أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عبدالله نورالدين - حزب الله في الشارع














المزيد.....


حزب الله في الشارع


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1752 - 2006 / 12 / 2 - 07:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما وعد وهدد، أنزل حزب الله أشياعه ومناصريه ومؤيديه وأتباعه إلى الشارع. ودعا العماد ميشيل عون الجماهير لمواصلة الاعتصام بالشارع إلى حين إسقاط حكومة السنيورة.

طوال ساعات الاعتصام كانت هناك شعارات تحريضية مكشوفة ضد الحكومة تخللها خطبة رنانة من العماد ميشيل عون تلاها دعوة من احد نواب حزب الله للمشاركين بالبقاء معتصمين إلى حين أن يأمر رئيس الجهورية بحكومة جديدة.

كيف يمكن لهؤلاء الزعماء السياسيين من حزب الله وأمل وتيار ميشيل عون وغيرهم أن يواجهوا ضمائرهم إذ يصفون حكومة السنيورة بأنها حكومة غير دستورية وهم خلال حرب تموز كانوا يصفونها بأنها حكومة المقاومة السياسية. كيف لهم أن يصفوا الحكومة بهذه الصفات وهم أكثر من غيرهم يعرفون أن هذه الحكومة هي التي أنقذتهم وأنقذت لبنان من نتائج مغامرة حزب الله الفاشلة. كيف للسياسيين أن يغيروا عباءاتهم بهذه السهولة وهذه السرعة؟

من الواضح لمن استمع إلى هذا المهرجان التحريضي الذي نقلته محطة المنار وبعض المحطات اللبنانية الأخرى أن الشعارات التي أطلقت كانت شعارات بائسة ويائسة بلغت حد الإساءة الشخصية. والتهريج في الشعارات والدعوات إلى حد الابتذال. فإلى أين يريد حزب الله أن يأخذ لبنان والشعب اللبناني؟

في تموز الماضي اخذ الحزب لبنان إلى نفق مجهول أدى إلى دمار كبير وخسائر اقتصادية هائلة إلى جانب الخسائر البشرية التي لا تقدر بثمن.

بالأمس، عندما وجه أمين عام حزب الله ندائه إلى جماهيره ومناصريه للنزول إلى الشارع كان واضحا من خطابه انه لا يقول كلامه من قلبه. كان يفتقد الحماس الذي عرفناه فيه. لم تلمع عيناه أو تتحرك لحيته. ربما كان يوجه تعليماته للأتباع والمريدين نتيجة تعليمات جاءته من الخارج. من دمشق أو طهران كما هي العادة فبدا وكأنه يتحدث بشيء غير مقتنع به، تماما كما يعيد المتهم الاعترافات المفروضة عليه بالقوة. ربما أن السيد حسن نصرالله هذه المرة يعرف نتائج ما يفعل ويستطيع أن يرى الدمار الذي يحدق بلبنان جراء هذا الفعل الأهوج الذي يناصره فيه العماد عون، والمير أرسلان، والداعية فتحي يكن والوزير السابق سليمان فرنجية، وبعض السياسيين اللبنانيين الذين باعوا ضمائرهم للخارج. من اجل هذا كان كلام السيد نصرالله بالأمس باهتا خاليا من الحيوية المعهودة فيه.

ولكن هل ستظل الحكومة اللبنانية صامتة حيال ما يجري من إعاقة للحياة العامة والحياة الاقتصادية للبنان؟ أمام لبنان خيارات محدودة جدا أهونها سيجر البلاد إلى صراعات دموية. والتساؤلات المشروعة التي يتم تداولها هي ماذا سيكون رد فعل رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وقد سمع شتمه بأذنيه. الوضع متأزم وأي غلطة مهما كانت بسيطة ستشعل الفتيل الذي لا يتمنى احد أن يشتعل. الجيش اللبناني في الشارع أيضا والأحزاب الأخرى تسن سلاحها بانتظار لحظة مناسبة.

من المعروف في الديمقراطيات العريقة انه عندما تقوم شريحة كبيرة من الشعب بمطالبة الرئيس أو رئيس الوزراء بالاستقالة وبمسيرات شعبية كبيرة فان الرئيس أو رئيس الوزراء يتخلى عن منصبه نزولا عن رغبة الشعب. لكن الأمر في لبنان مختلف. فهذه المطالبات باستقالة الحكومة ليست ذات هدف ديمقراطي نظيف. بل يقبع خلفها نوايا وأهداف وأسباب مشبوهة أولها وآخرها الارتهان لقرار الخارج هروبا من استحقاقات سوف تكشف المستور. فإسقاط الحكومة أن حدث هدفه إسقاط استحقاق المحكمة الدولية، وإخفاء الحقائق، وإيقاع لبنان ف دوامة جديدة وتضييع الحقيقة التي يبحث عنها لبنان من أكثر من ستمئة وستة وخمسين يوما.

