أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - القاص والكاتب /عبد الجبار الحمدي - فلسفة عالم السكر /قصة قصيرة














المزيد.....


فلسفة عالم السكر /قصة قصيرة


القاص والكاتب /عبد الجبار الحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 7912 - 2024 / 3 / 10 - 12:59
المحور: الادب والفن
    


فلسفة عالم السُكْر
همست عقارب وحدته فيما بينها ضجرا من كثرة انتظار, عقفت ذيولا لنفث سموم حول وجه ظلمة نفسها تسكعت الأنا بين بقايا كؤوس من شراب, فاضت بها قناني الهم سكرا لنسيان, أغدقت سحابات دخان مترنحة من أفواه زخات رطبة تحمل معها رائحة اليأس خوفا من الحياة, جلسوا كعادتهم يعاتبون الزمن ويلعنون حظا فارقهم دون رجعة بعد أن ترك العديد ممن عشقوا الحياة وحسبوها تبدأ وتنتهي بطاولة شرب وأفخاذ امرأة تعودوها في كل ليلة وهم يقتبسون من الليل سقفا لطرح أسئلة يعلمون جيدا إنها بلا أجوبة, فقد أمست عقيمة رغم تكاثرها عند الغير, هو ترتسم على فمه علامات اليأس من الحياة, وهم رحبوا قبله بأن اليأس خير نديم لعبارات عتب وملامة, حتى ذات ليلة حين شربوا وطفت في غرف عقولهم فياضانات السُكر, ركبت خلايا من عقله هو قاربا ابتعد عن الواقع مستنجدا ببقايا أناس في سؤال , بعد أن استقام في جلسته استعدادا لتلقيه من عقل بَطَنَ معه شم رائحة الخمر فأعتادها مزاجا لأسئلة تكاد تكون بعيدة عن وعيهم الحقيقي, فقالت له..
هلا قلت لي ماذا تريد؟ بعد أن تسوقت نفسك عجلة تسير إلى ضياع في عالم خبر الواقع جدية في مصير، وهل برأيك أنك ستغير خارطة العالم بانضوائك تحت سقف أحد القارات؟ ألم تدرك أن البقاء حيا هو بمثابة حرب على الذات ونقض إحداثيات المستحيل حتى الوصول إلى غاية الهدف؟ متى تعي ان الحياة هي أبعد من ان تكون بمثابة كؤوس تتراشق حبا في تغير مزاج وهروب من وجع العيش في مجتمع تلبسه الشيطان بأشكال متعددة فاختلطت الصورة وعكست شكلها مقلوبة في شبكية عين، عين ما عادت تميز الحقيقة من الوهم؟ هل نسيت أنكم برادة من بقايا أمزجة أمسكت بالأرواح فأخرجت من تريد الى رحلة أبدية وأبقت على من لا عقل لهم في اختيار ورأي أو تأثير, تركت المحرمات تتراقص على منصات دعر بشكل قانوني لتتسيد هي حولكم موزعة بطاقات بمواعيد غير محدودة في عالم جديد, شعرت الرغبة والأنا حينها أنها تعرت ليقف على بابها طوابير من مشتري اللذة, أنظر إلى نفسك والى من جلس معك يشرب ترياق التخدير إلى الغد, هل تدركون أن برغباتكم تلك يمكنكم أن تحققوا ما تنشدون؟ وهل رغبتكم في التغيير تأتي بمقارعة تصافق كؤوس؟ ما ذنبي وأنا من خلقني الله أسير كل يوم حاملا أذيال خلاياي حتى لا تبتل ذلا من هزيمة, ألا تدرك للحظة أن الله خلقك بعد أن نفخ فيك من روحه, كيف تسمح لنفسك ومن معك أن تلوثوا ما يحرك أجسادكم الفانية ؟!! وحتى لو قلت هذا ليس محور الحديث وغايته, أتراني أطلب منك أن تخبرني عن الأسباب حتى أقرر بقائي معك أم الرحيل؟ لتعيش في خضم صفات لا تحاسب عليها كونك من أصحاب فاقدي العقل والمصير .
حقيقة مُرة أجهزت على كل انتعاشة كنت قد انتشيت بها أليس كذلك ؟؟ وكنت أظنك ستطلب أن أمسك عنق الزجاجة لأخرج أخر قطرة منها حتى أسقي بها ذيولك التي أنقذتها, فقال بعد صمت.. لقد وقعت يا سيدي على جرحي ومن شاركني, فكلنا نصبو إلى غاية هي أن نلغي العقل فينا وإنسانيتنا، نتحول إلى بهائم شاردة تملكتها الرغبة والأنا حتى باتت لا تعمل على التمييز بين الحقيقة والخيال, تأكل لتجتر الموت في أي لحظة، تشرب لتتجرع مرارة خلقها حيوانات بلا عقل، تشعر فيه أنها أفضل من فصائل البشر الذين سكنوا بقعا في أرض الله الواسعة دون وجه حق, بعد أن تربعوا على أرض بموروثاتها ليتسنى لهم رمي الفتات إلى إنسانيتنا التي لوثوها بقرارات وقوانين ذات أسوار شائكة وتسيد, أما بوابات حكم الخروج منها فتكون بتصاريح وشهادة وفاة, ان الهروب إلى عالم الحيوان ليس جريمة بعد أن أثبت إن الحياة في غابة متعددة الفصائل تنضوي تحت ملك أعطى لكل فصيلة أحقية الحياة في أرض الله دون تمزيق المواثيق التي فطرهم الله عليها, فالحياة يجب أن تختلط وتتمازج بكائناتها حتى يتعايش الجميع, فالمصالح لا يجب أن تكون أهم من الحياة الجماعية, أما الفردية في عالم الحيوان لا تؤدي إلا إلى الانطواء بعيدا والموت في غربة, الجميع يعلم جيدا ويدرك أن الحياة في هذا العالم الكوني ما هي إلا مسيرة أيام معدودات, ولا أدري كيف أفصح!! ولم حُب الدنيا ذو لذة والمحرمات فيها أكثر متعة ورونقا, لذا حين خلق الله الحيوان جعله فانيا في الحياة والممات ولا يناله عقاب على فعل أو عمل, لذا ترانا يا سيدي نأمل أن نكون كما هذا النوع لا هم له سوى أن نستمتع بملذات الدنيا, أما العقاب فذاك بحثا أخر, فمن يعلم الغيب ومتغيرات الأشياء في دنيا الله, إن فلسفتنا تقضي أن نحيا لساعتنا هذه ونذم ونلعن المتغيرات ونأمل في طموحات محرمة بعيدا عن بيئة الإنسان, لأننا نشعر إن الإنسانية قد انتحرت في غابر الزمان وتركت إرثها إلى تجار الرقيق, لذا يا سيدي ترانا رقيقا وعبيدا وإن اختلفت الولاة فنحن مسيرون بين عوالم مختلفة القوى ولا يمكنك أن تجزم أن القدر سيستجيب إلى الفقراء ومسلوبي الإرادة, وعليه توصلنا إلى الرغبة في العيش بعالم اللامبالاة ونحاول أن لا نركب سفينة الرغبة التي أبتدعها كاليغولا لنكون مرتزقة الدعر المباح في كسب صولجان محرم .

القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي



#القاص_والكاتب_/عبد_الجبار_الحمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - القاص والكاتب /عبد الجبار الحمدي - فلسفة عالم السكر /قصة قصيرة