أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر عبد المهدي صاحب - من أوراق مذكراتي الليبية - موقف محرج ومهلك من الوزن الثقيل














المزيد.....

من أوراق مذكراتي الليبية - موقف محرج ومهلك من الوزن الثقيل


جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)


الحوار المتمدن-العدد: 7908 - 2024 / 3 / 6 - 09:15
المحور: كتابات ساخرة
    


من أوراق مذكراتي الليبية
موقف محرج ومهلك من الوزن الثقيل

قليلة هي المواقف المحرجة العصيبة ولكن الإنفلات منها يحتاج الى رد لبق سريع ...فقذ تعرضت مطلع عام 1991 لموقف سياسي محرج لا احسد عليه بل ربما بسببه أروح (بستين داهية)..
ذلك في اليوم الأول لدخولي مدينة الزاوية الليبية قادماً من بلغراد عاصمة جمهورية يوغسلافيا السابقة ... والموقف المحرج كان من تصميم وانتاج ابنتي الوحيدة (رغد)، وعمرها كان يومذاك أقل من ستة أعوام.
فقد قبلت طلبات تعييننا في كلية التربية – جامعة 7 أبريل (حالياً جامعة الزاوية) أنا وزوجتي الدكتورة وسن عبد الرزاق حسن. وحسب توجيهات مكتب اعضاء هيئة التدريس في الجامعة، عرفنا بأن علينا القيام بالإجراءات الإدارية المتبعة ومنها الذهاب الى المجمع الإداري...لكننا لا نعرف اين يقع المجمع الإداري؟.
كان مكتب أعضاء هيئة التدريس يُدار من قبل أستاذين فاضلين، يتمتعان بروح عروبية طيبة وتعامل إنساني مهذب هما إبراهيم شكشك والعجمي إبراهيم. وقد طلبا من أحد الدكاترة المراجعين أن ينلقنا بسيارته، وهو في طريقه، الى المجمع الإداري الذي يقع في نفس شارع الجامعة (شارع جمال عبد الناصر)
تبرع أحدهم ، بنقلنا بسيارته، وكان واضح لدينا انه دكتور (ثورجي)، عرفنا ذلك بجلاء من سياقات حديثه الذي يردد فيه وبشكل ممل عبارة (مكتب الإتصال) مثل: عرفت من مكتب الاتصال... كنت في مكتب الإتصال.. او ذهبت الى مكتب الإتصال... او التقيت في مكتب الاتصال. المقصود منه مكتب الإتصال لحركة اللجان الثورية وهي التنظيم السياسي الوحيد في البلاد. تبرع بنقلنا مشكوراً بسيارته انا والدكتورة وطفلتنا الى المجمع الإداري القريب جداً من مبنى الجامعة لكننا لأول مرة نحل في المدينة التي نجهل شوارعها تماماً.
هذا الشارع المحوري في المدينة مزدحم أغلب النهار مما يعني ان السرعة فيه لا تتجاوز حداً معيناً. كانت السيارة التي نقلها (سيارة زميلنا) تسير أمامها سيارة بيجو خيمة، اي (بيكاب بالعراقي) وهي تحمل جملاً ضخماً جداً. ...ركزت الطفلة رغد على البعير العملاق ونطقت جملة صعقت أذنا الزميل الليبي.
قالت الطفلة (وهي تشير الى البعير الشارف): هذا أبو القذافي!
انتفض صاحبنا وقال: ماذا تقول الفرخة؟ ماذا قالت؟
تدخلت على الفور لأخمد الفتيل الذي شعلته رغد، وقلت له: الطفلة لا تجيد العربية بشكل طليق، وتوجهت لرغد وسألتها باليوغسلافية وبهدوء: كيف هذ البعير ابو ذاك؟ فاجابتني بكل براءة وعرفت اللغز.
توجهت فوراً الى الرجل وقلت له: دكتور قبل سنة جاء العقيد القذافي الى بلغراد حيث حضر اجتماع قمة عدم الانحياز. ومعه ثلاث نوق شرب منها الحليب وعند حلول عودته تبرع بها الى حديقة حيوان بلغراد... اصبحت تلك النوق مكسباً كبيراً للحديقة فأخذ الناس يتوجهون لرؤيتها في بلد يخلو من الجِمال تماماً. وخصوصا الأطفال الذين لا يكتفون بزيارة واحدة ومنهم رغد التي زارت الحديقة مرات عديدة.
فالطفلة لا تعرف أن تعبر فهي تقول هذا البعير كبير وهو أب الأباعر الصغار (بعران القذافي).
الحمد لله اقتنع الزميل (الدكتور الثوري) ومرت القضية بسلام. وفي الحقيقة يبدو انه قدّر براءة الطفلة وصدق نقلنا للصورة كما هي....وبارك الله فيه ولو كان شخصاً آخر وبروحية مغايرة لحصلت لنا كارثة على (الفاضي)...ربنا ستر.
وفيما بعد اخذت أقص هذه القصة للاصدقاء الذين أثق بهم مثل الحاج المرح رجب شطوش ود. حسين الرميح ود. حسين شفشه ورمضان الجامع ود. بلقاسم خماج ود. الهادي المغيربي ود. عبد الله الترهوني و د. سالم الزروق وعبد الحميد الذيب ود. مصطفى خشيم و د. علي حمزة وجمال اشكندالي ومحمود فحيل البوم والسوري الورشفاني و حافظ جنزور ورمضان المقرحي والحاج محمد ضو وغيرهم.
ونحن خلال مدة اقامتنا الطويلة في ليبيا لم نتدخل في الشؤون الداخلية للبلد ونحترم ونقدر الضيافة ونقدر المجتمع والبلد الذي ضمنا في ربوعه في ساعة الشدة.
موقف محرج نادر من بين ألوف المشاهد الجميلة والعلاقات الطيبة التي عشناها مع أهلنا الليبيين الطيبين. أ.د. جعفر عبد المهدي صاحب.



