أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - سلّم على النرجسات - الطب النفسي التجميلي 2-














المزيد.....


سلّم على النرجسات - الطب النفسي التجميلي 2-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 7910 - 2024 / 3 / 8 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


رحمة التفاصيل تخفف عنّا وطأة ما حدث.. تفاصيل انتهاء علاقتك مع شخص كنت له أخاً، صديقاً، أباً، أماً، معلماً وسنداً…
ثم يأتي يوم، يطعن فيه ذكرياتكما قبل ظهرك.. وفي ودك قبل شخصك..
تعطي فرصة أخرى.. وتتناسى.. فتأكل طعنة أعمق..
فتمضي في طريقك، محدودب الظهر، حزيناً كنرجس ثقب الأرض الثلجية، فداسته حوافر قطيع غادر..
تسمع مما قاله عنك ما يُخرِس مبرراتك، وعندما تتجاوز قلة الأصل عتبة تحملك، تمسح جبينك، تشد ظهرك، و تنسى.. كأنه لم يكن، لم يكن.
أما عملك الخيّر، فهو سبب من أسباب نجاحك واستمرارك، فلا تندم أبداً.. وسلّم على النرجسات.

كل عام في الطب النفسي، عرفت الناس أكثر، فقدمت مبررات أكبر..
عرفت أن الحكمة في ألّا تنفعل، وأن العقل في ألّا تندد وتشجب…
الموقف الحقيقي يكون عندما تجد للمشكلة حلاً، أو أقلها تساند من يحاول حل المشاكل، بدلاً من انفعالات عقد النقص.

عقد النقص هي فراغات في صراعات لاوعيك، لم تصل وعيك لأسباب كثيرة، فتحولت إلى مناطق مخيفة مظلمة، إن سلط أحدهم -عن قصد أو من دون قصد- نوراً عليها، اختل استقرار وعيك بالقلق واضطرابات المزاج.
كلّما عرفت لاوعيك أكثر، كلّما سلّطت نور بصيرتك على تلك المناطق، فامتلأت بفهم وتبرير لما حدث، وبالتالي انحلت العقد. وينعكس ذلك على وعيك ومزاجك، فتصبح نموذجاً عن الشخص المطمئن.
المطمئن قد يكون مرحاً وقد يكون هادئاً.. لكن المتشائم السوداوي حتماً غير مطمئن، وعندما نقول هذا لا نعيب أحداً، فكلنا في مرحلة ما، سنعاني في هذه الحياة، ومعاناتنا لن تنتج طمأنينة في غالب الحالات.

الشخص الانفعالي الغاضب، يخبرك أن فجوات لاوعيه تبتلع أية فرصة لتمتين صداقة جديدة أو الحفاظ على صداقة قديمة، خاصة إن كان الصديق يضىء بنجاح معاكس تماماً لفشل الشخص الانفعالي.
إن كنت الشخص الانفعالي، ففكر في مراجعة الطبيب النفسي، قد يكون في ذلك مفتاح سعادة لم تعرفها قبلاً.
وأن كنت الصديق المضيء،، فالقاعدة السيترينية في الصداقات:
سامح في المواقف البسيطة دائماً.
أما في طعنات الظهر، سامح مرة دون اعتذار، وسامح الثانية إن اعتذر، أما الثالثة إن حدثت، فلن تسامح نفسك، الأفضل أن تنسحب.


*****************

لا نعرف الله إلا عند الشدة، ولا نبقِ على الأصدقاء بعد الشدة، ننكر المعروف، نبصق في ذكريات صنعتنا، نحوّل ماضينا إلى مستنقع، فيتسع كل من كان فيه.. هكذا قال السذج.