الخوف أن يستقيل السنيورة فعلا من باب انه يريد حقن الدماء، ويقع لبنان في الفراغ الذي سيؤدي إلى الصراع الذي لن يفيد منه احد سوى قوى الخارج. الأسوأ أن تفقد السلطة اللبنانية أعصابها وتأمر بتدخل الجيش لتفريق المعتصمين وبالنتيجة تتهيأ الفرصة للتدخل الخارجي مجددا. فتصدق نبوءة نصر الله الذي قال وعدتكم بالنصر دائما واعدكم بالنصر مجددا وهي المقولة التي ظل المعتصمون يسمعونها. ويكون النصر الجديد هو التدخل الخارجي من جديد. لكن التدخل الخارجي هذه المرة لن يكون سوريا فقط ولحماية فئة ضد فئة، بل سيكون تدخلا دوليا يفتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط ويخلط الأوراق ويعيد رسم الخرائط.

بات واضحا أن ما يريده حزب الله هو إقامة لبنان مختلف يكون هو صاحب الكلمة العليا فيها بحكم انه يملك السلاح ويملك ما يسمي شرعية المقاومة وبالتالي فان كلمته تكون سامية على كلمة غيره من الأحزاب والقوى السياسي. فلا يبدو أن هناك أهدافا واضحة محددة ذات معالم سياسية يمكن قياسها تطالب بها المعارضة في لبنان. فهذه المطالب الغوغائية بإسقاط الحكومة تظل بلا معنى إذا كانت نتيجتها مجرد استبدال شخص بشخص. لم تعلن المعارضة أن لديها برنامجا سياسيا واضح المعالم. هي مجرد اتهامات لا يمكن إثباتها بان حكومة السنيورة تأتمر بأمر السفير الأميركي، فماذا ستفعل أي حكومة قادمة غير الذي تفعله حكومة السنيورة الآن؟

الصوت العالي والتغني بالمآثر الوطنية والشعارات التي تدغدغ عواطف الجماهير لا تكفي لبناء موقف صحيح. ففي النهاية الشعب يريد شيئا ملموسا وإذا ما سقطت الحكومة اللبنانية فإنها ستكون آخر حكومة يعرفها لبنان لان بعدها ستكون هناك حكومات ورئاسات متنافرة ومتناحرة يكون ضحيتها المواطن المسكين الذي يتاجر بقوته السياسيون الساعون لأهداف آنية لا تخدم مصلحة البلاد، ويغوص لبنان في نفق مظلم قد لا يجد منه مخرجا.



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الأردنية ثغرات وأمنيات
- ويفعلون ما يؤمرون
- السباق نحو الهاوية: لبنان، ماا شبه الليلة بالبارحة
- في يوم الذكرى: لن يخفنا الارهاب ولن يوقف حياتنا
- هل اقتربت النار من دمشق
- غزوة منهاتن في الذكرى الخامسة
- انه الإرهاب من جديد
- بعد أن صمتت المدافع: أي نصر وأي هزيمة
- النفق المظلم ومغامرة حزب الله
- أين الله
- مهرجان التحريض والتطاول
- هل وقعت حماس في فخ القاعدة
- الاخوان المسلمون وشعرة معاوية: حانت ساعة الحقيقة
- نقص الإرهابيون واحدا
- فلسطين الى اين
- فرسان الحق مقابل فرسان الباطل
- أسلحة حماس في الأردن والخطاب السياسي للحركة
- هوامش على الاوضاع السياسية الراهنة
- لا حوار مع الارهاب
- عار عليك اذا فعلت جميل!


المزيد.....




- ضد روسيا.. أستراليا تلوّح بـ-أقوى إجراء ممكن- إذا قُتل أسير ...
- انتقادات قانونية لبايدن بسبب نجله
- إنقاذ رجل وكلبه بعد سقوطهما في بحيرة متجمدة في بوسطن
- لقاء مستشاري بايدن وترامب للأمن القومي لتسليم -الشعلة-
- الكرملين: ننظر بتفاؤل حذر إزاء أنباء التوصل لاتفاق بشأن غزة ...
- تيم كوك يكشف عن أول وظيفة له قبل ترؤسه آبل
- أكثر من 3 آلاف معتقل من قطاع غزة يقبعون في مراكز احتجاز في إ ...
- القوة الجسدية والجاذبية الجنسية.. دراسة تكشف سر العلاقة بين ...
- الزيت الأكثر فائدة لكبار السن
- الكرملين يتوقع إبرام اتفاقيات قطاعية مع إيران بعد توقيع اتفا ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عبدالله نورالدين - حزب الله في الشارع