|
والمليشيات ... منتخبة ايضاً !!! ..
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1752 - 2006 / 12 / 2 - 09:15
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هناك ثمـة واقع اصيل للحالة العراقية بكل ابعادها المآساوية ... الجميع يتجنب النظر اليه ولو بربع بصيرة ’ كون المليشيات على اشكالها في الدولة والمجتمع منتخبة في 15 / 12 / 2005 ’ وهذا قدراً انتخابياً لا غبار عليـــه .. يقابله تحريراً احتلالياً بكل المقاييس ولا شك في ذلك و.ــ من هل المال حمل جمال .. ــ . ان الذي قاله وكتبه وصرخه الكثير , قال نصف حقيقته بالأمس السيد رئيس الوزراء نوري المالكي " ان الوضع السياسي والأمني القائم في العراق يمثل انعكاساً صريحاً لأرادات سياسية منحرفة ... كما انه انعكاساً لعدم التوافــق السياسي بين الكتل ... وان السياسيين وحدهم يستطيعون انقاذ البلاد ... " . قبلها اشار وكذلك غيره من المسؤولين المنتخبين ( على ان الحكومة مقيدة ولا تملك ارادة مستقلة لصنع القرار السياسي والأمني والأقتصادي ... ) وهذا يعني ’ ان هناك ثمة شريك في صنع القرار لا يمكن تجاوز ارادته’ فبين حانــة قوى التحرير احتلالاً ومانــة المليشيات الدموية المتسلطة انتخاباً ضاعت لحانا واحترقت لحية العراق ’ تلك هي حقيقة العورة والكارثة التي يخشى البعض ويخاف التقرب منها ورفع الغطاء عنها وكشفها للمغلوب على امرهم. بين اصرار الأمريكان ومن يتحالف معهم للأستحواذ على العراق جغرافية وثروات واستراتيجية مستقبلية وبأي ثمن كان ’ وبين جنون تجييش المذاهب وانفلات مليشيات الأسلام السياسي واحزابه وهوس وانغلاق احزاب العشائر والطوائف والأعراق وتهالكها على تقسيم العراق وفرهدته انساناً وتراباً وثروات ’ يحدث كل هذا الذي نراه يومياً في العراق تدميراً للبلد وقتلاً للأنسان وحرقاً للحاضر والمستقبل بنيران همجية الفتنة المقيتة . الثمن الذي تدفعه امريكا وحليفتها بريطانيا والراقصين على طبول الأطماع زهيداً بالمقارنة لمشروع امتلاك الشرق الأوسط كاملاً واخضاع العالم عبر السيطرة على العراق حياً او ميتاً الا من الثروات والجغرافية ’ لهذا لايكلفها التباطيء في خطواتها فوق مصائب العراق حتى انهاك اهله واذلالهم وسلب ارادتهم وردود افعالهم وتمزيق ما تبقى من لحمتهم ثم استسلامهم نهائياً ’ ذلك هو الطريق المفضل لمخطط المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة والعالم. هيجان الأسلام السياسي وانفلات الأطماع الطائفية والعرقية والحزبية والتكتلات العشائرية في ان يأخذ كل حصته من العراق المقتول والمقسم قبل فوات الآوان ’ جعلها تفقد الرحمة والشعور بالمسؤولية الوطنية ازاء العراق وشعبه وتكون شريكاً عبر مليشياتها واجهزتها وفرق موتها في اعادة قتل العراق وتعذيبه والأستهتار بمقدراته وامن واستقرار شعبه . ان التزاوج بين هاتين الأرادتين الشريرتين قد جعل موت العراق وتمزيقه وفرهدته فديته وثمنه . ما كنا نعتقد او مجرد نتصور ان العملية السياسية بمجملها كانت مفخخــة ’ تتفجر الآن بحاضرنا ومستقبلنا ’ وان الدستور مزروعاً بالعبوات الناسفة والديموقراطية ابتداءت ولا زالت مصائداً اصبح الناس ضحيتها ’ والقوائم التي