحزبه .. وسائر أعداء الإمام علي . 4 ـ تصريحاته وأقواله .. فإنّها كلّها ناطقة بإيمانه وإسلامه ، ومنها أشعاره التي عبّر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله : « فكلّ هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر .. ومجموعها يدلّ على أمر مشترك ، وهو تصديق محمّد..» . 5 ـ قد صرّح أبو طالب في وصيّته بأنّه كان قد اتخذ سبيل التقية في شأن رسول الله } .
* أي أن وفق المذهب الجعفري ، أن أبا طالب لم يمت كافرا ، بل مات مؤمنا ! .

ثالثا - قراءة أخرى .. وفق رواية / موقع أهل القرآن :
{ جاء فى سيرة ابن هشام ( 2 : 417 ) : رجاء الرسول إسلام أبي طالب ، و حديث ذلك : فقال أبو طالب لرسول الله لم ‏‏:‏‏ والله يا ابن أخي ، ما رأيتك سألتهم شططا ؛ قال ‏‏:‏‏ فلما قالها أبو طالب طمع رسول الله في إسلامه ، فجعل يقول له ‏‏:‏‏ أي عم ، فأنت فقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فلما رأى حرص رسول الله عليه ، قال ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، والله لولا مخافة السبة عليك وعلي بني أبيك من بعدي ، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها ، لا أقولها إلا لأسرك بها ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فلما تقارب من أبي طالب الموت قال ‏‏:‏‏ نظر العباس إليه يحرك شفتيه ، قال ‏‏:‏‏ فأصغى إليه بأذنه ، قال ‏‏:‏‏ فقال ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها ، قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله ‏‏:‏‏ لم أسمع .. } .
* وفق هذه الرواية هناك شك بين أن أبا طالب قال الشهادة / وفق رواية العباس ، وبين أن الرسول قال : " لم أسمعها ".
قراءتي الخاصة :
1 . أن النص القرآني واضح وجلي ، من أن أبا طالب عم الرسول ، لم ينطق الشهادتين ، أي مات كافرا - وفق المعتقد الأسلامي . وحتى أبن أخيه محمدا ، لم تنفع شفاعته له ، بنص القرآن ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ / 113 سورة التوبة ﴾ ! .

2 . ولكن وفق ترقيع شيوخ وفقهاء الأسلام / وهنا نحن بصدد المذهب الجعفري ، يقولون مات مؤمنا ! ، ورأيهم لا يعتد به ، بالرغم مما جاءوا به من حجج ، لأنها حججا واهية ، لا يمكن الركون أليها .

3 . و رجوعا للآية ، أرى أن الآية تفتقر الى المنطق ، حيث أن الآية ، تؤكد على أن " ولكن الله يهدي من يشاء أن يهديه من خلقه " ، فكيف لله يهدي من يشاء ! ، وكان من المفروض أن تكون الهداية ، لمن كان عنده قبولا أيمانيا ، ورغبة في الهداية ، ويأتي دور لله لاحقا في قبول عملية الأيمان ، ولو كان الأمر غير كذلك ، لأنهى الله الخلق من عليين ، بين مهتدي / مؤمن ، وغير مهتدي / كافر ، دون أي دور أو جهد أيماني من قبل العباد .

4 . أن أبا طالب عم الرسول ، كان له دورا مهما في حياة الرسول / حماية وعناية وتربية .. ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، لما كان الله " يهدي من يشاء أن يهديه من خلقه " ، هل هذا يعني أن أبا طالب لا يستحق الهداية / ولو أستحق الهداية لهداه الله ! - بالرغم من دوره مع محمد .. هذا تساؤل .

خاتمة :
أولا . للعلم ليس عم الرسول أبا طالب - الوحيد ، مات كافرا ، بل كل أعمامه ماتوا كفرة ، عدا العباس وحمزة ، فقد جاء في موقع / السيرة النبوية ، التالي أنقله بأختصار ( أعمام محمد الذين ماتوا على الكفر أبو لهب ، الزبير ، عبد الكعبة المقوم ، ضرار ، قثم ، المغيرة والغيداق ) ، كما أن والد محمد / عبدالله ، وجد محمد / عبد المطلب بن هاشم - اللذان لم يشهدا دعوة محمد ، ماتا على الكفر أيضا ! .

ثانيا . مما سبق ، وبالرغم من جهد الرسول في جعل أبا طالب مؤمنا قبل وفاته ، لكنه مات كافرا ! .. من جانب أخر ، كل ما قيل عن محمد قرآنيا ، ومن أنه ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى / 3 سورة القلم ) ، لن تشفع لأبي طالب .. وهنا نتساءل عن شفاعة محمد ، فهل هي شفاعة ربانية / على أعتبار أن محمدا لا ينطق عن الهوى ! أم أن الأمر نسخ و تقاطع نصوص!. أخيرا : تبقى هذه الآية محل خلاف بين أهل السنة والجماعة ، وبين الشيعة .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في حديث الرسول ( أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيه ...
- أضاءة .. للمطحنة البشرية في غزة
- قراءة للآية 219 من سورة البقرة
- تساؤلات .. هل نهب أرث الرسول !
- بين غلو التفاسير والمذاهب وبين عصرنة المعتقد
- قراءة للأسلام كأيدولوجية .. وجهة نظر
- قراءة لحديث - طواف الرسول على نسائه .. -
- أضاءة في موضوعة - الأحاديث النبوية -
- قراءة .. بين قرآن محمد ومصحف عثمان ومصحف اليوم
- قراءة .. للقسم الألهي في سورة الليل
- الدين والحكم والدولة
- تساؤلات بقراءة الآية 3 سورة آل عمران
- قراءة للآية - اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ / 1 ...
- قراءة للآية (عَبَسَ وَتَوَلَّى١أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى&# ...
- قراءة للآية (عَبَسَ وَتَوَلَّى١أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى ...
- قراءة .. للآية 3 من سورة المائدة
- تقاطع القرآن مع الأحاديث حول - المسيح -
- عن موت الرسول محمد ونهاية الدعوة المحمدية
- قراءة في كتب الصحاح بين السنة والشيعة
- ما قيل وما يقال عن الخمر في الجنة


المزيد.....




- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...
- حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص ...
- المئات من الكاثوليك في بيرو وغواتيمالا يحتفلون بأحد الشعانين ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى من باب المغاربة
- مستوطنون يخربون غرفا زراعية في كفر الديك غرب سلفيت
- نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعرب سات
- عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان
- هآرتس: مكافحة الإرهاب اليهودي تثير التوتر وانعدام الثقة بين ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسط تعزيزات أمنية + في ...
- بين فتوى الخميني و8 أطنان يورانيوم.. إيران لا تملك أسرارا بل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة للآية 56 من سورة القصص