المصيبة أننا نرى الجوع المادي، ولا نرى الجوع المعنوي..
الجوع المعنوي للخلق الكريم، للطيبة، لرد الجميل وللعرفان… الطفل جائع في البلاد الغنية أكثر من جوعه في بلاد العالم الثالث!
تزوجت إحدى معارفي مرة أخرى بعد طلاقها من ذكر شرقي منفوخ كديك حبش بقي حياً بعد عيد الشكر.
من أبشع ما حدث بعدها أن أولادها حوّلوا هويتهم، ويكتبون اسمهم في المدرسة بلقب الزوج الجديد، مع تهليلها وتعليلها للفكرة.
كنت أراها وقد تحولت من إنسانة هادئة لطيفة، إلى شخص فاجر، انفعالي، غاضب، ناقم، ومتشائم…
-هذه ليست هي، قلت في نفسي.. و حاولت -قدر الإمكان مساعدتها، لكن ما تفعل طيبتك أمام خبث ذكر شرقي، قرر نسف ماضي زوجته بما فيه.

في إحدى مشاحناتها معهم، قالت لي:
-أجزم أن فيهم مشاكلاً نفسية..
أجبتها لا، فأعادت: أنا متأكدة.. لا نعرف كيف نرضيهم…

حزنتُ جداً.. فالأطفال ضحية زوج الأم الذي ابتلع شخصيتها وكيانهم معها، إن حدث معهم مرض نفسي كالاكتئاب، القلق أو اضطرابات الأكل والشخصية مستقبلاً، فمن أهم الأسباب: الأم وزوجها الآن.

تنتهي حكايا الطلاق العربية بالتشهير، الإهانات و الذل..
هذا ينم عن شديد الحب ما قبلها، لكن ما يقتل فعلاً هو الإلغاء.
لا تلغِ أم أولادكَ ولا تلغي من كان يوماً شريكَ حياتكِ من حياة أطفاله، هذا إن كنتم فعلاً مهتمين بمستقبلهم لا أنكم تحومون حول نرجسية طرف جديد.

إنّ اسم الطفل جزء من كينونته، فإن أنتِ قبلتِ بأن يبدأ طفلك بقص كيانه ليسع قالب حياتكِ الجديد، من المريض نفسياً؟
بالمناسبة المرض النفسي ليس وصمة عار، الشخصية النرجسية ليست مثاراً للخجل.
الحكمة تقتضي أن تعرف لاوعيك وتعرف خلّة شخصيتك، ثم العمل على أن تكون شخصاً أفضل.

ستقول لي:
-أنا بخير، لمَ أطلب العلاج؟
وأجيبك:
-هل من حولك بخير؟ هل أطفالك بخير؟

يتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبائل الإثني عشر -الاثنين والعشرين -الطب النفسي التجميلي 1 ...
- حورية الماء اليمنيّة -أسباب طلاقي 4-
- النرجسيّة السرطانيّة - أسباب طلاقي 2-
- عقد الذنب -أسباب طلاقي 1-
- مبررات الإيمان - أنت كما تحلم أن تكون 12-
- شواهد الحبلاس - علي السوري الجزء الخامس 1-
- فن الرد - فضائح صغيرة 6-
- عدوّنا واحد - فضائح صغيرة 5-
- كلنا آلهة - أنت كما تحلم أن تكون 12-
- الفن مات -فضائح صغيرة 4-
- حتى صار الملك آخر قطعة -فضائح صغيرة 3-
- دوبامين -فضائح صغيرة 2-
- فضائح طب نفسي صغيرة - دليل تشخيصي بروكرستي 1-
- بين الشوكولا مو والأمراض النفسيّة غير القابلة للعلاج - في ال ...
- دعني أحلل شخصيتك مجاناً -في المسكوت عنه 9-
- تعلّم عن رغباتك الجنسيّة - في المسكوت عنه 8-
- هل الخيانة مرض نفسي؟ -في المسكوت عنه 7-
- أكيتوبريخو 6773 -في المسكوت عنه 6-
- قمْ للمعلم واحكِ التفاصيل - في المسكوت عنه 5-
- زلزال: لا للسيف، لا للضيف ولا لغدرات الزمن - في المسكوت عنه ...


المزيد.....




- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - سلّم على النرجسات - الطب النفسي التجميلي 2-