أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احمد زكي - الحجاب: ناعسة وايوب المصري














المزيد.....

الحجاب: ناعسة وايوب المصري


احمد زكي

الحوار المتمدن-العدد: 1752 - 2006 / 12 / 2 - 09:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


احتجاج جاك سترو على نقاب المرأة البريطانية المسلمة، ورفض بعض عمداء الجامعات المصرية قبول استضافة الطالبات المصريات المسلمات المنقبات في المدن الجامعية للطالبات، وهجوم صحافة زين العابدين بن علي صاحب تونس على المنقبات المسلمات التونسيات، تلك هي بعض من ردود الافعال الكثيرة ضد ظاهرة عامة تجتاح ليس فقط هذه البلدان الثلاث ولكنها ظاهرة تجتاح كل مكان على الكوكب توجد فيه نساء وفتيات بل وربما طفلات مسلمات؛ حجبن على الاقل شعورهن عن العلن.

شاهدت على قناة فضائية بأم عيني احتفالا اقيم في الصومال بمناسبة افتتاح ميناء شعبي بسيط كان مغلقا طوال سنوات الحرب الاهلية هناك. افتتح هذا الميناء بعد امتداد سيطرة اتحاد المحاكم الاسلامية على تلك البلدة الصغيرة. وقد أمٌ هذا الاحتفال تقريبا كل البشر الاحياء فيها. كانت نساء وفتيات البلدة كلهن ما بين محجبة ومنقبة! طبعا وسط الفقر المدقع في الصومال، الذي لا ينكره احد، يجب ان يتعجب المرء من اين تأتي المرأة الصومالية بثمن كل هذه الاطوال من القماش، او على حساب اي ضرورة من ضروريات البقاء على قيد الحياة اشترت الام الصومالية او الاخت الصومالية او الابنة الصومالية هذا الكمية الكبيرة من الاقمشة لتحجب نفسها؟

لذا، الشاهد ان الاغلبية الساحقة من النساء المسلمات قد قررت اخفاء شعورهن (اساسا) ان لم يكن جسدهن ايضا عن العلن. من الصومال وافغانستان افقر بلاد المسلمين الى اغناها كدول الخليج. من البلاد التي لم تكد تقطع شوطا واحدا ملموسا بعد للحاق بالمسيرة الانسانية المعاصرة كافغانستان، الى تلك البلدان التي قطعت اشواطا واشواط كتركيا ومصر والشام والعراق والمغرب العربي وايران الخ الخ. بل ان المهاجرات من الجيل الاول او الثاني الى المراكز العالمية للحضارة الانسانية: اوروبا وامريكا الشمالية واستراليا الخ، تتخذ اغلبيتهن نفس القرار.

وقد يسألك سائل لما الاستغراب والدهشة ازاء تلك الظاهرة وانت اذا ما جرت اي انتخابات ديموقراطية نظيفة في بلد اسلامي ستجد اصواتا لها وزنها الملموس تعطي لتيار من تلك التيارات التي يصطلح على تسميتها تيارات الاسلام السياسي. وهي تيارات من اكثرها اعتدالا الى اكثرها تطرفا لا تتبنى اي خطط او برامج ملموسة للتصالح مع العصر وما بات يحمله الفكر البشري الانساني العام من قيم ومثل.

ورغم سلامة هذه العبارة (غلبة التيارات الاسلامية على الشارع في المجتمعات الاسلامية) الا انها ليست اجابة على السؤال؛ بل ربما هي نفس السؤال ولكن بطريقة اخرى. فكما ان قرار النساء المسلمات الجماعي يتنوع بين اخفاء الشعر في صورة حجاب وبين اخفاء الشعر والوجه والجسد في صورة نقاب، كذلك قرار الشعوب الاسلامية، اذا ما ترك لهم القرار، يتنوع بين اختيار تيارات اسلامية معتدلة (مثل الاخوان المسلمين..) او متشددة (الجهادية...)، وكلا الموقفان يعبران في الاخير عن نفس الاحتجاج المتشبس بالماضي والرافض للتعامل مع العصر بما وصل اليه من قيم.

