أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء السابع)















المزيد.....


بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء السابع)


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7905 - 2024 / 3 / 3 - 14:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


السنوات الأولى للجمهورية السوفيتية

بمجرد الفوز بالسلطة، ركزت جهود لينين والحزب البلشفي على مهمة بناء الاشتراكية، ولكن لتحقيق هذا الهدف كان من الضروري حل مشكلة مركزية: إنهاء الحرب. وكان أول مرسوم للدولة الاشتراكية الوليدة هو مرسوم السلام، الذي بدوره أرسى سياسة الصداقة مع جميع الشعوب. لم تلق الجهود التي بذلتها الحكومة السوفيتية باتجاه حكومات فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة لبدء مفاوضات مشتركة مع ألمانيا أي رد، ممّا أجبر روسيا على فتح مفاوضات مباشرة مع ألمانيا.
في مدينة بريست ليتوفسك الواقعة على الحدود الروسية البولندية، انتظم مؤتمر السلام في ديسمبر/كانون الأول عام 1917. وتم تكليف ليون تروتسكي (مفوض الشعب للشؤون الخارجية) بالتوقيع على السلام، حتى لو كان في ظروف صعبة بالنسبة لروسيا، لأنه كان من الضروري المرور الى تنفيذ البرنامج الاشتراكي. علاوة على ذلك، أدرك لينين أن حركة تحرير ألمانيا ستلغي في المستقبل القريب معاهدة بريست ليتوفسك. ومع ذلك، فإن سياسة تروتسكي الانتحارية "لا سلام، لا حرب" دفعته إلى رفض التوقيع على معاهدة السلام بل وأبلغ الألمان أن السوفييت لن يشنوا حربًا وأن تسريح جيشهم سيستمر. وهو ما شجع ألمانيا للهجوم مجددا على روسيا. خلال المناقشات حول هذا الموضوع داخل قيادة الحزب، أكد لينين على أن تروتسكي وبوخارين "ساعدا بالفعل الإمبرياليين الألمان وأعاقوا تقدم وتطور الثورة في ألمانيا".1 كلفت خيانة تروتسكي وبوخارين الجمهورية السوفيتية الناشئة غاليًا. إذ انفصلت لاتفيا وإستونيا وبولندا وأوكرانيا عن الجمهورية السوفييتية وأصبحت دولا تابعة لألمانيا2.
في مارس 1918، قرر المؤتمر السابع للحزب تغيير اسمه إلى الحزب الشيوعي (البلشفي) الروسي، كما اقترح لينين بالفعل في أطروحات أفريل (1917). في أفريل 1918، نشر لينين كتيب "المهام المباشرة للسلطة السوفيتية"، والذي وضع فيه المبادئ التوجيهية العامة لبناء الاشتراكية، حيث يقول إنه “يجب أن نأخذ في الاعتبار أنه لكي نحكم بنجاح، علينا، بالإضافة إلى معرفة كيفية الإقناع، بالإضافة إلى معرفة كيفية الانتصار في الحرب الأهلية، معرفة كيفية التنظيم بطريقة عملية. هذه هي المهمة الأكثر صعوبة، لأنها تنطوي على تنظيم بطريقة جديدة للأسس العميقة لحياة عشرات وعشرات الملايين من الناس، أي الأسس الاقتصادية. وهذه هي المهمة الأكثر متعة على الإطلاق، لأنه فقط بعد إنجازها (في جوانبها الرئيسية والأساسية) يمكننا القول إن روسيا لم تصبح جمهورية سوفيتية فحسب، بل أصبحت أيضًا جمهورية اشتراكية.
ويؤكد لينين في نفس النص أن “لدينا في جدول أعمالنا مهام استعادة القوى المنتجة التي دمرتها الحرب وحكومة البرجوازية؛ شفاء الجراح التي سببتها الحرب والهزيمة العسكرية والمضاربات ومحاولات البرجوازية استعادة سلطة المستغلين التي تم الإطاحة بها ؛ رفع المستوى الاقتصادي للبلاد؛ الحفاظ بقوة على النظام الأساسي. قد يبدو هذا متناقضا، ولكن في الواقع، وبموجب الشروط الموضوعية المشار إليها، ليس هناك شك على الإطلاق في أن السلطة السوفياتية في الوقت الحاضر لا تستطيع أن تضمن انتقال روسيا إلى الاشتراكية إلا إذا أنجزت عمليا هذه المهام الأساسية المتمثلة في الحفاظ على الحياة الاجتماعية وحل المشاكل. على الرغم من وجود البرجوازية والمناشفة والاشتراكيين الثوريين اليمينيين».
وقد تبلور رد فعل رأس المال ضد الجمهورية السوفييتية الناشئة مع التدخل العسكري الأجنبي لعدة بلدان - من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا واليابان - مما أجبرها على مواجهة حرب جديدة كلفت حياة الآلاف من الرجال والنساء وتدمير اقتصاد البلاد. في أكتوبر 1922، تم الاحتفال بانتصار الجمهورية السوفيتية بهزيمة الجيش الياباني في فلاديفوستوك، مما أدى إلى جعل المنطقة خالية من الغزاة.
كانت المؤامرة طويلة الأمد ومنهجية، وكانت هناك محاولات لتشكيل حكومات مناهضة للسوفييت والعديد من الهجمات الإرهابية. وكان لينين ضحيتهم. وقعت الأولى في أوائل يناير 1918، عندما كان لينين يغادر تجمعًا حاشدًا، برفقة أخته ماريا وأمين سر الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويسري فريتز بلاتن Fritz Platten، إذ تعرض لهجوم بشظايا. ولم يصب لينين بأذى، لكن بلاتن أصيب في ذراعه. في 30 أوت/أغسطس من نفس العام، تعرض لهجوم ثان، نفذه الحزب الاشتراكي الثوري (SR) فاني كابلان Fanny Kaplan التي أطلقت النار على لينين ثلاث مرات، مما أدى إلى إصابته بقذيفتين في كتفه الأيسر والرئة. وقد سمحت له صحته الجيدة بالتعافي بسرعة: بعد شهر، كان بالفعل في الكرملين، على رأس البلاد.
وبفضل مبادرته، تأسست رابطة الشبيبة الشيوعية، التي انعقد مؤتمرها التأسيسي في أكتوبر 1918؛ وفي العام نفسه، كتب كتابه ذي الرمزية الخاصة "الثورة البروليتارية والمتمرد كاوستكي"، والذي ندد فيه بخيانة كاوستكي والديمقراطية الاجتماعية لمسلمات الماركسية. حيث اعتبر لينين أن كاوستكي يتحدث عن الديمقراطية بشكل عام بدلا من الديمقراطية البرجوازية في الرأسمالية، التي لها مضمون طبقي واضح. «لقد تخلى كاوتسكي عن الماركسية، ناسيًا أن كل دولة هي آلة لاضطهاد طبقة من قبل طبقة أخرى، وأن الجمهورية البرجوازية الأكثر ديمقراطية هي آلة لاضطهاد البروليتاريا من قبل البرجوازية. إن دكتاتورية البروليتاريا، الدولة البروليتارية، آلة استعباد البرجوازية من قبل البروليتاريا، ليست "شكلا من أشكال الحكم"، بل دولة من نوع آخر. إن الخضوع ضروري لأن البرجوازية ستبدي دائما مقاومة شرسة لمصادرة ملكيتها. »4
وفي مارس 1919، نرى لينين في حدثين استثنائيين: مؤتمر الحزب الثامن الذي وافق على برنامجه الجديد والمؤتمر الأول للأحزاب الشيوعية في العديد من البلدان، والذي أسس، بمبادرة من لينين والحزب الشيوعي البلشفي الأممية الشيوعية. وجرى المؤتمر برئاسة لينين.
ففي الأطروحات حول الديمقراطية البرجوازية وديكتاتورية البروليتاريا التي قدمها إلى المؤتمر، قال رئيس الجمهورية السوفيتية: “إن التنظيم السوفييتي للدولة يتكيف مع الدور القيادي للبروليتاريا، الأكثر تركزًا وتعليمًا من قبل الرأسمالية. إن تجربة جميع ثورات وحركات الطبقات المضطهدة، وتجربة الحركة الاشتراكية العالمية، تعلمنا أن البروليتاريا وحدها هي القادرة على توحيد وقيادة الطبقات المتناثرة والمتخلفة من العمال والمستغلين وراءها.
إن التنظيم السوفييتي للدولة وحده هو القادر على تدمير الجهاز القضائي البيروقراطي القديم وجعله يختفي إلى الأبد، أي الجهاز البرجوازي الذي كان ويجب الحفاظ عليه حتماً في ظل الرأسمالية، حتى في أكثر الجمهوريات ديمقراطية. وهو ما يشكل عمليا أكبر عائق أمام تطبيق الديمقراطية لفائدة العمال والكادحين بشكل عام. لقد اتخذت كومونة باريس الخطوة الأولى ذات الأهمية التاريخية العالمية على هذا الطريق؛ وها هي السلطة السوفيتية تنجز الخطوة الثانية.
إن تدمير سلطة الدولة هو الهدف الذي وضعه جميع الاشتراكيين لأنفسهم، وفي مقدمتهم ماركس. وإذا لم يتحقق هذا الهدف، فلا يمكن تحقيق الديمقراطية الحقيقية، أي المساواة والحرية. إن الديمقراطية السوفييتية أو البروليتارية وحدها هي التي تؤدي عمليا إلى هذا الهدف، لأنها من خلال جذب المشاركة الدائمة التي لا غنى عنها في قيادة الدولة إلى المنظمات الجماهيرية للعمال، فإنها تبدأ على الفور في الإعداد للانقراض الكامل لكل دولة.