#جعفر_عبد_المهدي_صاحب (هاشتاغ)       Jaffar_Sahib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً أيها المفكر والأكاديمي والمناضل اليساري والناقد الأدب ...
- رحيل مفكر عربي كبير وأستاذ جامعي مرموق
- مداخلتي في ندوة الحوار الديني والإنساني
- في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الخالد مظفر النواب
- درس في المعاملات - كيف تقلب عدواً الى صديق؟
- الذكرى الثانية عشر لرحيل العلامة الأستاذ الدكتور فوزي رشيد
- حذاري من مستنقع الطائفية البغيض هل صحيح أن سفير العراق في صر ...
- من عشاق اللغة العربية البروفسور الصربي د. رادى بوجوفيتش
- صانعو القرار السياسي الخارجي الأمريكي وعقدة أوديب
- رحيل كوكب أكاديمي عربي ليبيى ساطع في سماء الطب العربي المعاص ...
- دروس وعبر من التاريخ
- لعنة البيروسترويكا: صعود غورباتشوف بداية النهاية لدولة عظمى
- عرض كتاب الدكتور عبد الحميد الصائح، الإعلام وتشكيل الرأي الع ...
- مشروع جعفر لانقاذ رئيس الوزراء
- واطرابلساه
- لكي تبقى أمة العرب حية - الاجتهاد ليس حكراً على المعممين
- عرض كتاب: نفحات نجفية للدكتورمحسن المظفر
- أيها العراقيين انقذوا العراق قبل ضياعه
- الصداقة العميقة لن تتبخر بمرور العقود: زاهد والصائغ نموذجاً
- من مذكراتي الليبية - عبد الله الحجازي وكلمة السر


المزيد.....




- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر عبد المهدي صاحب - من أوراق مذكراتي الليبية - موقف محرج ومهلك من الوزن الثقيل