من المعروف انه اذا طرح السؤال بطريقة معينة قد يمكن عندئذ اجابته، والعكس اذا طرح نفس السؤال بطريقة اخري قد تصبح اجابته مستحيلة. من هنا سؤال: "لماذا تخفي النساء المسلمات شعورهن على الاقل (حجاب) ان لم يكن اجسادهن كلها (نقاب)؟" لو طرحناه بطريقة اخرى مثل: "لماذا قررت النساء المسلمات التوقف عن محاولات متابعة المسيرة الانسانية والالتحاق بها؟"، هل يمكننا ان نجد للسؤال اجابة.

مقترح اجابة!

يقص القرآن حكاية نبي الله ايوب من زاوية مختلفة تماما عن الزاوية التي يرويها بها التراث الشعبي المصري.

البطل في القصة القرآنية هو الرجل؛ النبي ايوب، الذي صبر على مرضه الشديد ولم يكفر بدينه وربه. تمسك ايوب بما يؤمن به وثبت عليه، رغم ان البلاء استمر معه زمنا طويلا، ورغم ان البلاء استنفد ماله وجاهه واعوانه حتى بات وحيدا فقيرا لا حول له ولا قوة. وطبعا في نهاية هذا الامتحان العسير الطويل يقول القرآن ان الله كافأه على ثباته وتمسكه بما يؤمن به مكافأة حسنة فرد له صحته وعافيته وماله واعوانه. والله خير الرازقين.

ولكن البطل في القصة الفلكولورية المصرية (التي سجلتها الاذاعة المصرية في صورة اوبريت غنائي شهير كان يذاع كثيرا في الستينات) هي ناعسة امرأة ايوب، التي لم يأت القرآن على ذكرها؟! حقا ذكرت الحكاية الفلكولورية تفاصيل الحياة الجميلة التي كان يحياها ايوب المصري قبل مرضه، بما امتلكه من ضياع وبساتين ومال ودور وماشية واغنام ودجاج وعبيد واعوان. ولكن الحكاية الشعبية ركزت على ان ما كان لدى ايوب من اسباب الحياة الجميلة ايضا زوجته ناعسة.

اعطت الرواية لناعسة غير اسمها الدال على انها صاحبة عيون جميلة ناعسة، اعطت لها شعرا طويلا رائعا كان مثار حسد كل نساء البلدة، يتمنين لو انه لهن.

وحين تصل الرواية المصرية الى نقطة ذروة الدراما القرآنية في قصة ايوب بمرضه وضياع دوره وجاهه واعوانه، مع ثباته على ايمانه وصبره، ينتقل الراوي الشعبي الى ذروة درامية اعلى، حين تحمله زوجته الوفية في قفة على ظهرها وتتنقل به طلبا للعلاج والتداوي، ولا تتركه مثل بقية من كانوا عنده وتركوه.

وبعد ان اعيت السبل ناعسة لقضاء نفقات علاج جسد زوجها المقروح، بدأت تسأل الناس المساعدة. وهنا نصل الى ذروه اعلى واعلى في الدراما الشعبية! طالبت نساء القرية ناعسة ان تبيع شعرها لهن نظير ما تحتاجه من نقود لعلاج زوجها.

باعت ناعسة شعرها لتأتي بالعلاج الذي سوف يشفي زوجها من المرض... تخلت عن اجمل ما لديها لتأتي بنفقات علاج رجلها...

فماذا تستفيده ناعسة من اجمل شعور الارض وزوجها كومة من اللحم والعظام في قفة، مريضا مقروحا ثابتا على ايمانه؟

والان في زمننا الحاضر، لماذا تتخلى نساء المسلمين عن شعورهن؟! لابد ان يبحث الرجال المسلمون عن اجابة وعن حل...

٢٠ اكتوبر ٢٠٠٦.



#احمد_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد لليسار.....
- حرب لبنان: وماذا بعد انتقاد الخطاب اليساري القومي؟
- دراسة حالة في سبيل الاشتراكية الثورية
- الغاز اغتيال الشيخ ياسين
- بعض تأملات في بعض ذكريات التاريخ الحديث لمصر...الديموقراطية ...
- مبادرة جماعة المرشد العام للإخوان المسلمين للإصلاح الداخلي ف ...
- متاهة هاييتي
- يتذكرون بول بوت، ويتناسون من دعموه
- الأناركية، أو الحركة الثورية في القرن الواحد وعشرين
- مساحة حرية: منتدى المرأة العالمي
- نحو أناركية أخرى
- الأناركيون الجدد


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احمد زكي - الحجاب: ناعسة وايوب المصري