جازفت الجماهيرومنحتها الثقة والأصوات كانت رموزاً مليشياتية بأمتياز ’ نحصد الآن ديموقراطيتها موتاً وفجائعاً وفتنة وتصفيات على الهوية . قوى الأحتلال لا يليق بها الا حثالات المنتفعين والمختلسين والمرتزقة ومعطوبي الضمير من رموز التبعية والوكلاء لهذا حرصت على ان تبعد وتهمش وتطارد وتصفي الوطنيين والشرفاء المخلصين الكفؤوين فنياً وادارياً واخلاقياً من ابناء العراق ’ ولا يناسبها الا مؤسسات حكومية هي مجرد مقرات اركان لأدارة عمليات القتل المليشياتي واثارة الفوضى والفتنة في شوارع المدن العراقية . كان رئيس الوزراء نوري المالكي ومع انه نصف منصفاً ونصف صريحاً ونصف شجاعاً لكنه الأفضل والأجراء والمؤهل قريباً على قولها كاملة ’ عندما اشار الى ان التصفيات المليشياتية المتبادلة للأبرياء من ابناء العراق والمجازر بمجملها ما هي الا نتاجاً للصراعات بين اطراف العملية السياسية ويجب البحث عن المدانين داخل اروقة مجلس الرئاستين والمجلس الوطني والمجلس السياسي للأمن الوطني ومستشاريه وكبار رموزه ’ تلك الكيانات التي يتحرك بعضها بأشارة وارادة المصالح الأمريكية و-بعضها بتوجيهات الطامعين من دول الجوار وبعضها بدوافع الأنانية وضيق الأفق والكسب الحرام بعيداً عن مصلحة الوطن وقضايا الشعب ومستقبل الأجيال . لماذا نحاول ان نبحث عن بقايا كيان للعراق داخل رماد الكارثة ونتوسل وقودها ان يقلل من اشتعاله المنفلت ولم نبحث فينا عن بقايا وطنية وشرفاً وارادة ’ ولم نكف على الأقل عن ان نكون سبباً اضافياً لحريق وطننا وحاضرنا ومستقبل اجيالنا . ايها الجنرالات والرموز المليشياتية للعملية الأنتخابية .. الكبار الصغار’ ماذا تقولون للذين قفزوا على الناسفات وتقدموا تسللاً من بين المفخخات .. ووصلوا.. ورفعوا اصابعهم البنفسجية متوهمين نصراً ... ماذا تقولون لثقة الناس واصواتهم وحليب امهاتكم على الأقل . ايها الجاحدون سليلي العار القديم والخوف القديم والعجز القديم والعنجهيات الكاذبة ... ماذا ستقولون للعراق اذا ما انحرف عن سكة المحاصصات والتوافقات واستعاد وجهته السليمة وعاد وطناً للأمن والأستقرار والأزدهار’ وعاد امة موحدة وخيمة مشتركة وعراق لأهله فقط .. ماذا ستقولون ..؟ اعني جميعكم .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبادرة للتضامن مع الكرد الفيلية
-
مدينة الثورة : شعاع على جبين تموز ..
-
سوريا وايران : خرجتا من دائرة الشك الى الفضيحة .
-
لا تخطفوها ... انها منتخبة
-
لكم عروبتكم ... ولنا عراقنا
-
يا اهل العراق : لا تحرقوا بيتكم
-
شنقاً للبعث حتى الموت
-
وداعاً ابو ماجد
-
الأحتلال .. الطائفية .. والعنصرية : ركائز الكارثة العراقية
-
انه العراق .. يا ايها الأنتم
-
يا عيد مر بينه ...
-
اهمية الأستقلالية لمنظمات المجتمع المدني ...
-
محاكمة الطاغية بين القاضي والقاضي ...
-
اوقفوا عجلة موتكم يا اهل العراق
-
مزروع انا بديرتي ...
-
سأبصق في وجهي فقط ... ؟؟؟
-
الأستاذ حمّزه الجواهري : فدراليات .. ولكن ؟
-
ام الكوارث : معقدة جداُ ..
-
دعوة لمن لا يستحقون وطنهم
-
البديل الوطني الديموقراطي.. ما العمل.. ؟
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|