هوامش
1 إليو بولسانيلو. تاريخ موجز وموضح للينين.
2 انظر: تاريخ الحزب الشيوعي (ب) لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.
الصفحة 312
3 ف. لينين. المهام المباشرة للسلطة السوفيتية
4 لينين. الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افريقيا ... مستقبل العالم
- هل هي نهاية حقبة -افريقيا الفرنسية-؟
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء السادس)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء الخامس)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء الرابع)
- مائة سنة بعد وفاته، تعاليم لينين إرث الطبقة العاملة على طريق ...
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (النص كاملا)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء الثالث)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي لينين (الجزء الثاني)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء الأول)
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (ج 4/4)
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (ج 4/3)
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (ج 4/2)
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (ج 1/4)
- 29 نوفمبر بين الرياء الرسمي والتضامن الشعبي
- الشيوعيون بالمكسيك يحشدون الجماهير لنصرة فلسطين
- الحركة الماركسية اللينينية والدعم اللامشروط للمقاومة الفلسطي ...
- الحركة الماركسية اللينينيّة والدعم اللامشروط للمقاومة الفلسط ...
- مع الشعب الفلسطيني، ضد الصهيونية والإمبريالية
- خيانات الحكام العرب للقضية الفلسطينية تاريخ لا ينتهي...


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
- تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا ...
- برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
- إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات ...
- المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان ...
- استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س ...
- استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
- جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل ...
- إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
- إضراب عمال “النساجون الشرقيون”


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء السابع)